تداول الناس العديد من التعريفات لمفهوم الاسكتش فهناك مجموعة عرفوا الإسكتش على أنه رسمه أولية لتصميم بناء معين أو عمل هندسي معين وهناك مجموعة أخرى تقول إن الاسكتش لا يخص فقط الرسومات الهندسية، بل هو مسودة أولية لأي عمل فني، كما يوجد فئة من الناس تقول أنه الكراسة التي يرسم عليها الفنان في العموم، كما أنها تخصص من أجل رسم الخرائط كل هذه التعريفات تنطبق على مفهوم الاسكتش، ولكن التعريف الرئيسي هو “رسم تقريبي وتقليدي أو لوحة أولية يدون فيها الفنان الأفكار الأولية الخاصة به حول عمل معين ينوي إتمامه بدقة وتفاصيل متكاملة في نهاية الأمر” وينطبق هذا التعريف على الرسومات الإبداعية المختصرة التي تكون ذات قيمة فنية عالية.
تاريخ الاسكتش وعلاقته بالفن العربي
في العصور القديمة كانت تعتبر الاسكتشات هي مجموعة الرسومات الأولية للجدران والمباني المعمارية والتماثيل وغيرها، ثم تطور مفهوم الإسكتش في العصور الوسطى تزامناًِ مع التطور الذي حدث في المباني القوطية.
وظهر مفهوم الاسكتش الحالي مع بداية عصر النهضة الحديثة، فقام معظم المبدعين والمبتكرين بعمل إسكتشات في المراسم الخاصة بهم ثم يقومون بتسليمها للأشخاص تحت التدريب لكي يكملونها ويحولونها إلى لوحة فنية.
وهناك بعض الرسامين الغربيين الذين برعوا في رسم الإسكتشات:
رافائيل.
دافنشي.
مايكل آنجلو.
فان خوخ.
وقد كان الفن في العالم العربي في العصور القديمة عبار عن النقوش والزخرفة؛ نظراً للمعتقدات الدينية؛ لأن الدين الإسلامي يحرم رسوم الإنسان وتجسيمه أو كما يحرم تجسيم الحيوان.
مع بداية العصر الحديث والتطور والتفتح بدأت بعض الدول تتبنى بعضاً من الفنون الغربية كمصر ولبنان الذين شرعوا في اقتباس الفنون الغربية ومن بينهم الإسكتش.
وقام بعض الفنانين والمبدعين الذين تبنوا الثقافة الأوروبية بإنشاء المدارس ونشر الثقافات الفكرية والفنية الأوروبية، وأدخلوا الفن القوطي إلى لبنان وقد أدخلوا الإسكتش بمفهومه الحديث إلى العالم العربي، ومن أشهر الفنانين الذين قاموا برسم الإسكتش:
محمود سعيد.
صليبا دويهي.
ضياء العزاوي.
شاكر حسن آل سعيد.
أهمية الاسكتش في العمل الفني
يقوم الفنان برسم الأسكتش عادة لكي يستطيع هو أو من يقوم بإكمال رسمته بتصور الشكل النهائي للرسمة وتكوين صورة كاملة عن العمل واتخاذ القرارات المتعلقة بالتعديلات.
وغالبا ما يكون العمل الفني له جهه مخصصه مسئوله عنه كالطالب الجامعي فيطلب منه العمل الفني كمشرع تخرج أو تكليف خاص بمادة معينة فيكون في هذه الحالة الأسكتش بمثابة خطة مبدأيه أو مخطط مبدأي للعمل الفني لتوضيح فكرة المشروع للجنه المسئولة أو إجراء بعض التعديلات ومحاولة تخيل الشكل النهائي للعمل الفني.
وهناك بعض الفنانين الذين يمتلكون الأستوديوهات الخاصة حيث يقومون برسم الإسكتش لتوضيح فكرة العمل الفني والخطوات المبدئية ثم يسلمهم لمساعديه أو المتدربين لإكماله والحصول على عمل فني متكامل.
كما يساعد الأسكتش الفنانين حيث من الممكن أن يواجهون بعض المواقف أو بعض الأشياء التي يرغبون فى رسمها فيقومون برسم الإسكتشات لكي يتذكرونها ويكملونها في وقت لاحق مثل رؤية طفلة فاتنة الملامح ويريد الفنان تذكر ملامحها لكي يستطيع إنهاء الرسمة.
الأدوات المستخدمة في الاسكتش
رسم الإسكتش لا يحتاج إلى أدوات معقدة ونادرة بل أنه يعتمد على أدوات بسيطه ومتاحه ويجب على كل فنان أن يمتلك هذه الأدوات سواء كان رسامًا أو نحاتًا أو مهندسًا ،كما يمكن أيضاً أن يمتلكها الفنانين المبتدأين أي شخص يمتلك موهبة الرسم ويسعى إلى إتقانها.
وفيما يأتي سوف تذكر أبرز الأدوات التي تستخدَم عادةً في رسم الاسكتش الأولي:
من أساسيات رسم الإسكتش هي كراسة الرسم أو دفتر خاص بالرسم غير مقيد بحجم معين أو نوع ورق معين ومن الأفضل أن تكون الكراسة صغيرة الحجم لكي يستطيع الشخص التنقل بها أينما يذهب.
يجب أن يمتلك الفنان قلم رصاص أو قلم فحم حسب احتياج العمل الفني.
ممحاة خاصه بالقلم الرصاص أو ممحاة خاصه بالقلم الفحم كما قد يحتاج البعض إلى شراء الألون الخشبية أو المائية فربما يكون بحاجة إليها في بعض الأعمال الفنية.
ما العلاقة بين الاسكتش والتأطير
هناك بعض الأشياء المتشابهة بين الاستكش وعملية التأطير في الرسومات الفنية فعملية التأطير تعرف بكونها (العملية التي يعطي من خلالها إطارًا عامًا يحصر فيه جميع التفاصيل المتعلقة بالشكل الذي يراه ويرغب برسمه).
فعلى سبيل المثال لكي يستطيع الفنان رسم مبنى سكنى أو حديقة أو شاطئ، فيجب أن تأخذ الرسمة مبدئياً شكلاً هندسياً أو شكلاً شبيهاً بالشكل الهندسي، فلذلك يقوم الفنان برسم شكل هندسي يعبر عن ملامح لوحته الفنية لكي يحدد الخطوات التي سوف يقوم باتباعها لإنهاء عمله الفني.
أما الاسكتش، فيعتبر رسمه أوليه كاملة تعبر بدقة عن الشكل النهائي، فيقوم الفنان بالتعبير عن رسمته بطريقة بسيطة وواضحة من خلال رسمه للإسكتش.
بينما يقوم الفنان في عملية التأطير بتحديد الخطوط الخارجية لرسمته فبالتالي لا يمكن أن يتوقع أحدٍ الشكل النهائي للرسمة من خلال التأطير ولكن يمكن توقع هذا من خلال الإسكتش.
لذلك فإن التأطير والإسكتش لا يتشابهان في الوظيفة ولكن يكملان بعضهما البعض فالتأطير هي الخطوة التي تسبق رسم الإسكتش.
كيف يمكن تعلم الاسكتش
إذا كنت ترغب في تعلم كيفية رسم الإسكتش فعليك أن تعرف بأن الرسم في العموم من الأمور التي يمكن تعلمها بالممارسة عن طريق محاولة التدريب على الرسم واختيار فنان خبير لتوجيهك لكي تصحح أخطاءك، ويجب أن تعرف أن الرسم يعتمد على الخيال الواسع والتفكير المبدع، فيجب أن يكون لديك الموهبة أولا، ثم يبقى التدريب الخاص بإتقان اليد للرسم، وهذا الأمر يكون سهلاً وخاصةً إذا انضممت إلى الورش الخاصة بالرسم ومراكز التعليم الخاصة بالرسم لكي تحصل على المعلومات النظرية وكذلك التدريب العملي.
وفيما يأتي سوف يدرج بعض النقاط المهمة حول كيفية تعلم رسم الاسكتش:
في البداية من الأفضل استخدام قلم رصاص من النوع B8 أو قلم فحم وذلك لكي يقلل من ظهور التفاصيل الدقيقة والتي لا يتقنها المبتدئين.
عدم الضغط بقوم على القلم أثناء الرسم، ولكن يجب أن تكون اليد مسترخية، وأن يتم الإمساك بالقلم من منتصفه وليس من المقدمة.
يجب أن تبدأ الرسم بخطوط جريئة وإقبال شديد وحب والتخلص من الخوف والتوتر والبعد عن رسم أدق التفاصيل لأنها تزيد من صعوبة الرسمة فمن الأفضل رسم الشكل العام في البداية ثم نبدأ بالدخول في التفاصيل الصغيرة بعد فترة من التدريب.
يجب البعد عن الحدة في الرسم فيجب المحافظة على رسم خطوط بخط خفيف وعدم الاهتمام لحدوث الأخطاء والمحافظة على التدريب والممارسة يومياً.
