مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما هي اقسام الشفاعة

بواسطة: نشر في: 9 سبتمبر، 2022
مخزن

ما هي اقسام الشفاعة

إن الشفاعة تنقسم إلى نوعين، النوع الأول وهي الشفاعة الشرعية المثبتة، والنوع الثاني وهي الشفاعة الغير صحيحة والباطلة، وسوف نتناول من خلال مخزن المزيد من المعلومات عن أقسام وأنواع الشفاعة في الإسلام.

الشفاعة الشرعية المثبتة

  • وهي الشفاعة المقبولة، التي تطلب وجود وتوافر شروط الشفاعة التي سوف نتناولها فيما بعد، وهم رضا الله عن الشافع، ورضا الله عن المشفوع له، وإذن الله -عز وجل- للشافع أن يشفع.
  • كما جاء في قوله تعالى بالآية رقم 26 من سورة النجم: “وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ”.

الشفاعة الشركية المنفية

  • وهي الشفاعة للكافرين الذين لا تنفعهم شفاعة.
  • كما جاء في الآية رقم 48 من سورة المدثر: “فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين”.

أنواع الشفاعة الشرعية المثبتة

وبعد أن توصلنا من خلال الفقرة السابقة إلى أنواع الشفاعة وأقسامها، فسوف تتجلى من خلال السطور التالية أنواع الشفاعة المثبتة.

  • الشَّفاعة العظمى: هي الشفاعة الأولى التي تكون بعد البعث والحشر، ووقوف الناس في موقف القيامة منتظرين شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- بدخول أهل الجنة الجنة: وهي الشفاعة التالية للشفاعة العظمى، ويشفع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- للعباد في حال توافر شروط الشفاعة، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا».
  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في عمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب: فعم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا طالب مات وهو كافر، وبذلك لا يخرج من النار أبدا، لكن النبي يشفع له عند الله ويخفف العذاب عنه.
  • الشفاعة في خروج الموحدين من النار: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النَّبي قال صلى الله عليه وسلم: « يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ».
  • الشَّفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها: فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لاَ يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا؛ إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ»
  • الشَّفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة: والجدير بالذكر أن هذه الشفاعة تكون بفضل ما جعله الله من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض، ففي حديث أم سلمة ودعاء النَّبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي سلمة حين توفي فقال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ».
  • شفاعة النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوم من أمته يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب: والتي سوف تتجلى في شفاعة النَّبي -صلى الله عليه وسلم- لعكاشة بن محصن -رضي الله عنه- أن يجعله من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب.

تعريف الشفاعة لغتا واصطلاحا

  • الشفاعة في اللغة هي مأخوذة من الشفع الذي هو ضد الوتر، وهي أن يجعل الوتر شفعا.
  • أما الشفاعة اصطلاحا فهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.

معنى الشفاعة في القرآن الكريم

ذكرت الشفاعة في القرآن الكريم بأكثر من موضع ولأكثر من هدف، ومن أجل ذلك سنتناول من خلال السطور التالية أبزر الآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ الشفاعة ومعناها.

  • جاء في القرآن الكريم في قوله -تبارك وتعالى- بالآية رقم 22 من سورة الزمر: “قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “.
    • والشفاعة هنا لله -عز وجل- وحده، فهو من يشفع ويغفر ويرحم، وهو خالق السموات والأرض، وفي النهاية الحياة ما هي إلا فترة زمنية تمر على الإنسان؛ ومن ثم يعود إلى خالقه.
  • وجاء لفظ الشفاعة أيضا في قوله تعالى بالآية رقم 18 من سورة غافر: “ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع”.
    • وهذا الآية الكريمة تشير إلى الظالمين الذين طغوا وازدادوا سوءا في ظلمهم وطغيانهم ولم يتوبوا إلى الله، ففي يوم القيامة والحساب لن يجدوا من يشفع لهم كغيرهم.
  • وورد أيضا في الآية رقم 28 من سورة الأنبياء في قوله تعالى: “يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ”.
    • ومعنى الشفاعة هنا في الآية السابقة أن الله -عز وجل- عليم بما تخفي الصدور ولا تخفى عليه خافية، ولن ينل عباد الله الشفاعة إلا  من ارتضى بحكمة وقضائه وخشاه في جل الأمور وأصغرها.

الشفاعة عند أهل السنة

  • فالشفاعة عند أهل السنة نستدل عليها من خلال قول أحمد ابن حنبل عن مفهوم الشفاعة يوم القيامة: “من صلّى على محمد وقال: اللهم انزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي).
  • والشفاعة عند البخاري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة).
  • وقال عوف بن مالك الأشجعي: قال رسول الله: (أتدرون ما خيرني ربي الليلة، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: هي لكل مسلم).

أول من يشفع للناس يوم القيامة

في حقيقة الأمر أن الكثير من المسلمين يتساءلون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية عن أول من يشفع للناس في يوم القيامة، ولعلنا نتناول إذن الإجابة عن هذا السؤال من خلال السطور القادمة.

  • الجدير بالذكر أن أول من يشفع للمسلمين في يوم القيامة هو نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ولعلنا نوضح حقيقة هذا القول من خلال ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا”.
  • فالشفاعة في يوم القيامة أمر حقيقي أشار إليه الله -عز وجل- في الآية رقم 22 من سورة الزمر: “قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “.
  • وعن ابن جبر عن الشفاعة يوم قيامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: (أعطيت خمساً لم يعطهّن أحدٌ قبلي، وأعطيت الشفاعة ولم يعط نبيٌّ قبلي).

من هم الشفعاء يوم القيامة

توصلنا من خلال الفقرة السابقة إلى أن أول من يشفع للمسلمين في يوم القيامة هو نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول الشفعاء، فمن هم الشفعاء الآخرون إذن للناس في يوم القيامة؟ هذا ما سوف نقوم  بالإجابة عنه من خلال الآتي.

  • أول الشفعاء للمسلمين يوم القيامة: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونستدل على ذلك من خلال ما ورد في صحيح البخاري: (ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ).
  • ثاني الشفعاء للناس يوم القيامة: هم جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فيَقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: شَفَعَتِ المَلائِكَةُ، وشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وشَفَعَ المُؤْمِنُونَ، ولَمْ يَبْقَ إلَّا أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ مِنْها قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قدْ عادُوا حُمَمًا).
  • ثالث الشفعاء للناس يوم القيامة: هم الملائكة، ونستدل على ذلك من خلال الآية رقم 5 من سورة الشورى، في قول الله عز وجل: “وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ”.
  • رابع الشفعاء للناس يوم القيامة: الشهداء، فنجد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثمَّ يُقالُ: ادعُوا الشُّهداءَ، فيَشفَعونَ لمَن أرادُوا، قال: فإذا فعَلَتِ الشهداءُ ذلك، قال: يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أرحَمُ الراحمينَ).
  • خامس الشفعاء للناس يوم القيامة: عباد الله الصالحين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيْ ربَّنا، عبادٌ من عبادِكَ كانوا معنا في الدُّنيا، يُصلُّونَ صلاتَنا، ويُزكُّونَ زَكاتَنا، ويصومونَ صيامَنا، ويَحُجُّونَ حَجَّنا).
  • سادس الشفعاء للناس يوم القيامة: بلا شك الشفيع السادس هو القرآن الكريم، فيأتي القرآن الكريم شفيع لأصحابه يوم القيامة، ولا سيما قراءة سورة الملك يوميا قبل النوم، وعن فضل القرآن الكريم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلَّموا القرآنَ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شافعًا لأصحابِه وعليكم بالزَّهْراوَيْنِ: البقرةِ وآلِ عِمرانَ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ أو كأنَّهما غَيَايَتانِ أو فِرْقانِ مِن طيرٍ تُحاجَّانِ عن أصحابِهما).

ما هي شروط الشفاعة

أما بالنسبة إلى شروط الشفاعة للمسلمين يوم القيامة فتتجلى في ثلاثة شروط فقط، وسوف نتناول من خلال السطور القادمة كلا من شروط الشفاعة على حدة:

الشرط الأول

أن يرضى الله عز وجل عن الشافع، كما جاء في قوله تعالى في الآية رقم 26 من سورة النجم: “وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى”.

الشرط الثاني

أن يرضى الله -عز وجل- عن المشفوع له، كما جاء في قوله تعالى في الآية رقم 28 من سورة الأنبياء: “يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ”.

الشرط الثالث

والشرط الثالث في الشفاعة هو إذن الله -عز وجل- للشافع أن يشفع، كما جاء في قوله تعالى في الآية رقم 255 من سورة البقرة: “مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ”.

ونستدل على الشرط الثالث للشفاعة من خلال قول أبي سعيد الخدري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم، فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة).

المراجع

ما هي اقسام الشفاعة

جديد المواضيع