مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

متى وقعت غزوة حنين

بواسطة: نشر في: 14 نوفمبر، 2022
مخزن

متى وقعت غزوة حنين

وقعت غزوةُ حُنين بشهر شوّال من العام الثامن هجرية، عقب فتح مكّة، وتُعتبر أحد أكبر وأخطر الغزوات بتاريخ المسلمين والإسلام، والبعض من العُلماء ذكر أنّها وقعت بالخامس من شوّال عام ثمانية هجرية، حيث استدلّوا على ذلك بقول ابن مسعود رضي الله عنه أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم مكث بمكّة عقب فتحها خمس عشرة ليلة، وقال البعض إن تاريخ غزوة حنين كان يوم السبت الموافق السادس من شهر شوال، وأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وصل بالمُسلمين لحُنين في مساء الثُلاثاء بالعاشر من شوّال.

واستدلّوا على ذلك بأنّ فتح مكة كان بالعشرين من شهر رمضان، فتوجّه الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها بحوالي خمسَ عشرةَ ليلة لحُنين بالسّادس من شوّال، ويذكر أن غزوة حُنين ترتبط بفتح مكّة؛ إذ أنها كانت مُتمّمة له، والتعرف على تاريخها يعتمد على معرفة التاريخ الذي تم فتح مكّة به، ومدّة الإقامة بها، كما وتُسمّى غزوة حُنين بغزوة هوازن.

أسباب غزوة حنين

يرجع السبب من غزوة حنين لخوف قبيلتيّ ثقيف وهوازن من أن يغزوهم النبي صلى الله عليه وسلم عقب أن فتح مكة، وخضوع قريش له، فعزموا على مقاتلته واتخذوا قرار السّير لحرب المسلمين وكان ذلك بقيادة مالك بن عوف، علاوةً على من انضمّ لهم من القبائل القوية الأخرى التي رفضت الخضوع والاستسلام للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء عقب ما حققوه من انتصار بعد فتح مكة.

وخضوع العديد من القبائل المجاورة لهم راغبة أو راغمة، وعقب أن اجتمعوا وسمعوا بالفتح الإسلامي الكبير الذي حقّقه النبي صلى الله عليه وسلم بمكّة؛ قرّروا أن يهاجموه قبل مهاجمته لهم، فقاموا بإعداد العدّة المادية والبشرية، لكنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان عازماً على اللحاق بعبدة الأوثان، والقضاء على جميع معاقل الشرك بالجزيرة العربية.

وبعد خضوع أغلب قبائل الجزيرة العربية للمسلمين باستثناء قبيلتي ثقيف وهوازن، كان من الضروري أن تحدث المواجهة معهم، وحين بلغ النبي صلى الله عليه سلم أنَّهم قد تجمّعوا ثم أخذوا في التّحرك باتجاه وادي أوطاس؛ وهو وادٍ قريب من وادي حنين، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بغاية قتالهم، وكان ذلك على رأس جيشٍ بلغ عدده اثني عشر ألفاً، عقب أن ولّى للصحابي عتاب بن أسيد أمر مكة، وترك معاذ بن جبل حتى يُعلّم النّاس من القرآن الكريم أمور دينهم، والأحكام والسنن والفقه.

عدد المشركين في غزوة حنين

بلغ عدد جيش المسلمين في ذلك الوقت اثني عشر ألف مقاتل مسلم تقريبًا، واللذين لم يكونوا فقط من الصحابة بفرعيهم الأنصار والمهاجرين، ولكن كانوا ممن دخل حديثًا إلى الإسلام من أهل مكة المكرمة.

أمّا عن جيش هوازن فقد بلغ تعداده ما يقترب من ثلاثين ألف مقاتل تقريباً، ولعل من أهم ما ميّز تلك المعركة عن غيرها من المعارك الأخرى هو ما دخل إلى قلوب المسلمين من اغترار، نتيجة كثرة عددهم، وكانت تلك هي أول مرة يغتر بها المسلمون بعددهم.

تفاصيل غزوة حنين

إن غزوة حنين تعد أحد أكثر المعارك التي كانت سببًا في تعلّم المسلمين درساً قاسياً منها لن ينسوه، فقد وقعت تلك الغزوة بعهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عقب فتح مكة المكرمة، وكانت أحداث تلك المعركة وقعت تحديداً بالعام الثامن من الهجرة النبوية الشريفة، بالعاشر من شهر شوال، حيث وقعت المعركة بين المسلمين من جهة وقبيلتي هوازن وثقيف من جهة أخرى، بالوادي الواقع ما بين من مكة المكرمة والطائف، وهو الوادي المعروف باسم وادي حنين.

وحينما وصل الرسول بجيشه للوادي المحاط من جهتيه اليمنى واليسرى بالأشجار، وجه أحد أصحابه الأمر بصعود الجبل والنظر للتعرف حول ما إذا كان هناك كمين أم لا، وحينها نزل الصحابي وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم وجود شيء، فقام الرسول بتقسيم الجيش ثم هم بالنزول، فكان أول النازلين خالد بن الوليد، فإذا بهم يجدوا جيش العدو يقوم بمهاجمتهم من بين الأشجار ويهاجم، وبدأ جيش المسلمين في الانخذال، والبعض منهم أخذ بالفرار، فنادى عم الرسول العباس الذي له صوت جهوري على الناس ليعودوا ويلتفوا حول النبي الأعظم، فالتف المسلمون حول الرسول صلى الله عليه وسلم مرّة أخرى حتى انتصروا، فقد أيّدهم الله جل وعلا من عنده بجنود كانوا عونًا للمسليمن ورديفاً.

نتائج غزوة حنين

وصف الله جل وعلا الأحداث التي وقعت بمعركة حنين بقوله تعالى في سورة التوبة الآية 25، 26 (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ، ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)، ولكنَّ المعركة لم تتوقف عند ذلك الحدّ؛ حيث قام المسلمين بمطاردة الأعداء ممن تفرّقوا لثلاثة أماكن على النّحو التالي:

  • ذهبت طائفةٌ لمنطقة أوطاس؛ وبها قام المسلمون بمطاردتهم وكان ذلك بقيادة أبي عامر الأشعري الذي استُشهد بالمناوشات التي انتصر المسلمون بها.
  • ذهبت طائفة لمنطقة نخلة؛ وبها طاردهم المسلمون وقُتل بالمناوشات هناك من المشركين دريد بن الصمّة على يد ربيعة بن رفيع.
  • ذهبت طائفة لمنطقة الطائف؛ وكان العدد الأكبر من المشركين ذهب هناك، وهو مّا دفع النبي صلى الله عليه وسلم لمتابعتهم بنفسه عقب أن جمع الغنائم، وهناك حدثت غزوة الطائف التي كانت تعد بمثابة امتداداً لغزوة حنين؛ حيث إن أغلب أفراد ثقيف وهوازن دخلوا بمنطقة الطائف وتحصّنوا فيها، وكان قائدهم على رأسهم وهو مالك بن عوف، ثم سلك النبي صلى الله عليه وسلم للطائف، وأمر أن يتم هدم حصن مالك بن عوف، ثم حاصر أهل الحصن لوقت طويل اختلف به أهل السِّير.

وقد وزّع الرسول صلى الله عليه وسلم جميع غنائم حنين عقب الانتهاء من غزوة الطائف، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم جمع الغنائم وحبسها في منطقة الجعرانة، وأمَّن مسعود بن عمرو الغفاري عليها، وقُسّمت عقب الانتهاء من غزوة الطائف، والتي بلغت أربع آلاف أوقية فضة، وأربعةً وعشرين ألفاً إبل، وما يزيد عن أربعين ألفِ شاة.

المراجع

متى وقعت غزوة حنين

جديد المواضيع