الفرق بين الفصام والشيزوفرينيا من الأمور التي يسعى العديد من الأشخاص إلى معرفتها، وذلك نظرًا لأن أغلب المصطلحات المستخدمة للتعبير عن الاضطرابات النفسية تكون متشابهة، فعبر موقع مخزن سوف نذكر العديد من المعلومات عن الفصام والشيزوفرينيا وسنوضح الفرق بينهما إن وجد.
لا يوجد فرق بين الفصام والشيزوفرينيا، حيث إن مرض الفصام يُعرف بعدة أسماء كالشيزوفرينيا وانفصام الشخصية، وهو عبارة عن مرض نفسي مزمن وشديد، إذ يؤثر على تفكير الشخص المصاب وعلى كل من سلوكه وإدراكه، مما يجعله وكأنه منفصل تمامًا عن الواقع، كما وقد يجعله يعاني من بعض الأوهام والاضطرابات في التفكير والسلوك والهلاوس، وهو الأمر الذي بدوره يؤثر على علاقاته الاجتماعية وعلى قدرته على القيام بالمهام اليومية.
أسباب الفصام
لم يتم التوصل إلى أسباب دقيقة حتى وقتنا الحالي للإصابة بمرض الفصام أو الشيزوفرينيا، ولكن يُعتقد بأن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر التعرض له، فمن أبرزها:
العوامل الوراثية، فمن المتوقع أن تزداد فرصة إصابة الابن بالفصام في حالة إن كان أحد الوالدين مصابًا به.
اختلال توازن بعض النواقل العصبية في المخ والتي من أهمها السيروتونين والدوبامين، فهذه النواقل تؤثر على سلوك الفرد وطريقة تفكيره.
اختلاف بنية المخ لدى البعض.
تعرض الجنين في فترة الحمل إلى العدوى الفيروسية أو سوء التغذية أو للمواد الخطرة.
الإفراط في استخدام بعض الأدوية في مرحلة المراهقة مثل الأدوية المخدرة كدواء الأمفيتامين أو الإفراط في تناول الحشيش.
إنجاب الأب طفله وهو في مرحلة متقدمة في العمر، حيث يزيد الأمر من خطر تعرض الابن للفصام.
كثرة التعرض للضغوط أو الصدمات النفسية.
أعراض الفصام
إن مرض الفصام أو الشيزوفرينيا يُمكن أن يُصيب كل من النساء والرجال في المراحل العمرية المختلفة، ولكن أعراضه لا تظهر على كل منهم في نفس الوقت، حيث تظهر أعراض الفصام على الرجال إما في أوائل عمر العشرينات أو في أواخر سن المراهقة، بينما تظهر على النساء في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات، وهذه الأعراض تتضمن ما يلي:
أعراض الفصام المبكرة
تظهر بشكل مفاجئ وتبدأ تدريجيًا من خلال حدوث بعض العلامات التحذيرية والتي قد تستمر إلى عدة أشهر أو سنوات قبل الإصابة الفعلية بأول نوبة فصام حادة يترافق معها الأعراض الذهانية، وهي تشبه التغيرات التي تطرأ على الفرد في مرحلة المراهقة، مثل:
انخفاض الأداء الدراسي.
المعاناة من بعض التغيرات المزاجية.
الاكتئاب.
الشعور بعدم وجود حافز.
الانسحاب والعزلة من الأصدقاء والعائلة.
أعراض الفصام الإيجابية
تُعرف أعراض مرض الفصام أو الشيزوفرينيا الإيجابية باسم الأعراض الذهانية وهي تشمل:
الأوهام: ويقصد بها الاعتقادات الخاطئة والتي لا علاقة لها بالواقع.
الهلاوس: تتضمن رؤية أشياء غير موجودة أو سماع أصوات غير حقيقية إلى جانب تذوق وشم أشياء غريبة.
الاضطرابات: تطرأ على الحركة أو الكلام أو السلوك.
أعراض الفصام السلبية
من أعراض الانفصام السلبية والتي تؤثر على جودة حياة المريض ما يلي:
العزلة.
فقدان الإرادة والقدرة على القيام بأبسط المهام.
الركود العاطفي والذي يظهر على هيئة عدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين.
عدم تغيير تعبيرات الوجه.
تجنب التواصل البصري.
التحدث بنبرة ثابتة بسبب الإصابة باللامبالاة.
صعوبة التحدث في بعض الأحيان.
أنواع الفصام
ينقسم مرض الفصام ووفقًا للأعراض التي تظهر على المريض إلى عدة أنواع كالآتي:
الفصام البارانويدي
يُعرف أيضًا باسم الفصام الزوراني وهو من أكثر أنواع مرض الفصام شيوعًا.
ولقد تم إطلاق لقب البارانويدي عليه لأن كلمة بارانويا تعني الارتياب وجنون الشك.
حيث إن المصاب بفصام البارانويدي يشعر بشكل مستمر بالارتياب من الآخرين وتتملكه شكوك غير مبررة تجاههم قد تجعله يظن وبأنهم يخططون لإيذائه.
ومن الممكن الاستدلال على حالة الفصام البارانويدي من الأعراض الآتية:
تبلد المشاعر.
صعوبة التركيز.
الهلاوس.
الأوهام.
التحدث بكلام غير منظم.
ضعف التحكم في الانفعالات.
الفصام غير المنتظم
يُسمى الفصام غير المنتظم أيضًا بالفصام الفندي وهو من الأنواع التي تظهر أعراضه في عمر مبكر لا سيما من بداية مرحلة المراهقة حتى منتصف عمر العشرينات.
وفي الغالب لا يعاني فيه المريض من الأوهام والهلاوس بل إن أعراض الفصام غير المنتظم تشمل:
التعبير بطريقة غير مفهومة عن الأفكار.
تبلد المشاعر.
إهمال المظهر الخارجي بسبب عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
القيام بسلوكيات غير منتظمة والتصرف في المواقف الاجتماعية بطريقة غير ملائمة.
قول كلام غريب وغير مفهوم وبالتالي صعوبة التواصل مع المحيطين.
الفصام الجامودي
يُطلق على الفصام الجامودي أيضًا اسم الفصام التخشبي.
وهو نوع نادر للغاية من أنواع مرض الفصام، ويقال إنه يُحدث عندما لا يتم الخضوع لعلاج الفصام.
ومن أبرز الأعراض الدالة على الإصابة به ما يلي:
بقاء المريض في وضعية السكون التام لفترة طويلة وهو ما يُعرف بالجمود.
تكرار كلام الآخرين وتقليد حركاتهم.
القيام ببعض الحركات اللا نمطية وغير الهادفة كقضم الأظافر أو التلويح باليد أو التأرجح.
الفصام غير المتمايز
الفصام غير المتمايز هو النوع الذي يدل على الإصابة بمرض الفصام وظهور بعض الأعراض على المرضى دون انتمائها إلى نوع محدد من الأنواع التي ذكرناها في السابق للفصام.
حيث تتضمن أعراض الفصام غير المتمايز ما يلي:
جنون الارتياب.
اضطراب النوم.
الكلام غير المنظم.
الأوهام.
الهلاوس.
التصرفات الغريبة.
السلوك الجامودي.
الفصام البسيط
يتميز الفصام البسيط بأعراضه الطفيفة والتي تظهر في مرحلة مبكرة ولا تتضمن الهلاوس أو الأوهام ولكنها من المؤسف تزداد بمرور الوقت سوءًا.
فمن أبرز أعراض مرض الفصام البسيط:
ضعف الذاكرة.
بطء الحركة.
إهمال النظافة الشخصية.
الفصام المتبقي
إن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بشكل مسبق بمرض الفصام على الرغم من عدم ظهور أي أعراض واضحة للمرض عليهم يتم تصنيفهم كمرضى بالفصام المتبقي.
حيث إن الفصام المتبقي لا يرافقه العديد من الأعراض ولا يتضمن سوى بعض السلوكيات السلبية مثل بطء الكلام وتبلد المشاعر وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
علاج الفصام
يُصنف اضطراب الفصام أو الشيزوفرينيا كاضطراب مزمن أي أنه مستمر مدى الحياة، ومع ذلك فلقد أشار الأطباء إلى أنه من الممكن علاجه ببعض العلاجات للتخفيف من أعراضه ومنع الانتكاس الشائعة عنه إلى جانب تجنب الحاجة للمكوث في المستشفى، فمن العلاجات المستخدمة لعلاج الفصام ما يلي:
العلاج الدوائي
مضادات الذهان:
الأولانزابين.
الهالوبيريدول.
الكلوزابين.
الريسبيريدون.
أدوية أخرى:
الحقن العضلية ذات المفعول الطويل.
العلاج النفسي
العلاج الفردي: يُطلق عليه العلاج السلوكي المعرفي حيث إنه يساهم في مساعدة المرضى على تغيير طريقة تفكيرهم وتعلم كيفية التعامل مع الهلاوس والأوهام التي تصيبهم.
العلاج الأسري: يتضمن إرشاد أفراد الأسرة إلى كيفية التعامل مع مريض الشيزوفرينيا وتقديم الدعم الدائم له.
هل مرض الفصام خطير
يُعد مرض الفصام من الأمراض النفسية الخطيرة، أي أنه لا ينبغي تركه دون علاج، إذ يعزى السبب وراء ذلك إلى سهولة تسببه في المضاعفات الآتية:
المعاناة من الاكتئاب الحاد.
تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول.
محاولة إيذاء النفس أو اللجوء للانتحار.
عدم القدرة على العمل.
زيادة المشكلات الاجتماعية والأسرية.
إعالة النفس وهو ما يؤدي إلى التعرض للتشرد أو الفقر.
