تتوقف الطرق التي يمكن من خلاها التخلص مما يتراكم في الكلى من أملاح وفق السبب في تراكمها، كما يتوقف على حجم الحصوة التي كونتها هذه الأملاح، وبناءًا على ذلك يوجد طريقتين يمكن من خلال اتباع أحدهما التخلص من أملاح الكلى، وهو ما سنوضحه تفصيلًا فيما يلي:
التخلص من حصوات الكلى صغيرة الحجم
يمكن التخلص من الحصوات التي تتكون في الكلى نتيجة الأملاح بها حين تكون الحصوات صغيرة الحجم من خلال اتباع مجموعة من العادات والنصائح الطبية ولعل من أهمها تناول كميات كبيرة من الماء بشكل يومي، وإن صاحب هذه الحصوات الألم خلال الاستلقاء على الظهر، أو حين الجلوس لوقت طويل يمكن حينها الحصول على مسكنات الألم، وإن لم تأتي تلك الطرق بالنتيجة المرجوة يمكن اللجوء إلى الطبيب حتى يصف للمريض الدواء المناسب والذي غالبًا ما يتنوع بين حاصرات ألفا (alpha blockers) والتي يتمثل دورها في إرخاء عضلات الإحليل والذي بدوره يخرج الحصوة من الكلى للمثانة البولية، والتي تخرج من الجسم تمامًا عن طريق البول.
التخلص من حصوات الكلى كبيرة الحجم
لا يمكن التخلص من ذلك النوع من حصوات الكلى بالطرق السابق ذكرها والتي يتم اللجوء إليها عند الإصابة بالحصوات الصغيرة، حيث يتطلب التخلص منها الاعتماد على جراحة المنظار، أو الموجات الصوتية، أو الخضوع للتدخل الجراحي، وفي القليل من الحالات قد يعود السبب بتراكم الحصوات في الكلى الإصابة بالأورام الحميدة بغدد جارات الدرقية (Parathyroid glands) والتي يكون لها تأثير في رفع مستوى إفراز هرمون (PTH)، وهو ما يتبعه الازدياد بنسبة الكالسيوم والذي يعد هو المسبب الرئيسي في تكون الحصوات، وذلك ما يتطلب معه التدخل الجراحي لكي تزال الأورام، يليها تفتيت الحصوات من خلال الجراحات الاعتيادية.
ما المقصود بأملاح الكلى
تتمثل الوظيفية الرئيسية لأملاح الكلى في الجسم بإزالة ما يوجد به من أملاح زائدة حين تناول كميات كبيرة من الطعام المحتوي على المعادن والأملاح، وهنا تبدأ الحصوات صغيرة الحجم في التشكل، ولكن المشكلة تكمن عندما تصبح الحصوة كبيرة الحجم، إذ لا تتمكن من المرور بسهولة من الكلى للحالب ومنه للمثانة، تلك الحصوات تتسبب في المعاناة من التهيج والتقلصات بالحالب، وفي بعض الأحوال قد تتسبب في السد بالمسالك البولية، والألم الشديد المعروف بالمغص الكلوي، حيث قد يعاني المريض معها بالألم في البطن أو الظهر، بجانب أو جانبين من الجسم.
أنواع حصوات الكلى
يوجد أكثر من نوع من حصوات الكلى، حيث إنه مع تناول الطعام بأنواعه المختلفة، والتراكيز المختلفة وما يوجد بها من أنواع أملاح فمن المحتمل أن يصبح لدى الشخص أملاح مرتفعة بالكلى، بالرغم من عدم الشعور بالمغص الكلوي، وعلى ذلك يقوم الأطباء بتحديد أنواع أملاح الكلى بناءً على المسبب بها، وهو أمر بالغ الأهمية، حيث يؤثر تحديد النوع على طريقة العلاج، وسوف نعرض فيما يلي أنواع حصوات الكلى:
حصوات حمض اليوريك: ذلك النوع من الحصوات يتكون حينما لا يتناول المرء الكميات الكافية من الماء والسوائل على مدار اليوم، أو نتيجة فرط التعرق أثناء ممارسة التمرينات الرياضية الطويلة، أو في أوقات العمل الشاق، إلى جانب أن تلك الحصوة قد يتسبب بها تناول الطعام الغني بالبروتين، وهو ما أكده الخبراء في علم التغذية.
حصوات ستروفايت: عادةً ما تصاب النساء بذلك النوع من الأملاح أكثر من الرجال وذلك حين تكن مصابات بالالتهاب في المسالك البولية المعروف علميًا بـ(UTIs)، وتلك الحصوات قد تكون كبيرة الحجم ويترتب عليها الانسداد بالبول، حيث يمكن من خلال تناول علاج الالتهابات الحلول دون تطور الحصوات من نوع الستروفايت.
حصوات السيستين”cystine”: يعتبر ذلك النوع من الحصوات الأقل انتشارًا وشيوعًا، ويعتبر السيستين من الأحماض الأمينية التي تنتقل من الوالدين إلى الأبناء عن طريق الوراثة، ونتيجة للخلل الوراثي ذو الصلة بالحمض الأميني السيستين وحينها تتكون الحصوة، وهو ما يحدث حينما يكون ذلك النوع من الخلل الوراثي مصاب به كل من الأم والأب في نفس الوقت، ولا يصاب المريض به سوى مرة واحدة في العمر.
حصوات الكالسيوم: وهو النوع من حصوات الكلى الأكثر انتشارًا، والذي قد يصاب المريض به فور تناول أنواع الأطعمة التي يوجد بها نسبة مرتفعة من الأملاح، أو الحصول على مستوى غير عادي من حيث الارتفاع من فيتامين “د”، وهو ما قد يزيد من احتمالات الإصابة من ذلك النوع من حصوات الكلى، كما قد يصاب الشخص به عند عدم الحصول على الكميات الكافية من الماء والسوائل يوميًا، أو حين التعرق المفرط بغير تعويض للسوائل التي يفقدها الجسم.
مخاطر الإصابة بحصوات الكلى
يتمثل الخطر في الإصابة بحصوات الكلى هو ما يتم إخراجه من نسبة قليلة من البول خلال اليوم والذي يقل عن اللتر الواحد، وهو ما يعد من أكثر أسباب إصابة الأطفال بحصوات الكلى، وعلى الأرجح فإن حصوات الكلى تحدث لدى الأشخاص ممن تتراوح أعمارهم ما بين عشرين وحتى خمسين عام، ويوجد العديد من العوامل التي قد ترفع من احتمالات مخاطر الإصابة بالحصوة في الكلى.
وغالبًا ما يصاب القوقازيين بالحصوات في الكلى بشكل أكبر مقارنةً بالأشخاص ممن ينتمون إلى أصل أفريقي، كما يلعب الجنس دور بذلك، وقد ذكر المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) أن الرجال غالبًا ما يكونوا أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى من النساء، ومن أبرز مخاطر الإصابة بأملاح الكلى ما يلي:
عادةً لا يصاحب الإصابة بالحصوات الصغيرة الأضرار أو المضاعفات، إذ أنها تعبر من الكلى متجهة إلى الحالب، ومنه إلى المثانة ولا تعلق أو تثبت بأيًا منهما.
عند الإصابة بالحصوات الكبيرة غالبًا لا يمكن أن تمر من الكلى إلى الحالب بسهولة ومنه للمثانة، حيث تعلق الحصوة بالحالب، ثم تتحرك بشكل بطيء، وهو ما يترتب عليه الإصابة بالتهيج والتقلصات في الحالب خلال مرورها، ويصاحب تلك الحالة البول المدمم.
عندما تكون الحصوة التي تكونت في الكلى كبيرة الحجم للغاية، فإنها تحول دون تدفق البول تمامًا، وهو ما يحدث حين تعلق الحصوة وثباتها بالحالب، وهو ما يطلق عليه انسداد في المسالك البولية، وبالتالي ترتفع احتمالات ومخاطر الإصابة بالفشل الكلوي وغيرها من أمراض الكلى.
أعراض الأملاح في الكلى
نتيجة لتراكم الأملاح في الكلى تبدأ الحصوات في التشكل على هيئة حجارة صغيرة يترتب عليها الجروح والتخرشات بالطبقات الداخلية في كل من الكلى والحوالب في الجسم وكذلك المثانة البولية، ويعتبر الألم واحد من أعراض تراكم الأملاح بالكلى والذي غالبًا ما يكون شديد إلى الحد الذي لا يمكن احتماله، لضغطه على تفرعات الكلى العصبية، ومن بين تلك الأعراض ما يلي:
الحاجة الملحة للتبول: تعتبر تلك الحالة من العلامات البسيطة للإصابة بالأملاح في الكلى، خاصةً إن كان المريض يسعى لتناول الكثير من السوائل والماء حتى يتخلص من هذه الأملاح عن طريق التبول، كوسيلة من وسائل علاج الكلى.
الحرقة في البول: هذه أيضًا تعتبر من العلامات البسيطة للإصابة بتراكم الأملاح بالكلى، والتي تصاحب الأعراض البولية الأخرى.
الحمى وارتفاع درجات الحرارة: تعتبر الحمى من العلامات الدالة على الإصابة بالأملاح في الكلى ولكنها عادةً ما تحدث في حالة الإصابة بالحصوات الكبيرة.
رائحة البول الكريهة: ولا يظهر ذلك العرض إلا في الحالات المتقدمة من المرض والتي تنذر بتفاقم الحالة وأهمية المسارعة في الحصول على العلاج المناسب للتخلص من الحصوات.
الغثيان والقيء: حيث يعاني المريض من الغثيان والقيء المتكرر حين استنشاق الروائح القوية والنفاذة، أو تناول الطعام، وهو أحد العلامات الأولية لتكون حصوات الكلى والتي تستدعي استشارة الطبيب.
البول المدمم: وتعتبر تلك العلامة من الأعراض الخطيرة التي تشير إلى تقدم حالة الإصابة بالحصوات وأهمية مراجعة الطبيب.
علاج الأملاح في الكلى بالاعشاب
هناك العديد من الطرق الطبيعية التي من الممكن ن يتم الاعتماد عليها حتى يتم التخلص من أملاح الكل ومن ضمنها ما يلي:
الأعشاب البحرية: تعتبر الأعشاب البحرية سواء المنكهة أو المجففة من الوجبات الخفيفة التي يتم تناولها في أي وقت حيث إنه يفيد في تعزيز صحة الكلى والتخلص من الأملاح الزائدة.
عشب الزهرة الكوبية: يمكن أن يفيد تناول أعشاب الزهرة الكوبية سواء البيضاء أو الزرقاء أو البنفسجية في علاج مشكلات عدة في الكلى من بينها الأملاح الزائدة، وتحتوي تلك العشبة على الكثير من المواد المضادة للأكسدة والتي تفيد في حماية الكلى من الإصابة بكثير من الأمراض.
عشبة السامبونج: عتبر عشبة السامبونج من الأعشاب الشائعة في الهند والفلبين حيث إن العديد من الدراسات أثبتت أنها تعمل على التقليل من الأملاح وأوكسلات الكالسيوم التي تتراكم في الكلى كما أنها تعمل على تقليل حجم الكرستالات الذي لا يتكون إلا بسبب الملح المتواجد في الكلى.
تناول البقدونس: إن البقدونس من الأعشاب الطبيعية المفيدة لصحة الجسم بشكل عام وصحة الكلى بشكل خاص، حيث إن تناول عصير البقدونس من شأنه أن يساعد في التخلص من الأمراض التي ترتبط بالجهاز البولي بأكمله، وهو إلى ذلك من العناصر التي تفيد في ترطيب الجسم والجلد، وربما لا يحب الناس تناوله كعصير بسبب مذاقة اللاذع، وفي ذلك يمكننا أن ننصحكم بإضافة أي نوع عصير تحبونه عليه للحصول على مذاق أجمل، ويمكن كذلك إضافة منكهات طبيعية له مثل ناكهة التوت البري.
تناول عصير الليمون: إن الليمون من العناصر المفيدة جدًا لصحة الكلى والجهاز البولي بشكل عام، حيث إنه يحتوي على مادة تسمى السترات، وتعمل تلك المادة على تكسير الأملاح التي يسببها الكالسيوم في الكلى، ولكن ننصح أن يتم شربه خاليًا من السكر أو أي إضافات أخرى.
أسئلة شائعة
ماذا ياكل مريض زيادة الاملاح؟
عليه أن يتجنب تناول الطعام الذي يحتوي على الملح، وينصح بتناوله الخضروات والأعشاب الطبيعي، وزبدة فول السوداني، والفاصوليا المعلبة قليلة الملح، وألا يزيد في تناوله للحوم كل يوم عن 120 جرام.
هل شرب الماء ينزل الاملاح؟
نعن، حيث إن شرب الماء بمعدل لترين كل يوم أي ما يعادل ثماني أكواب، من شأنه أن يضمن سلامة الكلى وأن يقوم بطرد الكميات الزائد والمحتبسة من الملح في الجسم.