ابحث عن أي موضوع يهمك
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على الوصية التي أوصى بها لقمان ابنه، حيث كان لقمان شديد الحكمة والذكاء والفطنة، يُعرف عنه أنه كان كثير التفكر بخلق الله سبحانه وتعالى وقدرته وإبداعه كما روى عنه أنه كان كثير الصمت قليل الكلام وإذا تكلم بالحكم والمواعظ التي تفيد الناس وتوجههم في العديد من المواقف العصيبة التي تعمل على عرقلة حياتهم، رزق الله سبحانه وتعالى لقمان بولد وكان أقرب الناس إليه ويحبه بشدة، وقيل عنه أنه كان رقيق القلب رحيم به وغرس بابنه القيم والمبادئ السامية.
وأنشأه على حب الله وطاعته وعلمه ما تعلمه وما أعطاه الله تعالى من علم وحكمة فقد أوصى لقمان الحكيم لابنه بعشر وصايا ليتبعها في حياته لتكون له رزق في الدنيا والآخرة، وكانت أهم تلك الوصايا ” أن لا يشرك بالله تعالى شيئاً وأن يُحسن عبادة الله سبحانه وتعالى، كما أخبره أن الشرك ظلم عظيم للنفس”، وهذا ما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، “- لمَّا نزلت : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذلِكَ علَى المسلِمينَ فقَالوا : يا رسولَ اللَّهِ وأيُّنا لا يظلِمُ نفسَهُ ؟ قالَ : ليسَ ذلِكَ إنَّما هوَ الشِّركُ ألَم تسمَعوا ما قالَ لقمانُ لابنِهِ : يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
يُعد الشرك بالله من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وهو ذنب غير مفغور، والدليل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم في سورة النساء في الآية رقم 48 “ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا“، ويكون للمشرك عقاب شديد في الدنيا والآخرة، حيث عذب الله تعالى المشركين الذين أعرضوا عن رسالة الرسل والأنبياء، واستكبروا عن عبادة الله سبحانه وتعالى، وعدهم الله بنار جهنم خالدين فيها في الآخرة، والشرك بالله سبحانه وتعالى.
يظلم العبد نفسه في حالة الشرك بالله ويكون هذا الظلم عظيم ولذلك حذر الله من الشرك به، ومن ثم يقود الفرد نفسه للعقاب في الدارين الأولى والآخرة، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذر الصحابة من الشرك بالله وذكر أنواع الشرك ليبتعدوا عنه وعن مقدماته، ويجب أن ننوه أن الشرك بالله نوعان هما الأصغر وذلك الذي لم يخرُج عن ملة الإسلام ومن ثم لا يكون على هذا الفرد الخلود في نار جهنم ولكنه يذوق العذاب فيها على ما أشرك به.
والنوع الثاني من الشرك بالله هو الشرك الأكبر وهو الذي يكفر صاحبه ويرده عن الدين الإسلامي ومن ثم يتوجب خلوده في نار جهنم ليوم القيامة وينطوي تحت هذين النوعين فصول عديدة وصور كثيرة للشرك وجب للمسلم أن يتجنبهما ويبتعد عن مقدماتهما وعلى المؤمن أن يتذكر دائماً ما أول وصية وصى بها لقمان لابنه وهي ألا يشرك بالله تعالى فيخلص النية لله سبحانه وتعالى في قيامه وقعوده وعبادته وصلاته وعمله لينال رضاه وثوابه وجنته الواسعة بإذن الله تعالى وينجو من عذاب النار يوم القيامة والله أعلم.
رزق الله -سبحانه وتعالى- لقمان بالحكمة وسداد الرأي وحسن وطيب القول والفعل ورزقه بالولد الصالح كان أحب إليه من نفسه، وزرع الصلاح في قلبه منذ صغره، وأعطاه من العلم الذي أتاه من الله -سبحانه وتعالى- ووصى ابنه بعشر وصايا لتكون ذخير في حياته في الدنيا والآخرة، وعلمه المبادئ والقيم، وكان يهدف بذلك إلى تعلم ذلك لأحفاده، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الوصايا بالتفصيل:
أن العبرة المستفادة من وصايا لقمان لابنه أن الشرك بالله من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب التي لا يغفرها الله، كما وصاه بحسن التعامل مع الوالدين ولاسيماً للأم، كما يعد أمر تربية الوالدين لأبنائهم تربية حسنة، وتكون أساس التربية على الدين الإسلامي الذي ينقي في قلوب الأبناء، فيقطف الأبناء ثمار هذا النبات في كبرهم، فإن مشى كل فرد في المجتمع على هذا المنهج الحكيم، وعاد كسابق عهده كما أسسه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة رضوان الله عليهم، فكل فرد في المجتمع يؤثر ويتأثر بما حوله ووصايا لقمان الحكيم يجب أن تكون دستوراً في كل أسرة يمتثل جميع الأفراد، فتعيش الأسرة في طاعة الله وحبه والإخلاص وطاعة الوالدين واحترام المجتمع.
أول ما أوصى به لقمان ابنه هو التحذير من الشرك بالله.
ابن لقمان هو صاحب الدار هو إبراهيم بن لقمان، هو قاضي ووزير عاصر الأيوبيين والمماليك في مصر.