هناك العديد من الكتب التي اهتمت بتفسير القرآن الكريم على مرور السنوات السابقة، حيث أن تفسير القرآن يعتبر من الأمور التي تحتاج من المفسر أن يكون لديه العديد من المعلومات حتى يتجنب الأخطاء لذلك على المفسرين ضرورة التأني في عملية التفسير والاهتمام بمراجعة جميع القواعد والدلائل الشرعية، وكذلك ضرورة أن يقوم المفسر بالسؤال عن الأمور التي يجاهلها حتى لا يعرض نفسه لذنب أمام الله؛ لأن هذه التفسيرات يعتمد عليها العديد من الناس الذين يهتمون بفهم كل ما جاء به القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
هناك عدة مؤلفات أصبحت شهيرة ومتداولة بين المسلمين المهتمين بتفسير القرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات (بحر العلوم – تفسير التحرير والتنوير – البرهان في علوم القرآن – الجوهر الحسان في تفسير القرآن – الإتقان في علوم القرآن) وغيرهم من المؤلفات التي سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال.
علم التفسير
علم التفسير أي علم التوضيح الذي يهتم بتفسير وتوضيح جميع الأيات القرآنية الكريمة التي وردت في القرآن الكريم، وكذلك يهتم هذا العلم بتوضيح الأسباب التي أدت لنزول هذه الأيات وكذلك الاهتمام بتوضيح الأمور الخاطئة التي نهت عنها بعض الأيات وكذلك الأمور التي يتبعها المسلم وهذا كله يكون وفق ما ورد في الأيات القرآنية.
يقوم علم التفسير على شرح المعاني الموجودة في الأيات حتي يتمكن أغلب الناس من فهمها، فهو يقوم بتبسيط المعلومات، حتي يتمكن المتعلم والأمي من فهم ما ورد في القرآن من أوامر ونصائح.
يقوم علم التفسير على تفسير التفاصيل الدقيقة ليخرج بالدروس المستفادة من هذه الأيات من خلال توضيح العبر والأمثال التي شملتها الأية.
وهناك عدة من المؤلفات التي تكون خاصة فقط بالطريقة الصحيحة التي يجب أن يتم نطق الألفاظ الموجودة في الأية بها، لذلك هناك عدة من المؤلفات التفسيرية تكون قائمة فقط علي البحث عن الأحكام النطقية الصحيحة وهذا ما يجعل هذه المؤلفات تضم بعض من العلوم الأخرى التي من الممكن أن تكون لا تنتمى إلى العلوم القرآنية.
وهذه العلوم من الممكن أن تكون خاصة بالعلوم اللغوية أو العلوم التي تساعد على القراءة الصحيحة، وعلوم الأعراب وكذلك العلوم البديعة وعلوم التصريفات.
أشهر المؤلفات التفسيرية الموثقة
تفسير الطبري “كتاب جامع البيان في تفسير القرآن”: يُعد هذا الكتاب واحداً من الكتب التي تصنف أنها من أكثر الكتب التفسيرية الموثوقة، والتي تحتل مرتبة أوليه يلجأ إليها العديد من الشيوخ والناس عموماً أكثر من غيرها من الكتب، وهذا يرجع إلى الكم الهائل من الجهد المبذول في هذا الكتاب من قبل مؤلفه محمد بن جرير الطبري، الذي قام باستقطاب عدد من المأثورات من السلف الصالح الصحابة -رضوان الله عليهم- في العلوم التفسيرية للآيات القرآنية، حيث اهتم الطبري بالقيام بسرد وتوضيح جميع الشواهد التشريعية والقواعد النحوية الموجودة في مختلف الآيات، حيث قام الطبري ببذل عدة جهود في محاولة جاهدة منه في أن يستنبط استنباطاً جديداً في المسائل الفقهية المتشعبة، وهذا من أكثر الأسباب التي جعلت كتابه هذا يعتبر أكثر الكتب الخالية من البدع، حيث ينتمي هذا الكتاب بالأخص للمذهب السني الذي يعتمد بشكل أساسي على تأويل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في التفسيرات التي قام بها للآيات القرآنية الكريمة التي وردت في القرآن الكريم.
تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم): قام بتأليف هذا الكتاب الإمام الجليل عماد الدين أبي الفداء بن كثير القرشي الدمشقي، ويعتبر هذا الكتاب من أكثر الكتب التي تحتوي على تفسيرات موثقة للقرآن الكريم بوجهه عاماً، وقد تميز هذا الكتاب بأنه مختص بالآيات القرآنية التي ورد فيها عدة من الأمور التي توضح للمسلمين أمور دينهم، هذا الكتاب من أشهر الكتب التي تعتمد على التفسير من خلال المأثور الذي يعتبر من أشهر أشكال التفسيرات القرآنية، يعتمد بن كثير على تفسير آيات القرآن الكريم من خلال الاعتماد على أمور تخص السنن النبوية وكذلك من خلال المزج بين عدد من تفسيرات الأحاديث النبوية التي مؤكد صحتها، حيث قام بن كثير بالاجتهاد في هذا الكتاب من خلال التحري في كل المعلومات بكل دقة وصدق وإخلاص، كما أنه اهتم بضرورة أن يكون الكتاب خالٍ من الأخطاء اللغوية والنحوية.
الكتاب البغوي لتفسير القرآن الكريم: هذا الكتاب يعتبر من أكثر المؤلفات التي جاءت واهتمت بالتفسيرات الخاصة بالآيات القرآنية، حيث قام بتأليف هذا الكتاب الحسين بن مسعود البغوي الذي عُرف باسم أبو محمد، يتكون هذا الكتاب من حوالي ثمانية مجلدات وتشتمل هذه المجلدات على تفسيرات شاملة لجميع الآيات القرآنية لجميع الصحابة والتابعين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لهذا السبب يعتبر هذا المؤلف من أعظم المؤلفات التي اهتمت بتفسير القرآن الكريم عموماً، وهذا يعود لفضل البغوي في التحري عن كل ما ورد في هذا المؤلف حتى يتجنب أن يضم هذا المؤلف أي من التفسيرات الضعيفة، ليكون هذا المؤلف رئيسياً لكل من هم يقومون بدراسة علم التفسير الخاص بالقرآن الكريم.
تفسير البحر المحيط: قام المفسر أبو حيان الغرناطي بعمل هذا الكتاب خلال زيارته لمصر، حيث كان يبلغ الغرناطي في هذا الوقت حوالي خمسين عاماً، لذلك فهذا الكتاب قام به بعد عدد من السنوات التي كان يقوم بها بالدراسة لكل ما يخص علم التفسير الخاص بالآيات القرآنية، لذلك يعتبر هذا الكتاب من أفضل الكتب التي يعتبرها العديد من الناس مرجعاً هاماً لهم نظراً لأنه قائم على شكل مختلف من حيث اللغة، ومن حيث الأشكال الأعرابية التي اعتمدت على عدد من القواعد الإعرابية.
كما أن هناك عدة مفسرات هامة أيضا يتم الاعتماد عليها في تفسير القرآن الكريم أهمها كتاب الدر المنثور في التفسير القرآني من خلال المأثور الذي قام به المؤلف عبد الرحمن بن كمال الدين الأسيوطي، وكذلك كتاب الجوهر الحسان الذي يقوم بتفسير القرآن الكريم، والذي ألفه الفقيه عبد الرحمن بن محمد الثعالي والذي يُعرف بأبي زيد.
أبرز مفسرين القرآن الكريم
هناك عدد كبير من المفسرين الذين اشتهروا في عدد من الأزمنة المختلفة، وهؤلاء هم المفسرون البارزون للقرآن الكريم عبر العصور المختلفة منذ ظهور الدين الإسلامي:
هناك عدد من المفسرين الذين كانوا ينتمون للصحابة أبرزهم على سبيل المثال علي بن أبي طالب، عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبي بن كعب الأنصاري -رضي الله عنهم- جميعاً.
هناك عدد آخر من المفسرين التابعين وهما قتادة السدوسي وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر وأبو العالية الرياحي والحسن البصري ومحمد بن كعب القرظي.
ومجموعة أخرى من المفسرين الذين اشتهروا عبر العصور المختلفة وهم ابن قيم الجوزية والشعراوي وابن عثيمين ومحمد راتب النابلسي وأبو بكر الجزائري ومحمد طنطاوي والفخر الرازي والقرطبي والزمخشري ومحمد الأمين الشنقيطي وعبد الرزاق الصنعاني وأبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو المظفر السمعاني.