ابحث عن أي موضوع يهمك
ميناء جدة الإسلامي هو ميناء تم تشييده في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة جدة، وقد افتتح ميناء جدة الإسلامي في عهد الملك (عبد العزيز) وقد كان لذلك الميناء منذ تأسيسه دور بالغ الأهمية في تحسين الحركة التجارية داخل المملكة، حيث صار ذلك الميناء في جدة بمثابة بوابة رسمية في السعودية للتبادل التجاري مع جميع دول العالم بالكامل، وسوف نعرض بالفقرات التالية في مخزن أبرز المعلومات حول ميناء الملك جدة الإسلامي السعودي.
يرجع تاريخ إنشاء ميناء جدة الإسلامي إلى آلاف السنوات حيث كان التأسيس الأول له في عهد الخليفة عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وكان ذلك تحديداً في عام (ستة وعشرون هجرية)، وقد قيل أنه كان يقع موضع ميناء الشعبية في جنوب غرب مكة المكرمة، وقد ذكر بعض المؤرخون أن ميناء جدة الإسلامي من أقدم الموانئ التي تم تشييدها حول العالم والتي يرجع تاريخ تأسيسها إلى عصر ما قبل الإسلام.
وقد ازدادت عمارة جدة وازدهرت لتصبح هي الميناء الرئيسية الخاصة بمكة المكرمة، وهو ما يرجع إلى قربها من موانئ الجزيرة العربية الجنوبية وخاصةً ميناء عدن، إذ أنها تتوسط ما يتواجد في البحر الأحمر من موانئ، وقد ساعد ذلك الميناء في استقطاب رحلات التجارة من مختلف وجهات البحر الأحمر للعديد من القرون.
وقد ساعد في ازدهار الرحلات التجارية المتجهة من سواحل البحر الأحمر وإليها فيما كان يتم استخدامه من السفن الشراعية والتي كانت تحمل الكثير من البضائع المميزة مثل أخشاب الصندل، وريش الطاووس، والعاج، كما وقد تم الاعتماد على تلك السفن في عبور بضائع رحلات الترانزيت.
قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء منظومة موانئ صناعية وتجارية على كل من الساحل الغربي والشرقي، والتي قد أتى على رأس تلك الموانئ ميناء جدة الإسلامي التي وُصفت بأنها جوهرة الموانئ السعودية، وقد كان تأسيس الميناء منذ القدم بأمر من الخليفة عثمان بن عفان، في حين أن تأسيسها في العصر الحديث يعود إلى مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه).
منح الملك عبد العزيز ميناء جدة الإسلامي اهتماماً بالغاً وقد أتم الملوك من أبناءه بعده مسيرته في تطوير الميناء، وفي عهد الملك سعود تم بناء رصيفين بالميناء لاستقبال السفن، وكان اختيار اسم ميناء جدة الإسلامي بواسطة الملك فيصل -رحمه الله- وكان ذلك عام 1972 ميلادية.
ويرجع السبب في اختيار ذلك الاسم للميناء إلى قيامه على خدمة زوار المشاعر المقدسة وحجاج بيت الله الحرام القادمين إليه من مختلف الدول حول العالم، فقد كانوا يقدمون إلى مكة المكرمة عبر البواخر، والتي كانت ترسو بميناء جدة الإسلامي، فكانوا ينتظروا بالميناء إلى أن يتم نقلهم إلى مدينة مكة، كما أن من تلك الأسباب أن بدء تأسيس الميناء يرجع إلى عهد الخليفة عثمان.
من أبرز ما يميز ميناء جدة الإسلامي هو موقعه الجغرافي الذي يقع على ساحل البحر الأحمر والتي تعد واحدة من أهم الموانئ بالمملكة ومنطقة الشرق الأوسط على طرق التجارة البحرية وبالتحديد فإنها تقع ما بين خطي الطول 10 و 39 شرق، وخطي عرض 21 و 28 درجـة شمال، أما عن الأهمية التاريخية التي قد اكنسبها الميناء فهو لكونها مدخل رئيسي وهام لكل من المدينتين المقدستين المدينة المنورة ومكة المكرمة، كما أنه يعد هو أكبر ميناء بين جميع موانئ المملكة إذ تعمل على مناولة ما يزيد عن خمسة وستون بالمائة من إجمالي حجم البضائع عبر ما يوجد بالمملكة من موانئ.
في عام 1976 ميلادية بدأت عمليات التطوير والتوسيع لميناء جدة الإسلامي والتي قد بلغ معها عدد الأرصفة الخاصة بالميناء (اثنان وستون رصيفاً)، وقد اشتملت على ما يزيد من (ألف سبعمائة اثنان وخمسون معدة حديثة ومتطورة)، والتي تضمنت القاطرات البحرية التي تقوم بخدمات السحب والقطر، والإنقاذ إلى جانب معدات مكافحة الحرائق.
فضلاً عن ما يوجد بها من سفينتين إرساء العوامات، وقارب لجمع النفايات، وقوارب الإرشاد، بالإضافة إلى قارب أخر لتقديم مختلف الخدمات البحرية الأخرى وتيسير عمليات مكافحة التلوث، ومن خلال تلك المعدات والسفن والقوارب الحديثة المتطورة تقدم الميناء الكثير من الخدمات المميزة والهامة ومنها:
كانت وسائل نقل البضائع من الميناء وتنزيلها إليه فيما م تتم من خلال المراكب الشراعية والتي كانت تعرف فيما مضى باسم السنابيك والواحدة منها كانت تعرف بالـ(سنبوك)، وكانت تلك السنابيك أو المراكب الشراعية تنتشر بالقرب مما يحيط بالميناء من شواطئ من الجهة الغربية لمدينة جدة، وكانت تلك السنابيع تتبع ملكية البعض فقط من الأشخاص، في حين كان من الممكن لشخص واحد أن يمتلك أكثر من سنبوك والتي كنت يتم صناعتها محلياً من الأخشاب.
وقد كانت البواخر غير قادرة على على الاقتراب من الشاطئ إلى حد كبير وهو ما يرجع إلى انتشار التعاريج والشعاب، فكانت تقف على بعد مسافة لا تتعدى الأربعة كيلو مترات أو أقل قليلاً من الميناء، فتنطلق تلك السنابيك نحو السفن حين وصولها إلى أن تقوم بإفراغ بضائعها ونقل ركابها، وتلك المهنة لم يكن يزاولها إلا أصحاب الخبرة في الشعاب والبحر، وكان يطلق على من يعمل على تلك المراكب اسم (المزاورية) وهم من كانوا يتولون عمليات تنزيل البضائع من أعلى البواخر ومن ثم إيصالها للميناء.
إن الموانئ في المملكة العربية السعودية تعد من أهم الروافد التجارية والاقتصادية بالمملكة، والتي تلعب دوراً هاماً في تطوير العمليات التجارية سواء كان داخل أو خارج حدود المملكة، ومن بين أهم تلك الموانئ نذكر:
- ميناء ينبع: يقع ذلك الميناء على ساحل البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية، وهو ميناء طبيعي محمي على كل من الجانبين الشمالي والشرقي بالبر الرئيسي، كما أن ميناء ينبع محمي من جانبيه الجنوبي الشرقي والجنوبي بالشعاب المرجانبية، وهو يعد ثاني أكثر الموانئ من حيث الأزدحام في كامل منطقة الشرق الأوسط، إذ يبلغ حجم الشحن كل عام به حوالي خمسة وستون مليون طن.
- ميناء جدة: يرجع تاريخ افتتاح ميناء جدة إلى عام 1976 ميلادية، وهو يعتبر ثالث أكبر موانئ منطقة الشرق الأوسط، والميناء الرئيسي بالمملكة العربية السعودية، ويأتي بالمرتبة الثانية والثلاثون من بين أكثر الموانئ المزدحمة حول العالم، إذ يتعامل مع بضائع بحجم قد بلغ حوالي أربع وخمسون مليون طن، وهو ما يُشكل تسع وخمسون بالمائة من كافة الواردات البحرية بالمملكة العربية السعودية، ويشتمل الميناء على ثمانية وخمسون مرسى بمواصفات ومعايير دولية.
- ميناء ضباء.
- ميناء جازان.
- ميناء رأس الخبر.
- ميناء الجبيل التجاري.
- ميناء الملك عبد العزيز.
- ميناء الملك فهد الصناعي بينبع.
- ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل.
إن ميناء جدة الإسلامي يعد أحد أكبر الموانئ السعودية والذي قد بلغت الطاقة الاستيعابية به حوالي مائة وثلاثين مليون طن، ووفقاً للإحصائيات يدخل إلى المملكة من إجمالي الواردات حوالي 29.6% إلى الميناء والذي تتولى مهمة الإشراف (الهيئة العامة للموانئ السعودية)، ويقوم بإدارتهالكابتن البحري السعودي (عبدالله بن عواد الزمعي).
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا في مخزن والذي تعرفنا من خلالها أنه قد افتتح ميناء جدة الإسلامي في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله والتي تعد أحد أكبر وأهم الموانئ في المملكة العربية السعودية بشكل خاص وعلى سواحل البحر الأحمر بشكل عام.