تعد مشكلة انفصال شبكية العين من المشكلات الطبية الطارئة والتي تتطلب العلاج على الفور حتى يتم الحفاظ على استمرارية رؤية الفرد المصاب، فهذه المشكلة تُعالج عبر إجراء جراحة لترميمها يعتمد نوعها على عدة عوامل من أهمها مدى شدة الانفصال، وتُعرف هذه الجراحة باسم عملية انفصال الشبكية، ففيما يلي سوف نشير إلى أبرز المعلومات عنها:
تساعد عملية انفصال الشبكية على إصلاح الخلل في الشبكية والمتمثل في فصلها عن جميع ملحقاتها بالأنسجة التي توجد داخل العين وكذلك إمدادات الدم.
فمن المعروف أنه دون إمداد الدم سوف تتعرض خلايا الشبكية إلى الموت وبالتالي ستتضرر الرؤية.
إذ يعزى السبب وراء انفصال الشبكية إلى تعرضها للتمزق أو وجود ثقب فيها نتج عن انسحاب الهلام الزجاجي.
فالهلام الزجاجي عبارة عن مادة شفافة تعمل على ملء نحو ثلثي العين من الجزء الداخلي، كما أنه المادة التي تحتل الشبكية في المساحة الأمامية، إذ يؤدي انسحابه لتمزق الشبكية واحتمالية حدوث نزيف لدى المصاب.
فهنا يأتي دور عملية انفصال الشبكية في إعادة ربطها حتى يتم تعزيز وتحسين الاتصال بينها وبين أجزائها ومن ثم دعمها بالدم والأكسجين اللازمان للوقاية من فقدان البصر.
طرق عملية انفصال الشبكية
هناك العديد من الطرق التي يُمكن من خلالها القيام بعملية انفصال الشبكية، فمن أهمها ما يلي:
حقن الغاز أو الهواء في العين
يقوم الطبيب المختص في هذه العملية والتي تعد من أبرز عمليات انفصال شبكية العين بحقن الجزء المركزي من العين أي منطقة التجويف الزجاجي بواسطة الغاز أو الهواء.
حيث إنه في حالة إذا تمت العملية بشكل صحيح سوف يقل تدفق سائل العين إلى المساحة الخلفية التي توجد في منطقة الشبكية.
وذلك عبر قيام الفقاعة الهوائية أو الغازية بدفع الشبكية المتضررة أو المثقوبة إلى حيث اتجاه جدار العين.
ومن الجدير بالذكر أنه عند امتصاص السائل الموجود خلف الشبكية سوف تتمكن الشبكية من الالتصاق بجدار العين.
كما أن عملية امتصاص السائل في الغالب تكون تلقائية من ذاتها.
وينبغي التنويه إلى ضرورة تثبيت الرأس عند الخضوع لعملية حقن الغاز أو الهواء في العين وذلك في وضع معين حتى يتم الحفاظ على الفقاعة التي يتم حقنها علمًا بأنها ستزول في النهاية من تلقاء نفسها.
تحريز سطح العين
أما عن ثاني نوع من عملية انفصال الشبكية فهو تحريز سطح العين.
حيث إنه في هذا الإجراء يقوم الطبيب المختص باستخدام جزء قليل من مادة السيلكون بهدف خياطة الشبكية في المنطقة التي تقع في بياض العين تحديدًا فوق المنطقة المصابة، مما يعمل على تحريز جدار العين.
كما أنه يلعب دورًا كبيرًا في التخفيف من القوة الناتجة عن سحب الجسم الزجاجي باتجاه الشبكية.
فلقد أطلق الأطباء عليه أيضًا إلى جانب اسم تحريز سطح العين اسم التواء الصلبة.
ويُجدر بالإشارة إلى أنه يتم تطبيقه بشكل كامل على العين، وذلك عبر إنشاء مشبك للصلبة يعمل على تطويق العين كاملةً لا سيما إن كان المصاب يعاني من انفصال مكثف أو تمزقات أو ثقوب.
إذ يتم وضع هذا المشبك في العين طوال فترة حياته ولكن بطريقة محددة لا تؤثر بالسلب على قدرته على الإبصار.
تصريف واستبدال السائل الموجود داخل العين
في عملية تصريف واستبدال السائل الموجود داخل العين والتي يُطلق عليها أيضًا اسم استئصال الزجاجية يعمل الطبيب على إزالة الجسم الزجاجي.
كما أنه يزيل أي نسيج من المتوقع أن يضغط على الشبكية.
ثم يتجه إلى حقن المساحة الزجاجية بالهواء أو غاز السيليكون وذلك حتى يتم تسطيح شبكية العين.
مدة عملية انفصال الشبكية
إن متوسط مدة عملية انفصال الشبكية هو حوالي ساعة واحدة فقط، حيث يستطيع المريض بعد الجراحة العودة إلى منزله وفي نفس اليوم، ومن الجدير بالذكر أن هذه المدة يُمكن أن تقل إلى نصف ساعة عند إجراء عملية تثبيت الشبكية مقارنةً بعملية استئصال الجسم الزجاجي، فالأمر يعتمد بشكل كلي على نوع العملية والحالة الصحية للمصاب.
طريقة النوم بعد عملية انفصال الشبكية
ينبغي أن تكون طريقة النوم بعد عملية انفصال الشبكية مختلفة عن طريقة النوم الروتينية، حيث من الضروري أن يبقى المصاب وجه منخفضًا إلى الأمام قدر الإمكان وفي أغلب الوقت أي يجعل عينه مع اتجاه الجاذبية، أو يظل متدليًا من السرير وذلك لضمان خفض الضغط الواقع بشدة على العين.
أما عند الجلوس فإنه يُنصح بأن يطوي ذراعين ويضع رأسه عليهما، وكذلك على المشي يُفضل أن يصطحب أحد أفراد أسرته لمساعدته على عدم الاصطدام بأي شيء أمامه وهو خافض الرأس، ومن الممكن أن يستعين بالمرآة أثناء المشي للتمكن من رؤية من حوله.
مدة الشفاء بعد عملية انفصال الشبكية
التحسن بعد عملية انفصال الشبكية في الغالب قد يستغرق بضعة أسابيع أو ربما من 3 إلى 6 أشهر، وقد لا تعود الرؤية تمامًا من المؤسف في بعض الحالات لا سيما لدى من يعانون من انفصال الشبكية المزمن، ومن الجدير بالذكر أن مدة عدم علاج انفصال الشبكية من الممكن أن تصبح أطول إذا زادت حدة الانفصال وهو ما يشير إلى أن احتمالية عودة الرؤية ضعيفة، لذا فلا بد من مراجعة طبيب العيون على الفور عند مواجهة أي عرض يدل على وجود هذه المشكلة.
مضاعفات عملية انفصال الشبكية
تعتمد مخاطر ومضاعفات عملية انفصال الشبكية على نوع الإجراء الجراحي لهذه العملية، حيث من الممكن أن تتضمن ما يلي:
احتمالية حدوث بعض التداخلات من العملية في تنفس المصاب.
تعرض المصاب إلى مشكلة فقدان الرؤية تمامًا وبشكل دائم، وهي تحدث عند تعرض الشبكية للتلف قبل أن يتم إعادة التصاقها بجدار العين.
حدوث ردود فعل خطيرة بسبب استعمال نوع محدد من الأدوية.
الإصابة بالعدوى.
إعتمام العين أو ما يُطلق عليه فقدان وضوح عدسة العين.
النزيف داخل الجسم الزجاجي للعين.
نصائح بعد عملية انفصال الشبكية لتقليل المضاعفات
ينبغي على المصاب أن يلتزم ببعض النشاطات عقب الخضوع لعملية انفصال الشبكية لضمان نجاحها وتعزيز شفاء العين، فمن أهم هذه النشاطات ما يلي:
الحصول على القسط الكافي من الراحة.
تجنب الحركة السريعة للرأس.
عدم رفع الأوزان الثقيلة.
عدم القيام ببعض الأنشطة المُرهقة كالتنظيف.
تقديم إجازة من العمل لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع.
الحرص على ارتداء النظارات الشمسية في النهار.
التحقق جيدًا عند الاستحمام وغسل الوجه أو الشعر من عدم إدخال الصابون في العين، ويُفضل لتجنب ذلك ارتداء نظارة السباحة حينها.
في حالة لوجد الطبيب إلى استعمال فقاعة غاز بهدف تثبيت الشبكية في مكانها فلابد من جعل الرأس في وضعية معينة لمعظم النهار والليل.
الابتعاد تمامًا عن السفر بواسطة الطائرة لأن التغيير في الارتفاع من الممكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط داخل العين إلى جانب تمدد فقاعة الغاز.
متى تطلب عملية انفصال الشبكية مراجعة الطبيب
هناك مجموعة من الأعراض تتطلب في حالة ظهورها عقب إجراء عملية انفصال الشبكية مراجعة الطبيب على الفور وهي كالآتي:
رؤية ومضات جديدة من الضوء.
ملاحظة التغيرات في الرؤية.
الإحساس بالألم الشديد في العين.
تورم حول العين أو احمرار.
ظهور أعراض العدوى مثل خروج إفرازات سميكة أو القيح من العين.