خلال هذا المقال نجيب على سؤال ابين اثر الرياء على العمل ، فالرياء من محبطات الأعمال ومما يذهب ثواب المسلم في العمل الصالح، إذ يعمله المرائي ابتغاءً لرضا الناس وليس لوجه الله خالصاً، ويسمى الرياء بالشرك الأصغر لكونه شبيه بالشرك بالله، حيث يشرك المرائي الناس مع الله في القصد من العمل الصالح، خلال المقال التالي نتعرف معاً على إجابة سؤال ابين اثر الرياء على العمل، كما نتحدث عن بعض المعلومات حول الرياء مثل تعريفه وأنواعه والفرق بينه وبين النفاق وغيرها من التفاصيل التي نعرضها عبر هذه السطور، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
في هذه الآية يخاطب الله المؤمنين ويحثهم على ألا يكونوا كالمرائين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذي، وهو تحذير إلهي من خطر الرياء على عمل المؤمن.
أثر عمل المرائي على نفسه
العمل يجب أن يكون خالصاً لوجه الله ليؤجر عليه المسلم حق الأجر، أما من كان عمله رياءً فقد حبط عمله، ويضره الرياء في الدنيا كما يضره في الآخرة.
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:”رضا الناس غاية لا تُدرَك ورضا الله غاية لا تُترَك، فأترك ما لا يُدرَك وأدرك ما لا يُترَك”.
مهما فعل الإنسان لن يرضى الناس عنه فالناس قد يكرهون شخصاً بلا سبب، بينما الله سبحانه وتعالى مُطلع على كل شيء ويعلم ما تخفي الصدر، فإن أغضب الناس لرضا الله رضي الله عنه وأرضاه وكان له عن ذلك في الآخرة ثواباً عظيماً بإذن الله.
أما من ابتغى رضا الناس وحرص عليه حتى في غير رضا الله فإنه لن يفلح في سعيه ولن يرضى عنه الناس، ويكون ممن خسروا دنياهم وآخرتهم.
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”من التمس رِضا اللهِ بسخَطِ الناسِ ؛ رضِيَ اللهُ عنه ، وأرْضى عنه الناسَ ، ومن التَمس رضا الناسِ بسخَطِ اللهِ ، سخِط اللهُ عليه ، وأسخَط عليه الناسَ”.
كما ذُكر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث فإن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، فلا يصل إلى مبتغاه إن كان رضا الناس غايته.
أما من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، فإن كرهه الناس لعمل خير ابتغى به وجه الله وتعارض مع مصالحهم فإن الله يكفيه أمرهم بإذن الله، ويجزيه عن عمله خيراً إن شاء الله.
الفرق بين الرياء والنفاق
الرياء هو أن يعمل الإنسان العمل الصالح مدركاً قيمته ولكنه يعمله ليراه الناس فيمتدحوه ويثنون عليه.
النفاق هو أن يعمل الإنسان العمل الصالح وهو لا يؤمن بقيمته أو لا يردي فعله ولكنه يفعله ليخدع به الناس.
الرياء نوع من أنواع الشرك ويسميه البعض بالشرك الخفي، حيث أن المرائي يكاد يشرك الناس مع الله في العبادة والعياذ بالله، فيبتغي رضاهم كما يبتغي رضا الله بل وأحياناً أكثر من رضا الله.
النفاق نوع من أنواع الكُفر فقد لا يكون المنافق مؤمناً ولكنه يدّعي الإيمان ليخدع المؤمنين ويتظاهر بكونه منهم.
ما علاج الرياء
تذكر عظمة الله سبحانه وتعالى وابتغاء رضاه وحده لا شريك له.
مجاهدة الرياء والاجتهاد في إخلاص العمل لوجه الله وحده.
التذكر بأن الناس لن ينفعوا الإنسان في شيء يوم القيامة فإن كان رضاهم يسعده في الدنيا فلن ينفعه في الآخرة سوى رضا الله ولن ينفعه الناس أو رضاهم في شيء.
أن يتذكر العبد أن الله تعالى لن يقبل عمله إن كان فيه شيء من الشرك، فلا يجب أن يسعد لمدح الناس له ولا يغتر بنفسه.
أن يتذكر أن الله لن يقبل عمله في الآخرة لأنه لم يكن خالصاً لوجهه وأن الناس يومها لن ينفعوه، فرضا الله أولى وأبقى.
دعاء علاج الرياء
ليتقي الإنسان الوقوع في الرياء يجب أن يحرص على تجديد النية في العمل بأنه يجعله لوجه الله خالصاً، وأن يدعو الله أن يلهمه ذلك ويثبته ويتقبل منه صالح أعماله ويغفر له ذنبه، ويمكنه أن يدعو الأدعية الآتية:
“اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك على ما لا أعلم”.
“اللهم أجعل عملي خالصاً لوجهك الكريم وتقبله مني فإنك أنت التواب الرحيم، اللهم أغفر لي ذنبي وثبتني على طاعتك”.
“اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يُرفَع، ودعاء لا يُسمَع”.
“اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب”.
“اللهم إني أعوذ بك من أن يكون إيماني نفاقاً أو عملي رياءً”.
اللهم إني أبتغي بإيماني رضاك وأبتغي بعملي ثوابك، فاللهم أجعلني ممن رضيت عنهم وغفرت لهم وأجبت دعاءهم”.
إلى هنا ينتهي مقال ابين اثر الرياء على العمل ، أجبنا خلال المقال عن السؤال المذكور كما عرضنا عض المعلومات التفاصيل حول الرياء وتعريفه وأنواعه أثره على عمل العبد، كما وضحنا الفرق بين الرياء والنفاق، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم اكبر قدر من الإفادة.