نطلعكم عبر مقالنا التالي على معلومات عن شهر رمضان المبارك فقد دخل الشهر الكريم وبدأت نفحاته وعاد المسلمين لأداء العبادات على الوجه الأكمل خلال هذه الأيام المباركة وقد خصصنا مقالنا اليوم في مخزن للحديث عن هذا الشهر المبارك لما فيه من فضل فهو أفضل شهور السنة وأحبها عند المولى عز وجل وهو من أفضل الشهور عند المسلمين كذلك ففيه تتهيأ جميع الظروف للعبادة فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: {إذا جاء رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الرحمةِ ، و غُلِّقَتْ أبوابُ جهنَّمَ ، و سُلسِلَتِ الشياطينُ}، وليستوفي الحديث حقه عن شهر رمضان المبارك جئناكم بتفاصيل شاملة حوله وسنعرضها لكم عبر سطورنا التالية …
شهر رمضان المبارك أفضل شهور السنة وأحبها عند المولى عز وجل فهو شهر الخير والبركة والعبادة والطاعة والمغفرة وهو الشهر الذي أنزل فيه المولى عز وجل آيات القرآن الكريم وفرض فيه على المسلمين الصيام الذي يمثل ركن أساسي من أركان الإسلام، وإليكم بعض التفاصيل حوله:
شهر رمضان هو الشهر التاسع من شهور السنة الهجرية وهو الشهر الذي فرض فيه المولى عز وجل على جميع المسلمين الصيام، وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة (183)].
تتضمن أيام هذا الشهر ليلة وصفها المولى عز وجل بأنها خير من ألف شهر حيث قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر].
العبادة الأساسية خلال شهر رمضان المبارك هي الصيام فالصيام فرض واجب على كل مسلم عاقل بالغ ومن شروط الصيام الطهارة والجدير بالذكر أن لهذا الصيام أركان وهي “النية والإمساك”، ويقصد به الإمساك عن جميع المفطرات، فالصيام يقتضي بتجنب الشهوات والامتناع عن جميع المفطرات.
فرض المولى عز وجل الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة والجدير بالذكر أنم الصيام محدد بمواقيت فهو يبدأ مع طلوع الفجر وينتهي مع غروب الشمس.
شهر رمضان المبارك شهد العديد من الأحداث الإسلامية والوقائع كغزوة بدر والخندق وفتح مكة وغيرهم الكثير من الأحداث التاريخية.
فضل شهر رمضان
ينقلنا الحديث عن شهر رمضان المبارك بالضرورة لتوضيح فضله ففي هذا الشهر فضل وأجر كبير للمسلمين وهو فرصة لكل مسلم للعبادة والطاعة وبلوغ الأجر والثواب، ويمكنكم التعرف على فضل هذا الشهر المبارك بمتابعتكم لسطورنا التالية:
شهر رمضان هو شهر المغفرة والعتق من النيران وهو شهر الرحمة ففيه يغفر المولى عز وجل الذنوب والخطايا للمسلمين وهو أحب الشهور عند الله تعالى ففيه أنزل المولى عز وجل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: (185)].
في هذا الشهر تصبح الظروف مهيأة للعبادة ونلحظ زيادة دافعية المسلمين حول التعبد وفعل الأعمال الصالحة ففيه تتسلسل الشياطين وتتوقف الوساوس ودليل هذا ورد في السنة النبوية المطهرة فعن أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله ﷺ: {إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ}.
يصبح الدعاء في أيام شهر رمضان المباركة أقرب للإجابة ففي هذا الشهر تُفتح أبواب السماء للداعين وسماع الدعاء وعد من المولى عز وجل ووعده حق حيث قال في آيات كتابه العزيز: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: (186)].
بصيام هذا الشهر يبلغ المسلم أجر عظيم ويحصل على ثواب كبير ودليل هذا ورد في صحيح السنة النبوية المطهرة، فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ}.
فوائد شهر رمضان
حينما نتحدث عن شهر رمضان المبارك تجدر بنا الإشارة إلى أن فوائد هذا الشهر لا تقتصر على الجانب الروحاني فقط وإنما تشمل مجموعة من الفوائد الصحية على الجسم ، وقد فرض المولى عز وجل الصيام لأسباب عدة كتزكية النفس وتطهيرها من الذنوب، وهو شهر العبادة والطاعة ومن فوائد هذا الشهر نذكر:
صيام شهر رمضان المبارك يحد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية التاجية.
يساعد الصيام في القضاء على الكوليسترول الضار بصحة الجسم وبالتالي فإنه يحد من تأثيراته على الجسم والأوعية الدموية والشرايين.
يسهم الصيام في تخفيف الالتهابات في الجسم ويساعد على القضاء على دهون الزائدة.
كيف استفيد من شهر رمضان
على كل مسلم أن يحرص على الاستفادة من هذا الشهر المبارك فهو فرصة لكل مسلم للتوبة والتقرب من المولى عز وجل لأنه أحب الشهور عند المولى عز وجل فهو شهر الصيام والقيام والذكر، ومما لا شك فيه أن الاستفادة من هذا الشهر تتحقق بالحرص على أداء العبادات واغتنام الوقت في فعل الطاعات ومن أفضل العبادات التي يحرص عليها المسلم خلال شهر رمضان المبارك:
الصيام: الصيام فرض واجب على كل مسلم وهو ركن أساسي من أركان الإسلام ودليل هذا ورد في السنة النبوية المطهرة: لقول النبي ﷺ {بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا}، والصيام هو العبادة الأساسية لشهر رمضان المبارك.
الصلاة: تمثل الصلاة أهم ركن من أركان الإسلام فبدونها لا تقبل العبادات والطاعات مهما بلغت من صحة وهي أول ما يُسال عنه العبد عند الحساب، وعلى المسلم أن يهتم بأداء الصلوات الخمس المفروضة على مدار الشهر في مواقيتها فهي أحب الأعمال إلى المولى عز وجل: عن عبد الله بن مسعود قال: {سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي}.
الدعاء: يمثل الدعاء عبادة من العبادات المستحبة في شهر رمضان المبارك وفي أيام رمضان يصبح الدعاء أقرب للإجابة فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: {ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ}
الذكر: الذكر واحدًا من العبادات المستحبة خلال شهر رمضان المبارك وله فضل كبير على المسلم فبالذكر يحصل المسلم على أجر وثواب عظيم وقد وعد المولى عز وجل الذاكرين ووعده حق بالمغفرة في قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب: (35)].
تلاوة القرآن: من أحب العبادات للمولى عز وجل خلال شهر رمضان المبارك كذلك قراءة القرآن الكريم ففي تلاوة آيات القرآن أجر ومنفعة كبيرة على المسلم وقد قال تعالى في آيات كتابه الحكيم: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} [سورة فاطر: (29)].