تتساءل العديد من النساء الحوامل عن ما هي الإفرازات التي تدل على قرب الولادة ؟ فهل تكون نفسها الإفرازات التي اعتادت السيدة الشعور بها خلال أشهر الحمل أم تختلف عنها، إلا أنه من الأكيد أن العلامات الدالة على اقتراب موعد الولادة تظهر بشكل متفاوت بين امرأة إلى أخرىـ، كما أنها قد تختلف لدى المرأة الواحدة في الحمل الثاني عن الحمل الأول، إلا أنه هناك علامات رئيسية مشتركة تحدث لدى جميع النساء والتي تدل على اقتراب موعد الولادة والتي سنتعرف عليها بالتفصيل في مقالنا الآتي إليكم من موقع مخزن المعلومات.
يُمكن تعريف المخاض بأنه رد الفعل الناتج عن الجسم للبدء في ولادة الجنين، حيثُ يبدأ الرحم في الانقباض ويحدث انفتاح في حنق الرحم ليتم دفع الجنين إلى خارج جسم الأم عبر فتحة المهبل، وعلامات المخاض تختلف من مرأة إلى أخرى، إلا أن التعرف عليها بوجه عام يساعد النساء في الاستعداد لعملية الولادة وإتمامها بسلام.
ومع اقتراب مواعد الولادة تبدأ الحامل في الشعور بالعديد من التغيرات البيولوجية ومن أبرزها تزايد كمية الإفرازات المهبلية وكذلك زيادة سُمكها وتغير لونها بشكل واضح، فعادةً ما تكون الإفرازات المهبلية بيضاء اللون خلال أشهر الحمل خاصةً الأولى، إلا أنها مع اقتراب موعد الولادة تلاحظ الحامل تغير لونها إلى اللون الوردي المائل إلى الأحمر، أو اللون البُني مع وجود بضع قطرات من الدماء، ويكون هذا الأمر بسبب نزول سدادة عنق الرحم المخاطية، والتي تتمثل وظيفتها في منع وصول أي من البكتيريا أو الجراثيم إلى داخل الرحم خلال الحمل، حيثُ يحدث ارتخاء في عنق الرحم مع اقتراب موعد الولادة، وتبدأ المرحلة الأولى من المخاض، والتي خلالها يتم إطلاق سدادة الرحم بشكل جزئي أو مرة واحدة، وهي من أهم العلامات التي تُشير إلى بدء المخاض استعداداً للولادة في خلال أيام قليلة.
علامات اقتراب موعد الولادة
هناك عدد من العلامات الرئيسية التي تُشير إلى اقتراب موعد الولادة، حيثُ يبدأ جسم الحامل في إفراز بعض الهرمونات لتجهيز الجسم لعملية الولادة، وتلك الهرمونات من شأنها التأثير على الحالة النفسية والمزاجية للمرأة، حيثُ يلاحظ زيادة معدل نشاطها، ورغبتها في أداء بعض الأعمال المنزلية، ويكون من أهم العلامات الجسمانية على اقتراب موعد الولادة:
نزول الجنين للأسفل
فيما يتعلق بالأم الحامل للمرة الأولى فإنه يحدث انخفاض للجنين ونزوله إلى الحوض، وهي العلامة التي تُشير إلى اتخاذ الجنين لوضعية الرأس إلى الأسفل استعداداً للخروج فيما بعد، ولكن فيما يتعلق بالأم التي سبق لها الولادة قبلاً فقد لا ينخفض الجنين ويتخذ وضعية النزول في الحوض سوى قبل ساعات قليلة فقط من الولادة، وهنا قد تشعر الأم براحة أكبر خلال التنفس بسبب خفض الضغط عن الحجاب الحاجز، إلا أنه يتزايد الضغط على المثانة والحوض، وتشعر الحامل برغبة دائمة في التبول بصفة متكررة، كما أن البطن قد يبدو بعد نزول الجنين إلى الحوض منخفضاً وأقل بروزاً للأمام عما سبق.
حدوث تغيرات في عنق الرحم
مع اقتراب موعد الولادة يبدأ عنق الرحم في التمدد والترقق بشكل أوسع ليُسبح أقصر طولاً، وذلك بسبب بدأ هرمونات البروستاجلاندين في تليين عنق الرحم للمساعدة في فتحة فيما بعد، وقد تكون هذه العلامة إشارة مبكرة للغاية لحدوث المخاض عند بعض النساء، حيثُ تستمر هذه العملية لمدة شهر أو عدة أسابيع قبل موعد الولادة، بينما تحدث هذه التغيرات بصورة أسرع قبل الولادةً مباشرةً لدى البعض الآخر.
آلام وتقلصات أسفل الظهر
مع اقتراب موعد ولادة الجنين يبدأ جسم الحامل في إفراز هرمون ريلاكسين، وهو الهرمون المسئول عن ارتخاء المفاصل وتمدد العظام في منطقة الحوش، وذلك لتوفير مساحة إضافية للطفل تُمكنه من الحركة بصورة أسهل، لذا تشعر المرأة خلال هذه الفترة بآلام في العظام خاصةً في الفخذ وأسفل الظهر.
تزايد الإفرازات المهبلية
تتزايد كمية الإفرازات المهبلية لدى الحامل مع اقتراب موعد ولادتها، كما تتغير كميتها وسماكتها ولونها، ويكون ذلك استعداداً للولادة، وبسبب نزول السدادة المخاطية لعُنق الرحم.
وقد تعاني بعض النساء الحوامل خلال هذه الفترة من الإسهال وذلك بسبب ارتخاء عضلات المستقيم، مما قد يؤدي لزيادة الحركة في الأمعاء.
الانقباضات المنتظمة في الرحم
تظهر هناك بعض الانقباضات والتقلصات في أسفل الظهر لدى النساء الحوامل والتي تدل على اقتراب موعد الولادة، كما أنها قد تنتقل إلى أسفل البطن أو تصل إلى الساقين، وتتزايد هذه الانقباضات في اللقوة وتصبح أكثر تسارعاً وحدوثاً بمرور الوقت، ولا تزول أو تنخفض شدتها بتغير وضعية الجسم، وعادةً ما تحدث بصفة منتظمة، حيثُ تسهم هذه الانقباضات في نزول الجنين إلى الحوض تيسيراً للولادة فيما بعد من خلال دفع الجنين وإخراجه من الجسم عبر المهبل.
انفتاح الكيس الأمينوسي
انفتاح الكيس الأمينوسي أو نزول ماء الولادة، هي علامة أكيدة على اقتراب موعد الولادة، وقد يحدث نزول المياه بشكل قليل خلال فترة زمنية طويلة أو قد يندفع بشكل نفاجئ، كما أن هناك بعض النساء اللاتي لا يحدث لديهن تدفق للمياه سوى خلال عملية الولادة.
المخاض الكاذب
يُمكن ملاحظة حدوث بعض العلامات المبكرة الدالة على الولادة قبل الولادة بعدة أسابيع أو أيام أو ساعات من استعداد الجنين للخروج من الرحم، إلا أنه هناك بعض العلامات الكاذبة للمخاض، والتي يُطلق عليها علمياً انقباضات براكستون هيكس، وهي تلك العلامات الشائعة التي قد تحدث قبل عدة أسابيع من الموعد الحقيقي للمخاض.
وتتميز علامات المخاض الكاذب بكونها تقلصات غير منظمة وقصيرة، كما أنها غير متقاربة حيث يكون حدوثها على فترات متباعدة، ولا يتزايد اقترابها بمرور الوقت، كما أن الألم خلال هذه التقلصات عادةً ما يكون غير متزايد وخفيفاً ولا تشعر به الحامل سوى في مقدمة البطن والجسم، ويتوقف مغص المخاض الكاذب عند تغيير وضعية الجسم من خلال الاستلقاء أو المشي، وتكون علامات المخاض الكاذب غير مسبوقة بحدوث نزيف أو تسرب لماء الولادة أو ملاحظة ضعف حركة الجنين.
متى تكون على الحامل الاتصال بالطبيب
هناك بعض التغيرات التي تُشير إلى بدء حدوث مخاض الولادة بالفعل، والتي عند ملاحظة أي منها يتوجب على الحامل الاتصال بطبيبها الخاص على الفور، وتتمثل هذه العلامات في:
حدوث تدفق لكمية كبيرة من ماء الولادة أو السائل الأمينوسي بشكل مفاجئ.
الشعور بتقلصات شديدة تحدث بصفة منتظمة، وتتكرر كل خمسة دقائق أو أقل تقريباً.
حدوث نزيف دموي ذو كميات كبيرة مشابهه للكميات التي تنزل خلال فترة الدورة الشهرية، وقد يكون هذا الأمر إشارة إلى وجود مشكلة صحية ما، خاصةً إن كان هذا الأمر مصحوباً بالأعراض السابق ذكرها، وفي حال لم تكن المرأة الحامل قد تجاوزت بعد الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، فإن هذا الأمر يدل على تعرضها لعملية ولادة مبكرة عن الموعد المتوقع.
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد استعرضنا معكم الإجابة على سؤال ما هي الإفرازات التي تدل على قرب الولادة ، مع الاستفاضة بالحديث حول علامات المخاض الحقيقي ودلالات اقتراب موعد الولادة، مع تعريف المخاض الكاذب ومتى يكون على الحامل التوجه للمستشفى أو الاتصال بطبيبها الخاص، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.