يوجد عدة علامات تدل على اقتراب الفرج، فالله -عز وجل- خلق العلة والابتلاء وخلق الفرج، وجعل سنة الله في خلقه التغير، فلا حال يدوم، ولا صعب يستمر، كما أن من علامات حب الله ورضاه على عبده أن يبتليه، ليكون الابتلاء تكفيرًا لذنوبه، واختبارًا لصبره وإيمانه.
لذلك يتحرى عباد الله دومًا عن علامات تدل على اقتراب الفرج، حتى أن الصبر على المصاب والبلاء عبادة في حد ذاته، ومن بين كثير من علامات تدل على اقتراب الفرج نذكر لكم ما يلي:
بداية أهم علامات تدل على اقتراب الفرج هو وجود البلاء نفسه، فالله قد كتب على نفسه الرحمة ووعد عباده بأن بعد كل عسر يسرًا، لذلك فالبلاء مقرون بدفعه وبالفرج، لذلك لا يجب أن يجزع العبد أو ييأس بل يعلم أن كل أمره خير.
من بين علامات تدل على اقتراب الفرج كذلك الشعور بقرب الله ومعيته في كل وقت، ولطفه الخفي الذي يتسلل حتى في أبسط المواقف اليومية، كل هذه الأمور رسائل من الخالق تبعث الآمان والطمأنينة في النفس.
الدعاء من بين أهم علامات تدل على اقتراب الفرج، ولا نقصد هنا إستجابة الدعاء، بل أن العبد إذا ألهمه الله الدعاء كان ذلك دليلًا قويًا على اقتراب الفرج، وأن الذي ألهمه بالدعاء سيستجيب له بإذن الله.
الشعور بالارتياح والطمأنينة بعد الدعاء يعتبر كذلك واحدة من أهم علامات تدل على اقتراب الفرج، فالله يربط على قلوب عباده بالدعاء، ويطمأنهم أنه قريب يجيب دعوتهم إذا ما دعوه، لذلك كل مراحل الدعاء تعتبر من ضمن علامات تدل على اقتراب الفرج.
التوبة من أهم علامات تدل على اقتراب الفرج، فإذا تيسر للعبد أن يعود لله ويتوب عما يفعله من معاصي فهذه من ضمن الوعود الربانية بالفرج والمغفرة.
هل اليأس دليل قرب الفرج
يعتقد البعض أن اليأس من ضمن علامات تدل على اقتراب الفرج، ويستند هؤلاء في هذا الاعتقاد إلى الآيه الكريمة التي يقول فيها الله -عز وجل-:
ولكن هذا يعتبر فهم خاطىء للآيه، ففعل (استيأس) يختلف تمامًا في معناه عن فعل (يأس)، وكما جاء في تفسيرات الشيخ الشعراوي فإن اليأس هو قطع الأمل من الشيء، بينما الاستيأس فهو الإلحاح على قطع الأمل أي مقاومته.
وهنا لا بد أن نشير إلى أن الرسل (استيأسوا) لأنهم شعروا أن قومهم مش بيأمنوا بيهم ولا برسالتهم، وخوف من عدم توصيل رسالة ربهم، ولكنهم كانوا مؤمنين تمام الإيمان أن الله سيرزقهم بالفرج والغفران من حيث لا يحتسبوا، لذلك فالرسل لم ييأسوا ولكنهم كانوا يقاومون اليأس، وما كان للرسل أن ييأسوا من رحمة الله وهم حاملو كتابه ورسالته، بل أن كان في قصصهم آية لأولي الألباب يعلمنا منها الله الصبر والرضا وعدم القنوط.
لذلك يجب إدراك حقيقة أن اليأس من عمل الشيطان، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، فإذا انتهت الأسباب ولم تصل بنا إلى نتيجة فالمسبب حي لا يموت، وله في خلقه شئون، لذلك فمن أهم علامات تدل على اقتراب الفرج أن نحسن الظن بالله وبعطاياه، ويكرمنا ويؤتينا من حيث لا نحتسب، ونرضى بقضاءه وكل تدابيره في حياتنا فهذا من مراتب الإيمان.
علامات قرب الفرج من الله في المنام
يؤمن كثير من الناس بأن الله يرزقهم بالبشارة وقرب الفرج في منامهم، لذلك فإن الرؤى والأحلام الصادقة من بين علامات تدل على اقتراب الفرج، ومن أهم الرؤى التي تدل على الفرج ما يلي:
الرؤى التي تتعلق بالمطر، فالمطر رزق وفير وفرج كبير بعد عناء، وعلامة على قضاء الحاجة وزوال الهم والكروب، لذلك هو من البشارات العظيمة في الحلم.
زيارة بيت الله الحرام من أكثر العلامات التي تدل على تفريج الهموم، ويدل على قرب العبد من الله وإستجابة الله لدعائه في القريب العاجل.
رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم الرؤى التي يمكن أن يرزق بها مخلوق، وبلا شك هي رؤيا تدل على زوال الهموم والفرج من الله -عز وجل-.
شروق الشمس أو إنجلاء الليل علامة على زوال الهموم والمشاكل وقرب الفرج من العبد، وأن الله سيمن عليه بالخير والرزق قريبًا -بإذن الله-.
القيام بأي عبادة في المنام دلالة على رضا الله وإرسال رحمته للعبد، فالصلاة أو الدعاء أو الصوم أو الحج أو حتى الصدقات كل هذه إشارات لقرب الفرج من العبد.
الطعام والولائم في المنام هي رزق من الله، وتدل على كثرة الخيرات التي سيرسلها الله لعباده وزوال الهموم وخروجهم من الضيق إلى أوسع الفرج.
يرى بعض كبار مفسري الأحلام أن البكاء في الحلم علامة على جلاء الهموم والغم، وأنه علامة على الرزق والفرج بعد التعب والوهن والسعة بعد الضيق.
السباحة في البحر أو المسبح إذا كان ماؤه رائقًا فهو علامة من بين علامات الفرج وزوال الهموم وتفريج الكروب، ومن أشهر البشارات المعروفة بخصوص استجابة الدعاء.
قصص استجابة الدعاء بعد اليأس
ضرب الله الأمثال لكثير من الناس في زوال الهموم وتفريج الكروب بقصص الصالحين والأنبياء والكثير من الأمثلة الرائعة، ومن بين كثير من هذه الأمثلة على الفرج بعد الهم واستجابة القصص الآتية:
صبر أيوب، من أشهر قصص الأنبياء صبر نبي الله أيوب على الابتلاء الذي حل به، والذي استمر لعدة سنوات، ورغم هذا البلاء لم يتوقف أيوب عن الدعاء، بل استمر يدعو الله ويرجوه ويقاوم وسوسات الشيطان حتى استجاب له ربه ورزقه بالخير والفرج الكثير.
يعقوب نبي الله من الأنبياء الذين صبروا واحتسبوا، فيعقوب صبر على فراق يوسف رغم أن إخوته قالوا له أن الذئب قد أكله، لكنه لم يمل الدعاء، ورغم أن البكاء على ابنه قد أصابه بالعمى إلا أنه لم يقنط من رحمة الله، حتى رد الله -عز وجل- له يوسف وأخاه معه إلى يعقوب مرة أخرى.
يونس في بطن الحوت، رغم أن يونس -عليه السلام- كان قد اخطأ ويأس من دعوة قومه، إلا أن الله أراد أن يبتليه ليعود إلى رحمته مرة أخرى، فالتقمه الحوت ولبث في بطنه ثلاث أيام، فصار يردد “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” حتى فرج الله همه ولفظه الحوت وأنبت له الله شجر اليقطين ليأكل منه ويرتاح من تعبه.