ابحث عن أي موضوع يهمك
تعرفوا معنا في مخزن على من هو مكتشف الأنسولين والذي تم اعتماده بالقرن التاسع عشر كعلاج أساسي لداء السكري، وهو ما جعله يعتبر من أهم الإنجازات والاختراعات بل وصف بالمعجزة الطبية، وقد نتج عما قام به العلماء من أبحاث متعددة بهدف دراسة الإنسولين وتطوره إلى فهم أفضل لآلية عمل أعضاء جسم الإنسان وأجهزته وما تؤديه من وظائف، وهو ما جعل البعض منهم ينل جائزة نوبل تقديرًا لمجهوداتهم بذلك المجال.
تم اكتشاف الأنسولين على يد الطبيب الجراح فريدريك جي بانتينج بمساعدة تشارلز إتش بيست وبالتعاون مع جيه جي آر بجامعة تورنتو وكان ذلك عام 1921ميلادية وتم تنقيته بواسطة جيمس بي كوليب قبل عام 1921ميلادية، وقبل ذلك كان من الاستثنائي أن يعيش مرضى السكري من النوع الأول لما يزيد عن عام أو عامين، وهو ما يشير إلى أنه في عام 2021ميلادية، يتم الاحتفال بمرور 100مئة عام على اكتشاف الأنسولين، والذي يعد لقد من أعظم الاختراقات الطبية في تاريخ البشرية، والذي استمر بإنقاذ ملايين الأرواح حول العالم وأدى إلى إنقاذ أرواح الملايين من مرضى السكري حول العالم.
في السابع عشر من مايو عام 1921ميلادية، اجتمع كل من فريدريك جي بانتينج وتشارلز إتش بيست وجيه جي آر معًا للبدء في بحثهم لاكتشاف طريقة إزالة الأنسولين من بنكرياس الكلب، وقد قامت طريقتهم على ربط قناة البنكرياس للقضاء على المواد الأخرى بالبنكرياس التي من شأنها تدمير الأنسولين، ولكنها تترك الجزر سليمة، وسوف يتم فيما بعد إعطاء المستخلص المتبقي للكلاب الأخرى التي لم تنتج أيًا من الأنسولين الخاص بها لأن البنكرياس قد تمت إزالته للتعرف على آثاره على مستويات السكر بالدم.
وفي تاريخ العاشر من نوفمبر عام 1921ميلادية كانت أولى التجارب الناجحة ولكن التقدم كان بطيئًا بالبداية ، في حين أن الكثير من التجارب التي قاموا بإجرائها بائت بالفشل العديد من تجاربهم، وقد لاحظ فريدريك بانتينج وفريقه انخفاضًا منتظمًا بمستويات السكر بالدم نتيجة لمستخلصهم، وكانوا على ثقة أنهم على وشك إنجاز شيء هام، وبحلول نوفمبر، كانوا نجحوا بالفعل في معالجة كلب مصاب بداء السكري بمستخلص الأنسولين لمدة سبعين يومًا.
في الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1921ميلادية انضم عضو جديد إلى الفريق لاكتشاف نوع جديد من الأنسولين أنقى من النوع السابق حيث انضم إليهم عالم الكيمياء الحيوية جيمس كوليب ، والذي عمل على تنقية الأنسولين لكي يصل بدرجة أمان كافية لكي يتم اختباره على البشر، وبفضل مساعدته، تم تطوير نوع أكثر نقاء وتركيز من الأنسولين، وتلك المرة تم الحصول عليه من بنكرياس الماشية.
في شهر يناير 1922ميلادية تم استخدام الأنسولين للمرة الأولى على الإنسان لعلاج مرض السكري، وكان هناك صبي بالغ من العمر أربعة عشر عامًا اسمه ليونارد طومسون يموت من مرض السكري من النوع الأول، وهو أول شخص يحصل على حقنة الأنسولين، وفي غضون أربع وعشرين ساعة، تمت ملاحظة انخفاض مستويات السكر المرتفعة في الدم بشكل خطير لدى ليونارد، ولكنه أصيب في موقع الحقن بخراج ولا يزال لديه مستويات عالية من الكيتونات.
ظل كوليب يعمل ليلًا ونهارًا على تنقية مستخلص الإنسولين أكثر، وأعطي ليونارد في الثالث والعشرين من يناير 1922ميلادية، حقنة ثانية ولكن تلك المرة تم تحقيق النجاح التام، وأصبحت مستويات السكر بالدم عند ليونارد أقرب ما يكون إلى الطبيعية، مع عدم وجود أية آثار جانبية واضحة، وبذلك ولأول مرة بالتاريخ ، لم تعد الإصابة بداء السكري من النوع الأول حكماً بالإعدام.
وبحلول مايو 1922ميلادية بدأ إنتاج الأنسولين على نطاق واسع مع انتشار أنباء نجاحه في علاج داء السكري من نوعه الأول، وازداد الطلب عليه، وهو ما جعل كل من فريدريك وبيست يعملان بأقصى جهد نحو تطوير تقنياتهما في إنتاج الأنسولين بحيث يمكن تصنيعه بكميات أكبر بكثير، وفي شهر مايو 1922ميلادية، تم إنشاء مصنع Eli Lilly ليصبح بذلك أول مصنع ينتج الأنسولين بكميات كبيرة.
في أكتوبر عام 1923ميلادية تم إعلان الفوز بجائزة نوبل لمكتشفي الإنسولين تقديراً لاكتشافهم المنقذ للحياة، حيث تم منح فريدريك بانتينج جائزة نوبل عام 1923ميلادية بعلم وظائف الأعضاء أو الطب، وقد قام فريدريك بتقسيم نصف المال الذي حصل عليه من الجائزة مع بيست، وفي عام 1934ميلادية تم تأسيس منظمة السكري بالمملكة المتحدة لتطوير الوصول إلى الأنسولين.
كما تم إنشاء ما كان يُعرف بجمعية مرضى السكر عام 1934ميلادية بواسطة الروائي إتش جي ويلز والدكتور آر دي لورانس، وكلاهما كان مصابًا بداء السكري من النوع الأول، حيث تم إنقاذ حياة آر دي لورانس من خلال اكتشاف الأنسولين وكانت مهمتهم هي ضمان حصول كل شخص مصاب بمرض السكري بالمملكة المتحدة على ذلك العلاج الرائع، بغض النظر عن وضعهم المالي.
هناك العديد من التطورات التي طرأت على الإنسولين منذ اكتشافه وصناعته، ولعل من أهم تلك التطورات ما يلي:
وبذلك نكون قد عرضنا لكم في مخزن اسم من هو مكتشف الأنسولين وقصة ذلك الاكتشاف الهام الذي ترتب عليه إنقاذ ملايين من الأرواح، حيث كانت الإصابة بداء السكري من النوع الأول فيما قبل اكتشاف الإنسولين بمثابة الموت المحقق للمصاب، وهو ما جعل جائزة نوبل تكون من تصيب مكتشفيه.