مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

الآثار المترتبة على سوء الظن بالله تعالى

بواسطة: نشر في: 16 ديسمبر، 2022
مخزن

الآثار المترتبة على سوء الظن بالله تعالى

هناك الكثير من الآثار التي تترتب على سوء الظن بالله، ولعل من أبرزها ما يلي:

  • سبب للوقوع في الشرك والبدعة والضلال.
  • من يسئ الظن فإنه سوف يسء العمل.
  • يعد من مداخل الشيطان التي توقع الإنسان في كبائر الذنوب.
  • علامة على خبث باطن الإنسان ومرض قلبه.
  • تسبب عدم الثقة في الآخرين.
  • يكون سبب في أن يستحق الإنسان غضب الله ولعنته.
  • سوء الظن بالله صفة! من صفات كل مبدع.

سوء الظن بالله ابن القيم

يقول تعالى في سورة فصلت الآية 23 (وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ)، وقد قال ابن القيم عن الآية الكريمة أن ذلك ظن كل كافر ومبطل ومبتدع مستذل ومقهور، لأنه يظن بربه ذلك الظن وهو أولى بالظفر والنصر والعلو من خصومه، إذ أن أكثر الخلق بل جميعهم إلا من شاء الله منهم يظنون بالله ظن السوء غير الحق، فإن أغلب بني آدم يظن أنه ناقص الحظ مبخوس الحق، وأنه يستحق أكثر مما أعطاه الله له، كما ويقول لسان حاله لقذ ظلمني ربي، ومنع عني ما أستحقه.

كما وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول جل وعلا: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم)، حيث إن أعمال الناس على قدر ظنهم بالله، فالمؤمن هو من أحسن الظن بربه فأحسن العمل، بينما المنافق والكافر فأساءا الظن بالله فأساء العمل. 

كما يقول تعالى في سورة الفتح الآية 6 (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)، فذلك دليل على أن سوء الظن بالله يعد من موجبات جهنم وبئس المصير.

من أمثلة سوء الظن بالله:

نذكر فيما يلي بعض من أبرز الأمثلة على سوء الظن بالله:

  • سوء الظن بالأحوال الشرعية: مثل أن نظن في الله جل وعلا أنه نهانا عن أمور أو أنه أمرنا بأوامر أخرى عبثًا لغير مصلحة.
  • الأحكام القدرية الكونية: بأن يظن العبد أن الله جل وعلا قد قدر عليه بعض الأحكام القدرية كالمرض والفقر أو غيره من الأمور لغير مصلحة أو حكمة.
  • وعد الله للمؤمنين بالتمكين والنصر في الدنيا: فمن يظن أن الله سبحانه مخلف لعباده المؤمنين وعده وأنه قد لا ينصرهم، فهو يسئ الظن بالله.
  • وعد الله تعالى المؤمنين الفوز في الآخرة بالجنة: فمن يظن أن الله لا يدخل المؤمنين الجنة فهو يسيء الظن بالله جل وعلا.
  • وعد الله للكافرين بالدنيا والآخرة: فمن يظن أن الله جل وعلا لن يخذل الكافرين بالدنيا وأنه لن يجازيهم بسوء في الآخرة، فقد أساء الظن بالله سبحانه.

هل سوء الظن بالله كفر

قام العلماء بتقسيم سوء الظن بالله عز وجل لنوعين وهما:

النوع الأول هو: الظن المحرم وهو الذي ينقص كمال التوحيد الواجب

  • كمن يرى رجل صالح قد أصابته مصيبة فيقول أن هذا لا يستحق ذلك.
  • من يجد رجلًا غنيًا فاجرًا فيقول إن ذلك الشخص لا يستحق تلك الأموال.
  • والدليل على تحريم ذلك النوع يتمثل في قول الله عز وجل في سورة آل عمران الآية 154 (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)، حيث جعل الله جل وعلا سوء الظن به صفةٌ من صفات الجاهلية، كما أنه تشبه بأهل الجاهلية بخصالهم المذمومة وهو محرم.

النوع الثاني: هو كفر ينافي التوحيد بالكلية

  • وذلك كظن المشركين والمنافقين أن الله سبحانه لا ينصر نبيه صلى الله عليه وسلم وأن ذلك الدين سوف ينتهي ولن تقوم قائمة له.
  • والدليل قول الله عز وجل في سورة الفتح الآية 6 (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).

أسباب سوء الظن بالله عز وجل

من أسباب سوء الظن بالله عز وجل:

  • الجهل بالله جل وعلا وصفاته وأسمائه.
  • ضعف الإيمان بفعل المحرمات وترك الطاعات.
  • اتباع خطوات ووساوس الشيطان وتخويفه، وفي ذلك قال تعالى في سورة البقرة الآية 268 (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

حسن الظن بالله تعالى

إنّ حسن الظنّ بالله تعالى منَ الأمور التّعبدية الدالة على سلامة إيمانِ المسلم ومدي يقينه برحمة الله سبحانه، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تدل على مدى أهميته وتبشر بفضله، حيث إنّ المسلم الذي يحسنُ الظنّ بالله جل وعلا يعيش متفائلاً بجميع ما هو أتٍ وراضياً به لأنّه من الله.

تعريف حسن الظن بالله

إن حسن الظن بالله عز وجل يعنس أنْ يوقنَ العبدُ بخالقه جل وعلا رحمةً وخيراً وإحساناً بكل ما يقعُ من أفعالٍ وأقدارٍ عليه في الدنيا والآخرة، ويمكن القول كذلك أن حسن الظن بالله تعالى هو الاعتقاد بما يليق بالله سبحانه من صفات وأسماء وأفعال، والاعتقاد يما تقتضيه من آثار عظيمة، مثل اعتقاد أنّ الله سبحانه يرحم عباده المؤمنين، ويعفو عنهم ويفصح إنْ هم تابوا وأنابوا، ويقبل طاعاتهم منهم وعبادتهم، واعتقاد أنّ له سبحانه الحِكَم الجليلة بما قضاه وقدَّره.

هل يغفر الله سوء الظن به؟

إن كان الظن السيئ قد وقر بقلب العبد، ولم يكن مجرد خاطر عابر، وكان من ظن به ظن السوء لم يبد منه ما يوجب هذا: فقد تم الوقوع بسوء الظن المحرم، وينبغي التوبة لله عز وجل منه.

المراجع

الآثار المترتبة على سوء الظن بالله تعالى

جديد المواضيع