مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

تقرير عن التواضع

بواسطة: نشر في: 17 أكتوبر، 2022
مخزن

تقرير عن التواضع

التواضع في اللغة هو إظهار التذلل والخشوع وترك المفاخرة والمباهاة بنعم الله، فالكبر هو إظهار التباهي على الناس بسبب منزلة الشخص أو كثرة أمواله أو مكانة عيلته وغيرها وتواضع الشخص هو أن يخفض جناحه للناس، ولا يفتخر بمكانته ونعم الله عليه بينهم والرضا بالمكانة الوسطي بين الكبر والضعة فلا يظهر لغيره أنه له الأفضلية عليه وأنه يستحق الاحترام والتقدير أكثر منه، وأن مكانته أعظم منه ويحقر من شأنه، ولا يقبل أيضا أن يحقر من شأنه الناس، فيبقى بين هذا وذاك فيطلق على الشخص سمة التواضع وهي من سمات الأنبياء وأولياء الله الصالحين، فإذا تواضع الشخص يرتفع شأنه بين الناس، ويحبونه ويقدرونه أمامه وعند غيابه وللتواضع عدد كبير من المصطلحات وهي: التبتُّل، والخشوعِ، والتذلل، والخضوعِ، والانقيادِ، والقنوتِ، والإذعانِ، والاستكانة.

الحث على التواضع في الإسلام

  • دعا الدين الإسلامي المؤمنين إلى التحلي بالأخلاق الحميدة والصفات الحسنة وأجمل هذه الأخلاق وأحبها إلى الله -سبحانه وتعالى- هو التواضع فلا يحق لإنسان أن يتعالى ويتكبر على إنسان مثله فلا فضل لأحد على أحد فالله خلقنا جميعاً ويوزع لنا أرزاقنا، فلهذه الأسباب يجب على الإنسان أن يتواضع لجميع البشر؛ لأن الله لا يحب التفاخر والتباهي بالنعم، ويحب أن يعامل البشر بعضهم بمحبه وأن يساعد بعضهم البعض لقول الله تعالى (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
  • وقد أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على حبه للمتواضعين فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ).
  • وقد ذكر الله صفة التواضع في القرآن الكريم كما حث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المؤمنين على التحلي بصفة التواضع وقال أن التواضع لا يزيد الإنسان إلا محبة وقرب من الناس ومن الله عز وجل وتقدير وعزة وكرامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).
  • التواضع هو أساس رفعة الإنسان وعلو منزلته وهو من صفات عباد الرحمن الذين قال الله عنهم في كتابه العزيز (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) فالتواضع من سمات أولياء الله الصالحين وأحبابه المقربين والأنبياء الصالحين.

ثمرات التواضع

إن الدين الإسلامي الحنيف ينص على كل ما فيه النفع والخير للأمه الإسلامية وللمؤمنين فيحث على مكارم الأخلاق التي ترفع من شأن الإنسان ومكانته عن الناس ومكانته عند الله سبحانه وتعالى، فالتواضع من الأخلاق المحمودة التي يكون لها العديد من الفوائد وتعود على البشر بالرفعة والعزة ويعم الخير والمحبة بين الناس فمن ثمرات التواضع:-

  • الفوز برضا الله -سبحانه وتعالى- الوصول إلى محبته فالتواضع من أحب الصفات إلى الله عز وجل فالله -سبحانه وتعالى- لا يحب التكبر والتفاخر والتباهي فقال الله تعالى في كتابه العزيز (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) فتدل الآية على حب الله للمتواضعين كرهه للمتكبرين المتفاخرين بالنعم فالتواضع من أسباب قرب العبد من ربه وكذلك قربه من خلق الله تعالى.
  • فعندما يتحلى الإنسان بالتواضع يحبه الناس، ويقدرونه ويدافعون عنه أمامه، وفي غيبته ويذكرونه بالخير ويكون حسن السيرة بينهم، ولا يذكرونه إلا بأحسن القول.
  • فالتواضع دليل على حسن خلق المؤمن واكتسابه للصفات المحمودة، فتحل البركة والسعادة في حياته وفي ماله وأولاده وفي دنياه، وتلحقه البركة في آخرته ويكون أمنا من عذاب الله، ويرزقه الله بحسن الخاتمة والسيرة الحسنة بين الناس بعد وفاته.
  • إصلاح ذات البين والبعد عن إثارة العداوة والبغضاء بين الناس والفوز بمحبة الناس ومحبة الله -عز وجل- والاقتداء بأشرف الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتآلف بين قلوب الناس والتغلب على وساوس الشيطان حيث إن التكبر والتفاخر من صفات الشيطان.
  • فعندما أمر الله تعال إبليس بالسجود لآدم -عليه السلام- رفض إبليس السجود تكبراً منه لأن الله خلقه من نار وخلق سيدنا آدم -عليه السلام- من طين فقال تعالى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) وهذا دليل من القرآن الكريم على أن التكبر من صفات إبليس، ودليل على أن التكبر يصغر من صاحبه، ويحط من شأنه ويجعله من الخاسرين.

صور التواضع عند الصحابة والتابعين

  • يعتبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير قدوة حسنة للمؤمنين وللبشرية أجمعين وأيضاً يعتبر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة للأمة المسلمة، وذلك استنادا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) فنوضح لكم في النقاط الآتية نبذة عن صور توضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوضع صحابته الكرام والتابعين.
  • أولا توضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أهل بيته وزوجاته فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يساعد زوجاته وكان يقوم بخدمة بنفسه فكان أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم- يحمل بضاعته التي يشتريها من السوق بنفسه وعند انقطاع ثوبه كان يقوم بترقيعه دون الحاجة لأحد، وكان يقوه بحلب الشاه الخاصة به، ويعلفها بنفسه ولم يستعن بزوجاته.
  • ومن صور تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يتناول طعامه مع خادمه دون تفاخر وتكبر بكونه أشرف الخلق ونبي الله وحبيبه وخاتم الأنبياء والمرسلين، وكان يشارك صحابته رضوان الله عليهم، ويساعدهم في الأعمال ويظهر هذا التواضع أثناء غزوة الخندق عندما قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمشاركة أصحابه بنقل التراب ولم ينأ بنفسه عنهم، ويتكبر عليهم بكونه قائدهم ونبيهم.
  • ونقدم نبذة عن تواضع صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن بينهم عمر بن الخطاب عند نجاحه في فتح بيت المقدس، فكان يشارك عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- غلاماً وكانا يتبادلان ركوب الدابة أحدهم يركب فوقها، ويقودها الأخر سيراً بالأقدام فعند اقترابهم من الشام كان دور الغلام في ركوب الناقة، وقام عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- بقيادة الناقة وهو يسير على قدمه واستقبلته بحيرة من الماء، فحمل نعله تحت إبطه وخاض في الماء، دون أن يكترث لعلو مكانته ومنزلته الرفيعة.
  • مثال آخر عن التواضع وهو تواضع الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما كان في بيته، وكان يقوم بكتابة شيء ما، فأنطفئ السراج وكان يوجد في بيته ضيف، فطلب الضيف من عمر بن عبدالعزيز أن يقوم بإصلاح السراج، فرفض عمر فأقترح عليه الضيف مناداة الغلام لكي يقوم بإصلاحه، فرفض عمر أيضا وقام بإصلاح السراج بنفسه.
تقرير عن التواضع

جديد المواضيع