حكم عن نهاية الحياة تساعد على النظر للملذات بمنظور آخر، وبالتالي التخلي عنها وبذل الجهود للقيام بالأعمال الصالحة لبلوغ الجنة في الآخرة، حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نذكر هذه الحكم بالتفصيل، كما سنشير إلى ما قيل عن الموت من قِبل كبار العلماء والكُتاب.
إن الحياة التي نعيشها كل يوم بما فيها من المواقف المُفرحة والمضحكة والمحزنة والمبكية وغيرها لن يبقى منها أي شيء سوى الأعمال التي نقدمها، فهي التي سوف نأخذها معنا في النهاية عقب الموت، فلقد فرض الله – عز وجل- الموت على جميع الكائنات الحية ليكون عبرة لهم وليدركون حقيقة الحياة وبأنها فانية وليست مكان للخلود، فلكي يتم استيعاب هذا الأمر سوف نشير فيما يلي إلى بعض الحكم والدالة على نهاية الحياة:
لا ينبغي أن يغرنك ارتقاء السهل في الحياة لا سيما إذا كان المنحدر يبدو واعرًا.
إن الحياة ما هي إلا فيض من الذكريات حيث إنها تصب بفاعلية في بحر النسيان، ولكن الموت هو الحقيقة الوحيدة الراسخة.
إذا كنا لا ندري ما هي الحياة فكيف لنا أن نعرف ما هو الموت.
الحياة كالموت المسبق، فهي بلا فائدة.
إن الموت يجعلنا نتساوى داخل القبر، ولكنه لا يجعلنا نتساوى في الأبدية.
يعد الموت للمؤمنين بمثابة باب الحياة.
أجمل ما قيل عن الموت
لقد وردت بعض الحكم والمواعظ عن العلماء بشأن الموت لمعرفة أن الحياة ما هي إلا محطة يمر بها الإنسان، أو فصل واحد من رواية لها فصول متعددة، ففي النقاط التالية سوف نشير إليها بالتفصيل:
” يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة” وليم شكسبير.
” الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان، أما الموت فهو الحقيقة الراسخة” نجيب محفوظ.
” يا جامع المال في الدنيا لوارثه هل أنت بالمال قبل الموت منتفع .. قدم لنفسك قبل الموت في مهل فإن حظك بعد الموت منقطع” محمد بن عبد الله البغدادي.
” لا بد من موت ففكر واعتبر وانظر لنفسك وانتبه يا ناعس .. ألا يا بن الذين فنوا وبادوا أما والله ما بادوا لتبقى” أبو نواس.
” كم من عزيز أذل الموت مصرعه كانت على رأسه الرايات تخفق” أبو العتاهية.
” يا نفس توبي فإن الموت قد حانا واعص الهوى فالهوى مازال فتانا .. في كل يوم لنا ميت نسيعه ننسى بمصرعه آثار موتانا” سفيان الثوري.
” ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تنوعت الأسباب والداء واحد” ابن نباتة السعدي.
” إنما الموت منتهى كل حي لم يصيب مالك من الملك خلدًا .. سنة الله في العباد وأمر ناطق عن بقايه لن يردا” أحمد شوقي.
” موت يسير معه رحمة خير من اليسر وطول البقاء .. وقد بلونا العيش أطواره فما وجدنا فيه غير الشقاء” المعري.
” ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميتُ الأحياء” عدي بن الرعلاء.
” أرى الناس يهوون الخلاص من الردى وتكملة المخلوق طول عناء .. ويستقبحون القتل والقتل راحة وأتعب ميت من يموت بداء” الشريف المرتضى.
” يطفئ الموت ما تضيء الحياة ووراء انطفائه ظلمات” جميل صدقي الزهاوي.
” كل شيء في الدنيا تعب، إلا الموت فهو نهاية كل تعب” أنيس منصور.
” إن الهروب من الموت موت، وطلب الموت حياة” عبد الرحمن الكواكبي.
” الموت مثل السب والشتائم يعيد ترتيب الكرامة فينا” علوان السهيمي.
” يستأذن الموت على العاقل، ويدفع الباب على الغافل” أحمد شوقي.
” الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة، ستكون لديه دومًا فكرة خاطئة عن الموت” تولستوي.
” إن الحياة تنتهي بالموت ولا بقاء بعدها، هي حياة لا تستحق أن نحياها” مصطفى محمود.
” ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تعدد فصولها، فالموت ليس نهاية القصة ولكن بدايتها” مصطفى محمود.
” لا يعني الموت شيئًا، لكن أن تعيش مهزومًا وذليلًا يعني أن تموت يوميًا” نابليون برنابرت.
الموت بداية الحياة الحقيقية
يعتبر الكثير من الأشخاص الموت كأنه النهاية، ولكن في الواقع إن الموت هو البداية الفعلية للحياة الحقيقية، أي الحياة الأبدية، فلا بد من ترسيخ هذه الفكرة في الأذهان دائمًا حتى لا تكون الدنيا أكبر همومنا، ومن الممكن أن نقوم بترسيخها من خلال قراءة الحكم الدالة على ذلك، والتي من أبرزها ما يلي:
ما ألزم الموت ذكر الموت إلا وصغرت الدنيا تمامًا عنده.
إن الذي يعرف الموت تهون عليه جميع مصائب الدنيا.
الجنة موت الممنوعات والمحرمات والسلطات، الجنة موت التعب واليأس والملل، الجنة موت الموت والحياة المؤقتة.
الحياة عبارة عن حلم لا يوقظنا منه سوى الموت.
يُمكنك أن تحب الحياة ولكن يجب أن تعرف كيف تموت.
توجد الحياة الحقيقية في مكان آخر ألا وهو الآخرة.
من يمتلك فكرة خاطئة عن الحياة سوف تكون لديه دومًا فكرة خاطئة عن حقيقة الموت.
الموت كأس والجميع شاربه.
أقوال للصحابة عن الموت
ذكر الصحابة – رضي الله عنهم- بعض الحكم عن الموت ونهاية الحياة حيث إنها جاءت في كتب السنة النبوية، ففيما يلي سوف نوضح أهمها:
الطائي: ” قال الحارث بن إدريس: قلت لداود الطائي: أوصِني، فقال: عسكر الموت ينتظرونك” ( صفة الصفوة).
الحسن البصري: ” فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لُبٍّ فرحًا. إحياء علوم الدين، وقال أيضًا: من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا” ( إحياء علوم الدين).
لقمان: ” قال لابنه: يا بني، أمرٌ لا تدري متى يلقاك، استعدَّ له قبل أنْ يفجأك” ( العافية في ذكر الموت والآخرة).
إبراهيم التيمي: ” شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله” ( إحياء علوم الدين)
أبو الدرداء– رضي الله عنه-: ” أضحكني؛ مؤمِّل دنيا والموتُ يطلبه، وغافل وليس مغفولًا عنه، وضاحك بملء فِيه ولا يدري أأرضى الله أم أسخطه” ( الزهد لابن المبارك).
ذو النون المصري: “دخل عليه رجل وعنده نفرٌ من المريدين فوجده يقول لهم: “تَوَسَّدُوا المَوْتَ إِذَا نِمْتُمْ، وَاجْعَلُوهُ نُصْبَ أَعْيُنِكُمْ إِذَا قُمْتُمْ، كونوا كأنكم لا حاجة لكم إلى الدنيا، ولا بُدَّ لكم من الآخرة” ( الزهد الكبير للبيهقي).
أبو حازم: “انظُر كل عمل كرهت الموت لأجله فاترُكه، ولا يضرُّك متى متَّ” ( سير أعلام النبلاء).
الصدِّيق أبو بكر – رضي الله عنه-: ” كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ:. وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ” (رواه البخاري).
الحياة والموت في القرآن
من سنن الله – سبحانه وتعالى- في هذا الكون هو الموت والحياة، حيث إنهما من الأسرار التي لم يصل إليها أحد والتي جعل لهما – عز وجل- العديد من المفاهيم المتقابلة لتكتمل بها المنظومة الكونية، كما ذكرهما في القرآن الكريم بمعانٍ متنوعة، فمن الآيات القرانية الدالة عليهما ما يلي:
الموت والحياة من المعجزات الدائمة التي يشهدها المرء في نفسه وفيمن حوله، حيث إن الله – تعالى- هو المختص بوهب وسلب الحياة.
قال تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا) [النجم، 44].
الموت والحياة كالامتحان بالنسبة للإنسان في عمله واختياراته، إذ إنه يختبره في مدى اتباعه لأوامر الله – سبحانه وتعالى- ومدى اجتناب نواهيه.
قال تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك، 2].
الحياة فانية ولا يجب التمسك بها.
قال تعالى (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنعام، 32].