اللغة، حيث أن اللغة هي التي يتم نقل الثقافة من خلالها، وكذلك هي التي تتيح التفرقة بين العديد من الثقافات المختلفة والمتنوعة، بمعنى أن لكل نوع من الثقافات لغة تعبر عنه، فهناك ثقافات فنية على سبيل المثال لذلك اللغة التي تعبر عن هذه الثقافات هي الفن، وهذا بالإضافة للثقافة الخاصة بالمجتمعات المختلفة حيث يقوم كل مجتمع بتكوين الثقافة التي تعبر عنه، وتكون هذه الثقافة باللغة الناطقة والسائدة في هذا المجتمع.
من أقوى مظاهر الثقافة التي يجب أن يتقنها الفرد هي مدى معرفته وإلمامه بالتاريخ، فكلما زاد إلمام الفرد ومعرفته بتاريخ دولته وشعبه كلما زاد ذلك من زيادة مظاهر الثقافة لديه ومعرفته بهذه المظاهر.
هناك علاقة وثيقة بين الثقافة والسياسية، وهذا يرجع إلى ارتباط السياسية بالعديد من المجالات الأخرى، لذلك على الشخص الذي يسعى بالتمتع بمظاهر الثقافة أن يكون مهتماً بالسياسية ومتابع جاد لجميع الأخبار السياسية في العالم كله.
ومن المظاهر التي تعطى انطباع أن شخصاً ما لديه اهتمام واضح بالثقافة هي كونه ملئ بعدة أخلاقيات وسلوكيات حميدة، ويجب أن يكون ملتزماً بتنفيذ القوانين في المجتمع، وهذا بالإضافة على ضرورة إيمانه بجميع مبادئ المساواة بين مختلف طبقات طوائف المجتمع، لذلك فعلى الشخص المثقف الذي يسعى لنشر ثقافة مجتمعه ودولته أن يكون هو نفسه مثالاً إيجابياً على جميع السمات الصحيحة والحميدة التي يجب أن تكون موجودة في باقي أفراد المجتمع.
ومن أهم ما يميز الشخص المهتم بالثقافة هي معرفته بعادات وتقاليد مختلف الدول، هنا لا تكفي معرفته لهذه العادات فقط لا بل يجب أن يكون يقوم باحترام هذه العادات، حيث أن من أهم المظاهر الثقافية هي تقبل اختلاف الغير والتعامل مع هذا الاختلاف بشكل عقلاني واحترافي.
خصائص الثقافة
الثقافة هامة جدا للمجتمعات حيث أنها تساهم في إظهار جميع الصفات المجتمعية التي يتحلى بها أفراد المجتمع، حيث أن الثقافة في الأساس هي وسيلة للتعبير عن المجتمعات، كما أنها وسيلة لتعريف شعوب الدول الأخرى ومجتمعتها ببعضهم البعض.
تتميز الثقافة بكونها غير ثابتة فهي دائما متغيرة، فإما تكون متنقلة بين العديد من الناس، أو أن محتواها نفسه متغير، وذلك بسبب التطورات التي قد تطرأ بشكل مفاجئ على المجتمعات.
الثقافة تتميز بطابع الاستمرارية دائما حيث أنها تتأثر فقط بالتغيرات، ولكنها لا تتوقف أبدا فهي سريعاً ما تواكب هذه التغيرات، حتى تصبح هذه التغيرات جزء لا يتجزأ من الثقافة.
تشمل الثقافة جميع العادات الجماعية في المجتمع، فكل ما هو سائد ومنتشر في المجتمع يعتبر جزءاً من الثقافة، فهي دائما تهتم بكل ما تهتم به الغالبية العظمى،مع الأخذ في الاعتبار أنها تحافظ على العادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع، وهذا يدل على قدرة الثقافة الهائلة على التأقلم بأشكاله المختلفة.
لا تتأثر الثقافة بالتغير الذي يحدث في المناصب حيث أنها لا تلتفت أو تهتم بقيام بعض الأشخاص بالانسحاب من مناصب أو مواقف معينة، وكذلك لا تهتم أو تلتفت إلى تولي أي شخصية لأي من المناصب العليا.
تتميز الثقافة بالعموم والشمول، فهي تتميز بأنها غير مخصصة لمجال أو فئة معينة، بل إنها تشمل مختلف البشر باختلاف جنسياتهم أو طريقة تفكيرهم أو لونهم أو عرقهم أو حتى اللغة التي ينطقون بها.
الثقافة تشمل عدة ميادين مختلفة من المجالات الحياتية، فهي تشمل عدة علوم ومجالات مثل العلوم الطبيعية المختلفة واللغات والأفكار والمشاعر الخاصة بأفراد المجتمع وغيرها من المجالات.
ومن أكثر ما يصف الثقافة أنها تحتوي على كل شيء، فهي تحتوي على الخطأ وكذلك تحتوي على الصواب، فالثقافة تقوم بنقل أعمال وأفعال البشر لذلك هي مجموعة من جهود البشر التي من الممكن أن تكون فيها نسبة من الخطأ البشري.
وظيفة وأهمية الثقافة
تساعد الثقافة في نهضة العديد من المجتمعات من خلال الانفتاح الذي تضمنه الثقافة للأفراد من خلال تعريف الأفراد بعدد من صفات الشعوب الأخرى، التي يكتسب العديد من الأفراد منها صفات جديدة تساعد على تحسين الفرد وبالتالي تحسين المجتمع فيما بعد.
تقوم الثقافة بوظيفة هائلة في تنمية أفكار الأفراد حول العديد من الموضوعات المتنوعة، وهذا يعود إلى كون الثقافة متشعبة شاملة للعديد من المجالات الحياتية.
تساعد الثقافة في جعل الفرد يشعر بكونه جزءاً من المجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك يجعله يشعر بالأمان؛ مما يجعله قادراً على التواصل والتعامل مع باقي أفراد المجتمعات، وهذا بفضل شعوره الدائم بالاستقرار الذي تسببت فيه الثقافة التي انتقلت من مجتمع لآخر.
زيادة الألفة بين أفراد المجتمع من أكثر النتائج المفيدة التي تتركها الثقافة على المجتمعات، حيث يقوم أفراد المجتمع بتدوين العادات والتقاليد والأساليب المعيشية التي يتبعونها؛ مما يزيد من الترابط فيها بينهم من خلال التعامل المباشر الذي يحدث خلال عملية تكوين الثقافات.
من أهم الوظائف التي تقوم بها الثقافة هي المساهمة في تكوين الشخصية الفردية والآراء والمبادئ والقيم التي تساهم في تنظيم المجتمع والحياة عموماً.
سمات الثقافة
من أكثر السمات التي تخص الثقافة هي كونها تحتوي على معلومات عديدة تخص جميع ومختلف مجالات الحياة بأنواعها المختلفة والمتشعبة، وكذلك تكون هذه المعلومات مختلفة المصادر واختلاف المصادر في تكوين الثقافات يؤدى إلى زيادة نسبة صحة ودقة هذه الثقافات.
تتناسب الثقافة مع مختلف فئات المجتمع فهناك عدة ثقافات تتناسب مع مستويات مختلفة من المستويات العمرية والاجتماعية للأفراد.
السرعة في الانتشار من أكثر سمات الثقافة المفيدة وهذه السرعة تضمن سهولة حصول كل الأفراد في مختلف الأماكن ومختلف الظروف على الثقافة، حيث أن أصبحت الآن الثقافة موجودة في العديد من مصادر التواصل بين الناس وخاصة المصادر التكنولوجية.
آثار الثقافة علي المجتمع
الثقافة لها وجهان مثلها كمثل غيرها من العوامل المؤثرة علي المجتمعات، حيث أنها لها عدة أثار سلبية وأخري إيجابية وتتمثل آثار الثقافة المختلفة على المجتمعات فيما يلي:
تؤثر الثقافة على الإنسان ووعيه بكل ما يحدث حوله، من خلال تعريف الإنسان بكل ما هو جديد في مختلف المجتمعات.
الثقافة هي من أول العوامل التي ساهمت في تسهيل عملية التواصل بين الناس من مختلف الجنسيات، حيث أنها تقوم على نقل العديد من التجارب والعادات والتقاليد والأفكار الموجودة في مجتمع إلى مجتمع آخر، مما يساهم في تعريف أفراد هؤلاء المجتمعات ببعضهم البعض.
تساعد الثقافة وانتشارها على خلق مساحة من التنافس بين أفراد المجتمع الواحد وكذلك بين أفراد المجتمعات المختلفة، وهذا التنافس ينتج عنه عدة نتائج مليئة بأفكار جديدة وفعالة تفيد جميع الدول وبالتالي تعم الفائدة على الشعوب كلها.
الأسباب المؤدية لانتشار الضعف الثقافي
التدهور اللغوي الذي حدث لمختلف اللغات بسبب انتشار بعض الألفاظ البذيئة؛ مما ساعد في تدهور الأخلاقيات الحميدة التي كانت توجد في المجتمعات.
قلة اهتمام معظم الناس بالمعرفة والقراءة وعدم القيام بمتابعة كل ما يطرأ من جديد على معظم المجالات الحياتية المختلفة، وهذا ما يطلق عليه غياب الدوافع المشجعة للأفراد على المعرفة والتثقيف.
زيادة نسبة الكسل، وذلك بسبب الاعتماد على كل ما هو سهل وبسيط؛ مما ساعد على قتل رغبة الأفراد في المعرفة والتطور.
العادات الخاطئة التي قام الأفراد من اكتسابها في ظل التغير الذي حدث في المجتمعات، مما أدى إلى استسلام الأفراد لهذه العادات الخاطئة والمساهمة في انتشار هذه العادات على المستوى العالمي.