كانت الأوضاع المعيشية صعبة بالكويت وشبه الجزيرة العربية مقارنة بها في الوقت الحالي، حيث كان من العسير توفير اللحوم الطازجة بجميع البيوت، فكان وقت تناول اللحوم بالأعياد والمناسبات العامة والأفراح، لذلك كان يحرص الكويتيون على حفظ ما يزيد من لحوم الإبل أو الضأن أو البقر مباشرةً عقب ذبحها حال توفرها، بينما الأسماك فكانت دائمًا ما تتوفر لدى الكويتيين بسبب وقوع دولتهم على ساحل الخليج العربي المليء بالأسماك بمختلف أنواعها، وبالرغم من توفرها، لكنهم كانوا يحفظون الزائد منها عن احتياجهم، ومن أبرز طرق حفظ الطعام بالكويت التالي ذكره:
حفظ اللحوم قديما في الكويت
توجد الكثير من طرق حفظ اللحوم والتي كان يُعتمد عليها بالقدم، فكانت تحفظ مجففة أو طرية، ومن أشهر طرق حفظ الطعام قديمًا ما يلي:
الشريح: تعد من بين أقدم طرق الحفظ إذ تتم عبر تجفيف اللحوم بعد ذبحها مباشرة، فتفصل اللحوم عن العظم، ثم يقطع اللحم طوليًا على هيئة شرائح رفيعة، مع تقليبها بواسطة الملح الخشن المطحون بصحن كبير، ثم وضعها بالشمس على حبال حتى تجف وحين جفافها يتصبح لون اللحم داكن بدلًا من اللون الأحمر.
الطريح: من الطرق القديمة لحفظ الحوم حفظها مباشرةً بعد ذبحها، ثم تقطيعها مع فصل اللحم عن العظام، وغلي الماء المضاف الملح إليه بقدر كبير، ويترك إلى أن تنخفض حرارته؛ ثم يتم ينقع اللحم بالماء الفاتر، وهناك من يطبخه، ليتم فيما بعد إخراج اللحم مغ وضعه بالهواء حتى ينشف، ثخ يوضع ويغطي من الأعلى، مع ربطه بإحكام ويوضع ثقلاً كبيراً عليه للضغط لكي تخرج السوائل منه، ويخزن الطريح لوقتٍ طويل.
حفظ الأسماك قديما في الكويت
لا تختلف طرق حفظ السمك كثيرًا عن حفظ اللحوم ومن تلك الطرق:
الطريح: وهي الحفظ بواسطة الملح ثم تجفيف الأسماك مثل أسماك الهامور.
المالح: وهي أحد الطرق القديمة في حفظ الطعام، إذ يتم تنظيف السمك، مع إخراج أحشائها، و في داخلها يوضع الملح الخشن ويترك حتى يجف بالشمس، وبالتالي يصبح جاهز لتناوله حين الحاجة.
عوال: من الطرق القديمة الأكثر شيوعًا بحفظ الطعام في الكثير من البلدان، إذ يُنظف السمك، مع إخراج أحشائه دون يستخدم الملح، ويترك حتى يجف في الشمس ويحفظ جاف.
بيان يابس: يتم تجفيف الربيان عقب غليه بالملح والماء، ثم يترك في الشمس لكي يجف، وبالتالي يكون قابل للتخزين فترة طويلة.
حفظ الخضار قديما في الكويت
يوجد الكثير من أنواع الخضروات التي كانت تحفظ ثم تجفف بشبه الجزيرة العربية بشكلٍ عام وبالكويت بشكلٍ خاص، فقد كانت الحاجة لهذه الخضروات دائمة، ومن تلك الخضروات التي كان يتم تخزينها الطماطم فهي أنها من أكثر الخضروات المستخدمة بالأكلات الكويتية قديمًا، ولكنها تتوفر ببعض فترات العام لذلك حرص الكويتيون فيما مضى على تجفيفها عقب تقطيعها لشرائح؛ ثم تمليحها وتركها في الشمس حتى تجف وتستخدم لوقتٍ أطول.
ادوات حفظ الطعام قديما في الكويت
يوجد العديد من الأدوات التي كانت مستخدمة في حفظ الأطعمة قديماً، فكان الكويتين يبتكرون أدوات وطرق مختلفة لحفظها، ومن أبرز هذه الأدوات نذكر ما يلي:
الملاَلة: وهي أداة تتدلّى معلّقة في السقف ويوجد بها أحبال لكي يتم تعليق الطعام فيها، لحفظه، وبالتحديد الخضار واللحوم.
الحِب: وهي أداة ذات شكل مخروطيّ، تستخدم بتبريد المياه، ويتم الاحتفاظ بها باردة، حيث تعد بديل الثلاجات الآن.
البرمة: وتعمل عمل الحِب، وهي مصنعة من الفخار، بينما هي أصغر منه حجمًا.
الجربة: وتقرأ أحياناً بالقاف، وهي أداة ووسيلة لحفظ المياه وتقلها.
المطبق: وهي زجاجة معدنية ذات غطاء محكم تستخدم بحفظ اللبن والحليب والزبدة.
بستوك الأجار: وتستخدم في حفظ المخللات، وهي زجاجة مصنعة من الخزف، كما أنها محكمة الإغلاق.
البشتختة: يوجد بها العديد من الخانات التي يتم تخزين الطعام فيها، وهي صندوق خشبي متوسط الحجم.
التكيفات السلوكية للكويتيين في الماضي في حفظ الطعام
لقد جبل الإنسان على التكيف مع الظروف البيئية المحيطة به؛ سواء في طريقة العيش أو الأدوات التي استخدمها، أو في استغلال ما حوله من موارد لتصب جميعها في مصلحته، والإنسان الكويتي القديم استطاع بذكائه توظيف كل ما حوله لحفظ طعامه من الفساد والتلف، وتكيف معها؛ مثل:
الشمس: حيث أن حرارتها مرتفعة معظم العام؛ استغل الكويتيون ذلك في تجفيف اللحوم والأسماك والخضروات.
الملح والماء: بوضع اللحوم في الملح والماء المغليان ثم تصفيته وتجفيفه، ليستخدمه البحّارة في رحلاتهم البعيدة إلى الهند للتجارة.
سعف النخل: الذي تصنع منه أدوات حفظ الأطعمة بعد تجفيفها.
حفظ الطعام في الماضي
اعتمد الناس بالقدم على حفظ الأطعمة التي تزيد عن حاجتهم بالكثير من الطرق، إذ كانت الأوضاع المعيشية صعبة في السابق، ولم يكون هناك العديد من الخيارات من الأطعمة مثل الحال اليوم، ومن تلك الطرق نذكر ما يلي:
التجفيف: يعتبر التجفيف أحد أقدم الطرق الاي يتم استخدامها بحفظ معظم أنواع الأطعمة بالعالم، إذ يتم تجفيف الفواكه والخضروات والأسماك واللحوم بالكثير من طرق مثل تعريضها للشمس أو الهواء.
التجميد: يحفظ الطعام من عن طريق تعريضه إلى درجة حرارة منخفضة، إذ يتم الحفاظ على خواص الطعام، فبدرجات الحرارة المنخفضة يكون فقد الطعام لعناصره الغذائية شديد البطء.
التمليح: يعتبر التمليح أكثر الطرق انتشارًا وبشكل خاص اللحوم؛ حيث إن الملح يمتص الرطوبة، ويمنع تكون الجراثيم والبكتيريا فيحفظ الأطعمة من التعفن.
غلي الطعام: تعتمد تلك العملية على قتل البكتيريا من الأطعمة، وتعقيمه ومن ثم منع إصابة الطعام بالتعفن.
الهدف من حفظ الطعام
اعتمد الناس بالقدم على حفظ ما يزيد من الطعام عن حاجتهم يوميًا، لضمان استمرارية توفر الأطعمة ببيئة من الصعب توفرها، إذ كان الناس بشبه الجزيرة العربية يعتمدون بغذائهم على الأغنام والمواشي والإبل، فكانوا يعيشون بصحراء قاحلة تحيط بهم الرمال من كل مكان، وحتى يضمنوا استمرار حياتهم نجاتهم بهذه الظروف البيئية العصيبة فقد اعتمدوا على توفير الماء والطعام وحفظها بالكثير من الطرق المتنوعة، والتي اختلف بها كل قوم عن غيرهم بطرق الحفظ.
