مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات

بواسطة: نشر في: 30 ديسمبر، 2022
مخزن

من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات

ساهمت الحفريات القديمة والآثار وبقايا المدن السابقة بتكوين فكرة حول نشأة ونمو الحضارات القديمة، كذلك فقد ساعدت بتشكيل الحضارات في الوقت الحالي، وبالرغم من أن معظم الحضارات استندت لأساطير مثل حضارة أتلانتس والحضارة الرومانية، ولكن ذلك لا يقلل من أهميتها على الصعيد العالمي لأن كل واحدة من بينها مثلت نسبة هامة بتكوين الحضارات على مستوى العالم، وبشكل عام يمكن القول أن الحضارات نشأت حينما بدأ الناس بالاستقرار ثقافيًا واقتصاديًا، وتحسن الوضع بالعالم، وقد ساهمت العديد من العوامل بذلك، ومن بينها ما يلي:

العوامل التجارية

تؤدي التجارة دورًا هامًا بقيام الحضارات على مستوى العالم، وعلى سبيل المثال بحضارة التيوتيهواكان؛ يعود جزء هائل من قوة وثروة تيوتيهواكان للتنقيب حول الرواسب الغنية من حجر السج وبيعها وتداولها حول المدينة؛ ويذكر أن حجر السج هو عبارة عن صخرة صلبة بركانية كانت عالية القيمة كأداة حادة تستخدم بالقطع، إذ صدره تجار تيوتيهواكان للثقافات المحيطة مقابل الخدمات والسلع المستوردة لمستوطناتهم.

كما عملت العلاقات التجارية النشطة بتنمية الحضارات في مختلف أنحاء شرق آسيا وكذلك شبه القارة الهندية وحتى أفريقيا وأوروبا عبر طريق الحرير؛ وهو مجموعة من طرق التجارة البحرية والبري، والذي ربط بين أسواق الحرير والتوابل بآسيا مع تجار أوروبا، كما يسرت شبكة الممرات الواسعة المائية جنوب شرق آسيا عمليات التجارة على مستوى العالم القديم.

العوامل السياسة والاجتماعية

ويتضمن الهيكل السياسي للحضارات المتقدمة ما يلي:

  • ساهم ربط الطرق فيما بين المجتمعات بمشاركة السلع، وهو ما ساعد على إنتاج السلع الغريبة والكمالية كالعنبر البلطيقي؛ إذ يعد نوع من المجوهرات التي يتم صناعتها من السبج والمعادن الثمينة ، وصدف المحار الشوكي والكثير من المواد الأخرى.
  • ظهور ألقاب و طبقات اجتماعية مع مختلف السلطات بالمجتمع.
  • تكوين القوات المسلحة العسكرية لحماية المجتمع والحفاظ على قياداته.
  • العثور على طرق لتحصيل الجزية والضرائب إلى جانب الملكية الخاصة.
  • إنشاء الحكومة التي تعمل على تنظيم جميع ما سبق ذكره.

ويشار هنا إلى أن وجود جميع تلك الميزات والعوامل معًا بحضارة ما لا يستدعي أن يطلق اسم حضارة عليه، في حين أن توفرها جميعها يدل على وجود مجتمع بالغ التطور، ولعل أفضل مثال يمكن طرحه في ذلك الصدد هو الحضارة الصينية، إذ تعتبر الحضارة الصينية من أقدم وأطول الحضارات بتاريخ العالم. 

العوامل المعمارية والتكنولوجيا

وهو ما يقصد به التقدم التقني، أي البناء الاجتماعي الملموس والمادي الداعم للنمو السكاني، ومن ثم يساهم على أساسه بإنشاء الحضارات، وهو من أبرز إنجازات الحضارة الصينية، ويتضمن ما يلي:

  • إنشاء مبانٍ كبيرة خارجية يمكن أن يشاركها المجتمع مثل المعابد والكنائس والقصور وجميع ما يشار له باعتباره معلم أثري.
  • توفر نظام كتابة يساعد على تبادل المعلومات إلى مسافات قريبة وبعيدة داخل وخارج البلاد.
  • تواجد المجموعات الدينية على أن يكون هناك زعيم ديني كالكاهن أو الشيخ على رأسها.
  • وجود رصد أو تقويم للأرصاد الجوية يساعد على معرفة نظام تغير الفصول على مدار العام.
  • وجود شبكات الطرق التي تربط البلاد والمجتمعات ببعضها.

العوامل الاقتصادية والغذاء

إذ أنه حينما توفر من الطعام والغذاء كميات كافية زاد عدد السكان وهو ما صاحبه زيادة بالطلب على الغذاء، لذا كان من اللازم القيام بما يلي:

  • تأمين مصدر غذاء مستقر وموثوق به سواء من خلال الاعتماد على تربية الحيوانات أو الزراعة والاستفادة من ألبان الحيوانات ولحومها.
  • الاستقرار بمكان محدد للزراعة ومن أجل زيادة إنتاج المحاصيل التي تساعد على رعاية الحيوانات زيادة الغذاء، وكل ذلك يتطلب من الناس أن يبقوا بالقرب من أماكن عملهم بالحقول.
  • تطور مختلف الصناعات المعدنية، ولذا عقب أن بات السكان لديهم المقدرة على التنقيب حول مختلف المعادن كالرصاص والنحاس والبرونز والذهب والفضة والحديد وتحويلها لأدوات مفيدة بعملية إنتاج الغذاء.
  • إنشاء المهن وتطوير الحرف التي تستدعي من الأفراد ممن يقدرون على تكريس بعض من وقتهم أو الدوام الكامل لإتمامها، مثل صناعة الفخار والنسيج والمجوهرات.
  • تخصيص أعداد كبيرة من السكان كافية لتصبح قوى عاملة لإنتاج قدر أكبر من الغذاء.
  • إنشاء مراكز دينية وسياسية ونشوء التخطيط العمراني وأماكن مجتمعية بمختلف العناصر.
  • ظهور مختلف الأسواق وتطورها من أجل تلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع من السلع والمواد الغذائية، وتلبية متطلبات الجمهور على نحو يضمن تحقيق الأمن الاكتفاء الاقتصادي.

العوامل الآثرية

إذ تعمل كافة الحضارات نحو الحفاظ على تراثها ما قبل آلاف الأعوام عن طريق بناء الهياكل و المعالم الكبيرة، وفي مثال على ذلك، لا تزال آثار حضارة زيمبابوي القديمة العظمى يتم استخدامها كرمز للسلطة السياسية باستمرار في دولة زيمبابوي الحديثة، وكذلك بالحضارة المصرية القديمة.

عامل اللغة

تلعب اللغة كذلك دورًا هامًا ببناء الحضارات وتقدمها، فمثلًا بالحضارة الرومانية قام الرومان بنشر اللغة اللاتينية في مختلف أنحاء جنوب أوروبا، وهو ما تمثل الهدف منه بجعل القيادة والتواصل أسهل في أقاليم روما النائية.

من الحضارات القديمة

حينما يتعلق الأمر بالحضارات القديمة، فإن أغلب الناس يفكرون فقط بالإغريق ومصر، إذ أن كلًا منهما يشكل المجتمع الحديث بالوقت الحالي، سواء كانت تأثيرات ثقافية أَو اجتماعية أو سياسية، بالرغم من وجود العشرات من الحضارات الأخرى كانت موجودة قبل ذلك بفترة طويلة، وبالسطور الآتية س ف نوضح لكم أهم الحضارات القديمة وأبرزها، والتي تأتي على النحو الآتي:

حضارة بلاد ما بين النهرين (Mesopotamia) (3500- 500 قبل الميلاد)

كان العلماء يظنون أن بلاد ما بين النهرين كانت هي الحضارة الأولى، والواقعة بين نهري دجلة والفرات، وتضم هذه المنطقة الكويت والعراق وتركيا وسوريا اليوم، وقد كان السكان الأوائل يعيشون بمستوطنات صغيرة تحولت بالنهاية لمجتمعات زراعية متفرقة تم بناؤها على أرض خصبة، كذلك فإن بلاد ما بين النهرين تشتهر بتجارتها المربحة وإنشاء الكثير من الصناعات عالميًا، ومن بينها الأعمال المعدنية، البناء والمصنوعات الجلدية.

حضارة مصر القديمة (The Ancient Egyptians) (3150- 30 قبل الميلاد)

وتعد من أقدم الحضارات بالعالم، وقد تأسست الحضارة المصرية القديمة حينما قام الملك مينا وهو الفرعون الأول بتوحيد مصر العليا والسفلى في عام 3150 قبل الميلاد، وكان يجتمع أغلب سكانها على ضفاف نهر النيل، وهم مسؤولون عما تم بنائه من الآثار، والتي تميز تلك الحضارة عن غيرها، ومن أشهرها الهرم الأكبر بالجيزة، وهو واحد من بين عجائب الدنيا السبع القديمة.

ويمكن أن يتم تعريف قدماء المصريين بأنهم حضارة (الأوائل)، إذ تمكنوا من تحقيق تقدمًا هائلاً بالرياضيات كما كانوا روادًا بالعلوم الطبية، وهم أول من قام باستخدام الممرات المائية لتصبح طرق تجارية، إلى جانب ما صنعوه من صنعوا أدوات من معدن البرونز، وقد استبدلت ثقافتهم القديمة مع مرور الزمن نتيجة الغزوات والحروب العديدة.

حضارة وادي السند (The Indus Valley Civilization) (3300- 1900 قبل الميلاد)

كانت حضارة وادي السند قد امتدت من أفغانستان وباكستان الحديثة حتى شمال غرب الهند، وهو ما يجعلها هي الحضارة الأكثر انتشارًا بالعالم القديم، إذ غطت ما يقرب من 1.25 مليون كيلو متر، وقد اجتمع الأوائل من الناس حول حوض نهر السند وهناك أقاموا مستوطنات زراعية، ومع حلول عام 2500 قبل الميلاد، كانت قد ازدهرت حضارة وادي السند، وكان يعيش سكانها بالعشرات من المراكز المتطورة الحضرية.

وكان السكان يمنلكون نظام الكتابة، كما كانوا علماء عظماء في الرياضيات ، كذلك فإن علماء الآثار الحاليين لم يتمكنوا من العثو على أي أثر لعنف أو حرب جماعي في تلك الحضارة، إذ أنهم كانوا من الشعوب المسالمة، تتاجر مع الحضارات المجاورة لها بشكل ودي بدون حروب، وقد ادعى مؤرخون أن نهايتهم نتجت عن فيضان كبير.

حضارة المايا (The Maya Civilization) (2600- 600 قبل الميلاد)

كانت حضارة المايا تتكون من السكان الأصليين للمكسيك وأمريكا الوسطى، ممن اتبعوا في حياتهم نمط على الجمع والصيد، وفي ذلك الوقت كان التطورات الأولى قد حدثت بالزراعة في تلك البلاد، وبلغ عدد سكانها أكثر من 19 مليون شخص، وشيدوا المعابد والآثار والأهرامات التي يعد البعض منها أعظم من الموجودة بمصر، كما كانوا خبراء بحفظ السجلات، ومنهم علماء فلكيين استطاعوا تسجيل الدورات الشمسية والقمرية وحركات الكواكب، ولا يزال يعيش أحفاد شعب المايا بأجزاء من أمريكا الوسطى.

كيف بدأت الحضارة؟

نشأت الحضارات الأولى بوقت مبكر ببلاد ما بين النهرين، والتي رافقها تطوير المدن، ثم الحضارة المصرية على طول نهر النيل، يليها حضارة الهاربان بوادي السند. مكوّنةً من أربعة عناصر: النظم السياسية، الموارد الاقتصادية، ومتابعة العلوم والفنون، والتقاليد الخُلقية.

المراجع

من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات

الوسوم

جديد المواضيع