إن مرحلة البلوغ تعد من أهم المراحل في الحياة على الإطلاق، وذلك لأنها المرحلة التي يصبح فيها الإنسان قادرًا على التناسل أي الإنجاب بشكل كامل، حيث تحدث العديد من التغيرات له في هذه المرحلة تتضمن الناحية الجسدية والاجتماعية وذلك نظرًا لإفراز الهرمونات الجنسية من الغدة النخامية لديه سواء كان من الذكور أو الإناث، كما أن الأعضاء الجنسية تنمو بالشكل الذي يسمح لها بالمساهمة في تكوين عائلة بفاعلية.
الجدير بالذكر أن التغيرات البيولوجية والنفسية التي تحدث في مرحلة البلوغ الحساسة تختلف باختلاف نوع الجنس، حيث إنه هناك فرقًا جليًا بين علامات البلوغ لدى الولد عن علامات البلوغ لدى البنت، ففي السطور التالية سوف نشير إليها بوضوح.
علامات البلوغ للولد
يبدأ سن البلوغ عادةً لدى الذكور من سن 10 إلى 4 سنة، ويستمر تقريبًا إلى 3 سنوات، حيث يُمكن الاستدلال عليه من العلامات الآتية:
زيادة حجم الخصيتين
يكبر حجم الخصيتين وكيس الصفن في بداية مرحلة البلوغ لدى الذكور.
ولكن لا يترافق مع الأمر زيادة في حجم العضو الذكري كما يعتقد البعض.
إذ ما يحدث فقط هو استمرار نمو الخصيتين مع تغير لون جلد كيس الصفن حيث يصبح داكنًا كما يصبح أقل سماكة.
مما يترتب عليه تدلي هذا الكيس من الجسم، كما تظهر بعض النتوءات الصغيرة عليه لتُشكل فيما بعد بصيلات الشعر.
ويُجدر بالإشارة إلى أن إحدى الخصيتين يتدلى للأسفل بشكل أقل من الأخرى وعادةً ما تكون الخصية اليسرى.
كثافة نمو شعر الجسم
ينمو الشعر لدى الذكور عند قاعدة العضو الذكري في مرحلة البلوغ.
ثم يبدأ في النمو حول منطقة العانة وكذلك منطقة الإبطين.
وبمرور الوقت يزداد نمو الشعر في الساقين ثم الذراعين ثم في منطقة فوق الشفتين وأخيرًا في منطقة الذقن.
ويكون هذا الشعر مع بداية ظهوره ناعمًا ومستقيمًا.
نمو العضو الذكري
خلال مرحلة البلوغ من المتوقع أن يزداد نمو العضو الذكري لا سيما في الفترة العمرية التي تقع من سنة 11 إلى 13 سنة.
ثم يزداد عرض هذا العضو للتطور الحطاطات اللؤلؤية الوردية عليه وبعض الآفات التي تشبه البثور وتظهر حول التاج.
ولكن الأمر متفاوتًا، فبعض الذكور قد تصبح أعضائهم التناسلية بحجم جيد ومماثل لحجم الشخص البالغ في سن مبكرة حيث لا يُشترط أن يزداد نموها عند دخول مرحلة البلوغ، وبصفة عامة يصل العضو الذكري إلى حجمه المفترض ببلوغ سن 18 سنة.
بعض التغيرات في شكل الجسم والأعضاء
من التغيرات التي تطرًا على شكل جسم الذكور في مرحلة البلوغ هو أن الجسم يصبح أكثر قوة وتناسقًا.
كما أن الصدر يصبح أكثر اتساعًا ويتكون فيه المزيد من العضلات.
فضلًا عن ذلك فبعض الأعضاء تنمو بشكل أثر مثل الرئة والقلب وعظام الجمجمة والجبين والفك.
فلا بد وأن يزداد الوزن في هذه المرحلة بنحو 13 كيلوغرام للإشارة إلى النمو والتطور الطبيعي.
زيادة الطول
يزداد طول الذكور في مرحلة البلوغ بمعدل يتراوح من 10 إلى 30 سم.
ولكنه يتوقف بسبب قفزات النمو في المرحلة التي تتراوح من عمر 18 إلى 20 سنة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه القفزات قد تؤدي إلى حدوث تغيرات جسدية مفاجئة لبعض الأجزاء كاليدين والوجه والرأس مما يترتب عليه نموها بشكل أسرع من الأجزاء الأخرى.
التعرق المفرط
نتيجة لزيادة مستويات الهرمونات في الجسم خلال فترة البلوغ فإن نشاط الغدة العرقية يزداد هو الآخر مما يترتب عليه زيادة التعرق.
ولكن العرق الناتج عن هذا الأمر يكون بلا رائحة، حيث لا تظهر الرائحة إلا إذا تكاثرت البكتيريا في المناطق المتعرقة كأسفل الإبطين.
لذا لا بد وأن يعتني الذكور في فترة البلوغ بالاستحمام اليومي بالماء والصابون لضمان بقاء رائحة الجسم جيدة ومنعشة.
ظهور حب الشباب
يعد ظهور حب الشباب من الأمور الشائعة لدى الذكور في مرحلة البلوغ.
حيث يعزى السبب ورائه إلى زيادة إفراز الزيوت الجلدية والتي تؤدي بدورها إلى نمو البكتيريا في مسامات الجلد وتكوّن حب الشباب.
فمن الضروري أن يتم اتباع ممارسات النظافة الشخصية للتخلص من هذه الحبوب واستخدام العلاجات التي يصفها الطبيب وينمبغي الحذر من تقشير الوجه حتى لا يزداد الأمر سوءًا.
تغير نبرة الصوت
نظرًا لنمو الأحبال الصوتية لدى الذكور بسرعة أكبر في فترة البلوغ وزيادة حجم تفاحة آدم فمن المتوقع أن تحدث تغيرات ملحوظة في نبرة الصوت.
كما أن هذه التغيرات تنجم أيضًا عن زيادة مستوى هرمون التستوستيرون وزيادة طول غضروف الحنجرة.
وهي تتضمن الصوت الحاد والنبرة المرتفعة عند التحدث، أي أنها تضيف لصوت الذكر العمق بشكل أكثر.
تضخم الثديين
قد تنمو الأثداء لدى بعض الذكور في مرحلة البلوغ مؤدية إلى الإصابة بحالة التثدي.
فهذه الحالة تُصنف ضمن الحالات المسببة للحرج لدى البعض.
ولكنها تكون مؤقتة في الغالب وتزول من تلقاء نفسها، إذ تصبح الأثداء بعد تخطيها متسطحة بالكامل.
وينبغي العلم بأن تطور نمو الثديين لدى الذكور لا يعد أمرًا مألوفًا فقد يتطلب العلاج الطبي.
تحسين الخصوبة
يبدأ الانتصاب والقذف أي عملية إطلاق الحيوانات المنوية في الغالب في المرحلة العمرية من 13 إلى 15 سنة.
وذلك بسبب زيادة حجم العضو الذكري وقدرته على الامتلاء بالحيوانات المنوية والسائل المنوي.
ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن الاستدلال على هذا الأمر من خلال حدوث الاحتلام الليلي والذي يعد جزء لا يتجزأ من علامات البلوغ لدى الذكور.
علامات البلوغ للبنت
في الغالب تبدأ فترة البلوغ لدى البنات من عمر 8 إلى 10 سنوات، وتستمر لمدة 4 سنوات حيث يترافق معها العلامات الآتي:
كبر حجم الثدي
يحدث في بداية فترة البلوغ انتفاخ بسيط أسفل الحلمتين كدلالة على بدء نمو الثديين والذي يؤدي إلى الشعور بالألم نتيجة تمدد الجلد.
حيث يكبر حجم الثديين بشكل ملحوظ، ولكنه يختلف من فتاة لأخرى وفقًا لمدى استجابة الجسم لزيادة الكتلة الدهنية في مرحلة البلوغ.
ومن الجدير بالذكر أنه عندما يكبر حجم الثديين قد يتغير لون الهالة المحيطة بالحلمتين وقد تنتصب الحلمة أو تبقي في موضعها، وهذه الأمور مؤقتة وطبيعية إذ تنتهي بانتهاء مرحلة البلوغ.
اختلاف شكل الجسم
تكتسب أغلب الفتيات في مرحلة البلوغ المزيد من الوزن.
حيث يزداد الوزن لديهن بنحو 7 كيلوغرام، ويتغير شكل الجسم إذ يصبح الوركان أكثر استدارة ويزداد حجم الفخذين والأذرع وأعلى الظهر.
التغيرات الهرمونية
تؤدي التغيرات الهرمونية في فترة البلوغ إلى تحفيز الغدد الدهنية والغدد العرقية على إفراز محتوياتهم أسفل الجلد.
حيث تؤدي الغدة الدهنية إلى إفراز الزهم بهدف الحفاظ على نضارة الجلد ولكنه يزيد من خطر ظهور حب الشباب نتيجة لتسببه في إغلاق المسامات.
في حين أن الغدة العرقية تفرز الكميات الكبيرة من العرق وتؤدي إلى تكون رائحة مميزة للجسم قد تصبح كريهة عند نمو البكتيريا على الجلد.
حدوث طفرة في النمو
تحدث طفرة في النمو أيضًا لدى البنات في فترة البلوغ كما في فترة بلوغ الذكور.
حيث قبل بدء موعد الدورة الشهرية بسنة واحدة على الأقل يزداد طول الفتاة بنحو من 5 إلى 20 سم.
ثم يتوقف بعد مرور سنتين من بدء الدورة الشهرية.
علمًا بأن هذه الطفرة تتضمن اتساع الأيدي والأقدام وزيادة الطول.
خروج الإفرازات المهبلية
تزداد الإفرازات المهبلية قبل الدورة الشهرية بفترة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة.
حيث إنها تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة المهبل.
وهذه الإفرازات في الغالب تكون رقيقة أو لزجة كما قد تكون عديمة اللون أو بيضاء، ولا يفوح منها أي رائحة كريهة ولا تؤدي إلى الشعور بالحرقة أو الحكة.
بدء الدورة الشهرية
تبدأ الدورة الشهرية في الغالب لدى البنات عند بلوغ سن من 12 إلى 13 سنة، ولكنها قد تبدأ لدى البعض في سن مبكرة أي سن 9 سنوات.
ومن المتوقع أن تكون غير منتظمة في البداية، ولكن مع تكيف الجسم مع التغيرات الفسيولوجية تصبح منتظمة.