فوائد الصدقة للمريض
إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أمرنا بدفع البلاء بواسطة الصدقة، حيث إنه قال هي الدواء لكل الأمراض والأسقام، فلقد ذكرت العديد من الأحاديث عنه في السنة النبوية الدالة على هذا الأمر، فمن الأحاديث الشائعة والمتداولة هو قوله – صلى الله عليه وسلم- “دَاوُوا مرضاكم بالصَّدقةِ وأعِدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ”،ولكن العلماء والفقهاء أشاروا إلى أن نص هذا الحديث ضعيفًا لأن أسانيده ضعيفة ومجهولة، وأشاروا إلى أن فوائد الصدقة للمريض تجلت في الأحاديث الأخرى وفي القرآن الكريم، وهي شملت ما يلي:
- التخلص من الذنوب والمعاصي التي تعد مصدر البلاء والمرض.
- علاج الأمراض البدنية لا سيما أمراض القلب، فهي تزيل الحسد والضغينة والحقد من داخله.
- انشراح الصدر وتعزيز حالة المريض النفسية وهو ما يساهم في تعجيل الشفاء.
- الوقاية من ميتة السوء.
كيف تكون صدقة المريض
إن صدقة المريض تكون حال المرض كما سنبين لكم في النقاط التالية:
- إذا كان المرض شديدًا فيحبذ وكما جاء في السنة الإكثار من إخراج الصدقات.
- حيث يشترى المريض ذاته من الله – عز وجل- بقدر ما يشعر كم تساوي نفسه لديه، ففي الصدقة دفع فعّال للبلاء والأمراض.
- ومن الجدير بالذكر أن التصدق يكون عبر القيام بأي عمل من أعمال الخير.
- وهي تسنّ في جميع الأمراض، وتعتمد قيمتها على حال المتصدق وذلك من حيث الفقر والغنى.
- ويُنصح في حالة تأخر الشفاء أن يتم تكرار الصدقة بشكل مختلف.
- ويجب العلم بأن الشفاء من المرض بيد الله – سبحانه وتعالى- فقط، وأن الصدقة هي الوسيلة التي ستمنح الإنسان الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.
فضل الصدقة
فضل الصدقة لن يعود على الشخص المريض فقط، حيث إنه يشمل جميع المسلمين، لذا لا بد وأن يحرص كل مسلم على الاجتهاد في إخراج الصدقات، فمن أبرز فضائل الصدقة ما يلي:
- جلب البركة إلى أموال المنفق.
- النجاة من عذاب النار وكذلك من أهوال يوم القيامة.
- إكمال النقص وجبر فرض الزكاة.
- ضمان دخول الجنة والعتق يوم البعث من النار.
- قضاء الحاجات وتفريج الهموم والأحزان.
- الحصول على رحمة الله – عز وجل-.
- الستر في الدنيا والآخرة.
- زيادة القرب من الله – تعالى- ونيل محبته لأنها تميز أصحابها بصفة الإحسان.
- التكفير عن السيئات.
- التأكيد على صدق الإيمان.
- المساعدة في تجنب البخل والشح.
- زيادة ترابط وتماسك الأمة.
- تعجيل استجابة دعاء المتصدق.
- تعزيز التكافل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع.
- تطهير النفس من أي صفة مذمومة كحب الأموال واللهو في الحياة الدنيا وملذاتها.
- السبب وراء بلوغ مرتبة البر.
- أفضل ما يمكن للميت أن ينتفع به في قبره.
- مضاعفة الأجر وفتح جميع الأبواب المغلقة.
الحث على الصدقة
سبق وأسلفنا ذكرًا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حث المسلمين على الإقبال دون تهاون على الطاعة لتجنب التعرض للفتن بالإضافة إلى تجنب تغير الحال والابتعاد عن الإحسان، وذلك الأمر تجلى في الأمور الآتية:
- روى أبو هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- :
” بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا”
- ولقد سئل الرسول – صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الصدقات من حيث الأجر فلقد قال:
” جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ”.
- ففي هذه الأحاديث دلالة على فضل الصدقة في الصحة والحياة.
- وإشارة إلى ضرورة إخراجها عندما تكون هناك حاجة شديدة للمال وذلك للسيطرة على وسوسة الشيطان.
أحاديث وايات عن الصدقة
سنشير في النقاط التالية إلى الأحاديث النبوية وآيات القرآن الكريم التي أشادت بفضائل الصدقة:
- قال أبو هريرة – رضي الله عنه- عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- لتوضيح أن الصدقة سببًا من أسباب استجابة الملائكة لدعاء أصحابها:
” ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”.
- كذلك روى الحديث الدال على أن الصدقة تنجي من النار، وهو:
” إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”.
- وقال – تعالى- في سورة البقرة الآية رقم 261:
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
- وقال – تعالى- أيضًا في سورة البقرة الآية رقم 245:
( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
- وفي سورة الحديد الآية 18 قال – عز وجل- :
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
أنواع الصدقات
تنقسم الصدقة إلى ثلاثة أنواع وهم التصدق بالقول والتصدق بالفعل والتصدق بالنية، حيث إن هذه الأنواع يمكن أن تظهر في الأمور الآتية:
- بذل الجهود لصيانة العرض وحمايته من الأمور التي من الممكن أن تؤذيه.
- معاملة الآخرين بالسلوكيات الطيبة، والتبسم في وجوههم عند ملاقاتهم.
- تقديم المساعدة والعون لمن يحتاج.
- زيارة المريض لكي يتم مواساته في مرضه، فضلًا عن ذلك الدعاء له بالشفاء.
- الاهتمام بالجار من خلال إكرامه ورعايته ومراقبة أحواله وبلا شك الإحسان إليه.
- مساعدة الأيتام والمساكين والفقراء.
- صلة الأرحام وبر الوالدين والأهل.
- حل النزاعات بين المتخاصمين ومحاولة الإصلاح بينهما.
- إزاحة الأذى عن الناس لا سيما من خلال إبعاد أي شيء قد يؤذي المارة عند سيرهم في طريقهم.
- الأمر بالمعروف فهذه الصدقة يطلق عليها الصدقة المتعدية للغير.
- رد السلام وأداء الحقوق بالإضافة إلى إبرار القسم.
حكمة مشروعية الصدقة
شرع الدين الإسلامي الصدقة وذلك للعديد من الحكم حيث إن من أهمها:
- الرحمة بالمساكين والفقراء.
- مضاعفة الأجر.
- تطهير النفس بفاعلية من البخل.
- التحلي بأخلاق وخصال الأنبياء – عليهم السلام- في أمرين وهما البذل وكذلك العطاء.
- انتشار المودة والمحبة بين جميع الناس.
هل تجوز الصدقة للاقارب
أشار فقهاء الدين إلى أن الصدقة تجوز لكل من القريب وغير القريب ولكن هناك شرطًا ألا وهو أن يكون الشخص القريب ممن لا ينبغي نفقته مطلقًا على المتصدق، إذ إن الصدقة أولى كثيرًا على القريب الفقير، وذلك لأنها تعد صدقة وصلة رحم.
آداب إخراج الصدقات
هناك مجموعة من الآداب ينبغي اتباعها عند إخراج الصدقة وذلك للحصول على فضائلها المرجوة واكتساب الأجر والثواب، ففي السطور التالية سوف نذكر لكم بالتفصيل:
إخلاص النية
- لا بد وأن يخلص العبد النية لله – عز وجل- عند اخراج الصدقة.
- حيث ينبغي أن يبتعد تمامًا عن الرياء وأن يكون السبب ورائها هو ابتغاء وجه الله.
- فلا يجوز أن ينتظر المدح ممن تصدق عليه أو تحصيل السمعة.
- فإن الصدقة لا تقبل في حالة عدم الإخلاص فيها.
عدم إيذاء المتصدق عليهم
- يجب على المتصدق أن يحذر من إصابة المتصدق عليه بالأذى.
- وذلك من خلال عدم التباهي أمامه بنفسه وجعله يشعر وكأنه أفضل منه نظرًا لتيسر أموره عنه.
- فلقد نهى الله – تعالى- عن ذلك في قوله:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ …) [البقرة، 264].
إخراج الصدقة من المال الطيب
- من الضروري أن تكون الصدقة من المال الحلال.
- أي المال الذي لا يتم أخذ بالربا أو الحصول عليه بإثم.
عدم استصغار الصدقات
- لا ينبغي أن يعتقد العبد أن التصدق من اللازم أن يتم عندما يكون المال كثير.
- حيث عليه أن يتصدق بالقليل من المال، ويسعى إلى استثمار عمره في الخيرات والأعمال الصالحة.