وفقًا لتقارير وزارة الصحة السعودية، يشكل مرض السكري من النوع الثاني نسبة 90 في المائة من حالات داء السكري في المملكة العربية السعودية. في عام 2019، تم تسجيل 4.3 مليون حالة إصابة في المملكة، ما يعني أن شخصًا واحدًا من بين كل 8 بالغين يعاني من المرض. وأظهرت الأرقام أيضًا أن معدل انتشار مرض السكري من النوع الثاني بلغ حوالي 25 في المائة من السكان البالغين، ومن المتوقع أن يصل إلى 50 في المائة بحلول عام 2030، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نخبركم بأحدث أنواع العلاجات الجديدة التي تم التوصل لها في علاجه.
تم عقد مؤتمر طبي في مدينة جدة، السعودية، في 19 نوفمبر 2021، حيث أعلنت شركة “نوفو نوردسك” عن ابتكار دواء جديد يسمى “ريبيلسس Rybelsus” لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وفيما يلي نشرح لك تفاصيل أكثر:
ينتمي هذا الدواء إلى فئة ناهضات مستقبلات الـ “ببتيد – 1 شبيه الجلوكاجون” (GLP-1 RA)، ويتم تناوله عن طريق الفم في شكل أقراص. يهدف الدواء إلى تحسين مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وقد حصل على موافقة الهيئة السعودية للغذاء والدواء.
شارك في المؤتمر مجموعة من الاستشاريين المتخصصين في أمراض الغدد الصماء والسكري من مختلف أنحاء العالم، حيث قدموا محاضرات علمية وورش عمل تفاعلية حول إدارة مرض السكري من النوع الثاني وفوائد استخدام دواء GLP-1 RA في مراحل مبكرة، بالإضافة إلى عرض دراسات العقار وتطوره.
تحدث الدكتور أشرف أمير، استشاري طب الأسرة ونائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، في المؤتمر، وأشار إلى فوائد الدواء الجديد، مشيرًا إلى أنه سيساهم في تحسين وظائف خلايا البنكرياس وتحسين مستوى السكر في الدم. كما يساعد على تقليل الوزن الزائد وزيادة معدل الالتزام بالعلاج لدى بعض المرضى، مما يجعله خيارًا جيدًا للبدء المبكر في العلاج.
وأضاف الدكتور أمير أن علاج ناهضات مستقبلات الـ “ببتيد – 1 شبيه الجلوكاجون” هو الأول والوحيد المتاح في شكل أقراص حتى الآن. يعتبر هذا العلاج واعدًا للبالغين الذين يعانون من السكري من النوع الثاني، ويمثل نقطة فارقة في تاريخ أبحاث وعلاج السكري. يساعد هذا العلاج على فتح آفاق علاجية جديدة تتيح تخصيص العلاج وفقًا لاحتياجات كل مريض، مما يسهم في تحسين التحكم في عملية التمثيل الغذائي وتقليل مخاطر الأمراض القلبية والوعائية.
أشارت الدراسات الأخيرة إلى أن استجابة المرضى للعلاج الجديد في مراحل مبكرة يمكن أن تحسن نتائج العلاج وزيادة الالتزام به. وبدء استخدام العلاج في وقت مبكر يؤدي إلى تحقيق تحكم أفضل في مستوى السكر في الدم وتقليل المعدل التراكمي للسكر بنسبة تصل إلى خمس مرات أقل من 7٪. وقد أظهرت الدراسات أيضًا أن المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية يستجيبون بشكل فعال للعلاج، مع تحسن مستوى السكر في الدم وفقدان الوزن.
وأضاف الدكتور أمير أن هناك عدة تحديات صحية خطيرة تواجه هؤلاء المرضى، بما في ذلك قلة الوعي بمرض السكري. فحوالي 50٪ من حالات السكري لدى البالغين لم يتم تشخيصها بعد، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة من حدوث مضاعفات غير متوقعة نتيجة عدم التشخيص المبكر.
مناقشات مؤتمر علاج السكر الجديد
بدراسة المملكة بشكل أعمق، تم الكشف عن أن ما يصل إلى 75 في المئة من مرضى السكري لا يحققون مستويات السكر المستهدفة في الدم. وبالإضافة إلى ذلك، يعاني أكثر من 80 في المئة من مرضى السكري من النوع الثاني من زيادة الوزن أو السمنة وتم النقاش في الأمور التالية:
تحدث الدكتور رائد الدهش، رئيس قسم الغدد ومركز السكري في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، حيث أشار إلى أن مرض السكري يشكل تحديًا صحيًا عالميًا كبيرًا. وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في الشرق الأوسط والسابعة عالميًا من حيث معدل انتشار المرض. ومن أهم التحديات التي يواجهها المرضى هو صعوبة التحكم في مستوى السكر في الدم، مما يستدعي وجود خيارات علاجية إضافية. ويعتبر الدواء الجديد خطوة هامة في توفير فوائد علاجية للمرضى، حيث يتناول بسهولة ويسر يوميًا.
عادةً ما يظهر مرض السكري قبل التشخيص بسنوات، وعند تأكيد التشخيص، يكون المريض قد تطور بالفعل عوامل مرتبطة بأمراض القلب، مثل زيادة الوزن أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم أو ارتفاع ضغط الدم. لذلك، من الضروري كسر هذا الدور القائم للمرض عبر تطبيق نهج علاجي متعدد العوامل لمنع أو تقليل المضاعفات في الأجيال القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يخشى العديد من مرضى السكري من أخذ الحقن، وهو عائق رئيسي في بدء استخدام الـ “ببتيد – 1 شبيه الجلوكاجون” في وقت مبكر. وأظهرت دراسة شاملة أجريت عالميًا لتقييم الالتزام بعلاج مرض السكري وعلاقته بأخذ الحقن أن نسبة الالتزام لا تتجاوز 26 في المئة فقط. لذلك، يوفر العلاج بشكل فموي من خلال ناهضات مستقبلات الـ “ببتيد – 1 شبيه الجلوكاجون” فرصة جديدة لتحسين معدل القبول والالتزام لدى بعض المرضى، بالمقارنة مع التركيبات التي يتم حقنها، وهذا سيساعد في بتحسين إدارة السكر في الدم والحفاظ على صحة المرضى.
يتطلب استخدام العلاج الفموي من خلال ناهضات مستقبلات الـ “ببتيد – 1 شبيه الجلوكاجون” متابعة دقيقة لمستويات السكر في الدم وضبط الجرعة وفقًا لاحتياجات كل مريض. وينصح المرضى بالتعاون مع فريق الرعاية الصحية لضمان تحقيق مستويات السكر المستهدفة ومتابعة أي تغيرات في الحالة الصحية.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي، يلعب التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني دورًا هامًا في إدارة السكري. ينصح المرضى باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية والدهون الجيدة. كما ينبغي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي لتحسين استجابة الجسم للعلاج وتقليل مخاطر المضاعفات.
من المهم أن يتلقى المرضى تعليمًا شاملاً حول إدارة مرض السكري والاستفادة الكاملة من العلاجات المتاحة. يجب على المرضى استشارة أطبائهم والتواصل مع فريق الرعاية الصحية لمتابعة تقدمهم وتعديل العلاج حسب الحاجة.
من المهم أن يتم التركيز على الوقاية من مضاعفات السكري والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية والكلى والعينين. يجب على المرضى إجراء الفحوصات الدورية والفحوصات الطبية المنتظمة واتباع التوجيهات الطبية للحد من خطر المشاكل الصحية طويلة الأمد.
لا يزال البحث مستمرًا لتطوير علاجات جديدة وفعالة لمرض السكري، وقد تظهر تقنيات وعلاجات جديدة في المستقبل.
وأكدوا على أنه يجب على المرضى البقاء على اطلاع على أحدث المستجدات في مجال إدارة السكري والاستفادة من التطورات الطبية الجديدة لتحسين جودة حياتهم.
توصيات مؤتمر علاج السكر الجديد
في نهاية المؤتمر، قدم الدكتور معتز يحيى، المدير الطبي، توصيات هامة للمشاركين، وهي كالتالي:
يمكن أن يكون تناول “ببتيد شبيه الجلوكاجون” عن طريق الفم هو خيار العلاج المبكر لبعض المرضى، وقد يسهم في زيادة قبولهم والالتزام بالعلاج، بالمقارنة مع التركيبات التي تحتاج إلى الحقن.
رحبت هيئة الغذاء والدواء في المملكة بتقديم العقار الجديد لعلاج النوع الثاني من السكري بدون حقن، والذي يوفر فرصًا جديدة للسيطرة على المرض من خلال التحكم الفعال في مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى مساعدة المرضى على فقدان الوزن وتقليل مخاطر نقص السكر في الدم.
الانتظام في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة يعدان أمورًا مهمة لإدارة مستويات السكر في الدم وتقليل وزن الجسم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ويمكن أن يشكل ذلك أملاً جديدًا في تقليل مخاطر ومضاعفات الأمراض الصحية المزمنة الأخرى المصاحبة لمرض السكري.
يتم تناول أقراص ناهضات مستقبلات “ببتيد – 1 شبيه الجلوكاجون” (GLP – 1 RA) عن طريق الفم يوميًا، وتصرف بوصفة طبية لمرضى السكري من النوع الثاني.
ضرورة استخدام علاج مرض السكري من النوع الثاني في الوقت المناسب لتقليل مخاطر الإصابة بمضاعفات المرض. حيث أظهرت الدراسات أن العديد من المرضى لا يتحققون النسبة المستهدفة من الهيموغلوبين السكري باستخدام الخيارات العلاجية المتاحة.