نعرض لكم في مخزن بحث عن صلاح الدين الأيوبي الشخصية التاريخية التي تركت بصمة من نور على جدار الزمان والذي يُضرب به المثل في الشجاعة والإقدام، فهو بطل من أبطال الإسلام، وهب حياته لخدمة العالم الإسلامي ونصرته وتوحيد رايته، وسوف نتناول في الفقرات التالية التعريف به من حيث مولده ونشأته، أهم أعماله وتاريخ وفاته.
بحث عن صلاح الدين الأيوبي
يعتبر صلاح الدين الأيوبي من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي، حيث كن قائدًا مسلمًا سنيًا ذاع صيته بمشرق الأرض ومغربها، وذلك لشدة بسالته بالحروب، فقد كان قائداً قويًا لا يُشقّ غبار له، وله الكثير من القصص التي يمكن روايتها بالجهاد والعزيمة والبسالة، وكانت الحروب الصليبية والنصرة فيها هدفه الأول الذي كان دومًا ما يسعى له.
مقدمة بحث عن صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي من أعظم القادة في العالم العربي والإسلامي، والذي كان له فضل عظيم في توحيد راية الإسلام وإنقاذ العرب من تهديد الحروب الصليبية، وقد كانت بداية مسيرته العسكرية بكنف أسد الدين شيركوه عمه، حيث لاحظ عمه عليه منذ صغره ما يمتلكه من مهارات وقدرات فبدأ بتعليمه الأصول الصحيحة للقتال، ليكون بجانبه في مصر.
وبعد وفاة عمه صار صلاح الدين الأيوبي وحده، وقد بدأ عمله مع الزنكيين، ومع الوقت تمكن من توحيد راية جميع المسلمين باليمن والشام ومصر تحت راية الأيوبيين، وقد انتهت مجهوداته ومساعيه بتحريره للقدس ووصوله لها، والذي مثل حلمًا لدى نور الدين زنكي لم يتمكن من بلوغه حتى وفاته.
أين ولد صلاح الدين الأيوبي
الاسم الحقيقي لصلاح الدين الأيوبي هو يوسف بن أيّوب بن شادي بن مروان بن يعقوب الدُّويني ولقب بالملك الناصر، وأبوه نجم الدين، وقد ولد عام 1137م بتكريت ببلاد ما بين النهرين والتي كان والده حاكمًا لها، ويرجع أصله لدوين، وهي بلدة واقعة في أطراف أذربيجان، ويعتبر اليوم الذي ولد به صلاح الدين الأيوبي من الأيام الهامة في حياة عائلته، حيث قرر أبيه الانتقال لحلب من أجل خدمة حاكم شمال سوريا العظيم عماد الدين زنكي ذو الأصول التركيّة حيث كان نجم الدين ضابطًا لديه.
وبذلك فقد نشأ صلاح الدين الأيوبي ما بين بعلبك والشام، وكانت نشأته قائمة على الفروسية والجهاد، والتدرب على استخدام الأسلحة، كما وتعلم القرآن الكريم منذ صغره، وحفظ أحاديث نبوية كثيرة، إلى جانب تعلمه للغة العربية، جميع تلك الأمور ساعدت على تنشئة قائد ومحارب مغوار وشجاع يمتلك الحكمة والفطنة والفراسة وذلك هو ما أهله لما حققه من نصر وفتوحات.
صفات صلاح الدين الأيوبي
كانت نشأة صلاح الدين الأيوبي نشأة مميزة وقيادية، وقد تعرض للكثير من التوجيهات الإسلامية والعسكرية، وهو ما أصقل شخصيته وأثر بها، حيث أصبح راويًا للأحاديث النبوية الشريفة وفقهيًا في أمور الدين الإسلامي، وكانت لديه كذلك حماسة كبيرة بالشعر، إلى جانب جدارته بالإمارة، مقدامًا شجاعًا لا يهاب شيئًا، ولا يخشى بالحق لومة لائم.
وكانت له غزوات كثيرة، فقد كرس حياته كلها في سبيل الجهاد، وكان معروف عنه الإحسان والكرم في مركبه، وملبسه، ومأكله، واشتهر بالهمة العالية والبساطة البالغة، فلم ينتظر يومًا أن يحمل لقبًا زائف، وكانت الدنيا آخر همه، يأخذ بالسباب في كل شيء، صاحب عقيدة ودين.
ومن الصفات التي اشتهر بها صلاح الدين الأيوبي العدل فلم يكم من أمره الحكم المبني على الظن أو مجرد التهم، ولكن كان يستمع أولًا إلى الشهود حتى لا يظلم المتهم، وكان متبعًا في إمارته وحكمه لقواعد الشريعة الإسلامية، إذ كان يجلس يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع لإقامة العدل، وكان دومًا ما يتردد على مجالسه الفقهاء وغيرهم من الناس.
ولمدى ما كان يحكم به من عدل قل عدد المفسدين بالبلاد، وأمن القوم على مالهم وأنفسهم، ويذكر أنه كان دائم السعي لطلب العلم، حيث لم يؤخره الجهاد في سبيل الله عن الاستمرار بطلب العلم، ولعل خير شاهد ودليل على ذلك حثه للجنود خلال التجهيز لمعركة حطين على قراءة صحيح البخاري.
أبرز أعمال صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي هو مؤسس الدولة الأيوبية وكان ذلك عام 569هجرية، وقد استمر في حكم تلك الدولة لمدة من الزمن بلغت العشرين عامًا، ومن أهم أعماله وما حققه من إنجازات ما يلي:
- استطاع أن يوحد الكثير من الدول العربية ومنها الشام ومصر، وتولى الجهاد ذد الصليبين، وهو ما حقق به الانتصارات المتوالية.
- يرجع الفضل إليه في تأسيس دولة عظيمة وقوية تبسط قوتها وسيطرتها على كل من اليمن، الحجاز، الشام، مصر، النوبة، أجزاء من ليبيا، جزء من تركيا، وأعالي العراق.
- شغل في مصر منصب وزير، وهو ما مكنه من التغلب في البلاد على مختلف الفتن سواء الخارجية أو الداخلية، إلى جانب ما قام بإنشائه من مدرستين كبيرتين وهما المدرسة الكاملية، والمدرسة الناصرية، وعمل على تمهيد الطريق لتحويل الناس من المذهب الشيعي إلى مذهب أهل السنة.
- استغل ثروات مصر واستفاد منها باعتبارها الداعم المالي الرئيسي له بغزو سوريا، ومن ثم استخدم ما في سوريا من ثروات خلال غزوه لبلاد ما بين النهرين من الشمال، وقد استغل ما في الأخيرة من ثروات لكي يغزو ما يقع على طول الساحل الشرقي من ولايات صليبية.
- حين بلوغه عمر السبعة وخمسين استقر ببيت المقدس، وركز اهتمامه على تنظيم شؤون إقليم فلسطين الإداري، إلى جانب قضائه أغلب الوقت بالصيد حيث كان أحد هواياته، مع مناقشته الأمور الدينية مع الفقهاء والعلماء.
وفاة صلاح الدين الأيوبي
توفي صلاح الدين الأيوبي عام 1193ميلادية عن عمر ناهز السبعة وخمسين عامًا، عقب معاناته لمدة اثني عشر يومًا من الحمى الصفراوية، وكانت وفاته بقلعة دمشق، حيث في تاريخ الرابع عشر من صفر عام 589 هجرية خرج الأيوبي للقاء الحجاج بعد عودتهم من مكة المكرمة، وكان لقاءً ذو تأثير شديد عليه جعله يبكي، وبعد عودته ظهر عليه الإصابة بالحمى.
وفي الليلة الثانية عشر من مرضه كان نائمًا طوال الوقت لا يفيق إلا قليلًا، فأتوا له بأحد المقرئين لقراءة القرآن الكريم عنده، وحين قرأ الآية 129 من سورة التوبة (لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ)، ظهر على وجهه ابتسامة، لتفيض روحه إلى بارئها سبحانه، وكان ذلك عقب صلاة الفجر، ودفن بقلعة دمشق قرب توقيت صلاة العصر بيوم وفاته، وقد حزن الناس وفزعوا لموته بشدة، إلى الحد الذي تم وصفه بأن الدنيا كانت تصرخ بصوت واحد.
وقد أنجب سبعة عشر من الأبناء الذكور، وبنتًا واحدة، إلى جانب ما تركه من دولة ذات أرجاء واسعة، وخلال حياته وحكمه للبلاد جعل أبنائه يقومون على الحكم ويتولون الكثير من السلطات السيادية الهامة، ولكن عقب موته بدأت الدولة الأيوبية بالتداعي والضعف، خاصةً بعد ما نشب بين أبنائه من حروب.
خاتمة بحث عن صلاح الدين الأيوبي
كان صلاح الدين الأيوبي رجلًا واحدًا وكأنه أمة بأكملها، فكان من الرجال المسلمين الذين برزوا بأعمالهم وخدمتهم للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، والذي أفنى حياته في سبيل الجهاد الإسلامي، ومن أهم الأسباب التي مكنته من تحقيق تلك الانتصارات اجتنابه للمعاصي وتقوى الله في القول والعمل، والتجهيز الكامل والعدة الناجحة للغزوات، وغيرها الكثير من العوامل والأسباب.
إلى هنا نكون قد انتهينا في مخزن من عرض بحث عن صلاح الدين الأيوبي تحدثنا من خلاله حول الكثير من محطات تلك الشخصية التاريخية التي تمكنت من تحقيق الكثير من النجاحات والانتصارات والإنجازات في سبيل توحيد جميع المسلمين تحت راية الإسلام والدولة الأيوبية، والذي كان قويًا مغوارًا عادلًا وتقيًا.
المراجع