يوجد كثير من الأسئلة الوارد طرحها في مناهج الطلاب بالمملكة العربية السعودية، ونخص بحديثنا اليوم مادة الحديث للصف الثالث المتوسط، ومن هذه الأسئلة سؤال عن آداب الطريق حيث يتضمن هذا السؤال:
إمكانية طرحه في أكثر من صيغة فقد يكون السؤال على هيئة إكمال العبارة الآتية: (من آداب الطريق…) أو يمكن أن يكون على صيغة سؤال مباشر: اذكر آداب الطريق.
تكون الإجابة الصحيحة على هذا السؤال كالآتي: من آداب الطريق غض البصر، وكف الآذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
حقوق الطريق أو آدابه تعني عدم تعدي المرء على حدود غيره أو اقتحام خصوصياتهم أو التسبب لهم في الآذى سواء النفسي منه أو المادي بالإضافة لعدة أمور مختلفة.
ينسى كثير من الناس أهمية احترام الطريق وحقوق الناس من حولهم، فيقومون بأمور غريبة منها الجلوس في الطرقات أو التجمع فيها وتعطيل مصالح الآخرين، أو الفتنة أو الغيبة والنميمة، بالإضافة إلى تتبع حياة الناس وسيرتهم وأحوالهم الشخصية وهو بالطبع ما لا يناسب أخلاقيات المسلم.
من الأمور الهامة التي ينساها كثير من الناس أن الطريق له حرمته، ولا يصح الاجتماع به إلا في حالات الضرورة القصوى ويراعى عندها عدم التعرض لحريات وحقوق من حولنا والالتزام بأخلاقيات وإنسانية المرء المسلم.
آداب الطريق في الإسلام
الإسلام دين سلام، والإنسانية أصلها هذا الدين الحنيف الذي أرسله الله للبشرية لتخلصهم من العبودية وظلمات الجهل والجاهلية، وقد حدد الإسلام آداب الطريق في أكثر من موضع في الحديث الشريف كمثل:
حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالنهي عن الجلوس في الطرقات إلا للضرورة والالتزام عندها بحقوق الطريق كما شرعها الإسلام.
“عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ . قالوا: يا رسولَ اللهِ ، ما بُدٌّ لنا من مجالسِنا نتحدثُ فيها، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن أبيتم فأعطوا الطريقَ حقَّه . قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى, وردُّ السلامِ ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهي عن المنكرِ”.
صحيح أبي داود.
حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن المسلم هو من يأمنه الناس ولا يتعرضون لآذاه لأنه يخشى حقوق العباد وانتقام الله منه.
“عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم”.
صحيح النسائي.
قول الرسول – صلى الله عليه وسلم- في أهمية كف الآذى عن الناس وعاقبة ذلك على صاحبه.
“عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ”.
صحيح مسلم.
آيات قرآنية عن آداب الطريق
أهمية الحفاظ على آداب الطريق لم ترد في الحديث الشريف والسنة النبوية فحسب، بل أن هناك كثير من الأدلة القرآنية التي تنص على احترام الطريق والأمتثال بأخلاقه حيث:
من هذه الآيات ذكر وصايا لقمان الحكيم لولده بألا يمشي فرحًا متفاخرًا ومزهواً بنفسه بين الناس لأن الله لا يحب أن يتكبر الإنسان على من حوله.
يوجد أيضًا آيات واضحة وصريحة تأمر المؤمنين والمؤمنات بضرورة غض البصر وعدم تتبع عورات الناس من حولنا، بالإضافة لضرورة المشي بحرص وبأدب وعدم لفت الأنظار أو المغالاة والتكلف في الحديث بحيث يصل لأسماع الآخرين.
لآداب الطريق عدة فوائد، وفي الالتزام بها نفع للأمة والمجتمع ورفع للضرر وذلك لأنها تحث على الالتزام بالأخلاق الحميدة، ومن فوائد آداب الطريق أنها:
تساعد في نشر الأمن والأمان: حيث أن الالتزام بقواعد الطريق مثل كف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معناهم أن يرفض الناس الخطأ، ويجمعوا على نصرة الحق، ويتعاونوا على صد الأذى عن الناس وهو الأمر الذي يخلص بنا إلى بث الأمن في نفوس جميع أفراد المجتمع.
الحد من انتشار الأخبار السيئة وتتبع عورات الناس: الالتزام بقواعد الطريق يعني عدم اهتمام الناس بمعرفة أخبار غيرهم ونقلها؛ وبالتالي الوقوع في ذنوب كبيرة كالغيبة والنميمة، لذلك كان الأمر واضحًا بعدم الحديث عن الآخرين والانشغال بأمورهم.
سهولة المشي في الطرقات: كثير من الناس يعتبر أن الطريق حق له بمفرده، فيجتمع فيه مع معارفه، ويتجالسون ويسببون ازدحامًا شديدًا وتعطل في حركة السير، وهو ما نهى عنه الرسول حتى لا يسبب هذا تعطل في حركة الناس أو انصرافهم عن أعمالهم.
قلة الجرائم والحوادث المنتشرة: الأمر الذي أمرنا به الرسول هو كف الأذى عن الناس، وهو ما لن يتم إلا بأمر الإنسان لنفسه بعدم التفوه بالفاحش والبذيء من القول أو الفعل ومحاولة الدفاع عمن حوله من الناس وحمايتهم امتثالًا لأوامر الدين الحنيف.
نصائح عن آداب الطريق
حق المسلم على من حوله هو تقديم النصيحة الصادقة المخلصة لهم وتعريفهم بما قد يجهلوه وتذكيره بما قد ينسوه من الأوامر، لذلك من أهم النصائح الخاصة بآداب الطريق:
أفسح الطريق، ولا تجلس فيه، أو تجتمع فيه مع أصدقائك، فالطريق ليس للتسامر أو التحاور، ولكنه ملك لك ولمن حولك فلا تسلبهم حقهم فيه بتعديك عليه.
غض بصرك، فمهما كان ما تراه فليس من حقك تتبع عورات الآخرين وإن أخطأوا هم في عرض ما لا يجب عرضه وإظهاره في الطريق فلا يجب أن تخطئ أنت كذلك بإطالة واستباحة النظر لما نهانا الله عنه.
من صفات المسلم أنه لا ينطق إلا طيبًا من القول ولا يصدر عنه فعل يؤذي من حوله، لا تتسبب في إيذاء شخص بالقول أو الفعل وراقب كلماتك جيدًا ولا تتفوه بكلمات بذيئة وتساعد على انتشارها في المجتمع.
ساعد من حولك، فقد يرسل الله لك في طريقك كثيراً ممن يحتاجون المساعدة، لا تنس أنهم إن كانوا يحتاجون المساعدة فأنت تحتاج ثواب تقديم هذه المساعدة فلا تدخر جهدًا في تقديم العون لمن حولك.
الإسلام دين النصيحة، انصح من حولك وأمرهم بعدم فعل المنكرات وبتقديم فعل الخير والمحمود من الأفعال، لذلك لا تتردد في تقديم النصيحة لمن هم في الطرقات.
أسئلة شائعة
من مخاطر الجلوس في الطرقات؟
أهمها الافتتان بالناس والغيبة والنميمة.
من آداب الطريق تشميت العاطس؟
نعم، فقد ورد في ذكر بعض الأحاديث أنه من آداب الطريق تشميت العاطس.