يحتاج الإنسان إلى أن يشرب كمية معينة من الماء يومياً، حيث إن الماء هام للغاية لكافة أعضاء الجسم وأجهزته المختلفة، وعلى الرغم من ضرورية الماء لكافة المخلوقات الحية وخاصة الإنسان ألا إن في الآونة الأخيرة انتشرت حالات التسمم المائي للغاية، لهذا سوف نشير إلى عدة أعراض تبرز بأن الإنسان مصاب بتسمم الماء الملوث، وتشمل تلك الأعراض ما يلي:
تبدأ أعراض التسمم المائي في الظهور عندما تصاب الخلايا الموجودة في الدماغ بالتضخم؛ نظراً إلى انتقال الماء إليها، وهذه الحالة تُسمى بالوذمة الدماغية التي تجعل هناك معدلاً مرتفعاً من الضغط يبدأ في الضغط على الجمجمة، فيصيب الإنسان بصداع مستمر.
ويتبع هذا الصداع مجموعة من الآلام في منطقة الدماغ، مما يجعل المريض المصاب بالتسمم المائي لديه رغبة بالغة في الغثيان والقيء الذي يستمر لعدة ساعات متواصلة دون توقف.
ومع زيادة القيء الذي يتعرض له الشخص المصاب بالتسمم المائي، فينتج عن كثرة القيء تعرض المريض لارتفاع في مستوى ضغط الدم.
ويشعر المصاب بالتسمم بأنه مرتبك وغير متوازن، فقد لا يستطيع أن يقف بشكل مستقيم من دون أن يقع، حتى إنه في عدة حالات يصاب بالتشويش وانعدام الرؤية لعدة ثوانٍ.
ويغلب على المصاب بالتسمم المائي الشعور الدائم بالرغبة في النعاس؛ نظراً لشعوره المستمر بالدوخة، كما أنه قد لا يستطيع النوم بسبب أنه يعاني من صعوبة بالغة في التنفس.
وعلاوة على ما سبق يشعر الشخص المصاب بالتسمم عبر الماء بأن كافة عضلات جسمه ضعيفة، وهشة للغاية، وفي غالبية الوقت يكون شاعراً بأنه كافة عضلاته وأعصابه متشنجة.
وعندما يتفاقم الأمر، ويصبح في المرحلة الخطير يبدأ المصاب بأن يجد صعوبة في تحديد أي من المعلومات الحسية، وعندما يصل المريض إلى تلك المرحلة، فذلك يدل على أنه أصبح معرضاً للإصابة بتلف تام في الدماغ الذي قد يتسبب في دخول المريض في غيوبه قد تسبب وفاته لا قدر الله، لذا ينصح في حال إن شعر الإنسان بأي شك حول إصابته بالتسمم المائي بأن يتوجه فوراً إلى الطبيب المختص.
أسباب التسمم المائي
التسمم المائي يحدث عندما يتم تراكم نسبة معينة في الماء بداخل الجسم، وفي هذه الحالة تكون النسبة المائية المتراكمة تفوق القدرة الخاصة بالكليتين الموجودين لدى الإنسان؛ مما يجعل الكليتين عاجزين عن التخلص من هذا الماء الزائد.
وهذا بالطبع ما يحدث خلالاُ في الوظائف الدماغية لدى الإنسان كما أشارنا في بداية المقال، حيث أن من الممكن أن يصاب الإنسان بخلل في وظائف الدماغ؛ بسبب أنه قام بشرب كمية كبيرة من الماء، لذا قام المعهد الطبي بتوصية الأشخاص البالغين بشرب حوالي من 9 إلى 13 كوباً من الماء كحد أقصى يومياً.
وذلك لأن الماء لزائد في الجسم يتسبب في زيادة نسبة الماء في الدم، وعندما تزيد نسبة الماء في الدم بشكل مبالغ فيه تقوم بمهاجمة عدة مواد أخرى موجودة في الدم مثل الصوديوم.
ومن هنا يبدأ مستوى الصوديوم في جسم الإنسان في الانخفاض بشكل مبالغ فيه بسبب مهاجمة الماء له، كما ينتج عن هذا النقص عدة مشكلات صحية تصيب الإنسان، حيث أن الصوديوم كان يلعب دوراً أساسياً في أنه يحافظ على السوائل الموجودة في الجسم من أن تبقى خارج خلايا الجسم، وذلك من أجل تجنب حدوث أي من الانتفاخات لتلك الخلايا.
كيف يمكن تمييز الماء الملوث
هنالك مجموعة من العلامات التي يمكن ملاحظتها من أجل الكشف عن الماء الملوث الذي لا يصلح للشرب، من أبرز تلاك العلامات ما سوف نتناوله في السطور التالية:
أن يكون المظهر العام للماء غائماً وغير صاف، حيث إن الماء الذي يصلح للشرب يمتاز بأنه نقي وصاف لا يوجد فيه نهائياً أي من الشوائب التي تعكره، وعلى الرغم من وجود عدة معادن مفيدة في ماء الشرب إلا أن تلك المعادن تكون من دون رائحة، ولا يمكن تماماً رؤيتها من خلال العين المجردة.
عندما يكون الماء ظاهراً فيه رواسب يمكن رؤيتها بالعين المجردة، في أغلب الأوقات يكون الماء النابع من الإمدادات المائية الموجودة في المنازل يكون فيه مجموعة من الرواسب الكامنة في جوف هذا الماء، والتي لا يجب نهائياً أن تظهر في الماء المعالج الذي يصلح للشرب، لهذا السبب فيجب الحذر من شرب هذا الماء، حتى لا يصاب الإنسان بأي من الأضرار الناتجة عن وجود تلك الرواسب في الماء.
عندما يظهر الماء بلون بني مائل للبرتقالي بعض الشيء، فهذا يشير إلى أن هناك مجموعة زائدة من معدن الحديد أو معدن المنغنيز تكمن في هذا الماء، وهذا يتم عدة بسبب عمليات التعدين والتنقيب التي تحدث بالقرب من مصادر المياه، ومن الممكن أن تكون تلك المعادن موجودة بسبب أن هناك صدأ في الأنابيب التي تمر عبرها المياه.
وفي حين إن لاحظ الإنسان بأن هناك طبقة زيتية تطفو على سطح الماء فهذا يدل على أن هناك مجموعة من الزيوت أو الشحوم المختلفة التي تسربت إلى هذه المياه، مما يجعلها غير صالحة نهائياً للشرب نظراً للقصور الكامنة في معالجة تلك المياه.
وعندما يشعر الإنسان بإن هناك طعماً معدنياً في الماء، وهذا الطعم يكون شبيهاً لرائحة المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية ذات الروائح النفاذة.
إلى جانب أن يكون هناك أي من الروائح التي تنبعث من الماء كالكلور والكبريت، فمن الجدير بالذكر بأن نشير إلى انه عادة ما يتم إضافة بعض من الكلور إلى مياه الشرب من أجل تعقيمها وقتل البكتريا الكامنة فيها، ولكن في حال زيادة نسبة الكلور المضاف للماء تظهر رائحة كريهة في الماء تشبه رائحة البيض الفاسد ويصبح حينها هذا الماء غير صالح للشرب.
أسئلة شائعة
كيف اعرف اني شربت ماء ملوث؟
أجاب الدكتور حلمي الزنفلي الأستاذ بقسم التلوث المائي بالمركز القومي للبحوث المصرية قائلا: إن في حال إن ظهر أي اختلاف في الماء سواء من حيث اللون أو الطعم أو الرائحة الذي يمثلون الثلاث خصائص الأساسية للماء، فهذا يدل على أن الماء قد تكون ملوثة، وأضاف الدكتور حلمي بأن مثلا، في حين أن شعر الإنسان بأي طعم للماء، فذلك يكون بمثابة دلالة على أن هناك شيئاً غريباً يوجد في الماء، وذلك نظراً إلى أن الماء لها عدة خصائص تتمثل في كونها عديمة اللون والطعم والرائحة وأي تغير في هذه الخصائص يُعد بمثابة ملوث لها.
بعد كم ساعة تظهر أعراض التسمم المائي؟
من الممكن أن تظهر أعراض التسمم المائي على الأشخاص بعد حوالي ساعتين من شرب الماء وذلك؛ نظراً إلى أن الجسم يأخذ وقتاً معيناً في أن يتعامل مع تلك الملوثات الكامنة في الماء في البداية يحدث تضخم في الخلايا الدماغية؛ بسبب انتقال الماء إليها، وهذا ما يسميه الأطباء بالوذمة الدماغية حيث في تلك الحالة يزداد الضغط الكامن على الجمجمة؛ ومن هنا تظهر أولى أعراض التسمم المائي.
كم لتر ماء يسبب التسمم المائي؟
أشارت العديد من البحوث بأن التسمم المائي يحدث نتيجة إلى شرب كمية كبيرة من الماء تتمثل في حوالي من ثلاث إلى أربعة لترات من الماء، أي بما يعادي 12 إلى 16 كوباً من الماء الملوث خلال فترة زمنية قصيرة تتراوح من ساعة إلى ساعتين.