ابحث عن أي موضوع يهمك
خلال هذا المقال نقدم لكم موضوع تعبير عن الأخلاق ، فالأخلاق هي أسمى صفات الإنسان والإنسانية إذ تحتاج للعقل والضمير والوعي، وهو ما وهبه للإنسان دون غير من المخلوقات، ولذلك فإن الإنسان بدون أخلاق لا يختلف عن الحيوان في شيء، في السطور التالية نقدم لكم موضوع تعبير عن الأخلاق وأهميتها وأهمية الأخلاق في الإسلام، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
الأخلاق هي القيم السامية التي تجعل الإنسان إنساناً بحق، فالإنسان ميزه الله عن سائر المخلوقات بالعقل وجعله مكلفاً محاسباً على ما يفعل، ويجب عليه أن يحسن معاملة الآخرين ويتحلى بالأخلاق الحسنة ليرضى الله عنه ويجزيه الثواب.
والأخلاق لا تختلف من بلد إلى بلد أو من دين إلى دين، فالأخلاق جميعها تعتمد على الإنسانية والخلق الحسن ومعاملة الآخرين بالحسنى وحب الخير وكره الشر، وترفع الأخلاق شأن صاحبها بين الناس فمن كانت أخلاقه حسنة وكان سمحاً في تعاملاته مع الآخرين أحبه الناس ووقروه لأخلاقه، بينما من كانت أخلاقه سيئة وكان فظاً في تعامله مع الناس فإن الناس ينفرون منه.
والأخلاق تنتقل بالعدوى فالتواجد في مجتمع محترم يجبر الأشخاص أن يتعاملوا مع بعضهم باحترام، كذلك فإن التواجد في بيئة لا تعرف الأخلاق الحسنة يمكن أن يؤثر على صاحب الأخلاق الحسنة ويجعله يتغير للأسوأ، فإذا رأى الإنسان أنه يعيش في مجتمع لا يرضى عن أخلاق الناس فيه فيجب أن يهجره إن استطاع.
وترتقي الأمم بالأخلاق والاحترام فإذا كان البشر لا يحترمون بعضهم البعض فغالباً لن يحترموا القوانين والقواعد، ويصبح المجتمع أو الدولة فوضى لا حصر لها ولا قدرة لأحد في السيطرة عليه، فإذا كان البشر لا يتصرفون بحسن الخلق طواعية فإن القانون لن يفرض عليهم احترام بعض البعض ولو كان العقاب شديداً.
وأبسط الأخلاق الحسنة التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان أن يبتسم في وجه الآخرين، وأن يتحدث إليهم بلطف ويستمع إليهم بإنصات واهتمام، فالتواصل الجيد مع الآخرين من حسن الأخلاق إذ انه من اللطف المطلوب في التعامل مع البشر.
ومن المهم أن يتم تدريس مادة الأخلاق للطلاب في المدارس في الوطن العربي، فقد أصبحت أخلاق الجيل الجديد في خطر ويحتاجون إلى تعلم مبادئ الأخلاق، كأن يعاملوا من هم أكبر سناً منهم باحترام وتوقير، وهي من القيم التي ضاعت في بعض المجتمعات، فقد أصبح بعض صغار السن يعتبرون أن الاستهزاء بالكبار والسخرية منهم من المزاح المقبول والمضحك ولا يدركون أن ذلك من سوء الخلق.
والأخلاق الحميدة الحسنة هي ما يضمن للمجتمعات رفعتها وعلو شأنها، وما يضمن للفرد احترام الناس وحبهم له وإشادتهم به، فيجب على الإنسان أن يتحلى بالخلق الحسن ويحرص على أن يضع الأخلاق نصب عينيه عند التعامل مع الآخرين، ويعلم أنه مجزي عن حسن خلقه خيراً وثواباً يوم القيامة إن شاء الله.
يقول الشاعر أحمد شوقي:”إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”، الأخلاق هي سبب رفعة المجتمع واستقراره، فالقوانين وضعت لإجبار الناس على التحلي بالأخلاق وعقاب من أخطأ في حق غيره، وبالأخلاق وحدها يستقر الحال ويعيش الناس في سلام.
والأخلاق في المجتمعات سنة حسنة يقلدها الآخرون، فمن رأى الناس من حوله تتعامل بخلق حسن تغير ليصبح مثلهم، وكذلك إذا حصل العكس فإن رأى الإنسان أن الناس من حوله تتصرف بسوء خلق فيقلدهم حتى وإن كان لا يدري أو يلاحظ، ويعرف ذلك بالتوافق الاجتماعي، فقد توصل علم الاجتماع أن الإنسان يفعل دائماً دون أن يشعر أو أن يدري ما يرى الناس من حوله يفعلونه، حيث يساعده ذلك على الإحساس بالألفة بينهم.
فإذا كان الناس في مجتمع معين يميلون للإيثار والبعد عن الأنانية في الأشياء البسيطة كركوب المواصلات أو غيرها من المواقف اليومية، فإن ذلك السلوك ينتشر بينهم وبين الأجانب من الزائرين الذين يرون هذا السلوك منتشراً بين الناس فيقلدوه احتراماً للمجتمع وعاداته وتوافقاً مع أهله.
والأخلاق هي قوام المجتمع وتقويمه وهي السبيل إلى صلاح أفراده وصلاح حاله ورفعته، فأهمية الأخلاق تكمن في كونها أساساً للقيم الإنسانية التي تجعل المجتمع يعيش في تناغم ويعمل أفراده في استقرار وسلام لرفعته، فيقدمون الخير للبشرية بما يصنعونه ويسهمون في إثراء الحضارة الإنسانية بعملهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخْلاقِ”، يوضح هذا الحديث الشريف فإن من أهداف بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إتمام مكارم الأخلاق، وهو ما يبين أهمية الأخلاق في الإسلام وانه من الواجب على المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحسنة.
كذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء“، وهو ما يبين صفات المؤمن الأخلاقية فالمؤمن لا يطعن أحد ولا يلعنه ولا ينطق بالفحش أو البذاءة، حيث يتعارض ذلك مع ما يدعو إليه الإسلام من أخلاق وما يرتضيه الله عز وجل من أعمال.
وأيضا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”، وهذا الحديث الشريف من أعظم ما قيل عن الأخلاق والعدل في المعاملات الإنسانية، فأن يتصرف الإنسان مع غيره كما يحب أن يتصرفوا معه هو أفضل ما يمكن أن يقوم به وهو من أفضل الأخلاق، فالإنسان لا يرضى بالظلم على نفسه ولا يجب أن يرضاه على غيره، الإنسان يحب الخير لنفسه ويجب عليه أن يحبه لغيره، وهو من العدل قبل أن يكون من مكارم الأخلاق، فما لا يرضاه الإنسان على نفسه لا يصح أن يرضاه لغيره فإن ذلك من صور الظلم والتجبر.
كذلك يحث الإسلام على توقير الآخرين فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا ، ويُوَقِّرْ كبيرَنا”، فتوقير الكبير من الواجب احتراماً لمكانته أو عمره، كما أن رحمة الصغير في المكانة أو العمر واجب أيضاً، فيجب على الإنسان أن يتحلى بالأخلاق في تعامله مع الآخرين، فلا يتكبر عليهم أو يستغل ضعفهم لإهانتهم أو الإساءة إليهم، فإن ذلك من سوء الخلق.
كما يعلمنا الإسلام التسامح فالرسول صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة وأسر مجموعة من الكفار سألهم:” ما تظنون أني فاعل بكم؟” فقالوا :”أخ كريم وابن أخ كريم” فقال لهم :”اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وقد سامحهم الرسول رغم قتالهم له وأذيتهم له قبل الهجرة، ويجب أن نقتدي بالرسول في تسامحه، فالتسامح من الصفات الحميدة التي تجعل الإنسان يرتقي بأخلاقه.
ويقول تعالى في كتابه الكريم عن التسامح:”وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (آل عمران:134)، وهو ما يبين أن العفو عن الناس وكظم الغيظ من الأخلاق الحميدة ومن الإحسان عند الله سبحانه وتعالى، ومما يجب على المسلم أن يحرص عليه.
وختاماً فإن الأخلاق هي عماد المجتمع وقوامه فبدون أخلاق لا قيمة للمجتمع وأفراده ولا احترام بين أفراده وبعضهم، فالأخلاق تسمو وترتقي بالفرد والمجتمع وعلى قدر أخلاق الإنسان يكون قدره عند الله تعالى، ويكون قدره عند الناس بقدر ما يعاملهم به من أخلاق حسنة فإن كان حسن الخلق احترموه وإن كان سيء الخلق اجتنبوه، يقول المتنبي”وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له، إذا لم يكن في فعله والخلائق” فحسن الخُلُق أهم للإنسان من حسن الخَلق.
إلى هنا ينتهي مقال موضوع تعبير عن الأخلاق ، عرضنا خلال هذا المقال موضوع تعبير عن الأخلاق، وموضوع تعبير عن الأخلاق وأهميتها، وموضوع تعبير عن الأخلاق في الإسلام كما قدمنا خاتمة تعبير عن الأخلاق، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.