ابحث عن أي موضوع يهمك
يُعتبر نقص الحديد من المشكلات الصحية الشائعة، ويوجد بعض المجموعات يزيد بها مخاطر الإصابة بنقص الحديد، ومنها: النساء أثناء فترة الحيض، الحوامل، والمرضعات، والرُضّع والأطفال، الفتيات بسن المراهقة، وكذلك الفتيات الرياضيّات، ويشار لأنّه حين يحدث نقص بمستويات الحديد دون أن يتم تعويضه، فإنّه يُسحب الحديد من مخزونه بالجسم لكي ينتج فيما بعد نفاذ المخزون، وهو ما يؤدي للإصابة بفقر الدم الناجم عن الأنيميا أو عوز الحديد (Iron deficiency anaemia).
وأحيانًا ما تختلف أعراض نقص الحديد ما بين شخص وآخر وفقًا لشدة النقص وصحة المصاب العامة، فلا يشعر الشخص بأعراض ملحوظة حال إصابته بدرجة طفيفة أو متوسطة بنقص الحديد، ومن بين أعراض نقص الحديد ما يلي ذكره:
يُعتبر الشعور بالإرهاق أكثر الأعراض لنقص الحديد شيوعاً؛ إذ أنّه يدخل بتركيب بروتين الهيموجلوبين (Hemoglobin) الأساسي في تكوين خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين لجميع خلايا الجسم، كما أن نقصه يرتبط بانخفاض معدل نقل جزيئات الأُكسجين بالعضلات والأنسجة، وهو ما يؤثر بمستويات الطاقة بالجسم، إلى جانب شعور المُصاب بالضعف وعدم المقدرة على التركيز، ويذكر أنّ الشعور بالتعب والإرهاق قد يكون عرضاً للكثير من الحالات، فإن لم يزول التعب حتى عقب الحصول على قسط من الراحة فيجب فحص مستويات الحديد بالدم.
يوجد الكثير من الحالات التي تُسبب الصداع، إلا أنّ الصُداع المُستمر والمُتكرر قد يعكس النقص في مستويات الحديد بالجسم، وذلك نتيجة عدم وصول ما يكفي من الكمياتٍ للدماغ من الأكسجين، وهو ما يؤدي لزيادة ضخ الدم إلى الأوعية الدموية من القلب، وهو ما يُحدث ضغطاً على الجسم، وينتج عنه حدوث الدوخة والصداع.
يعطي الهيموجلوبين اللون الأحمر لخلايا الدم، ومن ثم فإنّه حين يحدث نقص بالحديد ينتج شحوب البشرة، لتفقد معه لونها الصحيّ الوردي، وقد يظهر ذلك الشحوب على الجسم كله، أو يتركز بمنطقة معينة، مثل اللثة والوجه، جفن العين، أو الأظافر، ويمكن عمل اختبار نقص الحديد عبر سحب الجفن السفلي إلى الأسفل والطبقة الداخلية تكون ذات لونٍ أحمر، وإن كانت بلونٍ شاحب زهري أو أصفر فقد تكون دلالة على النقص، ويذكر أنّ الأطباء عادةً ما يبحثون أولاً عن تلك العلامات للتعرف على ما إن كان يوجد نقصٌ بالحديد، ولكنّ تحتاج النتيجة الدقيقة لفحص مِخبري، ويمكن كذلك أن ينتج عن نقص الحديد جفاف للبشرة، بسبب توجيه الأكسجين المتوفر إلى وظائف أكثر أهمية بالجسم عن البشرة، مثل: الأنسجة والأعضاء.
تّعتبر سهولة كسر الأظافر (Brittle) أحد الأعراض الأقل شيوعاً لنقص الحديد، حيث تصبح الأظافر سهلة الكسر وهشة، ويحدث تغير فيدشكل الأظافر بالحالات الشديدة والمتقدمة لنقص الحديد ليصير مُقعراً، وتعرف تلك الحالة باسم تقعر الأظافر (Koilonychia).
إنّ ظهور تغييرات على اللسان، مثل؛ الانتفاخ والتقرح، قد يشير لنقص الحديد، إلى جانب احتمالية حدوث تشققات كذلك على جوانب الفم.
(Restless legs syndrome)، أحيانًا ما يصاب بعض الأشخاص ممن لديهم نقصٌ بالحديد بتلك المتلازمة، والتي تتسبّب في رغبة ملحة بتحريك الرجلين، والتي تكون مزعجة إلى حد أنه قد يكون من الصعب على المصاب بها النوم منها.
من أعراض نقص الحديد الشائعة، وهو ما يحدث نتيجة زيادة معدل التنفس، باعتبارها محاولة من الجسم لكي يحصل على أكسجين أكثر لكي يتم نقله إلى مختلف الأنسجة، وإن كان هناك شعور بانعدام المقدرة على التنفس خلال ممارسة الأعمال اليوميّة التي عادةً لا تكون متعبة فيجب أن يتم فحص مستويات الحديد للتعرف على ما إن كان هناك نقص حديد أو لا.
(Heart Palpitations)، خفقان القلب هو الشعور بعدم الانتطام في نبض القلب، والذي يحدث نتيجة تغيير بمعدل نبضات القلب، أو الزيادة في قوة انقباض عضلة القلب، ويكون ذلك الشعور مزعجاً لدى كثير من الأشخاص، لكنّه يدل ببعض الحالات النادرة على وجود مشكلة كبيرة بالقلب، وقد يكون بسبب التوتر أو نقص الحديد، أو تناول بعض الأدوية، أو ممارسة التمارين الرياضية، ، ولا يكون الشعور بذلك الخفقان مُقلقاً بالغالب.
يوجد أعراض أخرى لنقص الحديد، منها: الشعور ببرودة أطراف الأقدام واليدين والشعور بالقلق، وقد يزيد نقصه من مخاطر الإصابة بالعدوى، أو الرغبة في تناول مواد لا تصلح للأكل.
تحتاج الحامل إلى كميات أكبر من الحديد مقارنة بالغير حامل، وذلك نتيجة زيادة حجم الدم لكي يتم إمداد الجنين بالكميات اللازمة من الأكسجين للنمو السليم، وإن لم يتوفر مخزون كافي لديها من الحديد ، فإنها غالبًا ما تصاب بفقر الدم الناتج عن عوز الحديد، أو المعروف بالأنيميا، وما قد تشعر به من أعراض مُشابهة بشكل عام لأعراض نقص الحديد، كالشعور بالإعياء والإرهاق، وشحوب لون البشرة، والضعف، وبرود الأطراف، وألمٍ بالصدر، وغيرها، وإلى جانب ذلك قد تتولّد الرغبة لديها بتناول الأطعمة الغريبة أو تناول مصادر غير غذائيّة، وتعرف تلك الظاهرة بالـ Pica، كتناول الطين والثلج، والورق، والطباشير، كما قد يصيب ذلك العَرض أشخاص آخرين غير الحوامل مثلما أوضحنا سابقاً.
إنّ عدم حصول الحامل على قدرٍ كافي من الحديد أثناء فترة الحمل يزيد من مخاطر حدوث الولادة المبكرة، أو أن تضع طفلٍ بوزنٍ منخفض؛ أقلّ تقريبِا من 2.5 كيلوغرام، ويشار لأنّ الولادة المبكرة تُعتبر السبب الأكثر شيوعاً وراء وفاة الرضّع، كما أنّ الأطفال ممن يولدون ولادةً مبكرة، أو من يكون وزنهم منخفضاً حين الولادة فهم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل صحية سواء كان ذلك بعد الولادة أو بمرحلة الطفولة.
قد يكون الاكتئاب أو ما يعرف كذلك بنوبة الاكتئاب العظمى (Major depressive disorder)، والعديد من المسميات الأخرى، أحد العلامات الدالة عن نقص الحديد، وهو الشعور مدة أسابيع أو أشهر متتالية بالحزن وليس لبضعة أيام فقط، وعادةً ما يُصاحب الاكتئاب قلة الطاقة، واليأس وانعدام الشعور بالمتعة حين أداء الأعمال التي كان الشخص يشعر بالسعادة معها سابقاً.
وقد أشارت دراسة أولية تم نشرها بمجلة Journal of the College of Physicians and Surgeons في عام 2018 ميلادية، وأُجريت على مئتي شخص، نصفهم تم تشخيصه بالاكتئاب، أنّ حالة الإصابة بفقر الدم كانت هي الأعلى لدى المصابين بالاكتئاب بنسبة 73 بالمئة مقارنةً بالأشخاص غير المصابين به، كما تزداد شدة أعراض الاكتئاب بارتفاع درجة نقص الحديد لدى أولئك الأشخاص.
إن جسم الإنسان يحتاج إلى عنصر الحديد حتى ينمو بشكلٍ سليم وصحي، كما يُعتبر الحديد هامًا لإنتاج الهيموغلوبين الذي يقوم بنقل الأكسجين من الرئتين لكافة أنحاء الجسم، والميوغلوبين المسؤولزعن تزويد العضلات بالأكسجين، كما يؤدي بعض عمليّات أيض الطاقة بالجسم، إلى جانب اعتباره جزءاً من الإنزيمات التي تدخل بتصنيع بعض الهرمونات، والنواقل العصبيّة (Neurotransmitters)، وأحماض الصفراء.
فترة تتراوح بين أسابيع وحتى شهرين تقريبًا.