تختلف الأدوات التي تستخدم في أسلوب القسم اختلافاً كلياً عن بعضها البعض، وذلك بسبب أنه يوجد مجموعة من تلك الأدوات تدخل فقط على الجمل الاسمية، وهناك أدوات تدخل فقط على الجملة الفعلية.
إلى جانب أن هناك مجموعة من أدوات القسم التي تدخل على الاثنين معا سواء كانت الجملة فعلية أم اسمية مثل رمز الجلالة على سبيل المثال.
أما فيما يتعلق بالإجابة على السؤال الوارد مسبقا وهو عدد أدوات القسم في اللغة العربية؟ فالإجابة هي ثماني أدوات مختلفة
علماً بأن تلك الأدوات تندرج أسفل ثلاثة أقسام رئيسية وهم (حروف القسم – أفعال القسم – أسماء القسم) والجدير بالذكر أن كلاً من تلك الأقسام يضم أداة قسم معينة تستخدم فيه ولا ممكن أن يتم استبدالها بأداة أخرى.
والجدير بالذكر أن القسم هو أحد أهم الأساليب اللغوية في اللغة العربية، ويستخدم في لغوياً من أجل وظيفة هامة للغاية في الجمل المختلفة وهي من أجل توكيد المعنى، وسواء كان القسم موجوداً في الجملة الفعلية أم الجملة الاسمية فوجوده يكون توكيداً للجملة التي تسبقه، والتي في الغالب تكون جملة خبرية.
أركان أسلوب القسم
في البداية يجب التطرق أولاً إلى التعريف الخاص بأسلوب القسم، فكما أشرنا في الفقرة السابقة بأن أسلوب القسم واحد من أساليب التوكيد التي تتضمنها اللغة العربية، علماً بأن أسلوب القسم مكون من أداة القسم والمقسم به وجواب القسم أو المقسم عليه.
ومثال على ما سبق جملة “والله لن يضيع حقنا” فهنا حرف الواو يُسمى واو القسم، الله لفظ الجلالة مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة، لن يضيع حقنا تُعد هي جواب القسم.
علماً بأن أسلوب القسم ينقسم إلى جملتين، الجملة الأولى تكون مكونة من عدة أركان، وتسمى جملة القسم، والتي تتكون من أداة القسم والمقسم به.
أما فيما يخص الجملة الثانية فهي جملة جواب القسم، وتتكون تلك الجملة من المقسم عليه، علماً بأن تلك الجملة تعتبر واحدة من الجمل التي لا محل لها نهائياً من الإعراب، وذلك بسبب أنها من الجمل التي لا تحل نهائياً محل المفرد لذا فهي لا تأتي بأي شكل من الأشكال في موضع رفع أو نصب أو جر أو جزم نهائي.
وكما أشرنا في البداية بأن أركان القسم هم ثلاثة أركان (أداة القسم – المقسم به – المقسم عليه) لذا سوف نتناول كل رُكن من تلك الأركان على حدة بالتفصيل فيما يلي في السطور الآتية:
أداة القسم
يحتوي أسلوب القسم على مجموعة كبيرة من الأدوات منها ( الباء – الواو – التاء – اللام – من)، ولكن الجدير بالذكر أن أكثر الأدوات استعمالاً هم الباء والواو والتاء، فهم يستطعن الدخول على كل مقسم به، علماً بأنه قد تكون أداة القسم أداة آتية على هيئة أقسم أو أحلف، وفي معظم الأحيان قد تأتي على هيئة يمين الله وأيم الله.
أما فيما يخص الأدوات التي ذكرناها مسبقاً فسوف نبدأ بتناول تلك الأدوات بشكل أكثر تفصيلاً فيما يلي:
الباء: يُعد حرف الباء من أكثر الأدوات المستخدمة في أسلوب القسم، علماً بأن الباء في الأساس مجرد حرف جر ولكنه يأتِ بحوالي أربعة عشر معنى مختلفاً، إلى جانب قدرة الباء على أن تدخل على أي من المقسم به سواء إن كان ظاهراً أو مضمراً، وهذا يتضح في ضوء المثالين التاليين، فحين نقول “بالله لأقومن” فهذا يعتبر مقسماً به ظاهراً، بينما في حال إن قلنا”به لأنطلقن” فهذا يشير إلى أن المقسم به مضمر.
الواو: تأتي الواو ضمن أدوات القسم، حتى تحمل عدة معاني مثل قول الله تعالى: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ” (التين:1) فهنا يتضح لنا بأن الواو تدخل على المظهر دون المضمر، وهذا يتضح أيضا في ضوء قول قسم ” والله لأذهبن” أو ” وأبيك لأنطلقن”
التاء: يُعد واحد من حروف الجر التي تشير إلى القسم، مع الأخذ في الاعتبار بأن التاء تختص عادة في الإشارة إلى لفظ الجلالة وهذا يتضح في قول الله عز وجل: “وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ” (الأنبياء: 57)
المقسم به
غالباً يكون المقسم به هو لفظ الجلالة الله -سبحانه- وتعالى، إلى جانب أنه من الممكن أن يكون بعضاً من الألفاظ أو الكلمات الأخرى في بعض الأحيان، مع العلم أن تلك الكلمات يجب أن يكون جرى استعمالها كمقسم به.
على سبيل المثال مثل كلمة حقك أو وحياتك، ولكن يرجى الأخذ في الاعتبار بأن المقسم به لا يصح أن يكون سوى اسم، ويجب أن يكون هذا الاسم معظماً في ذاته، أو من أجل منفعة فيه، كما أنه من الممكن أن يصلح من أجل التنبيه على العبر الكامنة فيه.
المقسم عليه
العديد من علماء اللغة العربية يطلقون اسماً آخر على المقسم عليه وهو جواب القسم، وكما أشارنا في بداية المقال بأن جواب القسم قد يأتِ على صيغة جملة اسمية قد تكون مثبتة أو منفية وكذلك قد يأتِ على هيئة جملة فعلية قد تكون أيضا مثبتة أو منفية.
والجدير بالذكر أن جواب القسم الخاص بالجملة الاسمية المثبتة يتم توكيده مع أداة القسم من خلال أن أو لام الجواب، وقد يصلح بأن يؤكد بأن وحدها.
ولكن فيما يخص الجملة الاسمية المنفية، فهذه الجملة تحديداً لا يتم توكيدها نهائياً إلا من خلال أداة القسم، أما فيما يخص الجملة الفعلية المثبتة، ففي حين إن كان الفعل الموجود فيها ماضياً، فهذا يؤكد جوابها مع أداة القسم بواسطة لام جواب القسم، أو قد أو بقد، ومن الممكن أن يتم استخدام كل واحدة منهم على حدة.
وفي حال إن كان الفعل مضارعاً ومتصلاً بلام جواب القسم، فيتم تأكيده بالنون الخفيفة أو الثقيلة، ولكن في حال إن كانت الجملة الفعلية منفية، ففي تلك الحالة لا يتم توكيدها مطلقاً بأي من حروف التوكيد أو بأي من أدوات القسم المختلفة.
أسئلة شائعة
ما الفرق بين اليمين والقسم؟
استطاع العالم أبو هلال التفريق بين اليمين أي الحلف والقسم، وذلك من خلال قوله أن القسم أبلغ من الحلف، وقام بتفسير ذلك من خلال أنه في حين أن قال أحد الأشخاص أقسم بالله أن “كذا صار” فهذا قسم بالله -عز وجل- علماً بأن القسم نصيب، بينما الحلف يأتي من قول الإنسان أي أنه سيف الحليف أي أنه قاطع ماض، فإذا قال الإنسان حلف بالله، فهذا كأنه قال قطع المخاصمة بالله.
ما هي أدوات القسم؟
أدوات القسم تشمل عدة أدوات مختلفة تتمثل في حروف القسم التي تشمل الباء والواو والتاء، إلى جانب أفعال القسم التي تتضمن أقسم بالله، وأحلف بالله وأقسمت وحلفت، بالإضافة إلى أسماء القسم التي تشمل يمين الله، أيمن الله، عمر الله.
ما هو اعظم قسم في القرآن الكريم؟
يحتوي القرآن الكريم على العديد من الآيات القرآنية، كما أن تلك الآيات القرآنية تحوي على ثمانية مواضع للقسم من قبل الله -عز وجل- وردت في مختلف السور القرآنية، ولكن أعظم قسم من تلك الثمانية أقسام هو عندما خلق الله -سبحانه وتعالى- بلفظ الجلالة مرتين ضمن آيتين من سورة النخل، ويعتبر هذا القسم هو أعظم قسم ورد في القرآن الكرم.
