إن الوعي المكاني هو أحد المفاهيم المهمة فيما يتعلق بتنمية وتطوير الطلاب والطالبات في سنٍ صغير، وهو المفهوم الذي يوفر لنا فهم عن العمليات المعرفية داخل الدماغ على سبيل المثال؛ فهم العلاقات المكانية أو تطوير المهارات المكانية و، كذلك فإن الوعي المكاني له علاقة وثيقة بالمعايير الاجتماعية والثقافية حينما يتعلق الأمر بالإدراك المكاني بالنسبة لمن حولنا، كما إنه الممكن أن يختلف الوعي المكاني فيما بين الأشخاص، ومن الممكن أن يختلف الموضوع بين الرجال والنساء، وكذلك يختلف من شخص إلى آخر على حسب السن.
تعريف الوعي المكاني
إن الوعي المكاني أو الإدراك المكاني كما يسميه البعض هو القدرة التي تمكن الفرد منا من معرفة مكانه وموقعة مقارنةً بالأشياء والأشخاص من حولنا، ولهذا فإن له تأثير إيجابي كبير على وعي الطلبة وتحركات من حولهم، وهو الذي يساعدهم في تحديد الاتجاه أو الموقع والاستقرار والإدراك هذا بالإضافة إلى العديد من التأثيرات الإيجابية الأخرى، ومن هنا نقول أن الوعي المكاني من الأشياء الضرورية التي تجعل كل فرد يتحرك ويتفاعل مع البيئة المحيطة به بصورة فعالة.
مكونات الوعي المكاني
إن الوعي المكان يرتكز على مكونات أساسية ومن أهمها الذكاء المكاني والوعي المكاني البصري، وسوف نشرحهما لكم في السطور التالية:
إن الوعي المكاني البصري والذكاء المكاني يتم استخدامهما في كل نواحي الحياة، لأنهما يقومان بالعمل على تعريف وتوضيح الأنماط البصرية المتنوعة وشرح الألغاز بشكل جيد، كما يمكن أن تفيد الأدوات المكانية الرمزية مثل الرسوم البيانية أو الخرائط والخرائط الذهنية وما إلى ذلك من زيادة الذكاء المكاني كونها جزء من مكونات الوعي المكاني.
يظهر الوعي المكاني والبصري في القدرات الفنية والقدرة على تأليف مشهد من الذاكرة أو من أي مرجع معين، أو في فن النحت، فالنحات على سبيل المثال يقوم بتخيل مكان ما في عقله ويتخيله في كتلة من الرخام، أما في علم الرياضيات وبالتحديد في المجال الهندسي يمكن تخيله عن طريق الرسم البياني، ونجد كذلك في الرياضة والألعاب أن لاعبي الجمباز يمكنهم أن يقفزوا ويهبطوا بالطريقة الصحيحة وهو الأمر الذي يعد شكل من أشكل القدرات المكانية أيضًا وهذا لكونه يحتاج إلى فهم كل طرق التوجه المكاني وكل زوايا الموقع.
الذكاء المكاني
إن الذكاء المكاني هو جانب أساسي من الوعي المكاني، وفيما يلي سوف نطرح لكم بعض الأمثلة عليه:
إن الجراح حينما يكون أمام مريض أو مصاب ويتخيل على سبيل المثال مكان وجود الرصاصة في جسم المصاب والطريقة التي يمكنه أن يخرجها من الجسم بأقل ضرر ممكن للمصاب أو لأعضاءه الداخلية المحيطة بالرصاصة فيمكن أن يعد ذلك نوع من أنواع الذكاء المكاني والوعي.
يعد الرسامون للوحات أو الجغرافيين من أبرز الأمثلة أيضًا على الذكاء المكاني فهم يتخيلون شكل اللوحة والأماكن التي توجد على الخريطة والتفاصيل التي سوف يرسمنها على اللوحة بالطريقة التي يوحيها لهم، كما إنه من الممكن أن تفيدهم تلك القدرات في توقع النتيجة وتعديلها أو الوصول إلى الأفضل منها، وهذا يعد ذلك نوع من أنواع الذكاء المكاني والوعي.
يعد المهندسون المعماريون ممن يعتمدون على قدراتهم البصرية وذكائهم المكاني بشكل أساسي، وذلك من خلال المخططات التي يصممنها، وفي الجوانب الهيكلية الخاصة بالبناء حيث إنهم من المفترض عليهم أن يقوموا باستخدام القدرات المكانية من أجل إنشاء المباني طبقًا للمخططات الهندسية التي تم إعدادها.
أهمية الوعي المكاني
إن الوعي من الأمور التي لا غنى عنها، فهو مهم من كل الجوانب والزوايا في كل نواحي الحياة وتتمثل أهميته فيما يلي:
إن الوعي المكاني له دور كبير في إدراك الأشياء الموجودة في البيئة هذا بالإضافة إلى المكان بالنسبة للبيئة المحيطة.
إن الوعي المكاني ضروري للغاية فيما يتعلق بالأطفال والطلاب وهذا لكونه يعمل على توفير الإدراك المكاني حول موقع الأشياء في محيط الإنسان، فعلى سبيل المثال، فهم وإدراك أن هناك كتاب على الطاولة وليس تحتها.
إن الوعي المكاني يفيد فيما يتعلق بالإدراك الحركي في البيئة التي تحيط بنا، ولهذا فإن له تأثير إيجابي على الطلاب والطالبات في عمر صغير ووعيهم بتحركات أقرانهم.
إن الوعي المكاني يفيد في التأثير على العلاقات الاجتماعية والوعي بها وكذلك الوعي بالوظيفة وكل ما يرتبط بالمعايير الاجتماعية، ومن أقرب الأمثلة على ذلك الحفاظ على المساحة الشخصية الخاصة بكل إنسان.
إن الوعي المكاني يرتبط كذلك بما يطلق عليه استقبال الحس العميق وهي حاسة تتعلق بالإدراك اللاشعوري للحركة وهو إدراك لجسم الشخص وأطرافه في المساحة المحيطة به.
من أبسط الأمثلة التي توضح أهمية الوعي المكاني هو القيام بمد اليد على طاولة من أجل أخذ قلم وأنت في ذلك تعتمد على استقبال الحس العميق من أجل التعرف على القدر الذي ينبغي عليك أن تحرك ذراعك من أجل القيام بتلك المهمة البسيطة، هذا بالإضافة إلى إمكانية استخدام الوعي المكاني من أجل قياس المسافة ما بين الشخص وبين القلم.
أسباب نقص الوعي المكاني
هناك بعض الأسباب التي من الممكن أن تكون السبب وراء نقص الوعي المكاني وسوف نذكرها لكم في السطور التالية:
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من المؤكد أنه يحدث خلل في الوعي المكاني، وقد يواجه ذلك بشكل أخص الأطفال لا سيما في الوعي بالمساحة الشخصية، وهو من الأمور التي تحتاج إلى علاج وتدخل من قبل طبيب مختص لتعلم وإدراك تلك القدرات منذ سن صغير.
اضطراب طيف التوحد
إن اضطراب طيف التوحد من المحتمل أنه يحدث خلل في الوعي المكاني،حيث أنه يؤثر على الإدراك بالمكان والذكاء المكاني كما إنه يتسبب في ضعف التواصل الاجتماعي المساحة الشخصية وغير ذلك.
اضطراب المعالجة الحسية
إن ضعف الحس العميق من شأنه أن يؤثر على إدراك مكان وجود جسم الإنسان في البيئة التي تحيط به، بالإضافة إلى تأثيره على العلاقات المكانية للطفل، ومن المحتمل أن يظهر هذا في شكل الوقوف بالقرب من الآخرين أو بعيد للغاية عنهم لا سيما عند الأطفال لأن الأطفال لا يشعرون بموقعهم أو مكانهم بالنسبة للآخرين، وقد يظهر ذلك أيضًا عند الأطفال المصابين بطيف التوحد أو من يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
طريقة تحسين الوعي المكاني
هناك بعض الأمور التي من الممكن الاعتماد عليها من أجل تحسين الوعي المكاني:
التحدث عن الاتجاهات: ومن الأمثلة على ذلك ترك لعبة الطاولة والتحدث عن مكان اللعبة بالنسبة للطاولة وما تحتويه على عناصر وهل هذه العناصر فوقها أم تحتها أم بداخلها، والتحدث عن مكان تلك الطاولة وموقعها في الغرفة ككل.
التحدث عن المسافات: إنه من الممكن أن يقوم الشخص بالتحدث عن مدى بعد الأشياء أو قربها منه، ومن الممكن استخدام طرق القياس لتشغيل الذهني وزيادة الذكاء والإدراك المكاني.
التحدث عن الأحجام والأشكال: إنه من المهم أن يحاول الشخص التمرين على تحديد أشكال وأحجام ما يحيط به من عناصر والقيام بمقارنتها ببعضها البعض.
القيام بممارسة أنشطة متنوعة مثل الألعاب واستخدام وسائل الترفيه التي تعتمد على التفكير، وعمل أنشطة رياضية مختلفة.
