تكمن أهمية دراسة علم المناخ في العديد من الأمور، ففي النقاط التالية سوف نذكر لكم أبرزها:
مساعدة الدول على اتخاذ القرارات السليمة وإجراء التدابير اللازمة لمواجهة أي عقبات من المحتمل أن تأتي في الفترة القادمة.
التعرف إلى حالة الجو وذلك لمدة طويلة ولسنوات عديدة وهو ما يساهم في تسيير أحوال الدول وشؤونها.
تحديد التراكيب الملائمة بالسكان فضلًا عن تهيئة وتوفير الظروف الحياتية اللازمة لهم.
منح الصورة البارزة لعناصر المناخ وبالتالي القدرة على معرفة الخصائص المناخية والجغرافية لمكان ما، حيث إن هذه الخصائص ترتبط بالنشاطات التجارية والزراعية والصناعية.
توضيح نوعية الأنشطة السياحية والحياتية وغيرهم من المظاهر الاجتماعية.
القدرة على دراسة الكوارث الطبيعية بالإضافة إلى الظواهر والمشكلات البيئية مثل مشكلة التغير المناخي وكذلك ظاهرة الاحتباس الحراري.
معرفة سير المعارك الحربية عبر الاستعانة بالعناصر الجوية وتوجيهها لخدمة القوات البرية والجوية والبحرية.
تعريف مصطلح المناخ في الجغرافيا
يتم تعريف المناخ في علم الجغرافيا كما هو على النحو الآتي:
هو حالة الطقس وذلك في مدة زمنية تبدو طويلة نسبيًا.
وهو أيضًا القيمة التي يمكن توقعها لكل من الحرارة، والأمطار، والرطوبة، والضغط الجوي والرياح لمنطقة جغرافية كبيرة وواسعة لجميع فصول السنة.
حيث تُحتسب هذه القيمة من المتوسط على المدى البعيد لحالة الطقس أي بعد 30 سنة.
ومن الجدير بالذكر أن كل منطقة في العالم لها مناج تتميز به عن غيرها من حيث هطول المطر ودرجة الحرارة.
ولقد تم اشتقاق مفهوم علم المناخ من تعريف المناخ، حيث إن علم المناخ هو عبارة عن دراسة لأنظمة الطقس على الأرض وذلك على مدى بعيد كالرياح التجارية ولأنظمة الضغط المؤثرة على الحرارة، ومراحل القمر بالإضافة إلى ميلان الأرض.
أنواع المناخ
قام عالم المناخ فلاديمير كوبن الألماني في أواخر القرن 19 أي أوائل القرن 20 بتقسيم المناخ إلى عدة أنواع وفقًا لدرجة الحرارة وخط عرض المنطقة ونسبة هطول المطر وأوقات السنة التي يهطل فيها، ففيما يلي سوف نذكر لكم أنواع المناخ التي أشار إليها:
مناخ المناطق الباردة
يُطلق عليه اسم المناخات القارية وكذلك المناخات الحرارية الدقيقة.
وهو يتسم باعتدال الأمطار إلى جانب حدوث تغيرات موسمية أحيانًا في درجة الحرارة.
إذ إن متوسطها يتراوح بين 70 إلى 90 درجة فهرنهايت لا سيما في فصل الصيف.
بينما في أبرد شهر تقل درجة الحرارة ويصبح متوسطها أقل من 26 درجة فهرنهايت.
ويُجدر بالإشارة إلى أن هذا المناخ يسود في المناطق التي يوجد بها كتل وسطى من اليابسة مثل:
شمال الدول الاسكندنافية.
سيبيريا.
مناخ المناطق الجافة
يميز مناخ هذه المناطق بقلة الأمطار فضلًا عن عدم استمرار التيارات.
كما أن درجة الحرارة في المناطق الجافة تكون مرتفعة يوميًا حيث من الممكن أن تتجاوز 120 درجة فهرنهايت في النهار، بينما في الليل تصبح أقل أي نحو 100 درجة فهرنهايت.
ومن الجدير بالذكر أن مناطق المناخ الجاف تنقسم إلى نوعين وهما مناطق شبه قاحلة بالإضافة إلى مناطق جافة، ومن أمثلتها ما يلي:
المناطق الاستوائية لا سيما النائية.
صحراء أتاكاما الموجودة في تشيلي.
منتزه كاليفورنيا وهو وادي الموت القاحل الوطني.
مدينة دنفر الواقعة بولاية كولورادو.
مناخ المناطق القطبية
يُعرف مناخ المناطق القطبية بأمر هام ألا وهو عدم توفر فصول صيف واضحة وحقيقية.
حيث إن درجة الحرارة الدافئة لا تزيد عن 50 درجة فهرنهايت، كما أنها لا تستمر سوى لوقت قصير.
ومن الميزات السائدة في المناطق القطبية هو وجود الكتلة الجليدية، إلى جانب توافر 4 أشهر فقط من الحرارة التي تعد فوق درجة التجمد.
وتتمثل المناطق التابعة لمناطق المناخ القطبي في الآتي:
القارة القطبية الجنوبية.
القارة القطبية الشمالية.
مناخ المناطق المعتدلة
تتسم المناطق المعتدلة بتوفر درجات حرارة متوسطة لديها، حيث إنه في فصل الصيف يكون الجو دافئًا كما يهطل القليل من المطر.
أما في فصل الشتاء يكون الجو معتدلًا ورطبًا، ومن الجدير بالذكر أن درجة حرارة الشهور الباردة في هذه المناطق تتراوح من 26.6 إلى 64.4 درجة فهرنهايت.
وتضم المناطق ذات المناخ المعتدل كل من المناطق شبه الاستوائية، والمناطق البحرية وكذلك مناطق البحر الأبيض مثل:
نيوزيلندا: ويلينجتون.
أستراليا: سيدني.
الصين: شنغهاي.
الولايات المتحدة: جورجيا وواشنطن وسياتل.
مناخ المناطق المدارية
يكون متوسط درجة الحرارة في المناطق المدارية مرتفع نسبيًا حيث يبلغ نحو 64.4 درجة فهرنهايت.
كما تسقط الأمطار بكميات كبيرة، وعلى الرغم من ذلك فإن فصول الشتاء لا تعد طويلة بل إنها قصيرة للغاية وربما غير موجودة.
فإن مناخ المناطق المدارية يشمل السافانا والمناطق الاستوائية والغابات المطيرة، كما يشمل ما يلي:
كوبا.
هافانا.
كوالالمبور.
وبيليم.
الهند.
ماليزيا.
البرازيل.
بنغلاديش.
عناصر المناخ
هناك 6 أنواع من عناصر الغلاف الجوي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الطقس أي المناخ خلال فترة زمنية قصيرة، ففي السطور التالية سوف نشير إليهم بوضوح:
الإشعاع الشمسي
هو الطاقة التي تُستمد من الشمس وتكون على هيئة حرارة وموجات الراديو والأشعة السينية والضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية.
حيث إنه يؤثر على المناخ عندما يقوم بتسخين سطح الأرض ومن ثم تسخين الهواء الموجود أعلاه مما يترتب عليه جعل درجة الحرارة تحدد استقرار الهواء.
كذلك عندما يؤدي إلى تبخر المياه الموجودة على سطح الأرض وتطوير السحب وتشكل الأمطار.
فمناخ الأرض يعتمد بنسبة كبيرة على التوازن الدقيق الذي يحدث بين الإشعاع الشمسي الواصل إلى الأرض والإشعاع الحراري الذي يُصدر منها.
فما يعادل 30% من أشعة الشمس التي تصل للأرض ينعكس مرة أخرى عنها بفعل الرذاذ الجوي والغيوم، حيث إن نسبة الـ 70% المتبقية تُمتص من قِبل الغلاف الجوي والمحيطات والأرض.
ولقد أشارت هيئة الأرصاد إلى أن الإشعاع الشمسي يؤثر أيضًا على الثلوج والجليد وأسطح المحيطات والرمال وغيرها.
كمية الرطوبة
الرطوبة هي بخار الماء الذي ينتشر في الهواء حيث إنه يحدد هو الآخر المناخ على الرغم من أن الطاقة الشمسية هي المحرك الأساسي له على الأرض.
إذ إن التقلبات التي تحدث في درجات الحرارة ليلًا تقل بفعل الرطوبة نظرًا لأنه عندما يبرد الهواء في المناطق الرطبة يبدأ بخار الماء في التكثف ويتسبب في إطلاق الحرارة الكامنة داخله مما يؤدي إلى تسخين الهواء حتى وإن كانت الشمس غائبة.
أما بالنسبة للتقلبات الحرارية في النهار فإنه بمجرد شروق الشمس تقوم أشعتها بتسخين الهواء مما يترتب عليه تحويل الماء إلى بخار حيث يمتص الطاقة الشمسية نسبيًا ولا ترتفع درجة الحرارة بسهولة.
هطول الأمطار
يعد هطول الأمطار جزءًا رئيسًا من عملية التبادل المستمر للمياه بين كل من سطح الأرض والغلاف الجوي.
وهو يحدث بسبب تبخر المياه العذبة السطحية أو تبخر الماء الموجود في اليابسة والمحيطات وارتفاع البخار إلى الأعلى بفعل التيارات الهوائية.
إذ يتكثف الهواء ومن ثم يبرد ويكوّن الغيوم، والتي تعود مرة أخرى إلى سطح الأرض ولكن على هيئة هطول يشمل المطر والثلج والبرد والضباب.
ويُجدر بالإشارة إلى أن الهطول لا يؤثر على المناخ فقط فهو يشمل الزراعة والصناعة والكثير من الأنشطة البشرية.
درجات الحرارة
تؤثر درجة الحرارة على نمط المناخ بفاعلية وعلى عناصره الأخرى وكذلك على حياة الإنسان.
فالانخفاض الحاد في درجة الحرارة من الممكن أن يؤدي إلى تغيير نسبة الهطول إلى جانب خفض كمية المطر وبالتالي انعكاس الأمر بالسلب على إنتاج المحاصيل الزراعية.
بينما الارتفاع المبالغ فيه في درجة الحرارة قد يؤدي إلى ذوبان الثلوج وزيادة مستوى سطح البحر مما يهدد الحياة على الأرض.
فضلًا عن ذلك فالارتفاع في درجة الحرارة يُحدث تغيرات عديدة في العالم تشمل المحيطات وكمية الثلج، وحياة النباتات والحيوانات.
الضغط الجوي
الضغط الجوي هو عبارة عن القوة التي يستخدمها الهواء للتأثير على سطح الأرض وذلك بواسطة الجاذبية الأرضية.
فهو من مؤشرات الطقس ومن الوسائل المحددة لأنماطه.
حيث إنه في حالة إن كان الضغط الجوي في أي منطقة منخفضًا سوف تتعرض إلى هطول الأمطار والرياح.
بينما إن كان الضغط الجوي مرتفعًا فمن المتوقع أن يكون الطقس هادئًا وكذلك دافئًا.
حركة الرياح
لقد تم تعريف مفهوم الرياح في علم المناخ بأنها هي حركة الهواء التي تحدث فوق سطح الأرض واستجابة لاختلاف درجة الحرارة الناتج عن تسخين الشمس للأرض بشكل غير متساوٍ.
فالرياح تساهم في تحديد الطقس بفاعلية، فعلى سبيل المثال تقوم الرياح الدافئة خلال حركتها وانتقالها فوق الماء بتكوين الرطوبة.
إذ يتكثف بخار الماء في الهواء بمجرد انتقاله إلى المناخ الأكثر برودة مما يترتب عليه هطول الأمطار الغزيرة لا سيما في المناطق الساحلية.
