مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

إفشاء السلام في الإسلام

بواسطة: نشر في: 27 أكتوبر، 2022
مخزن

إفشاء السلام في الإسلام

إن إفشاء السلام في الإسلام هو مفتاح القلوب، بل هو بلا شك من فضائل الإسلام، فهو شرعي وفضيلة عظيمة من فضائل الإسلام، إضافة إلى ذلك فهو رابط معنوي من روابط الإيمان، وواجب اجتماعي، لهذا الأمر جعله الإسلام من حق المسلم على أخيه المسلم ليكون سببًا عظيمًا من أسباب المودة والرحمة والألفة والمحبة والأخوة أيضا بين المسلم وأخيه المسلم، كما أن إفشاء السلام بين المسلمين يساعد على التُصيِّر فيما بينهما كأنهم أمة واحدة، ويحب بعضهم بعضًا، وفيه من الأجر والخير والثواب طريقًا إلى إبتغاء رضوان الله عز وجل، ودلالة على كل ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

معنى إفشاء السلام

  • فالإفشاء عزيزي القارئ في اللغة هو من فَشا الخبر يَفْشو فُشُوًّا وفُشِيًّا، بما يتضمن معناه انتشر وذاع، وأفْشاهُ غيره، وتَـفَشَّى الشيء، أي: اتسع، وفشا الشيء: ظهر.
  • أما عن معنى إفشاء السلام في اللغة فهو نشر السلام بين المسلم وأخيه المسلم وإظهاره في العلن.
  • ويقول الشيخ محمود المصري عن معنى السلام في الإسلام هو  الدعاء بالسلامة من كل آفة، فإذا قلت لشخص «السلام عليكم» فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله يسلمه من كل آفة: أي يسلمه من المرض، ومن الجنون، ويسلمه من شر الناس، ويسلمه من المعاصي وأمراض القلوب، ويسلمه من النار، فالسلام لفظ عام، معناه: الدعاء للمسلم بالسلامة من كل آفة تلحق به.
  • فمن الجدير بالذكر أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يقولون في صلاتهم: (السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على فلان وفلان) ونهاهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن يقولوا: السلام على الله، السلام على عباده، وقال: «إن الله هو السلام» أي: هو السالم من كل عيب ونقص – جل جلاله – ثم قال صلى الله عليه وسلم للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين: «قولوا»: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض).

إفشاء السلام وإطعام الطعام

عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِـبَـله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم -ثلاثا-، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: (يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي.

  • فإن هذا الحديث الشريف يوضح لنا أربع وصايا من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تشمل السلام والتحية بين المسلمين، وإطعام المساكين، وصلة الأرحام، وقيام الليل، ونتيجة تنفيذ هذه الوصايا هو دخول الجنة والفوز بها في الآخرة.
  • ولعل محور حديثنا هنا نخصصه نحو الوصيلة الأولى والتي تشمل السلام بين المسلمين، فيقول صلى الله عليه وسلم (أفشوا السلام)، أي: أنشروا السلام والتحية فيما بينكم ليكون باب للتآلف والمودة والرحمة بين المسلمين.
  • والجدير بالذكر أن معنى أفشوا السلام الذي جاء في الحديث النبوي الشريف لن يقتصر فقط على نشر السلام والتحية بين المسلمين وبعضهم فقط، بل الهدف منه أيضا الإكثار من السلام والقيام به أكثر من مرة، فكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل على قوم سلم عليهم ثلاث مرات.
  • فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم).
  • ويمكننا القول هنا أن السلام والتحية في الإسلام حق المسلم على أخيه المسلم، نستدل على ذلك مما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم ست)، قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيته فسلم عليه, وإذا دعاك فأجبه, وإذا استنصحك فانصح له, وإذا عطس فحمد الله فشمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه).

فوائد إفشاء السلام بين الناس

  • كسب الأجر والحسنات.
  • سبب لدخول الجنة.
  • نشر المودة والمحبة والترابط بين الناس.
  • نشر الطمأنينة في المجالس.
  • السلام شعار يتميز به المسلمين.
  • نشر ثقافة الاحترام والتوقير وآداب الإسلام بين الناس.

قصص السلف عن إفشاء السلام

  • قال ابن حجر: ” إفشاء السّلام المراد نشره سرّا أو جهرا “.
  • قال النّوويّ: ” أقلّه أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسلّم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسّنّة “.
  • قال الحسن البصريّ: “المصافحة تزيد في الودّ”.
  • قال أبي أمامة (صديّ بن عجلان)- رضي اللّه عنه-: “من تمام تحيّاتكم المصافحة”.
  • قال عمر- رضي اللّه عنه-: “ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: أن تسلّم عليه إذا لقيته، وتوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه”.
  • قال معاوية بن قرّة عن أبيه: “يا بنيّ إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السّلام عليكم فإنّك شريكهم فيما يغتنمون في ذلك المجلس”.

آداب السلام في الإسلام

يقول الله تبارك وتعالى في الآية رقم 27 من سورة النور: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا”، فالسلام أمر واجب على كل مسلم بلا شك، ولكن هل للسلام آداب بين المسلم وأخيه المسلم؟ أو بين المسلم وغير المسلم؟ هذا ما وصانا به رسوبل الله صلى الله عليه وسلم من خلال آداب السلام التي تتجلى لك عزيزي القارئ من خلال السطور القادمة.

  • أن يبدأ الصغير والقليل والراكب بالسلام، كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (ليسلم الراكب على الراجل، وليسلم الراجل على القاعد، وليسلم الأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام فهو له، ومن لم يجب فلا شيء له، وقال صلى الله عليه وسلم: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).
  • إلقاء السلام على عامة المسلمين، من تعرفه ومن لا تعرفه، لكن لا يجوز أن تلقي السلام على أهل الكتاب وحدهم، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: (لا تبدؤوا أهل الكتاب بالسلام).
  • إذا لقي المؤمن أخاه المؤمن فعليه إضافة إلى إلقاء السلام أن يأخذ بيده، ويصافحه، فله أجر كبير، كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه، أو صديقه، أينحني له؟. قال: (لا). قال: فيلتزمه ويقبله؟ قال: (لا) قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: (نعم).
  • إذا مر المؤمن على مكان يجتمع فيه المسلم وغير المسلم فلا بد من أن يقوم بالسلام، وعن هذا الأمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم.
  • استحباب تكرار السلام وإعادته، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر).
  • السلام ثلاث مرات كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثًا).
  • السلام على الصبيان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنه مرَّ على صبيانٍ، فسلم عليهم، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله).
  • السلام عند الذهاب أو عند انتهاء المجلس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة).
  • السلام عند الدخول إلى البيت، فيقول الله تبارك وتعالى في الآية 61 من سورة النور: “فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً”.

تحية آدم وذريته

عن أبى هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لما خلق الله تعالى آدم صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله).

إفشاء السلام في الإسلام

جديد المواضيع