مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

بواسطة: نشر في: 27 فبراير، 2024
مخزن

الشاعر المقنع هو واحد من أشهر الشعراء الأمويين. يعود أصله إلى قبيلة كندة في دولة اليمن، التي تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية. نسبه يعود أيضًا إلى قبيلة قحطان. وُلد في وادي دوعن في العام 600 ميلادي. اسمه الكامل هو حمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن فرغان بن قيس بن الأسود بن عبد الله الولَّادة بن عمر بن معاوية بن كندة بن عدي بن الحارث بن مُرَّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وتوفي المقنع وحيدًا في عهد الوليد بن يزيد في عام 689 م و 126 هـ. ومع ذلك، ذكر خير الدين الزركلي أنه توفي في عام 79 هـ. تم تسجيل اسمه في قائمة أكبر الشعراء العرب. ترك وراءه مجموعة كبيرة ورائعة من القصائد التي ما زالت تُدرس حتى الآن في المدارس والجامعات ويمكن من خلال موقع مخزن معرفة كافة المعلومات عن مقنع الكندي وبعض من أشعاره.

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

يعود سبب عتاب قوم المقنع الكندي له إلى فقره وديونه. حيث كان المقنع سخيًا وكريمًا، وقد أنفق كل ما تركه له والده، مما أدى إلى تراكم الديون وتدهور وضعه المالي وعلى الرغم من مواجهته للفقر والديون، إلا أنه استمر في مساعدة قومه وتقديم الخير لهم.

  • نشأ المقنع الكندي في بيت ذو جاه وسيادة. جده عمير كان سيدًا لقبيلة كندة، ووالده ظفر. تربى المقنع الكندي كشخص سخي وكريم، ولم يكن يرفض طلب الآخرين من قومه، بل كان يسد حاجات الفقراء وينفق أمواله في الأعمال الخيرية التي تعزز مكانة قومه. وعلى مر الزمان، أنفق كل ما تركه له والده، فأصبح فقيرًا ومديونًا.
  • وقعت حادثة حينما أعجبت بنت عمه بالمقنع الكندي وأرادت أن تتزوجه، لكن إخوتها رفضوا هذا الزواج واستخفوا بفقره وديونه. فألقى المقنع الكندي قصيدة “الدالية” التي ارتبطت بهذه الحكاية، وهي تعبر عن الأعمال الخيرية التي قام بها والتي سدت حاجات قومه، وفي نفس الوقت يوبخهم على انتقادهم له واستخفافهم بفقره. وفي نهاية القصيدة، يشبه المقنع قومه بالربيع الذي يعطي الحياة والنمو للأرض بينما يشمل الفصول الأربعة.

من هو المقنع الكندي

محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي هو شاعر يمني من قبيلة كندة اليمنية في جنوب الجزيرة العربية. وُصف بأنه أجمل وأحسن الناس في الجمال والقامة والخلق. كان يعاني من تأثير العين حيث يصاب بالمرض والضيق عندما يكشف وجهه. لذا كان يتجنب إظهار وجهه ويتجول مقنعاً وملثماً لحماية نفسه من العين.

عاصر المقنع عبد الملك بن مروان وقدم له الثناء. كان له مكانة كبيرة وشرف ومروءة في قبيلته. يتميز شعره بأسلوبه القوي واختياره الدقيق للكلمات والمفردات الشعرية التي تعبر عن مهارته في فن الشعر ومكانته الرفيعة بين شعراء العرب.

كان سخياً بماله حتى نفد ما تركه والده، ولكن بنو عمه سيطروا عليه واستغلوا ثروتهم ومكانتهم الاجتماعية ليعرقلوا خطبته لابنتهم ويهينوه بسبب فقره وديونه. رد المقنع على أفراد قومه عندما عاتبوه على إنفاقه الكبير والديون التي تكبدها من أجلهم من خلال قصيدة مشهورة تعرف بـ “دالية الكندي”.

حصل على لقب المقنع بسبب جمال وجهه، وكان يعاني من آفات العين والمرض إذا تعرض وجهه للنظر المباشر، لذا كان يرتدي دائمًا القناع على وجهه. ومع ذلك، التفسير الأكثر قربًا للحقيقة هو أنه حصل على لقب المقنع لأنه كان فارسًا، ولذلك كان يحجب وجهه دائمًا لكي لا يتعرف أحد على هويته

قصيدة المقنع الكندي

قد نُسِبَ إلى المقنع الكندي أنه غير ملتزم دينيًا من قِبَلِ بعض أفراد قومه، وهذا الاتهام أثار غضبه الشديد نظرًا لأنه كان مشهورًا بأخلاقه الحميدة وتقواه. لذلك، قرر الرد على هذا الاتهام من خلال قصيدته التي تضمنت ما يلي:

يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا **** دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ  تُكْسِبُهُمْ  حَمْدَا

 أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة  **** وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

 أَسُدُّ  بِهِ  مَا  قَدْ  أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا **** ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُـوا  لَهَا سَدَّا

 فَمَا  زَادَنِي  الْإِقْتَارُ مِنْهُمْ  تَقَرُّبًا ****وَلا زَادَنِي فَضْــلُ الْغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا

 وَفِي  جَفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ الْبَـابُ  دُونَهَـا **** مُكَلَّلَـةً  لَحْمًا  مُدَفَّقَـةً  ثَــرْدًا

 وَفِي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيـقٍ  جَعَلْتُــهُ **** حِجَابًا  لِبَيْتِي، ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْــدا

 وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِـــي **** وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا

أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُــمُ **** دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا

فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ **** وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا

وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ **** وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا

 وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ **** دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُمُ شَدّا

 وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي **** زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا

 وَإِن هَبطوا غـــوراً لِأَمرٍ يَســؤني **** طَلَعــتُ لَهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجــدا

 فَإِن قَدحوا لي نارَ زنــــدٍ يَشينُني **** قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَنـدا

 وَإِن بادَهونـي بِالعَـــداوَةِ لَم أَكُــن **** أَبادُهُمُ إِلّا بِما يَنـــعَت الرُشـــدا

 وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً **** وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا

 وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ **** وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا

 فَذلِكَ دَأبي فـــي الحَياةِ وَدَأبُهُم **** سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا

 لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِــي غِنًى **** وَإِنْ قَلَّ مَــالِي لَــمْ أُكَلِّفْــهُمُ  رِفْـدَا

 وَإِنِّي  لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ  ثَاوِيًـا **** وَمَا  شِيمَةٌ لِي غَيْرَهَا  تُشْبِهُ الْعَبْدَا

عَلَى أَنَّ قَوْمِي مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ **** كَشَيْبِهُمُ  شَـيْبًا وَلاَ مُرْدِهِمْ مُرْدَا

 بِفَضْلٍ وَأَحْلاَمٍ  وَجُودٍ وسُــؤْدُدٍ **** وَقَــوْمِي رَبِيعٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا اشْتَــدَّا

عصر المقنع الكندي

عصر المقنع الكندي يشير إلى الفترة التي عاشها الشاعر المقنع الكندي، وهي تقع خلال العصر الأموي في التاريخ العربي. يعتقد أن المقنع الكندي عاش في القرن السابع الميلادي، وتحديدًا خلال حكم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

خلال تلك الفترة، كانت الشعر والأدب من أبرز الفنون التي تطورت في العالم العربي. وكان المقنع الكندي يعد واحدًا من أبرز شعراء عصره، حيث تميز بأسلوبه الفريد وموهبته الشعرية.

وقد أبدع المقنع الكندي في مختلف أنواع الشعر، بما في ذلك الشعر الديني والشعر الوطني والشعر الحكائي. وكان لشعره معاني جمالية عميقة واستخدامًا ماهرًا للغة العربية.

عصر المقنع الكندي يُعتبر فترةً مهمة في تاريخ الشعر العربي، حيث تركت إبداعاته أثرًا بارزًا ومستمرًا في الأدب العربي. وما زالت قصائده تُقرأ وتُدرس ويُفتخر بها حتى يومنا هذا، مما يعكس قيمته وأهميته في الثقافة العربية.

صفات شعر المقنع الكندي

كان الكندي أحد شعراء العصر الأموي الذي جاء بعد عصر صدر الإسلام. وكان من المعروف أن الشعر العربي القديم يعكس الأحداث السياسية والاجتماعية في الدولة، وهذا النمط ما زال موجودًا حتى اليوم.

  • في تلك الفترة، كان كل شاعر يسعى للتقرب من الحاكم ليمدحه ويستلم هبات مادية مقابل هذا الثناء، وكثيراً ما يكون هذا الثناء مجرد نفاق.
  • أما شاعرنا المقنع الكندي، فكان شعره يتميز بالجمالية واستخدام الألفاظ البليغة والاحترافية في استخدام اللغة.
  • أبدع الكندي في مختلف أنواع الشعر، بدءًا من الشعر الديني وصولاً إلى شعر الفخر والاعتزاز بالذات والقبيلة والأمة، وشعر العزل والحماسة والفروسية. ومن أبرز إنجازاته كان شعر الحكمة.
  • وكما ذكرنا سابقًا، فإن نشأة الشاعر والعوامل النفسية والسياسية والاجتماعية التي تأثر بها تشكل الأساس لاتجاهه الفكري والشعري.
  • من بين القصائد الشهيرة للكندي التي أبدعها، يمكن ذكر “كالخط في كتب الغلام أجاده” و”إن علينا ساد بالتكرم” و”ذادت عن هواه البيض بيض” و”في الظعائن والأحداج أجسن من” و”لي نثرة ما أبصرت عين ناظر”.
سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

جديد المواضيع