ابحث عن أي موضوع يهمك
أتساءلت يوماً عن ما هي أسباب ظهور أطوار القمر في السماء واختلافها في الحجم وكمية الضوء المنبعثة منه؟، ذلك ما سنحاول التعرف عليه معكم في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
تتعدد أطوار القمر في السماء حيثُ نجد أن نصف القمر دائماً يكون مضاءً بنور الشمس إلا أننا لا نتمكن من رؤية نصف القمر المضاء من الأرض، وذلك تحديداً ما يُعرف بأطوار القمر التي تمثل الكسور المتعددة لنصف القمر المُضيء الذي يُمكن رؤيته من الأرض.
ومُنذ قديم الزمن قد تواجدت العديد من التفسيرات والمفاهيم الخاطئة التي تحاول شرح حدوث أطوار القمر إلا أن أكثرها شيوعاً كان أن حدوث أطوار القمر ناتج عن ظل كوكب الأرض الواقع على شطح القمر عندما تتواجد الأرض بين الشمس والقمر، وبما أن حجم الأرض أكبر من حجم القمر لذا فسيحجب ضوء الشمس عنه مُسبباً حدوث أطوار القمر.
إلا أن هذا التفسير قد ثبت خطأه على مر السنوات حيثُ أن القمر يظهر في هيئة البدر كامل الضوء حال وقوع الأرض بين الشمس والقمر، لذا يُمكننا تحديد السبب العلمي الفعلي الذي ينتج عنه ظهور أطوار القمر في أنه خلال الشهر العربي يستغرق القمر فترة قدرها 27.3 يوم للدوران حول كوكب الأرض، وكذلك يستغرق فترة قدرها 29.5 يوماً للدوران حول محوره، وذلك ما يجعل ذات الجانب من القمر في مواجهة كوكب الأرض دائماً، وهذا يعني أن المعدل الذي يدور به القمر حول نفسه يتقارب مع معدل دوران القمر حول الأرض مما يُعرف بـ (الدوران التزامني للقمر)، لذا عندما يدور القمر حول كوكب الأرض تتعرض أجزاء مختلفة منه لضوء الشمس أو تصبح مظلمة في أوقات متنوعة، وذلك التغير المستمر في الضوء على سطح كوكب الأرض يتسبب في ظهور أطوار القمر.
وعندما يكون الشمس والقمر على جانبين متقابلين من كوكب الأرض فإنه يُمكن رؤية القمر مكتملاً، وفي مقابل ذلك عندما يكون الشمس والقمر على نفس الجانب من الأرض يكون القمر (مُحاق أو جديد)، وخلال حدوث طور القمر الجديد فإن الجانب الذي يُمكن رؤيته للقمر من كوكب الأرض يكون مظلم أو غير مضاء بأشعة الشمس على الإطلاق.
وما بين حدوث البدر والقمر الجديد يكون القمر (هلال) أي أن أقل من نصفه فقط مضاء، ثم يزداد القمر ليصل إلى نصف قمر، ليتم إطلاق على النصف الأول من القمر عقل القمر الجديد (الربع الأول) بسبب أن القمر في هذه المرحلة يكون في هيئة ربع قمر فقط، وخلال الدورة الشهرية للقمر من الأطوار وعقب حدوث (الربع الأول) يأتي شكل (القمر المحدب) الذي يكون أكثر من نصف حجم مضيئاً، لنري أخيراً (القمر البدر) كامل النور والإضاءة.
وكذلك تقوم هذه الدورة من المراحل المتتالية بتكرار نفسها في الاتجاه المعاكس، حيثُ أنه بعد اكتمال القمر يبدأ في التضاؤل ليصبح أصغر حجماً وصولاً إلى قمر محدب، ويُسمى نصف القمر كذلك بـ (الربع الأخير) ثم بـ (الهلال) ليظهر في النهاية قمر جديد.
يُمكن أن يوضح لنا من السابق أن شكل طور القمر يختلف وفقاً لاختلاف المنطقة التي تتم رؤيته منها من فوق سطح الأرض، حيثُ يظهر الطور في نصف الكرة الجنوبي عكس ما يظهر به في نصف الكرة الشمالي، فعند ظهور طور الهلال المتضائل في سماء نصف الكرة الجنوبي فإنه سيظهر لنا طور الهلال المتزايد في سماء نصف الكرة الشمالي.
وعند دوران القمر بالقرب من خط الاستواء ستتمكن الدول القريبة من خط الاستواء من رؤية القمر في شكل الهلال على شكل ابتسامة، بينما سيُرى القمر في بعض المنطق الأخرى على هيئة حرف C، مما يُمكن إيضاحه في أن شكل طور القمر نفسه يختلف باختلاف دائرة العرض التي تقع عليها المنطقة التي يُرى منها القمر، إضافة إلى اختلاف شكل طور القمر وفقاً للفصل المناخي، فعند حلول فصل الصيف يظهر القمر في الجزء الجنوبي الغربي من الأرض ويتبع مسار مائل عن الأفق، بينما في فصل الشتاء يتجه القمر إلى الشمال الغربي ويتبع مسار مستقيم مع الأفق.
لنكون بذلك أعزاءنا القراء قد تعرفنا معكم على أسباب ظهور أطوار القمر بالتفصيل، مع إرفاق شرح وافي لأطوار القمر بالصور، وللمزيد من المستجدات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.