يعرف اضطراب الكرب التالي للصدمة كذلك باسم اضطراب الكرب التالي للرضح، ويعرف باللغة الإنجليزية باسم ptsd ويحدث نتيجة التعرض لحدث يُشكل خطر حقيقي على الفرد أو يتسبب في التضرر النفسي له، والجدير بالذكر أن الأحداث التي قد تتسبب في ذلك كثيرة ومتنوعة وأغلبنا إن لم يكن جميعنا قد مر بأحداث كهذه ولكنها أثرت على البعض بشكل ملحوظ والبعض الآخر بشكل بسيط:
لعل الآن طرأ في أذهانكم استفسار حول سبب اختلاف حدة اضطراب الكرب التالي للصدمة، دعونا نوضح لكم سبب ذلك فتأثير الصدمة يعتمد بشكل أساسي على استجابة الفرد لذا نجد أن الموقف الصادم الواحد قد يكون ذا تأثيرات مختلفة إذا حدث مع مجموعة من الأشخاص والسبب في ذلك هو استجابة كل شخص للحدث.
عادة ما تتلاشى أعراض الكرب التالية للصدمة سريعًا وفي هذه الحالة يكون الأمر طارئ ويكون التأثير فوري أما إذا دامت الأعراض مدة وتجاوزت هذه المدة الـ30 يوم فهنا تصبح الحالة مزمنة وبالتالي قد تحتاج إلى علاج للتعافي من الاضطراب.
أسباب اضطراب الكرب التالي للصدمة
أسباب اضطراب الكرب التالي للصدمة كثيرة ومتنوعة، فهناك العديد من الأمور التي قد تتسبب في إصابة الشخص باضطراب الكرب التالي للصدمة، هذه الأسباب نذكر منها الآتي:
التعرض للاعتداء الجنسي.
التعرض لأي موقف مُحزن أو أي أمر صادم.
كذلك قد تتسبب العوامل الوراثية في الاضطراب كوجود تاريخ مرضي في العائلة.
وفاة أحد الأقارب خاصة إذا كان شخص عزيز.
الكوارث الطبيعية والإرهاب.
تعرض الشخص لخطر حقيقي يهدد حياته.
الآلية التي يعتمدها الجسم في تنظيم المواد الكيميائية، والهرمونات التي يقوم الجسم بفرزها عند الاستجابة للإجهاد.
الحالة المزاجية فبعض الأشخاص يعانون من اضطراب في المزاج.
أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة
قد تتسبب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في تعطيل الأنشطة العادية التي يقوم بها الشخص وكذلك قد تعوق قدرته على العمل، والجدير بالذكر أن هناك بعض الأعراض التي تظهر على المريض ويمكنكم التعرف على أكثر الأعراض شيوعًا فيما يلي:
رؤية الأحلام والكوابيس المتعلقة بالحدث الصادم المتسبب في الاضطراب.
الذكرى.
استحضار الأحداث واسترجاعها وكأنها تحدث مرة أخرى.
محاولة الفرد لتجنب التفكير في الحدث الصادم أو معاودة الحديث عنه.
تجنب الأماكن والأنشطة والأشخاص الذين يذكرونكم بالحدث الصادم.
استرجاع الذكريات المؤلمة للحدث الصادم.
تقلبات مزاجية شديدة.
امتلاك الفرد لأفكار سلبية عن نفسه وعن الآخرين.
النظرة التشاؤمية للمستقبل.
عدم القدرة على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص المتواجدين في المحيط.
الشعور بضيق شديد والرغبة في الانعزال.
المعاناة من مشكلات في الذاكرة وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى عدم قدرة الشخص على تذكر بعض الجوانب الهامة في الحدث الصادم.
فقدان الشغف وعدم القدرة على الاستمتاع حتى عند ممارسة الأنشطة المحببة.
عدم القدرة على التفكير بشكل إيجابي.
عوامل خطر اضطراب الكرب التالي للصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة حالة قد يعاني منها أي شخص ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب بعد التعرض لصدمة ما ومن هذه العوامل نذكر:
تعرض الفرد لصدمة حادة طويلة الأمد كوفاة أحد الأشخاص المقربين بشكل مفاجئ.
التعرض لصدمة سابقة في الحياة كالتعرض للاعتداء في سن صغير.
العمل في الوظائف التي تشكل خطر حقيقي على الأفراد كالعمل في الجيش أو في مجال استجابات الطوارئ.
المعاناة من مشكلات الصحة العقلية كالتوتر والقلق.
الإفراط في تناول العقاقير.
الشعور بالوحدة وافتقاد الدعم الجيد سواء من الأسرة أو من الأصدقاء.
وجود تاريخ مرضي في العائلة مع الاكتئاب والقلق.
التعرض للاعتداء الجسدي أو تهديد السلاح.
مضاعفات اضطراب الكرب التالي للصدمة
في بعض الأحيان تحدث مضاعفات للمصابين باضطراب ما بعد الصدمة فبعض الأشخاص تتعطل حياتهم كليًا ويفقدون القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية، وقد تزيد حدة الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح من خطر الإصابة بمشكلات صحية أخرى مثل:
القلق والاكتئاب.
فقدان الشهية وفقدان الرغبة في تناول الطعام.
شعور الفرد بميول انتحارية.
توجه الفرد لممارسة بعض الأفعال السلبية كالتدخين والإدمان وخلافهم.
الاكتئاب المزمن.
طرق تشخيص اضطراب الكرب التالي للرضح
عادةً ما يقوم الطبيب المختص بتشخيص الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح من خلال الطرق الآتية:
الفحص البدني: يساعد الفحص البدني على اكتشاف أي مشكلة طبية من الممكن أن تكون السبب وراء معاناة المريض من الأعراض الظاهرة عليه.
التقييم النفسي: يعتمد هذا الإجراء على مناقشة الطبيب الأحداث التي تسبب في ظهور الأعراض مع المريض.
استعمال معايير جمعية الطب النفسي الأمريكية: فلقد تم وضع معايير من قِبل هذه الجمعية تساهم في تشخيص اضطراب الكرب التالي للرضح يُطلق عليها اسم الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية “Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders”.
علاج اضطراب الكرب التالي للرضح
سيساعدكم تلقي علاج اضطراب الكرب التالي للرضح على استعادة السيطرة على شؤون حياتكم من جديد والجدير بالذكر أن هذه الحالة يمكن علاجها بالأدوية أو من خلال العلاج النفسي، وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر الجمع بين الطريقتين في العلاج ويمكنكم التعرف على الطرق المتعارف عليها في علاج اضطراب الكرب التالي للرضح بمتابعة سطورنا التالية:
العلاج النفسي
يسهم العلاج النفسي بشكل كبير في علاج المرضى بشكل كبير حيث يساعدهم على التفاعل مع المواقف والذكريات الرضحية المتسببة في الاضطراب بهدوء أكثر وإليكم بعض طرق العلاج النفسي التي يتم اتباعها:
العلاج المعرفي: هذا النوع من العلاج يساعد المريض على التعرف على أنماط التفكير التي تحافظ على تفاعله مع الآخرين، ومن خلال العلاج المعرفي يتمكن الفرد من التعرف على المعتقدات السلبية عن نفسه وعن الآخرين.
العلاج بالتعرض: هذا النوع من العلاج يتم من خلال التعرض مرة أخرى للمكان الذي وقع فيه الرضح، ويتم هذا النوع تحت إشراف أطباء نفسيين متخصصين في العلاج النفسي بحيث يتم تعريض المصاب إلى أماكن الرضح مرة أخرى بشكل آمن، والجدير بالذكر أن هذا النوع يساعد المصاب على مواجهة المواقف والذكريات التي تؤرق حياته.
العلاج الدوائي
تساهم العديد من العقارات على تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة ptsd على النحو التالي:
تساعد مضادات الاكتئاب على التخلص من الاضطراب والحد من أعراض القلق والاكتئاب، وتساعد كذلك على علاج مشكلات النوم والتركيز، ومن أنواع مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج هذه الحالة: “مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل سيرترالين (زولوفت) وباروكستين (باكسيل) وهي حاصلة على موافَقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)
كذلك تستخدم الأدوية المضادة للقلق في تخفيف المشكلات الناتجة عن الصدمات الرضيحة كالاضطراب وخلافه.
الوقاية من اضطراب الكرب التالي للصدمة
حينما يتعرض الفرد لأحداث مؤلمة وصادمة قد يعانون من أعراض تشبه اضطراب الكرب التالي للصدمة، ففي بعض الأحيان ينغمس الفرد في التفكير فيما حدث فلا يمتلك القدرة على التوقف عن التفكير في الحدث الصادم، وحينها يصاب الفرد بحالة من القلق والاكتئاب والتوتر.
الوقاية خير من العلاج، جملة من الجمل التي نسمعها كثيرًا وهي تعني أن تجنب الإصابة بالحالة المرضية أفضل من الإصابة بها وعلاجها، ولكن دعونا نوضح أن هذه المقولة تصح على الأمراض الجسدية ولكن من الصعب أن نطلقها على الأمراض النفسية فهي تعتمد بشكل أساسي على استجابة الأفراد للصدمة.
على الرغم من صعوبة تجنب التعرض لاضطراب الكرب التالي للصدمة إلى أن هناك بعض الأمور التي تساعد على تخفيف حدة الاضطراب وأهمها حصول الفرد على الدعم من المقربين سواء من الأسرة أو الأصدقاء، فوجود أشخاص بجانبنا تساندنا في أوقات الحزن يحد من وطأة الاضطراب، وبالتالي فإن وجود الدعم يحمي الفرد من التعرض للاضطراب الحاد.
أسئلة شائعة
هل يمكن الشفاء من اضطراب ما بعد الصدمة؟
إن الاضطراب المزمن لا يختفي، ولكنه يصبح أقل شدة عقب مرور فترة من الزمن، وحتى دون استخدام علاج.
معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة؟
مواجهة الشخص الحدث بشكل مباشر، أو مشاهدة شخص آخر تعرض له، أو التعرض بشكل متكرر لأمور مؤلمة.