الثقافة تعتبر من أهم مظاهر التقدم الاجتماعي والإنساني حيث إنها عنصر أساسي لتطوير الفرد والمجتمع على حد سواء، وإذا كانت الثقافة تعكس تطور المجتمع، فإنها في الوقت نفسه تعكس تقدم الفرد وإدراكه للعديد من جوانب الحياة،و تعرّف الثقافة عادة على أنها مجموعة من والمظاهر والأشكال التي تميز مجتمعًا معينًا، وتشمل عاداته وتقاليده وممارساته وقوانينه ومعاييره للعيش والتواجد، بما في ذلك مظهره الشخصي، وطقوسه، وقواعده للسلوك، والمعتقدات التي يعتنقها ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سنعرفكم على أهم مظاهرها.
يُستخدم مصطلح الثقافة للدلالة على القدرة والاستيعابية، إذا كان الإنسان مثقفًا، فهذا يعني أنه قادر على تطوير نفسه في مجموعة متنوعة من المجالات العلمية والفنية، وفيما يلي سوف نذكر لكم أهم مظاهر الثقافة على الشخص المثقف:
اللغة خاصةً عندما يتحدث المثقف، تكون مصدرًا للجمال والفن.
يستمد المثقف منها آدابها والمعاني الراقية التي تحملها. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك المثقف معرفة واسعة بالتاريخ وأحداثه وتطوراته.
يكون على اطلاع دائم بشأن أحوال الأمم والشعوب وأخبارها في مختلف المجالات.
يفهم قيم الأخلاق ويعرف مفاهيمها بعمق. يدرك أيضًا خصائص الثقافات والعادات التي تميز الشعوب.
بالإضافة إلى ذلك، يتعرف المثقف على فوائد وخصائص متنوعة للأمور، مثل خصائص الأطعمة والنباتات العلاجية وحتى خصائص الأسماء.
كما يعرف العادات والتقاليد المرتبطة ببلده ويمتد فهمه ليشمل البلدان المجاورة.
يظل على اطلاع دائم على القضايا المعاصرة والأخبار العلمية التي تشغل الرأي العام، مثل اكتشاف المجموعة الشمسية الجديدة وقضايا الهجرة غير الشرعية والأسباب الراجعة لها.
تعريف الثقافة
تٌعرف الثقافة بلغة متعددة الأوجه؛ حيث تشير الثقافة إلى الفطنة، حيث يُقال إذا “ثَقَّف الرجل” يُقصد أنه أصبح شخصًا حاذقًا وفطنًا، وعند استخدام مصطلح “ثقافة”، نشير إلى كل ما ينير العقل ويُنمّي الذوق ويعزز مهارة التقدير والنقد.
وفي الللغة فإن كلمة ثقافة مشتقة من كلمة “ثقّف”، تعني الثقافة الاطلاع الواسع على مختلف مجالات المعرفة، والفرد الذي يتمتع بمثل هذا الاطلاع يُعرَف عادةً بأنه شخص مثقّف.
من الناحية الاصطلاحية، تُعرّف الثقافة على أنها نظام يضم مجموعة من المعتقدات والسلوكيات والمعرفة التي تشكل وتشارك ضمن مجموعة معينة، وللثقافة التأثير البارز على سلوك الأفراد، حيث تميز مجتمعًا عن غيره، وتشمل سماتها الفنون والموسيقى والدين والعادات والتقاليد والقيم، إلى غير ذلك.
تعريفات أخرى لمفهوم الثقافة
تعريف مالينوفسكي: يقدم مالينوفسكي تعريفًا للثقافة كوسيلة تحسين وتطوير وضع الإنسان، من خلال تمكينه من التكيف مع التغيّرات التي تطرأ في مجتمعه أو بيئته، خصوصًا عند تلبية احتياجاته الأساسية.
تعريف تايلور: ينظر تايلور إلى الثقافة على أنها نظام متكامل يشمل كل المعرفة والفن والقوانين والعادات والتقاليد والأخلاق والمزيد، ويكتسب الإنسان هذه العناصر من خلال مشاركته كعضو في المجتمع.
تعريف سابير: يقدم سابير ثلاثة تعاريف متكاملة للثقافة.
الأولى تعكس كيف يمكن للإنسان تطوير صفاته من خلال الإرث الاجتماعي.
الثانية تُظهر كيف تنتشر الأفكار والمعلومات في المجتمعات بفضل الدعم الاجتماعي.
والثالثة تشير إلى تكوين مجتمع مميز يتميز بالقيم والمعتقدات والعادات التي يشترك فيها أفراده.
تعريف كلايد كلوكهون: يعرّف كلوكهون الثقافة كإرث اجتماعي ينتقل إلى الأفراد من المجتمع الذي يتبعونه، والذي يشكّل أساليب حياتهم وممارستهم، سواء من خلال كتبهم أو ذاكرتهم الشخصية.
تعريف ليزلي هوايت: ترى هوايت الثقافة على أنها وسيلة تساعد الأفراد على تنظيم معتقداتهم وقيمهم ومعرفتهم، مما يؤدي في النهاية إلى تشكيل أنماط سلوكهم.
خصائص الثقافة
الثقافة تعدّ أمرًا ذو أهمية بالغة في حياة المجتمعات، إذ تسهم بشكل كبير في عرض الصفات الاجتماعية لأفراد المجتمع وتعكسها، فهي ليست مجرد وسيلة للتعبير عن المجتمعات بل أيضًا وسيلة للتواصل والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، ومن أهم خصائصها ما يلي:
الثقافة تتسم بطابعها الدينامي، إذ يمكن أن تتغير باستمرار. يمكن أن تنتقل من شخص لآخر أو يمكن أن يتغير مضمونها نتيجة للتطورات المفاجئة في المجتمع.
الثقافة تتسم بطابع الاستمرارية حيث أنها تحافظ على العادات والتقاليد الجماعية دون التوقف، وتتكيف مع التغييرات والتطورات الجديدة لتضمن استمراريتها.
تشمل الثقافة جميع العادات والقيم الجماعية في المجتمع. فكل ما يسود المجتمع وينتشر فيه يعتبر جزءًا من الثقافة. وتهتم الثقافة بما يهم الأغلبية العظمى، مع الاحترام للتنوع والاختلاف الثقافي.
الثقافة ليست مرتبطة بالمناصب أو الوظائف. إنها تعبير عن تراث المجتمع وقيمه وتقاليده بغض النظر عن التغيرات في المناصب أو الأشخاص الذين يشغلونها.
الثقافة شمولية وعامة. إنها تشمل مختلف الناس بغض النظر عن جنسياتهم أو أعراقهم أو لغاتهم. وتتضمن العديد من المجالات والعلوم مثل العلوم الطبيعية واللغات والأفكار والمشاعر والتقاليد.
وأخيرًا تحتوي الثقافة على كل شيءحيث إنها مجموعة شاملة تتضمن الصواب والخطأ، حيث تعكس جهود البشر بمختلف أوجهها، بما في ذلك الأخطاء التي تحدث نتيجة للطبيعة البشرية.
وظيفة الثقافة
الثقافة تلعب دورًا حيويًا في تطوير العديد من المجتمعات من خلال تشجيع التفتح والتواصل بين الأفراد وتعريفهم بخصائص شعوب أخرى. يمكن لهذا التفاعل أن يسهم في توسيع آفاق الأفراد وتحسين المجتمع بشكل عام حيث:
تساعد الثقافة في تطوير أفكار الأفراد في مجموعة متنوعة من المجالات، نظرًا لتنوعها وشموليتها.
إن الثقافة تعزز الشعور بالانتماء لدى الأفراد، وهذا يؤدي إلى إحساسهم بالأمان والقدرة على التفاعل بفعالية مع أفراد المجتمعات المختلفة.
زيادة الألفة بين أفراد المجتمع هي واحدة من الفوائد الهامة التي تقدمها الثقافة. يقوم الأفراد بتوثيق العادات والتقاليد والأساليب التي يعتمدونها، مما يعزز من الترابط بينهم من خلال تبادل الخبرات والمعرفة.
من بين الوظائف الأخرى للثقافة هو تكوين الشخصيات وتشكيل الآراء والقيم والمبادئ التي تساهم في تنظيم المجتمع وتوجيه الحياة بشكل عام.
سمات الثقافة
من أبرز صفات الثفافة كونها:
تتسم بتنوع وشمولية المعلومات التي تتضمنها، حيث تشمل مجموعة واسعة من مجالات الحياة وأنواعها المتعددة.
تتكيف الثقافة مع مختلف شرائح المجتمع، وتتنوع بما يتناسب مع أعمار ووضع اجتماعي مختلفة للأفراد.
الثقافة تنتشر بسرعة كبيرة، وتصبح متاحة للجميع بفضل وسائل التواصل الحديثة والتكنولوجيا، مما يجعلها سهلة الوصول للأفراد في مختلف الأماكن والظروف.
مكونات الثقافة
تتألف الثقافة من مجموعة من العناصر الأساسية التي تختلف وتتغير من ثقافة إلى أخرى، وتتطوّر بمعدل تطور المجتمع. فيما يلي شرح لبعض هذه العناصر:
الثقافة المادية: ترتبط بالأمور المادية والتكنولوجية مثل وسائل الاتصال، ووسائل النقل، ومصادر الطاقة المتاحة في المجتمع. تلعب هذه العناصر دورًا كبيرًا في تشكيل التقدم والتطور الاجتماعي.
اللغة: تعكس اللغة قيم وطبيعة المجتمع، وقد تحتوي بعض الدول على أكثر من لغة أو عدة لهجات، مما يجعل الفهم اللغوي أمرًا هامًا للتواصل والتفاهم.
الجماليات: تتعلق بكل ما يتعلق بالجمال والذوق الرفيع في المجتمع، مثل الموسيقى والفنون والرقص والدراما. تختلف هذه العناصر بين الثقافات وتسهم في تشكيل الأذواق والتصاميم.
التعليم: يتضمن نقل الأفكار والمهارات والقيم إلى الأفراد، ويسعى إلى تحقيق التغيير في المجتمع. يختلف مستوى التعليم بين المجتمعات ويشكل مصدرًا هامًا للتنمية.
الدين: يلعب الدين دورًا في تفسير السلوك والقيم، ويساهم في فهم الأفراد لأسباب تصرفاتهم ومعتقداتهم.
القيم والاتجاهات: تنشأ القيم غالبًا على أسس دينية وتحمل معاني وقيمًا معينة، بينما ترتبط الاتجاهات بالسلوك الاجتماعي وتعكس التأثيرات الثقافية.
التنظيم الاجتماعي: يُعبّر عن الأساليب والقواعد التي يتبعها أفراد المجتمع في تنظيم علاقاتهم الاجتماعية وتفاعلاتهم.
على الرغم من وجود عناصر أخرى تكوّن الثقافة، إلا أن هذه العناصر تُعد الأساس وتشكل عناصرًا رئيسية في جميع الثقافات.
أهمية الثقافة
تتوجد عدة أسباب تجعل الثقافة مهمة للبشر، ومنها:
الوصول إلى تاريخ الأجداد: تُعتبر الثقافة مصدرًا أساسيًا للمعلومات حول تاريخ الأجداد والتراث الثقافي. إنها تفتح أبوابًا لفهم أصولنا وتاريخنا، وتكشف عن التقاليد التي كانت جزءًا من حياتهم. بفضل الثقافة، يمكننا الاحتفاظ بموروثنا.
فهم الذات: دراسة الثقافة السائدة في المجتمع التي ننتمي إليه تساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل من خلال معرفة أصولنا وتاريخنا بشكل أوضح. هذا يساهم في تعزيز كرامتنا واحترامنا لذواتنا، ويمكن أن يشجع على الفخر بانتمائنا لهذه الثقافة.
التعلم وتطوير الفرد: دراسة الثقافة تمكن الأفراد من النظر في التاريخ والتعرف على الثقافات الأخرى. هذا يساعد على فهم مراحل التطور التي مر بها الإنسان وتطويره.
القيم الأخلاقية: كل ثقافة تحمل قيمًا ومعتقدات خاصة بها، وهذه القيم تساعد في بناء مجتمعات أفضل. اتباع ثقافة معينة يمكن أن يساهم في توجيه الأفراد نحو تبني هذه القيم وجعلهم أفرادًا مسؤولين وقادرين على التفاعل بشكل إيجابي مع مجتمعهم ومع الآخرين.
الانضباط: كل ثقافة تتضمن قواعد وقوانين تنظم السلوك. الالتزام بتلك القواعد يؤدي إلى سلوك منضبط ومنظم. يتعين احترام التقاليد الثقافية السائدة والالتزام بها.
المعرفة: دراسة الثقافة توفر معرفة عميقة بالماضي، مما يزيد الوعي بالتاريخ والمستقبل. كل جزء في التاريخ له تفسير ومعنى.
التعاطف والتفاهم: الثقافة تعلم الناس كيفية التعايش والتفاهم مع الثقافات الأخرى في مختلف أنحاء العالم. تشجع على احترام الآخرين والتعاطف معهم، وبالتالي تسهم في نشر السلام والأمان.