هناك العديد من الأشخاص من هم يقومون بالدمج ما بين مفهوم التقويم ومفهوم التقييم، حتى إن هناك بعض الباحثين والمدرسين المتخصصين من هم يقعون في هذا الموقف، ويصبحون غير قادرين على التميز بين تلك المفهومين، مما يجعل بعضاً من هؤلاء المتخصصين يظنون بأن مصطلح التقويم والتقييم يعتبران وجهين لعملة واحدة، وخصوصاً في حال إن تعلق الموضوع بأي من الموضوعات الاجتماعية.
مع العلم أن التقويم يعتبر هو الذي يحظى بانتشار أكثر بين الناس، وذلك لأنه يركز بشكل أساسي على التصحيح والتعديل، بينما يركز التقييم على إعطاء خاصية إضافية للقيم العليا لأي شيء دون التطرق إلى تصحيحه.
لذلك نجد أن المصطلح الخاص بالتقويم هو المصطلح الأعم والأشمل، مما جعل بعض علماء اللغة يرجحون أن كلمة تقييم في الأصل هي خطأ شائع لذلك يوجب في تلك الحالة إحلال كلمة تقويم بدلاً منها، ونظراً للجدل المُثار بين معظم العلماء، فسوف نقوم بتقديم لكم معلومات أكثر تفصيلاً عن الفروق الكامنة بين التقويم والتقييم في التالي:
التقويم هو العملية التي يتم فيها جمع البيانات من أجل مراجعتها وتحليلها، وذلك حتى يتم تحسين أداء المنظمات التربوية أو أي من المنظمات التي تستخدم إستراتيجية التقويم بوجه عام، بينما التقييم هو العملية التي تساعد على إصدار حكم بناءً على مجموعة من الأدلة والمعايير المحددة.
علماً بأن التقويم الشخصي غالباً ما يميل إلى تحديد المجالات التي تسعى إلى تحسين وتقديم التغذية الراجعة لتحسين الأداء المستقبلي للمؤسسات والأشخاص، ولكن التقييم ما هو إلا حكم نستطع من خلاله أن نحصل على تقدير عام للموقف، كما أنه في بعض الأحيان يساعد في تحديد حالة مجموعة معينة من المعايير هل تم استيفاؤها أم لا.
يهدف التقويم إلى تحسين الجودة وزيادة قدرتها على تحقيق الأهداف الخاصة بالمنظمات والمؤسسات المختلفة، بل التقييم يتوقف عند القدرة على إصدار الحكم على الجودة فقط دون القيام بتعديلها.
يهتم التقويم بكافة العمليات المختلفة من خلال الاهتمام باستخدام الأدوات والوسائل الموجودة في تلك العملية بشكل أكثر إبداعاً، ولكن التقييم يركز فقط على نتائج تلك العمليات دون الاهتمام بتحسين أداء الأدوات المستخدمة فيها.
مع الأخذ في الاعتبار بأن التغذية الراجعة تقوم وتعتمد على الملاحظة والنقاط الإيجابية والسلبية الكامنة في التقويم، بينما التغذية الراجعة التي تحدث بعد التقييم تكون معتمدة في الأساس على مستوى الجودة وفقاً لعدة معايير محددة.
ولكن الجدير بالذكر أن كلا الطرفين يساعد المعلمين والطلاب في وضع مجموعة من المعايير المساعدة في العملية التعليمية في ضوء مجموعة من التقويمات، ولكن المعايير الخاصة بالتقييم يكون المعلم وحده هو المسؤول عنها وهو من يقوم بوضعها بعد إتمام الطالب واجتيازه للاختبارات المطلوبة منه.
مفهوم التقويم
يُعرف التقويم على أنه مجموعة من العمليات التي تساعد على تنظيم كافة المعلومات والبيانات التي تم جمعها بالإضافة إلى أن التقويم له دور فعال في تحديد هل تلك المعلومات والبيانات استطاعوا أن يحققوا الأهداف المرجوة من العملية التربوية أم لا.
وبناءً على النتيجة الخاصة بفاعلية تلك المعلومات في تحقيق الأهداف يتم اتخاذ مجموعة من القرارات وفقاً لنسبة الأهداف التي تم تحقيقها، ويساعد هذا التقويم في العمل على تحسين القرارات التي كان يتم العمل بها خلال السنوات السابقة والرفع من مستوى تلك القرارات من أجل معالجة القصور الكامنة فيها.
وعندما يتم معالجة تلك القصور قد نجد أن العملية التربوية أصبحت ذا بيئة فعالة وجيدة للطالب؛ مما يجعل قدرته على التقدم والإبداع تزداد أكثر وأكثر، وهذا ما يجعل عملية التقويم تقوم بدور فعال للغاية حول تحسين العملية التدريسية حيث إنها تعمل على توجيه المعلمين الذي يعملون في هذا المجال التدريسي إلى الصواب.
مفهوم التقييم
يشير مصطلح التقييم إلى أنه عبارة عن مجموعة واسعة من الأساليب أو الأدوات المتنوعة التي يقوم بعض المعلمين باستخدامها من أجل التقويم أو القياس، حتى يتمكنوا من توثيق الاستعداد الأكاديمي من خلال التقدم التعلمي واكتساب المهارات الهامة للتعليم التي تساعد على سد احتياجات الطلاب.
بالإضافة إلى بعض التقييمات المتعارف عليها منذ عدة سنوات سابقة كالاختبارات التقليدية، والتي تعتبر أحد أجزاء التقييم أيضا، مع العلم أن هناك مجموعة من التقييمات تم تقسيمها إلى الأنواع الثلاث الآتية:
التقييم الشخصي
يعتبر هذا هو النوع الأول من التقييم هو الذي يشمل مجموعة من الاختبارات والتقييمات التي يقوم بها المعلمون في البداية بإجرائها على الطلاب قبل أن يبدئوا في إعطاء الطلبة أي من الدروس الجديدة.
وهذا النوع من التقييم لا يتطلب معرفة معلومات كثيرة من قبل الطالب، بل يكفي بأن يكون الطالب لديه معلومات طفيفة عن تلك الموضوع الجديد.
والغرض الأساسي من هذا النوع هو تحديد الخط الأساسي الذي يقوم المعلمون بواسطته قياس التقدم الذي يحدث إلى طلابهم ما بين الفترة والأخرى، كما أن هذا النوع يستخدم أيضا في تحديد المستوى الذي يريد المعلم الوصل إليه مع طلابه.
التقييم التكويني أو البنائي
الغرض العام من هذا النوع هو أن يتم إعطاء المعلمين عدة معلومات بمثابة تغذية راجعة إليهم من أجل معرفة ما الذي قام الطالب بتعلمه وما الذي لم يقم الطلاب بتعلمه بعد.
حيث إن هذا النوع من التقييم تحديداً يمكن أن يتسبب في تعديل المناهج التعليمية وفقاً لنتائجه.
التقييم الختامي
يتم الاستعانة بهذا النوع من التقييمات في نهاية كل مرحلة تعليمية للطلاب من أجل القيام بتقييم الطلاب قبل نقلهم إلى مرحلة تعليمية جديدة.
وعادة ما تكون تلك التقييمات الختامية مكونة من مجموعة من المهام أو المشاريع أو الاختبارات التي تساعد في تحديد القدر أو الكم الذي قام الطالب بتعلمه خلال المرحلة التعليمية التي اجتازها.
أسئلة شائعة
هل التقويم أشمل من التقييم؟
هناك عنصران أساسيان ورئيسيان في توضيح وبيان القيمة الكامنة في أي شيء وهم التقييم والتقويم، ولكن هذا لم يمنع وجود عدة اختلافات بين هذين العنصرين ولكن على الرغم من هذه الاختلافات، فإن التقييم يُعد هو الجزء الأساسي في عملية التقويم، ولكن التقويم يعتبر هو الأعم والأشمل من التقييم، وهذا بسبب أن التقويم لا يكتفي ببيان قيمة الشيء، بل إنه يقوم ببعض التعديلات على هذا الشيء.
متى يتم استخدام التقييم؟
يُستخدم التقييم في عدة مجالات أهمها مجال التعليم؛ ونظراً إلى أن التعليم يعتبر أحد المجالات التي تعتمد على عملية جمع البيانات من أجل فهم حالات الطلاب من خلال القياس والملاحظة؛ مما يعزز من هدف التعليم الرئيسي الذي يتمثل في جمع البيانات التعليمية من الناحية التربوية من أجل عمل تقييم عام عبر إجراء عدة اختبارات تندرج أسفل القائمة الخاصة بالتقييم.
ما المقصود بالقياس والتقويم الصفي؟
القياس هو المعدل الخاص بتحصيل الطالب للأهداف التي وضعها لنفسه واستطاع تحقيقها، وذلك قد يتم وفق التحصيل المعرفي والمهارات المكتسبة لدى لطالب علماً بأن هناك مصطلحات هامة مثل مصطلح التقدير ومصطلح التوقع، وتعتبر تلك المصطلحات إحدى مترادفات مصطلح القياس والتقويم الصفي.
