ابحث عن أي موضوع يهمك
على الرغم من وجود العديد من الأعراض الشائعة الدالة على الولادة، ولكن لا يعد ظهورها وشعور المرأة بها علامة على حدوث الولادة، حيث قد تظهر جميع العلامات الدالة على أن جسدها أصبح في حالة استعداد للولادة، وبالرغم من ذلك فإن الولادة لا تتم بشكل فعلي على مدار أسابيع، وعلى الصعيد الآخر قد لا تظهر على المرأة أي إشارات مسبقة دالة على الولادة وتجد أنها دخلت بالفعل في مرحلة الولادة، لذا نذكر فيما يلي بشيء من التفصيل أبرز العلامات التي تسبق الولادة بالشهر التاسع.
يطلق على عملية نزول الطفل بالحوض واستقراره فيه بالتخفف (Lightening)، وهو ما يحدث قبل بدأ المخاض بوقت يتراوح ما بين بضع ساعات، وقد يصل إلى أسابيع، وبحالات الولادة لأول مرة غالبًا ما يحدث ذلك الأمر قبل أسابيع قليلة من المخاض، وهو ما يتراوح عادةً بين أسبوعين حتى أربعة أسابيع، وهو ما قد يختلف من امرأة لأخرى، في حين أنه بالولادات اللاحقة قد ينزل رأس الطفل إلى الحوض خلال مرحلة المخاض الفعلية، إذ يكون وضع الطفل مثاليًا للخروج، إذ يكون الرأس منخفضًا باتجاه الأسفل، وهناك العديد من الأعراض التي تصاحب تلك المرحلة ومنها:
هناك بعض التغييرات التي تطرأ على عنق الرحم حين يقترب موعد الولادة، إذ يصبح أقصر وأرق من أي وقت مضى، وهو ما يساعد على الانفتاح والتمدد حول رأس الجنين، وذلك الترقق والقصر يعرف طبيًا بتلاشي عنق الرحم، ويتم قياس ذلك التلاشي بالنسبة المئوية التي تتراوح ما بين صفر إلى مئة بالمئة، في حين يطلق على فتح عنق الرحم وتمدده أو توسعه في الإنجليزية بـDilation، وهو ما يتم قياسه بما يتراوح ما بين صفر إلى عشرة سنتيمترات، كما ويقاس مدى التقدم بالمخاض بالقدر الذي انفتح وترقق به عنق الرحم ليسمح بخروج الطفل عن طريق المهبل، حيث يعتبر السبب في كلًا من التلاشي والتمدد لعنق الرحم الانقباضات الرحمية، وهو ما يتم قياسه عبر فحص المهبل.
عادةً ما يسبق المخاض آلام وتشنجات في منطقة الفخذ وأسفل الظهر بشكل كبير، وخاصةً إن لم يكن ذلك هو أول حمل للمرأة، إذ تتغير وتتمدد المفاصل والعضلات استعدادًا للولادة، كما وأن الحامل قد تشعر بضيق في البطن منذ منتصف الحمل لوقت وجيز والذي سرعان ما يزول، وحينها تظن أنها انقباضات فعلية، ولكن في الحقيقة هي لا تعني أن المخاض قد بدأ في الحدوث.
يستمر تحرك الجنين داخل رحم الأم إلى بداية المخاض وخلال المخاض المبكر، والشعور بنلك الحركة يمنح الأم انطباعًا أن حالة الطفل جيدة، ولكن طبيعة حركة الطفل قد تتغير، إذ تبدو مثل التلوي بدلًا من الركلات التي كانت المرأة قد اعتادت عليها خلال الفترة السابقة من الحمل، ويلاحظ أنه حين يستدير الطفل للوضع الصحيح قد يترتب على هذه الحركة معاناة المرأة من الألم في أسفل الظهر، ومن جانب آخر إن لاحظت الأم التغير في نمط حركة الجنين أو أنها أصبحت أقل من السابق فهي دلالة على وجود مشكلة وأن الجنين ليس بخير، وعليها استشارة الطبيب للاطمئنان على صحة الطفل.
إن الانقباضات تعتبر من أكثر المنبهات الشائعة للحامل ببداية حدوث المخاض حين تصل إلى آخر مراحل الحمل، ولكن أحيانًا ما تكون هذه الانقباضات إنذار خاطئ، وتعرف تلك الانقباضات باسم قلصات براكستون هكس (Braxton Hicks contractions)؛ ويذكر أن تلك الانقباضات تعرف كذلك بالمخاض الكاذب أو تحجر البطن، والتي قد توصف بالتقلصات التي تحدث ببداية الحمل بشكل متقطع، ولكن غالبًا لا تلاحظها الحامل قبل الوصول إلى منتصف الحمل.
ومع التقدم في الحمل تحدث هذه الانقباضات بشكل متكرر أكثر كثيرًا من ذي قبل، ومع اقتراب الأسابيع الأخيرة قد تكون تلك التقلصات غير مؤلمة أو منتظمة ونادرة، ولكن بالتزامن مع اقتراب الولادة وتلين عنق الرحم تدريجيًا استعدادًا للولادة يزداد حدوث هذه التقلصات، كما وتكون أكثر حدة، وهو ما تشعر الحامل معه بعدم الارتياح.
يتم وصف تقلصات براكستون هكس بأنها شعور بالشد الغير مؤلم ولكنه غير مريح في الوقت ذاته، والذي عادةً ما يبدأ بمنطقة أعلى عضلات الرحم، لينتشر فيما بعد بالمناطق السُفلى من الرحم، وبالتزامن مع اقتراب موعد الولادة تصير تلك التقلصات أكثر حدة وتكرار، وقد وصفت بعض النساء الحوامل تحجر البطن بأنه شعور بالشد في البطن غير مستمر، في حين وصفه البعض الآخر بالانقباضات والألم الذي يحدث مع تحجر البطن والذي يشبه تقلصات وألم الدورة الشهرية ولكن ليس بشديد، وفي الحقيقة فإنه يتم التمييز والتفرقة ما بين المخاض الحقيقي وتحجر البطن عبر التعرف على أعراض تقلصات براكستون هكس والتي سنعرضها فيما يلي:
هناك بعض الإجراءات التي يساعد اتباعها في التخفيف من تحجر البطن بالشهر التاسع وإن لم يتحسن الوضع ينصح بالحصول على استشارة الطبيب المتابع لحالة الحامل، ومن أهم تلك الإجراءات نذكر ما يلي:
التقلصات الحقيقية والتي تدل على أن جسم المرأة أصبح في حالة مخاض حقيقية، حين يفرز الجسم هرمون الأكسيتوسين (Oxytocin) والذي يحفز انقباضات الرحم، والانقباضات الحقيقة تبدأ بالحدوث لدى أغلب النساء بالأسبوع الأربعين من الحمل، بينما الانقباضات الحقيقية التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين للحمل، فإنها توصف باعتبارها حالة من حالات الولادة المبكرة (Premature labor).
والتقلصات الحقيقية تتسبب بالشد في الجزء العلوي للرحم لدفع الجنين باتجاه الأسفل، للتحضير إلى الولادة، كما يتسبب ذلك في توسع وترقق عنق الرحم لمساعدة الجنين بالخروج عبره، والذي يزداد للوصول حتى قمته، ثم يبدأ بالانحسار، وعند لمس البطن أثناء هذه التقلصات تلاحظ الأم تحجر البطن، ويذكر أنه يمكن الاستدلال على الدخول بمرحلة المخاض حين ينتظم حدوث تلك التقلصات، كأن تحدث كل خمس دقائق، ومع الوقت يقل ذلك المعدل الزمني، إلى أن يصبح الفرق بين كل قبضة وأخرى ثلاث دقائق، ثم اثنتين، ثم دقيقة واحدة، والتي تزداد ألمًا وحدة حتى يخرج الطفل وتتم الولادة.