قسم الأطباء الأسباب التي من الممكن أن تؤثر علي تركيز الفرد وتجعله دائم النسيان إلي قسمين، قسم خاص بالأسباب الغير طبية، و قسم أخر خاص بالأسباب الطبية.
الأسباب الطبية للنسيان
مشكلات الغدة الدرقية: الغدة الدرقية تعتبر من أكثر الأشياء الموجودة في الجسم التي تساعد علي تنظيم عدة وظائف مختلفة في الجسم، وهذا يحدث من خلال أفزاز الغدة الدرقية لعدد من الهرمونات في الدم، ولذلك ففي حالة حدوث قصور في الغدة الدراقية وكلمة قصور هنا معناها أن الغدة الدرقية تقوم بالتوقف عن أفزاز هرمون الغدة الدراقية في الجسم، وذلك من خلال حدوث انكماش في الدماغ في الجزء المسؤول عن الذاكرة والتذكر عموما وهذا الجزء يُسمى الحصين.
اختلال الهرمونات: فحدوث خلل في الهرمونات يتسبب بالطبع في النسيان وعدم التذكر لدى الشخص، ومن أكثر الحالات التي تعانى من الخلل الهرموني هي حالات السيدات الحوامل، لان الحوامل عموماً يعانون من العديد من التغيرات الهرمونية التي تؤثر علي صحتهم النفسية والجسدية، مما قد يسبب لهم عدة مشكلات تتعلق بالذاكرة والنسيان المؤقت للمعلومات، وهذا بجانب الخلل الهرموني الذي يحدث في سن اليأس الذي ينتج عنه عدة مشكلات تؤثر علي كفاءة التركيز.
نقص فيتامين “ب12”: هناك عدة فيتامينات تؤثر علي قدرة الفرد علي التذكر والنسيان وأهم هذه الفيتامينات يتمثل في فيتامين ب12، الذي يعتبر واحد من أهم العناصر المؤثرة في إنتاج الحمض النووي و مجموعة من الخلايا الدم الحمراء التي تساعد في تسهيل وظيفة الذاكرة، كما أن فائدة هذا الفيتامين تمتد لتشمل عدة فوائد خاصة بالأعصاب، لذلك فوجود نقص في هذا الفيتامين يؤثر بالطبع علي الذاكرة كما أنه يؤدي إلي حدوث صعوبة بالغة في التذكر.
الأسباب الغير طبية للنسيان
أولاً التدخل الاستباقي: وهذا يُعني أن الفرد قام بتعلم شئ ما في الماضي ثم قام بتعلم أشياء أخري في الحاضر، ثم حاول أن يتذكر معلومات حول ما قام بتعلمه حديثاً واكتشف أن هناك تداخل بين ما تعلمه في الماضي وما قام بتعلمه في الفترة الأخيرة، هذه هي الحالة التي يُطلق عليها التداخل الاستباقي.
ثانياً التدخل بأثر رجعي: هذا التداخل يحدث بسبب محاولة الفرد تذكر شئ ما قام بتعلمه في الماضي ثم بعد ذلك قام بتعلم عدة أشياء جديدة، فعندما يجد نفسه في حاجة إلي أن يتذكر ما قام بتعلمه في الماضي ويجد صعوبة بالغة في التذكر هذا ما يطلق عليه التدخل بأثر رجعي.
ثالثاً مرور الوقت: الوقت هو من أكثر العوامل التي تساعد الفرد علي النسيان، أي أن في حال أن قام الفرد بالاحتفاظ بعدة معلومات لفترة طويلة من الوقت، دون أن يقوم باستدعاء هذه المعلومات من حين لأخر فهذا بالطبع سوف يؤثر علي قدرة الفرد علي تذكر هذه المعلومات، وهذا ما أطلق عليه العديد من العلماء بالاضمحلال السلبي وهو ما يجعل المعلومات القديمة المحفوظة في الذاكرة تتلاشي بمرور الوقت.
رابعاً قلة الراحة والنوم المتقطع: فإذا كان الشخص يقوم بالعديد من الأنشطة التي تستهلك مجهود كبير دون أن يقوم بأخذ قسط كافي من الراحة، أو أنه لا ينام عدد ساعات كافية من أجل أن يعطي جسده فرصة حتى يستريح كل هذه الأسباب تؤدي للنسيان الدائم عن الفرد، و هذا خصوصا عندما يكون الفرد يتعلم أو يدرس فهناك عدة دراسات أثبتت أن الأشخاص من هم في سن التعليم والدراسة، عندما يذهبون للنوم بعد الاستمرار في الدراسة لعدة ساعات متواصلة أن هذا سيساعدهم على الاحتفاظ بالمعلومة واسترجاعها بشكل أسرع.
خامساً زيادة نسبة العاطفة: هناك العديد من البحوث التي ربطت النسيان ومعدلاته المرتفعة أو المنخفضة بالعاطفة، فمثلا في حال حدوث ارتفاع في معدل العاطفة لدى الفرد بشكل مفاجئ فإن هذا بالطبع سيؤثر بالسلب علي مصير المعلومات في هذا الوقت، بمعني أنه سوف يصبح غير قادر علي استرجاع هذه المعلومات وهذا يرجع إلي علاقة نسبة العاطفة وارتفاعها بخفض مستوى السكر الموجود في الدم.\
سادساً طبيعة المواد التي تعلمها الفرد ومدى استفادته من هذه المواد: فطبيعة ونوع المعلومات التي اكتسبها الفرد له علاقة قوية بمعدل نسيان الفرد لهذه المعلومات، فمثلا يستطيع الفرد تذكر أغلب المعلومات التي تتعلق بحياته أو المعلومات التي ترتبط بالأنشطة التي يؤديها يومياً، وبخصوص المعلومات الأخري التي لا يستفيد منها ولا يقوم بالتعرض لها يومياً تكون هذه المعلومات أكثر قابلية في النسيان عن غيرها من المعلومات.
سابعاً الأساليب التي يتم استخدامها في التعلم: أي الأسلوب الذي يقوم الفرد من خلاله بالحصول على المعلومة،لذلك ينصح دائما باستخدام الأساليب الفعالة التي تجعل الفرد قادر علي استرجاع المعلومات بشكل سريع.
أسباب النسيان عند المرأة
المرأة قد تتعرض للنسيان المفاجئ من أجل عدة أسباب أهمها يتمثل في :
الإفراط في تناول الأدوية وخاصة الأدوية التي تؤخذ دون وصفة مسبقة من طبيب، ومن أهم الأدوية التي من الممكن أن تسبب النسيان في حال الاستمرار في استخدامها دون سبب طبي قوي، هي المسكنات وذلك حيث أن المسكنات تحتوى علي العديد من المواد التي قد تسبب تلف للذاكرة علي المدى البعيد.
التعرض المستمر للصدمات والشعور الدائم بالاكتئاب، فالحالة النفسية السيئة من أكثر العوامل التي تساعد علي صعوبة التذكر،لذلك يجب محاولة المرأة أن تحاول المحافظة علي صحتها النفسية.
تعاطى الكحليات فهناك عدة بحوث أثبتت أن تعاطي الكحول من الممكن أن يؤثر علي قدرة الذاكرة علي الاحتفاظ بالمعلومات، وهذا التأثير قد لا يزول بعد التوقف عن تعاطي الكحوليات، لذلك ينصح بالابتعاد عن شرب الكحوليات للمرأة والرجل.
فترة الحمل من أكثر الأوقات التي تؤثر بالسلب علي مهارة التذكر لدى المرأة، وذلك يرتبط مع حجم الفيتامينات التي تفقدها المرأة في هذه الفترة، ولكن في حال اهتمام المرأة بتناول الفيتامينات التي تساعد الحفاظ علي الذاكرة، وكذلك اهتمام المرأة بتناول الأطعمة الصحية ذات الفوائد العديدة كل هذا بالطبع سيساعد على الحفاظ علي قدرتها على التذكر.
التقدم في العمر من أكثر العوامل التي تسبب النسيان العميق وصعوبة تذكر المعلومات بشكل سريع، وهذا بسبب عدم استدعاء المعلومات المحفوظة في الذاكرة لوقت طويل مما يجعل هذه المعلومات تتلاشي بعد مرور الوقت.
علاج النسيان وعدم التركيز
تمارين الدماغ: هناك عدة تمارين للدماغ تقوم بالمحافظة علي صحة العقل مما يزيد من قدرة الفرد علي التذكر، وتقليل نسيانه للمعلومات، ومن هذه التمارين الدماغية الفعالة هي التمارين الخاصة بمهارات مختلفة مثل مهارة الحفظ و التركيز المستمر.
تناول الأطعمة الصحية: هناك العديد من الأطعمة التي يوجد فيها عدة عناصر تغذى العقل وتجعله يقوم بوظيفته بكل فاعلية، لذلك فالحفاظ علي تناول الأطعمة الصحية يؤدي إلي تقوية مهارات التذكر السريع للمعلومات لدي الشخص.
ممارسة الرياضة: الرياضة لها عدة فوائد لكل ما هو موجود في جسم الإنسان، حيث أن فائدة الرياضة لا تقتصر فقط علي الحفاظ علي شكل الجسم فقط لا فهناك عدة بحوث ورد فيها أن الرياضة اليومية لها علاقة بقوة التذكر عند الفرد.
نصائح لتقليل النسيان وزيادة القدرة علي التذكر
هناك عدة عادات قام العلماء والأطباء المتخصصون نصح الناس بها من أجل الحفاظ علي صحتهم العقلية، و قدرتهم علي تذكر المعلومات بشكل سريع ومن اهم هذه النصائح:
الحصول على حصه كافية من النوم حتي تتمكن أعضاء الجسم المختلفة من الراحة.
ضرورة الابتعاد عن شرب الكحوليات التي تتسبب في تلف الأجزاء الخاصة بالتذكر.
الاهتمام بتناول الفيتامينات و خاصة فيتامين ب12 و فيتامين د، حيث أن لهم العديد من الفوائد التي تسبب سرعة في التذكر للمعلومات المختلفة.
الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية والأطعمة التي تحتوى على مواد مضادة للأكسدة، والأطعمة التي توجد بها مواد معالجة للالتهابات.
علاج النسيان وعدم التركيز بالأعشاب
هناك العديد من الأشخاص الذين يفضلون الاعتماد على العلاجات بالطرق الطبيعية أو عن طريق الأعشاب الطبيعية في علاج الكثير من الأمراض وهذا لكونها لا تتضمن في معظمها أ تأثيرات جانبية على المريض مث الأدوية الطبية، ومن ضمن تلك الأمراض التي يشاع استخدام العلاج الطبيعي فيها مشكلة ضعف الدماغ والنسيات السريع، وهذا لكون النظام الغذائي من شأنه أن يلعب دور هام في تعزيز عمل الدماغ، وهذا لكون كل ما نأكله يؤثر على الأداء المعرفي وفيما يلي سنذكر لكم أهم الأعشاب الطبيعية المستخدمة في هذا الصدد.
الزعتر: يعتبر عشب الزعتر من الأعشاب المفيدة جدًا في صحة الذاكرة حيث إن الزيوت التي تتطاير من هذا العشب تزيد من مستوى الأحماض الدهنية أوميجا 3 لا سيما حمض الدوكوساهكساينويك في الدماغ، وتلك الأحماض الدهنية أوميجا 3 تفيد في حماية الدماغ من التدهور المعرفي المرتبط بالخرف أو العمر كما إنها تحسن من عملية الذاكرة وتحسن من التعلم، كما إن الزعتر يحتوي على مركبات الفلافونويد والتي تزيد من مدى فعالية مضادات الأكسدة التي تعمل على حماية خلايا المخ.
عشب الريحان: إن الريحان المقدس يعد من الأعشاب الطبيعية التي لها العديد من الخصائص، وذلك لكونه يحتوي على زيوت عطرية يشتق منها مستخلص الأوجينول وكذلك الكافور والفلافوفونويد التي تعمل على الحد من تلف أنسجة الدماغ وهذا بسبب انخفاض الدورة الدموية في الدماغ، وليس هذا فحسب فهو إلى ذلك يحتوي على مواد متكيفة تفيد في مساعدة الجسم في الاستجابة بصورة أفضل للإجهاد، وهو ما يجعل لعشب الريحان له دور فعال في تقليل التوتر من خلال تقليل إنتاج هرمونات التوتر، كما إنه من الممكن أن يتم استخدامه كعلاج لتعزيز التركيز والذاكرة.
المرمرية: تعتبر المرمرية من الأعشاب الطبيعية المفيدة في تحسين صحة الدماغ وعلاج مشكلة كثرة النسيان، حيث تحتوي المرمرية على حمض يفيد في خفض تلف الجذور الحرة التي توجد في المخ، ولهذا فإنها تزيد من إنتاج الجلوتاثيون المضاد للشيخوخة والأكسدة، وهو الأمر الذي يساعد في علاج العديد من الاضطرابات العصبية بما في ذلك مرض الزهايمر وكذلك التوحد، كما إن الريحان يضم مركبات تمنع من حدوث تلف في النواقل العصبية وهو ما يزيد من قدرات التعلم ويحسنها، ويعزز من قوة الذاكرة.
حصى البان: تعرف تلك العشبة باسم عشبة إكليل الجبل وهي من الأعشاب الطبيعية التي تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة مما يجعلها تفيد في عملية محاربة الجذور الحرة الموجودة في الدماغ والتي تؤثر عليها بشكل سلبي كبير، وتحتوي كذلك هذه العشبة على حمض يسمى الكارنوسيك الذي يساهم في حماية المخ من الإصابة بحالات وأمراض عقلية عديدة مثل السكتة الدماغية أو الإصابة بمرض الزهايمر.
عشبة الجينسنج: تعد عشبة الجينسنج من أهم الأعشاب الطبيعية التي تفيد في تنشيط الذاكرة وهذا لكونها تحتوي على العديد من المواد المضادة للالتهابات ويطلق عليها جينسيونسيدات، وتساعد هذه المواد في تقليل مستوى البيتا أميلويد والذي له ارتباط وثيق مع الإصابة بمرض الزهايمر.
عشبة الجنكة: تعد الجنكة العشبة من الأعشاب الطبيعية التي لها تأثيرات طويلة المدى في علاج الزهايمر، وهو من العلاجات الشائعة في الطب البديل في الصين، وهو معروف أيضًا بفوائده العديدة التي تحسن من القدرات الإدراكية.
الثوم: إن الثوم الذي لا يخلو أي مطبخ منه على الرغم من انتشاره في كل مكان وتوافر إلا أن كثير من الناس يغفلون عن مدى أهميته وتأثيره على صحة الجسم بشكل عام وصحة الدماغ بصورة أخص.
الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل من أفضل المشروبات العشبية فيما يتعلق بصحة الجسم، وهذا لكونه يحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تعزز من صحة الدماغ وتنشط الأنسجة، وهو ما يقي من حدوث أي تلف في الدماغ يؤدي إلى الإصابة بمشكلات في الذاكرة مثل النسيان الدائم أو مرض الزهايمر.
أسئلة شائعة
متى يكون النسيان غير طبيعي؟
إن النسيان من الأمور التي تحدث بشكل عارض لبعض الناس، لكنه يكون مرضًا حينما يتكرر بشكل غريب، ويصبح الشخص غير قادر على العثور على أشيائه أو يجدها في أماكن غريبة وغير معتادة، كذلك في حالة نسيان الطرق المعتادة أو الضياع كأنه لم يخطو لتلك الأماكن من قبل.
ما سبب قلة التركيز والسرحان والتشتت والفهم البطيء؟
قد يكون السبب في ذلك وجود نقص في الفيتامينات الموجودة في الجسم، لا سيما فيتامين ب 12 المعروف بفيتامين الأعصاب حيث إن انخفاض معدله في الجسم قد يكون له تأثيرات على الجسم لا سيما الدماغ، كذلك فد يكون السبب في ذلك نقص معادن أو عناصر أساسية أخرى في الجسم.