ابحث عن أي موضوع يهمك
هناك الكثير من الآثار التي تترتب على سوء الظن بالله، ولعل من أبرزها ما يلي:
يقول تعالى في سورة فصلت الآية 23 (وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ)، وقد قال ابن القيم عن الآية الكريمة أن ذلك ظن كل كافر ومبطل ومبتدع مستذل ومقهور، لأنه يظن بربه ذلك الظن وهو أولى بالظفر والنصر والعلو من خصومه، إذ أن أكثر الخلق بل جميعهم إلا من شاء الله منهم يظنون بالله ظن السوء غير الحق، فإن أغلب بني آدم يظن أنه ناقص الحظ مبخوس الحق، وأنه يستحق أكثر مما أعطاه الله له، كما ويقول لسان حاله لقذ ظلمني ربي، ومنع عني ما أستحقه.
كما وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول جل وعلا: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم)، حيث إن أعمال الناس على قدر ظنهم بالله، فالمؤمن هو من أحسن الظن بربه فأحسن العمل، بينما المنافق والكافر فأساءا الظن بالله فأساء العمل.
كما يقول تعالى في سورة الفتح الآية 6 (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)، فذلك دليل على أن سوء الظن بالله يعد من موجبات جهنم وبئس المصير.
نذكر فيما يلي بعض من أبرز الأمثلة على سوء الظن بالله:
قام العلماء بتقسيم سوء الظن بالله عز وجل لنوعين وهما:
النوع الأول هو: الظن المحرم وهو الذي ينقص كمال التوحيد الواجب
النوع الثاني: هو كفر ينافي التوحيد بالكلية
من أسباب سوء الظن بالله عز وجل:
إنّ حسن الظنّ بالله تعالى منَ الأمور التّعبدية الدالة على سلامة إيمانِ المسلم ومدي يقينه برحمة الله سبحانه، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تدل على مدى أهميته وتبشر بفضله، حيث إنّ المسلم الذي يحسنُ الظنّ بالله جل وعلا يعيش متفائلاً بجميع ما هو أتٍ وراضياً به لأنّه من الله.
إن حسن الظن بالله عز وجل يعنس أنْ يوقنَ العبدُ بخالقه جل وعلا رحمةً وخيراً وإحساناً بكل ما يقعُ من أفعالٍ وأقدارٍ عليه في الدنيا والآخرة، ويمكن القول كذلك أن حسن الظن بالله تعالى هو الاعتقاد بما يليق بالله سبحانه من صفات وأسماء وأفعال، والاعتقاد يما تقتضيه من آثار عظيمة، مثل اعتقاد أنّ الله سبحانه يرحم عباده المؤمنين، ويعفو عنهم ويفصح إنْ هم تابوا وأنابوا، ويقبل طاعاتهم منهم وعبادتهم، واعتقاد أنّ له سبحانه الحِكَم الجليلة بما قضاه وقدَّره.
إن كان الظن السيئ قد وقر بقلب العبد، ولم يكن مجرد خاطر عابر، وكان من ظن به ظن السوء لم يبد منه ما يوجب هذا: فقد تم الوقوع بسوء الظن المحرم، وينبغي التوبة لله عز وجل منه.