في معظم الأحيان لا يشعر الأشخاص المصابون بسرطان العظام بأي نوع من الأعراض أو الآلام التي تجعلهم يشعرون بأنهم مصابون بأحد أنواع الأورام السرطانية، ولكن في بعض من الحالات الاستثنائية يبدأ المريض بأن يشعر بألم بالغ للغاية، وفي هذه الحالة، فمن الممكن أن نقول بأن الشخص حينها يعاني من سرطان العظام، ولكن بدرجة متطورة وشديدة الخطر، ومن أكثر الأعراض الشائعة التي تظهر على المصاب بسرطان العظام تتمثل فيما يلي:
الألم
يُعد هذا العرض من أكثر الأعراض شيوعاً لدى المصابين بسرطان العظام حيث أن المصاب بورم سرطاني بالغ وخطير في أي من العظام يبدأ في أن يشعر بأن هذا العصب ملتهب للغاية؛ مما يجعل المريض يكون غير محتمل للآلام الناجمة عن ذلك العصب.
في بداية الإصابة بسرطان العظام يكون الألم غير ثابت وغير مستقر، فمن الممكن أن يشتد في لحظة، ويهدأ في اللحظة التالية، ولكنه في أغلب الأحيان ينشط الألم بصورة بالغة في الساعات المتأخرة من الليل.
علماً بأن الألم يزداد عندما يتم استخدام العظام الملتهبة، فعلى سبيل المثال عندما يشعر المريض بأنه يعاني من ألم بالغ في الساق عندما يقوم باستخدامه في أي مجهود حتى وإن كان بسيطاً كالمشي البطيء مثلا.
وفي عدة حالات يشعر المريض بأن الوجع متزايد في حالة أن يقوم المريض بالتنفس، حيث يزداد معدل الوجع في حالة الشهيق.
وفي حال إن استمر هذا الآلام لدى المريض لطوال الساعات اليومية سواء ليلاً أو نهاراً، فهذا يدل على أن الورم السرطاني بدأ في أن يتفاقم.
التورم
لا يظهر التورم في المناطق المصابة بالورم السرطاني إلا بعض مرور فترة زمنية من الوقت، ففي هذه الحالة يبدأ المصاب بالسرطان بأن يلاحظ وجود تورم في مجموعة من العظام، وهذا التورم يكون مصاحباً له ألماً يظهر عندما يتم الضغط على تلك المنطقة.
ومن الممكن أن يشعر المريض عند ملامسته لهذه العظام بأن هناك كتلة موجودة في هذا المكان، وخصوصاً إذا كان هذا الورم السرطاني كامناً في الرقبة حيث أن الأشخاص المصابين بالآلام بالغة في الرقبة يكونون أكثر عرضة بأن يشعروا بأن هناك تورماً في الجزء الخلفي للحلق؛ مما ينتج عن هذا التورم مشكلات عدة خاصة بصعوبة البلع أو التنفس.
ضعف العظام وتكسرها
كافة الأورام السرطانية تعمل على ضعف العظام الكامنة في جسم الإنسان بوجه عام، وهذا ما يجعل الإنسان المصاب بسرطان العظام معرضاً أكثر من غيره للإصابة بالكسور.
عادة ما يحدث الكسر في تلك المناطق التي كانت تؤلم المريض المصاب بالسرطان في الأوقات السابقة، فعلى سبيل المثال فالأشخاص الذين كانوا يعانون من أي من الكسور في التي تكمن في جانب معين من العظام يكونون دائمي الشعور بألم شديد في العظام الموجودة في هذا الجانب، وهذا يدل على أن تلك العظام كانت ملتهبة في الأشهر السابقة.
أنواع سرطان العظام
سرطان العظام واحد من الأورام السرطانية التي من الممكن أن تصيب أي نسيج عظمي موجود في جسم الإنسان، لذلك يمتلك سرطان العظام عدة أنواع تتضح فيما يلي:
الورم الغزني العظمي: هذا النوع من الأورام السرطانية عادة ما يصيب العظام الموجودة في منطقة الركبة أو الذراع العلوي لجسم الإنسان، ويكون هذا النوع موجهاً في الأساس على الخلايا النسيج العظمية القاسية.
الورم الغضروفي: هذا الاسم يطلق على الأورام السرطانية التي تصيب منطقتي الحوض وأعلى الساق والكتف، علماً بأن هذا النوع يكون مكوناً من عدة خلايا نسيجية آتية من الغضروف، وفي عدة أحياناً أخرى قد يحتوي هذا النوع على خلايا حميدة ليست سرطانية، ولكن في غالبية الأوقات تكون تلك الخلايا عبارة عن عظام سرطانية، فيتم تسميته حينها باسم الورم الغرني عظمي.
أورام يوينغ السرطانية العائلية: يهاجم هذا الورم السرطان عادة العامود الفقري، ويحدث هذا النوع نتيجة إلى حدوث رخوة في بعض الأنسجة العظمية، مثل النسيج العضلي أو الدهني أو الأوعية الدموية بوجه عام، تشير عدة دراسات إلى أن هذا النوع يعود منشأه إلى مجموعة من الأجزاء الأولية الخاصة بالأجهزة العصبية التي تكمن في النسيج العظمي المصاب برخوة في أنسجته.
السركوما العظمية: إن السركوما العظمية أو كما يطلق عليها البعض ساركوما عظيبمة هي من الأورام الخبيثة في العظام والتي يأتي مصدرها من الخلايا المنتجة في العظام نفسها، وتتميز بكونها تشكل مادة يطلق عليها مادة أوستيويد وهي من المرحلة الأولى في عملية تكوين العظام، وتجدر بنا الإشارة هنا إلى كون هذه الحالة المرضية تنشأ لدى البالغين بصورة أكبر في مراحل النمو وذلك لكونها تنمو في عظام الكتف أو الركبة أو الفخذ كما إنها تملك أفضل فرص الشفاء مقارنةً مع باقي أنواع السرطانات الأخرى، ولكن في حال تمكنها من الشخص تكون من أصعب الأنواع ف العلاج وقد لا تعالج على الإطلاق، كما إنها هي المسؤولة عن التورم الذي يحدث في خلية بانية الغضروف وفي الخلية الليفية، وكذلك في الفراغات التي تمتلئ بالدم في حال تفاقم المرض مع زيادة التورم.
علاج سرطان العظام
يوجد عدة طرق علاجية يلجأ إليها المرضى المصابون بسرطان العظام حسب الحالة الخاصة بكل مريض على حدا، حيث يقوم الطبيب المختص بتحديد الطريقة الأنسب لعلاج كل مريض من بين الطرق التالية:
العلاج الكيميائي: ويُسمى العلاج الكيماوي كما يطلق عليه العديد من الناس، وهذا النوع يستخدم فيه مجموعة من الأدوية الكيميائية التي تهاجم الأورام السرطانية.
العلاج الإشعاعي: هذا النوع يتم فيه توجيه مجموعة عالية من الطاقات النابعة من إشاعاتX-ray بشكل مكثف على المريض، وذلك من أجل أن يتم قتل كافة الخلايا السرطانية الموجودة في جسم المريض، ولكن يجب التنويه بأن هذا النوع يتم اللجوء إليه بعدما يقوم المريض بإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم السرطاني.
إجراء العمليات الجراحية: هذه الطريقة من العلاج تعتبر من أكثر الطرق الشائعة التي يتم اللجوء إليها من أجل القضاء على الورم السرطاني، حيث أنه يتم فيها إزالة واستئصال الورم السرطاني بالكامل، بالإضافة إلى مجموعة من الأنسجة الملتهبة المحيطة بهذا الورم.
إجراء جراحات عبر برودة شديدة: تُعد هذه الطريقة واحدة من الطرق العلاجية المستحدثة التي يتم فيها اللجوء لاستخدام النيتروجين من أجل تجميد الخلايا السرطانية وتدميرها.
أسباب سرطان العظام
إن أسباب الإصابة بسرطان في العظام تختلف من حالة إلى أخرى على حسب نشأة المرض، وهو بصدد ذلك يختلف إلى نوعين، النوع الأول وهو سرطان العظم الأولي والثاني هو سرطان العظم الثانوي أو كما يطلق عليه البعض سرطان عظم نقيلي، ففي حالة السرطان العظمي النقيلي نجد أن السرطان ينشأ في مكان مختلف من الجسم، ولكن يكون في مرحلة لاحقة يتنقل إلى العظام، فعلى سبيل المثال إن كان شخص ما مصاب بسرطان البروستاتا فقد يصاب بسرطان في العظام ولكنه يبقى تصنيفه الأساسي على أنه سرطان بروستاتنا وإن كان تسبب في حدوث إصابة بسرطان في العظام، ويعد سرطان النقيلي من أشهر أنواع السرطانات انتشارًا وشيوعًا من أنواع سرطانات العظام الأولى والذي يصيب خلايا نخاع العظم الناضجة، كما إن أمراض السرطانات تضمن أمراض مثل اللوميميا والمايلوما المتعددة.
يجدر بنا أن نشير هنا إلى كون السرطانات التي تصيب العظام بشكل أولي لا يوجد سبب علمي واضح لكفيفة نشأتها أو تطورها، كما ننوه هنا إلى أن البالغون المصابون بداء باجيت في عظامهم وهي من الحالات التي تؤدي إلى حالة من حالات الإنتاج الشاذ لخلايا العظام الجديدة من أكثر الناس عرضة للإصابة بسرطان في العظان أو سركاومة عظمية، وهناك أيضًا بعض الحالات الأخرى ولكنها قليلة نوعا ما يكون فيها العنصر الوراثي له أثر في الإصابة بسرطان العظم، ومن أمثلة ذلك ما يلي ذكره:
متلازمة لي فراوميني: تعتبر تلك الحالة من الحالات التي يتزايد فيها خطر الإصابة بأمراض السرطان المتنوعة، بما في ذلك سرطان العظام وسرطان الثدي وسرطان المخ وغيرها من الأنواع الأخرى.
متلازمة رثمونوند تومسوت: تعد هذه الحالة المرضية من أكثر الحالات التي يمكنها أن تتسبب في إصابة المريض بها بسرطان في العظام، ويعود ذلك لكونها حالة تؤدي إلى مشاكل في الهيكل العظمي وبعض مشكلات الطفح كما أنها من الحالات التي تزيد من خطر سرطان العظام.
الأعران المتعددة: إن الأطفال الذين يحملون هذا النوع من الأمراض بشكل وراثي هم الأكثر عرضة للإصابة بكتل غضروفية على العظام، وهو أكثر خطر في الإصابة بساركومة العظام، ومن المحتمل للغاية أن يصابون بمرض سرطان العظام.
الإصابة بالورم الأورمي الشبكي: إن الأطفال المصابون بذلك النوع الغير منتشر من سرطان العين هم أكثر الناس عرضة للإصابة بسرطان العظام.
عوامل الخطر
هناك العديد من العوامل التي توصل لها الكثير من الأطباء واكتشفوا كونها تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام في مراحل متقدمة منه، ومن ضمن تلك العوامل ما يلي:
أي نوع من المتلازمات الوراثية حيث إن المتلازمات التي يصاب بها الأشخاص بشكل وراثي من شأنها أن ترفع خطر التعرض لسرطان في العظام.
إن العلاج الإشعاعي الذي يتم به علاج أنواع متعددة من السرطان الأخرى أو حتى سرطان العظام نفسه، لا سيما إن تلقى المريض جرعات عالية من ذلك الإشعاع من شأنه أن يتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان في العظام بشكل مستقبلي.
قد تؤدي الكثير من الأمراض المزمنة مع الأدوية التي يتم أخذها في علاجها إلى حدوث اضطرابات عديدة في الجسم مما يؤثر على الخلايا السرطانية الغير نشطة ويجعلها تنشط في بعض الحالات، ويؤدي في النهاية إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات من ضمنها سرطان العظام.
أسئلة شائعة
متى يكون ألم العظام خطير؟
هناك عدة حالات يكون فيها الألم الخاص بالعظام يشكل خطراً على حياة الإنسان، وعادةً ما يكون هذا الألم يظهر بشكل بالغ في الساعات الليلة المتأخرة وغالباً يكون هذا الألم ناتجاً عن مجموعة من الأمراض التي يصاب بها الأشخاص المعرضون للإصابة بسرطان العظام، مثل الأشخاص الذين يعانون من نتوءات في العظام أو أي من التشوهات التي تكمن في العظام، وكذلك للأشخاص الذين يعانون من هشاشة شديدة من العظام، أو أي من الأشخاص الذين تعرضون لأي من الكسور في العظام.
هل يظهر سرطان العظام في تحليل الدم؟
نعم من الممكن أن يُظهر التحليل بأن الشخص مصاب بسرطان العظام؛ حيث إن هناك فحصاً يتم عبر الدم يجرى للمرضى من أجل الكشف عن هل هناك إصابة بسرطان الدم أم لا، فهذا الفحص يتم فيه حقن مادة مشعة للمريض عن طريق وعاء دموي، حتى تتمكن تلك المادة من أن تنتقل عبر الدم، وتتجمع في العظام، ويتم الكشف عنها بواسطة ماسح ضوئي، ويُعد هذا الاختبار واحد من الاختبارات الحساسة التي تستطيع أن تكشف على كافة الأورام الصغيرة في الجسم قبل ظهورها، وذلك من خلال عمل صورة شعاعية سينية.
ما هو الألم الذي يشعر به مريض السرطان؟
هناك العديد من مرضى سرطان العظام الذين لا يشعرون نهائياً بأي من الآلام إلا، في حين أن يبدئوا المراحل العلاجية للمرض، ولكن هذا لا يمنع بأن هناك بعضاً من الأشخاص الذين يشعرون بعدة الآلام من قبل البدء في مرحلة العلاج، ولكن هذه الحالات تكون حرجة للغاية، أي تكون حالات تعاني من انتشار الورم السرطاني في عدة أجزاء من الجسم.