إن سرطان الحلق هو السرطان الذي يحدث في البلعوم أو الحنجرة، والذي يبدأ في الغالب في الخلايا المسطحة والمُبطنة للحلق من الداخل، إذ إن أعراض الإصابة به تختلف باختلاف الجزء المصاب من الحلق، وهي كالآتي:
أعراض سرطان الحلق المبكرة
قد تتشابه أعراض سرطان الحلق المبكرة نسبيًا مع أعراض التهاب الحلق أو بحة الصوت أو الأعراض الشائعة عن نزلات البرد، وهي كالآتي:
التهاب الحلق المستمر لعدة أسابيع والذي يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة في الحلق.
حدوث تغييرات في الصوت قد تجعله أجشًا أو خشنًا كما لو كان المريض مصاب بنزلة برد مستمرة.
التلعثم وربما مواجهة صعوبة في لفظ بعض الكلمات.
الإحساس بالحرقة أثناء مضغ وبلع الطعام.
أعراض سرطان الحلق المتقدمة
تتضمن أعراض سرطان الحلق المتطور أي في المراحل المتقدمة ما يلي:
ظهور كتلة في منطقة الرقبة نتيجة تضخم الغدد الليمفاوية.
فقدان الوزن نظرًا للشعور بالألم عند بلع الطعام.
نزيف الأنف.
عدوى الجيوب الأنفية المزمنة.
صداع الرأس.
احتقان الأنف المستمر.
رائحة فم كريهة.
سعال مصحوب بالدم.
صعوبة تحريك اللسان.
ألم الأذن.
توم الفك أو الرقبة أو العين.
انتشار بقع حمراء أو بيضاء على اللسان.
وجود قرح في الفم لا تلتئم.
أعراض سرطان الحلق المنتشر
من الممكن أن ينتشر سرطان الحلق غير المُعالج في الأماكن القريبة منه والمتمثلة في الغدد الليمفاوية أو الشفاه أو الفم، وقد ينتقل إلى أماكن أخرى بعيدة كالعظام أو الرئتين، حيث إن أعراض سرطان الحلق المنتشر تعتمد على المكان الذي انتشر إليه كالآتي:
العظام: يسبب سرطان الحلق المنتقل إلى العظام الشعور بالألم الشديد فيها أو في المفاصل كما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
الرئة: يؤدي السرطان المنتقل إلى الرئة من الحلق إلى صعوبة التنفس إلى جانب السعال المصحوب بالدم.
أسباب الإصابة بسرطان الحلق
تتم الإصابة بسرطان الحلق عندما تتعرض خلايا الحلق إلى طفرات جينية، حيث تؤدي هذه الطفرات إلى نمو عدد كبير من الخلايا بشكل لا يُمكن مطلقًا السيطرة عليه، كما تظل الخلايا الشاذة حية حتى بعد موت الخلايا السليمة، إذ يمكن أن يزداد حجم هذه الخلايا مما يترتب عليه تكوّن ورمًا في الحلق، ومن الجدير بالذكر أنه لا يُعرف حتى وقتنا الحالي سببًا وضحًا لحدوث الطفرات الجينية التي تسبب سرطان الحلق.
عوامل خطر سرطان الحلق
تتمثل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الحلق فيما يلي:
الإفراط في تعاطي منتجات التبغ لا سيما التدخين والمضغ.
تناول المشروبات الكحولية.
الإصابة بالعدوى الفيروسية مثل فيروس إبشتاين بار وكذلك فيروس الورم الحليمي البشري.
التعرض لداء الارتجاع المعدي المريئي.
اتباع نظام غذائي يحتوي على نسب قليلة من الخضراوات والفاكهة.
أنواع سرطان الحلق
على الرغم من أن أغلب سرطانات الحلق كالسرطان البلعومي وسرطان الحنجرة يوجد بها نفس أنواع الخلايا إلا أنه هناك مصطلحات معينة تُطلق على كل منهم للتفرقة بين أجزاء الحلق والأماكن التي نشأ فيها السرطان، إذ تتضمن أنواع سرطان الحلق ما يلي:
سرطان البلعوم الأنفي
ينشأ في جزء الحلق الذي يقع خلف الأنف ويُطلق عليه البلعوم الأنفي
سرطان البلعوم الفموي
ينشأ في جزء الحلف الذي يحتوي على اللوزتين ويقع خلف الفم ويُطلق عليه البلعوم الفموي
سرطان البلعوم السفلي
ينشأ في الجزء السفلي من الحلق والذي يُعرف باسم البلعوم السفلي ويقع أعلى القصبة الهوائية والمريء مباشرةً
السرطان المزماري
ينشأ في الأحبال الصوتية
السرطان فوق المزماري
ينشأ في الجزء العلوي من الحنجرة وهو يؤثر على القطعة المتكونة من الغضاريف والمساهمة في منع دخول الطعام للقصبة الهوائية والتي تُعرف باسم لسان المزمار
السرطان تحت المزماري
ينشأ في الجزء السفلي من الحنجرة لا سيما أسفل الأحبال الصوتية
طرق تشخيص سرطان الحلق
يتم تشخيص الإصابة بسرطان الحلق بالعديد من الطرق كالآتي:
التنظير الداخلي
يستخدم الطبيب المنظار الداخلي المضيء حتى يلقي نظرة فاحصة وعميقة على الحلق.
حيث إن هذا المنظار يحتوي على كاميرا في طرفه تساهم في عرض الصور بوضوح على شاشة فيديو.
وهو يساعد على كشف أي أعراض أو علامات غير طبيعية في الحلق.
ومن الجدير بالذكر أنه قد يستخدم نوع آخر من المناظير وهو منظار الحنجرة لفحص الأحبال الصوتية، حيث يُعرف هذا الإجراء باسم تنظير الحنجرة.
أخذ خزعة من الأنسجة
يتم أخذ عينة من أنسجة الحلق لتحليلها في المختبر، وذلك للكشف عن سرطان الحلق.
حيث تؤخذ هذه العينة من خلال وضع الطبيب لوسائل جراحية وتمريرها عبر المنظار.
ويُجدر بالإشارة إلى أن هذه العنية تكشف أيضًا عن فيروس الورم الحليمي البشري والذي يؤثر بشكل كبير في اختيار العلاج الملائم لنوع سرطان الحلق.
الأشعة
يُمكن تحديد مدى انتشار سرطان الحلق تحت الجزء السطحي من الحنجرة أو الحلق بواسطة الأشعة.
مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التطوير المقطعي المحوسب أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
علاج سرطان الحلق
يعتد علاج سرطان الحلق على موضع السرطان ونوع الخلايا المصابة إلى جانب المرحلة التي وصل لها حيث إنه يكون كالآتي:
العلاج الإشعاعي
يستخدم حزم أشعة ذات طاقة مرتفعة من مصادر مختلفة مثل البروتونات والأشعة السينية للتخلص بشكل نهائي من الخلايا السرطانية.
وهو يفيد في علاج سرطان الحلق الصغيرة التي لم تنتشر بعد إلى العقد اللمفية على وجه التحديد.
الجراحة
جراحة لاستئصال سرطان الحلق غير المنتشرة للعقد اللمفية.
جراحة لاستئصال جزء من الحنجرة في حالة الأورام الصغيرة، أو استئصال الحنجرة بالكامل في حالة الأورام الأكبر.
استئصال بعض البلعوم.
استئصال العقد اللمفية السرطانية وذلك إذا انتشر السرطان إلى عمق العنق.
العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي بالتزامن مع العلاج الإشعاعي.
ولكن الجمع بينهما قد يزيد من خطر التعرض للآثار الجانبية لذا ينبغي مناقشة الأمر مع الطبيب المختص.
علمًا بأن العلاج الكيميائي يتضمن بعض العقاقير للقضاء على الخلايا السرطانية.
العلاج الدوائي الموجه
من أبرز العلاجات الدوائية الموجه لسرطان الحلق هو عقار سيتوكسيماب.
هو يثبط عمل البروتين الموجود في مختلف الخلايا السلمية والمنتشر بشكل أكثر في أنواع محددة من خلايا سرطان الحلق.
العلاج المناعي
يهدف العلاج المناعي إلى توظيف الجهاز المناعي وتوجيه لمحاربة السرطان.
وذلك لأن الخلايا السرطانية لديها القدرة على إنتاج بروتينات عديدة للاختباء من خلايا الجهاز المناعي.
الطب البديل
تعد علاجات الطب البديل بمثابة علاجات تكميلية حيث لا يُمكن الاعتماد عليها بمفردها لعلاج سرطان الحلق.
وهي تتضمن الوخز بالإبر والتأمل واتباع أساليب الاسترخاء إلى جانب العلاج بالتدليك.
الوقاية من سرطان الحلق
يُمكن الوقاية من خطر التعرض لسرطان الحلق من خلال اتباع النصائح الآتية:
الإقلاع عن التدخين تمامًا.
تجنب تناول المشروبات الكحولية.
اتباع نظام غذائي صحي وغنى بالفيتامينات ولا بد أن يتضمن الفواكه والخضراوات الطازجة لاحتوائها على مضادات الأكسدة القوية.
ممارسة الجنس الآمن للوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري ويقصد بالجنس الآمن باستخدام الواقي الذكري كما لا بد من تقليل عدد الأشخاص الذين يتم ممارسة الجنس معهم.
إجراء الفحوصات اللازمة من وقت لآخر في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الحلق.
