مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

أصناف الموحدون في دخول الجنة

بواسطة: نشر في: 27 نوفمبر، 2022
مخزن

أصناف الموحدون في دخول الجنة

إن الجنة في الإسلام هي المكان الذي أعده الله لعباده الصالحين بعد الموت والبعث والحساب بمثابة مكافأة لهم عن أعمالهم الصالحة في الدنيا، وهي من الأمور الغيبية وموقع الحديث عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية فقط، فلا شك أن والإيمان بالجنة ووجودها هو جزء من التوحيد والإيمان باليوم الآخر، ولذلك فأصناف الموحدون في دخول الجنة ثلاثة، وهما:

  • الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب: أي أنهم الموحدون الذين اتبعوا التوحيد بعد أن أتوا به، والجدير بالذكر أن هؤلاء هم الذين أخبرنا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم سبعون ألفًا سيتقدمون أمته، وقد زاده الله تبارك وتعالى مع كل ألف سبعين ألفًا آخرين، ونستدل على ذلك كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا).
  • الذين يدخلون الجنة بغير عذاب لكن يحاسبون حسابًا يسيرًا: فهم الموحدون الذين سوف يدخلون الجنة ولكن عليهم بعض الذنوب، فيحاسبون في بداية الأمر حسابًا يسيرًا، ومن ثم يغفر الله عز وجل لهم ويدخلون الجنة بسلام من دون عذاب.
  • الذين يدخلون الجنة بعد الحساب والعذاب: وهؤلاء الموحدون سوف يفوزون بالجنة في النهاية ولكن عليهم ذنوب ومعاصي لا بد من أن يحاسبون عليها لأن الله عز وجل لم يغفرها لهم بعد.

معنى التوحيد في الإسلام

وبعد أن توصلنا من خلال الفقرة السابقة التي قدمناها لك عزيزي القارئ من خلال مخزن إلى أصناف الموحدين في دخول الجنة، فعلينا إذن أن نتناول من هنا معنى التوحيد في الإسلام.

  • إن معنى التوحيد في الإسلام هو إفراد الله عز وجل بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وتلك هي أقسام وأنواع التوحيد التي سوف نتعرف عليها من خلال السطور القادمة.
  • أما عن معنى التوحيد في اللغة فهو مأخوذ من وحَد الشيء أي جعله واحداً.
  • وعن معنى التوحيد في الإسلام يقوم الإمام بن القيم:

(ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عبَّاد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن محبة الله، والخضوع له، والتذلل على بابه، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، مما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها).

  • إذن توحيد القلب هو المعرفة الحقيقية لمعنى التوحيد بما يشتمل على النفي والإثبات، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله).

أنواع التوحيد ثلاثة

إن أنواع أو أقسام التوحيد ثلاثة كما قسمها العلماء من أهل السنة والجماعة، ومن هؤلاء العلماء أبو جعفر الطبري وابن عبد البر، وأنواع التوحيد  هي:

  • توحيد الربوبية: فالربوبية اسم مشتق من الرب، والتي تعني إفراد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبير وحده، أي أنه لا خالق في الوجود إلا الله تعالى، ولا مالك لهذا الكون غيره، كما أنه لا مُصرِّف لشؤون الخلق والكون سواه، فهو المحيي والمميت، ومقسم الأرزاق، فقال الله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ).
  • الجدير بالذكر هنا أن الآية القرآنية السابقة تدل على أن الكافر أيضا مُقرّ بتوحيد الربوبية وأن الله هو خالق ومالك هذا الكون، لكن هذا الأمر لا يكون بمثابة سبب من أسباب النجاة من النار للكافرين، فلا بد من أن بقر بكلمة التوحيد أيضا وهي: لا إله إلا الله.
  • توحيد الألوهية: أما عن الألوهية فهو اسم مشتق من الإله، ويتم من خلال التوحيد بإفراد الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له بالدعاء والتوكل والاستعانة بالإضافة إلى الكثير من العبادات الأخرى، وهذا النوع من التوحيد أنكره الكفار عندما كان الله عز وجل يرسل إليهم رسله للهداية، والجدير بالذكر أن توحيد الألوهية ذو علاقة وطيدة بالأوامر والنواهي الشرعية.
  • فيقول الله جل جلاله: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
  • توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بأسماء الله عز وجل وصفاته من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والجدير بالذكر أن هذا الإيمان يتضمن إثبات الكمال لله في جميع هذه الصفات.
  • ولعلنا نذكر من خلال السطور القادمة الأسماء التي ثبتت لله عز وجل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
    • القوي: وهو اسم الله عز وجل الذي يتضمن صفة القوة.
    • العزيز: وهو اسم الله عز وجل الذي يتضمن صفة العزة.
    • الكريم: وهو اسم الله عز وجل الذي يتضمن صفة الكرم.
  • فقال تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

ويمكننا القول من هنا إذن بأن الأمر الذي يربط الثلاثة أنواع السابقة من التوحيد هو الإيمان بالله عز وجل، أي أن العلاقة بينهم ما هي إلا علاقة تكامليّة، فمثلا لا تصح توحيد الربوبية دون توحيد الأُلوهية، ولا تصح توحيد الأُلوهية دون توحيد الربوبية، فيقول جل جلاله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).

المعتقدات التي تضاد التوحيد

هناك معتقدات إذا اتبعها العبد تضاد مبدأ التوحيد، ولعلنا نوضح لك عزيزي القارئ من خلال السطور القادمة تلك المعتقدات للحذر من الوقوع فيها.

  • عدم البراءة من كل ما يعبد من دون الله: لأن التوحيد خالص لله عز وجل وحده، فلا بد من اجتماع  كلمة لا إله إلا الله مع البراءة من جميع الآلهة الباطلة، حيث يقول جل جلاله: “وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني سيهدين، وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون”.
  • دعاء غير الله: ما الاستغاثة والاستعانة إلا بالله، حيث يقول الله تعالى: “قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا”.
  • محبة غير الله كمحبة الله: فقال تعالى: ” ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله”.
  • طاعة غير الله في تحليل الحرام وتحريم الحلال: فبلا شك أن التشريع حق لله تعالى وحده، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى لو كان عالمًا أو حاكمًا أو رئيس قبيلة، فيقول الله عز وجل : ” وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ”.

أهمية التوحيد

إن الله عز وجل أمر بالتوحيد في القرآن الكريم، كما أمرنا أيضا رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بهذه العبادة من خلال السنة النبوية الشريفة نظرا لأهميتها وفضلها على العباد.

  • فالتوحيد عبادة نتيجتها دخول الجنة والنجاة من النار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ منه، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ علَى ما كانَ مِنَ العَمَلِ).
  • التوحيد يساعد على ترك المحرمات وفعل الحلال وكل ما أوجب على العبد، فيكون بذلك من الأبرار الصالحين عند الله، فيقول جل جلاله: “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ”.
  • والتوحيد هداية وبركة لصاحبها وتعود على المجتمع أيضا، فمن يوحد الله عز وجل ويؤمن به يحيطه الله ببركته وحفظه.
أصناف الموحدون في دخول الجنة

جديد المواضيع