اعظم سبب لدخول عباد الرحمن الجنة بعد رحمة الله الصبر على الطاعة، ولكن دخول الجنة لا يقتصر على ذلك فقط ولكن يوجد أسباب كثيرة تساعد أي شخص بدخول الجنة ومن بينها العمل الصالح.
والصبر يعد من الصفات التي أمرنا بها حثنا عليها ديننا وهو ما ورد بقول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 200 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وكما ورد بقول الله تعالى في سورة الفرقان الآية 75 (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا) حيث ذكر الله تعالى صفة الصبر بختام صفات عباد الرحمن وكانت تلك الصفة من بين أعظم الأسباب التي تُدخل عباد الرحمن إلى الجنة.
وفي ذلك يقول ابن كثير بتفسير تلك الآية لمَّا ذكر الله تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذَكَرَ من تلك الصفات الجميلة، والأقوال والأفعال الجليلة، قال عقب كل ذلك: (أُولَئِكَ) يقصد بالمتصفون بتلك، (يُجْزَوْنَ) وهو ما يشير إلى يومَ القيامة (الغُرْفَةَ) أي الجنة، (بِمَا صَبَرُوا) تغني على القيام بذلك، أي أن المتصفون من عباد الرحمن بتلم الصفات سيجزون يوم القيامة الجنة لصبرهم، وهو ما ورد بأكثر من آية في القرآن الكريم كما بقول الله سبحانه في سورة الإنسان الآية 12 (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا).
حيث أوضح الله تعالى في تبك الآيات من القرآن أن الصبر أحد أسباب دخول الجنة، كما أنه من أعظم أسباب دخول الجنة، كما أن الصبر علاوًة له أجر كبير بالدنيا والآخرة، حيث إن الصبر دليل على حسن الإسلام كمال الإيمان، ويثمر الصبر الهداية بالقلب، كذلك فإنه يثمر محبة الناس ومحبة الله تعالى، وهو من أسباب التمكين بالأرض، فضلًا عن أنه يؤمن يوم القيامة من الفزع الأكبر، والأجر الأكبر له هو أنه سبيل للنجاة من النار و الفوز بالجنة إن شاء الله.
لماذا الصبر على الطاعة من أعظم أسباب دخول عباد الرحمن الجنة
للصبر أنواع ثلاثة وهي:
الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى.
الصبر على معصية الله جل وعلا، فلا يرتكبها.
الصبر على الأقدار.
في الواقع، يعد الصبر على الطاعة أفضل الأنواع الثلاثة، حيث إن فعل الطاعة هام مثل ترك المعصية، والصبر على الطاعة والصبر عن المعصية هو أكمل من صبر العبد على الأقدار، إذ إن الصبر على الطاعة به إيثار اختيار، بينما الصبر على المصيبة فلا يوجد به إيثار أو اختيار، ولكنه يحدث بغير اختيار العبد ولا يوجد به كسب له، فلا حيلة له به غير الصبر، ولذا يعد الصبر على الطاعة أعظم سبب لدخول عباد الرحمن الجنة بعد رحمة الله.
رحمة الله من أعظم أسباب دخول عباد الرحمن الجنة
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل ووضع يده على رأسه، كما ورد بلفظ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد يدخله عمله الجنة، فقيل ولا أنت يا رسول الله، قال ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة)، حيث جعل الله سبحانه الأعمال الصالحة من أسباب نيل رحمته تعالى، حيث يكون دخول الجنة بسبب الأعمال الصالحة والذي لا يوجد ثمنًا له ولا عوضًا عنه.
حيث إن نعمة واحدة من بين نعم الله سبحانه كنعمة التنفس أو نعمة البصر أو نعمة النطق فإنها تفوق كل أعمال العباد، فكيف يكون الأمر بسائر نعم الله سبحانه التي لا تعد ولا تحصى، ولذا فإن دخول الجنة يكون برحمة الله جل وعلا نتيجة الأعمال الصالحة، حيث لا تعادل أعمال العباد نعم الله عليهم فيظل لديهم تقصير بشكر نعمهم.
وقد ورد عنأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ليس أحد يحاسب إلا هلك قالت: قلت: يا رسول الله جعلني الله فداءك، أليس يقول الله عز وجل: (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا). قال: ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك” .
وفي ذلك يقول ابن كثير رحمه الله يعني: سهلا بلا تعسير، يعني: لا يحقق عليه جَميعُ دقائق أعماله؛ فإن من حوسب كذلك يهلك لا محالة، وهو ما يقصد به أن ذلك لا يعني أن العمل الصالح ليس له قيمة بدخول الجنة ولكن العمل يعد من أسباب دخول الجنة التي يدخلها الغبد برحمة الله سبحانه وذلك حين الأخذ بأسباب دخول الجنة.
اسباب دخول الجنة
خلق الله سبحانه الإنسان من أجل عبادته وجعل له هدية وجزاء بالآخرة وهي الجنة، إذ يعمل العبد الأعمال الحسنة بالحياة الدنيا لكي يفوز في الآخرة بالجنة، وفي الفقرات الآتية سوف نذكر أهم أسباب دخول الجنة:
صحة العقيدة والعمل من أسباب دخول الجنة وذلك يعني أن المسلم يمكن أن يقوم بكل الأعمال التي تدخله الجنة ولكن يجب أن تكون عقيدته صحيحة.
قال الله تعالى في سورة الفرقان الآية23 (وَقَدِمْنَاإِلَىٰمَاعَمِلُوامِنْعَمَلٍفَجَعَلْنَاهُهَبَاءًمَّنثُورًا)، ومن ثم يجب من أن يكون العمل الصالح خالص لوجه الله تعالى.
من بين الأسباب التي تدخل الجنة هي التقوى والتي تعني العمل بما أنزل الخالق بكتابه العزيز، وبسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إيثار طاعة الله وذلك على المصلحة الشخصية وهي أن يفضل المسلم ويطبق شرع الله ويلتزم بطاعته على مصالحه الشخصية.
إذ قال الله تعالى في سورة النساء الآية 13 (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، صدق الله العظيم.
من أسباب دخول المسلم الجنة الجهاد في سبيل الله تعالى لأنه من الأعمال التي تأخذ صاحبها للجنة.
قال تعالى في سورة التوبة الآية 111 (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ) صدق الله العظيم.
كما أن طلب العلم خالصًا لوجه الله سببًا من أسباب دخول الجنة وهي حضور المسلم مجالس العلم، وذلك عندما تكون النية خالصة لله سبحانه، ويكون الهدف التعرف إلى الله جل وعلا حق معرفته وتجنب نواهيه والتعرف على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك فإن من أسباب دخول الجنة حسن الخلق، لأن الإيمان مما يقوم عليه حسن الخلق وزيادة الإيمان تكون بزيادة الخلق، وقد مدح الله تعالى نبيه، فقال في سورة القلم الآية 4 (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
أسباب الحرمان من الجنة
هناك بعض الأسباب التي تحرم المسلم دخول الجنة سوف نعرض أبرزها فيما يلي:
الكبر من أسباب الحرمان من الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر).
وقال رسول الله (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس).
والصنف الآخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم (ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، عليهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها).
ما هي العوامل بسبب دخول الجنة؟
تصحيح العقيدة من أعظم أسباب دخول الجنة، حيث إن الأخذ بالأسباب المؤدّية للجنة من دون صحة للعقيدة لا تُدخل صاحبها الجنة، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى في سورة الفرقان الآية 23 (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا).