يضم كوكب الأرض من حولنا الملايين من الكائنات الحيّة منها ما توصّل إليه العلماء وتمكنوا من دراسته تكوينه وخصائصه المميزة، ومنها ما لم يخضع لفحص العلم بعد، فيضم عالم الكائنات الحية عالم الحيوانات، النباتات، الفطريات وكذلك الفيروسات والبكتيريا والتي يمتلك العديد منها خصائص مشتركة بين الكائنات الحية والتي حال اجتماعها معاً تدل على كونه كائنا حياً ذو تأثير في البيئة.
وقد تمكنت الكائنات الحيّة من العيش والاستمرارية على وجه الأرض عبر ملايين السنوات من خلال بدء علاقات تعايشية بينها، فبعض الكائنات يعتمد وجودها على كائنات أخرى، ولولاها لما تمكنت من البقاء، ومثال على ذلك علاقة التطفل القائمة على تطفل أحد الكائنات على كائن أخر واعتماده عليه بصفة أساسية في التغذية والحياة مما قد يُسبب الضرر للكائن الأخر.
أنواع العلاقات بين الكائنات الحية
دوماً ما تُصنف العلاقات البيئية التفاعلية بين الكائنات الحيّة على أنها علاقات تبادلية المنفعة داخل البيئة، وقد يكون العلاقات التفاعلية تأثيرات إيجابية أو سلبية أو تأثيرات محايدة، وتُحدد هذه العلاقات قدرة الأنواع الحية على البقاء والتكاثر والاستمرارية في الحياة، ومن خلال هذه العلاقات التفاعلية فقد أكتشف العلماء وجود خمسة أنواع رئيسية من العلاقات التبادلية بين الكائنات الحية ضمن النظام البيئي، والتي تتمثل في علاقة الافتراس، علاقة التنافس، علاقة التقايض، علاقة التعايش، علاقة التطفل، ويُمكن تفصيل كلاً منهما على النحو الآتي:
علاقة الافتراس
تنشأ علاقة الافتراس في الكائنات الحية بين نوعين مختلفين من الكائنات، والذي يقوم أحدهما “النوع الأول” بالاعتماد في تغذيته واستمراريته حياته على النوع الثاني من خلال حصوله على الغذاء منه، وعلى الرغم مما يحققه النوع الأول من استفادة إلا أن النوع الثاني يتضرر بقدر كبير من هذه العلاقة بما قد يؤدي لوفاته.
لذا فتُسمى هذه العلاقة بعلاقة الافتراس بالنوع الأول الحاصل على الغذاء هو “المفترس”، والنوع الثاني هو الفريسة، ولا يُشترط أن تصل دوماً علاقة الافتراس إلى وفاة الفريسة، فهناك الحيوانات الآكلة للأعشاب التي تعتمد في غذائها على النباتات، فتأكل جزء من النبات وليس النبات كاملاً، فيُمكن له التجدد والاستمرارية، كما أنه يُمكن الاستفادة من هذه النباتات بعد ذلك عبر انتشار بذورها في أماكن أخرى.
علاقة التنافس
تحدث علاقة التنافس بين الكائنات الحيّة في البيئة من حولنا، ويُمكن أن تنشأ بين أصناف النوع الواحد من الحيوانات أو أنواع مختلفة متعايشة في نفس النطاق البيئي، وتتطلب الحصول على موارد محددة لكميات محدوده مثل الغذاء، المياه، المأوى المعيشي، حيثُ تتنافس هذه الكائنات فيما بينها للحصول على الموارد الغذائية المحدودة، ولا يُمكن لهذه الأنواع التواجد في نفس المكان في نفس التوقيت لتحقيق الاستفادة من مورد ما.
قد ينتج عن وجود هذه العلاقة التنافسيّة انقراض بعض أنواع الكائنات الحيّة وذلك بسبب عدم قدرتها على الحصول على الموارد الغذائية، فهناك على سبيل المثال بعض النباتات التي تعتمد في حياتها على استهلاك غاز النيتروجين الموجود في التربة، مما يجعله غير متوافراً للنباتات المجاورة لها، مما يتسبب في موتها في النهاية.
علاقة التقايض
تُعد علاقة التقايض بمثابة علاقة منفعة تبادليةً بين الكائنات الحية، فتستفيد ضمن هذه العلاقة جميع الأفراد والأنواع من بعضها البعض، ويُمكن توضيح ذلك عبر علاقة الفطريات والطحالب، حيثُ تعمل الطحالب على توفير الغذاء للفطريات، لتبادلها الفطريات المنفعة من خلال توفير الحماية للطحال بفضل امتلاك الفطريات أشواك في جسدها.
يُمكن أن تحدث علاقة التقايض بين أفراد الكائنات الحية من نفس النوع أو من أنواع مختلفة، كما أنها قد تستمر لفترة زمنية طويلة أو فترة زمنية قصيرة.
ويندرج تحت علاقة التقايض بين الكائنات الحيّة العديد من أنواع التقايض، ومن بينها:
علاقة التقايض الغذائية، التي يعتمد فيها كائناً حياً اعتماداً كاملاً في غذائه على كائن آخر، على أن يوفر له الغذاء أيضاً أو سبل الحماية.
علاقة التقايض الانتقائية، والتي ينتقي فيها كائناً حياً أحد أنواع الكائنات الحية دون غيّره ليكون مصدر حصوله على الغذاء.
علاقة التقايض الدفاعية، والتي تُمثل وسيلة لحماية أحد أنواع الكائنات الحية بالاعتماد على الوسائل الدفاعية لكائن حيّ أخر.
علاقة التقايض الإجبارية، والتي يُجبر فيها كائن حي على تبادل المنفعة الغذائية أو الدفاعية مع كائن أخر لضمان استمراريته في الحياة.
علاقة التعايش
تُعد علاقة التعايش ضمن العلاقات التبادليّة بين الكائنات الحية، والتي يرتبط فيها نوعين من الكائنات الحية ببعضهما البعض، حيث يحصل أحد الكائنات على منفعة من الكائن الأخر تتمثل في الحماية أو توفير التغذية، بينما لا يستفيد الطرف الثاني في هذه العلاقة بأية استفادة كما انه لا يتضرر من وجودها، فلا يتأثر بهذه العلاقة إيجاباً أو سلباً.
يُمكن إيضاح مثال على هذه العلاقة بما يحدث بين الحوت ومحار الرنقيل، حيثُ يقوم المحار بلصق جسده في جسد الحوت خلال سيّره في المياه مما يساعده على التنقل بسرعة وسهولة من مكان إلى آخر، دون أن يُسبب ضرراً للحوت أو يُحقق له استفادة.
علاقة التطفل
تُعد علاقة التطفل إحدى أقسى أنواع العلاقات التبادلية بين الكائنات الحيّة، حيثُ يستفيد من هذه العلاقة أحد الأنواع فيحصل على غذاءه بينما يتعرض الطرف الثاني في العلاقة للضرر الشديد حيثُ يتسبب له بالأضرار والأمراض الكثيفة.
وتختلف علاقة التطفل بين الكائنات الحية عن علاقة الافتراس بقدر كبير، فعلى الرغم من حصول أحد الأنواع على الغذاء من الآخر، إلا أن الطرف الثاني لا يتم استهلاكه بشكل تام كما في الافتراس.
ويُمكن عرض مثال على هذا الأمر بالطفيليات التي تدخل إلى أجسام الكائنات الحية وتُلحق بها أضراراً جسيمة كما قد تتسبب أحساناً في موتها، ومن بينها الطفيليات التي تعيش داخل أمعاء الثدييات، حيث تعتمد في غذائها على غذاء الثدييات مما يؤثر سلباً على صحتها، وذلك لعدم حصولها على القدر الكافي من العناصر الغذائية اللازمة لحياتها.
يُمكن وصف الطفيليات بأنها تلك الطفيليات الخارجية مثل البراغيث والفرد والقمل الذين يعيشون على جسد الطرف الثاني، واليت تعتمد في غذائها عليه مُسببةً له الضرر الجسيم بسبب عدم حصوله على الغذاء.
أسئلة شائعة
ما هو تعريف التطفل بين الكائنات الحية؟
يُعد التطفل أحد أشكال العلاقات التكافلية بين الكائنات الحية من الأنواع المختلفة، والتي يعتمد فيها النوه الأول في غذاءه ومعيشته على النوع الثاني مما قد يُسبب له الضرر.
ما هي علاقة الافتراس بين الكائنات الحية؟
تنشأ علاقة الافتراس في الكائنات الحية بين نوعين مختلفين من الكائنات، والذي يقوم أحدهما بالاعتماد في تغذيته واستمراريته حياته على النوع الثاني من خلال حصوله على الغذاء منه، وعلى الرغم مما يحققه النوع الأول من استفادة إلا أن النوع الثاني يتضرر بقدر كبير من هذه العلاقة بما قد يؤدي لوفاته.