إن كثير من الناس يحلمون بأحلام مزعجة ويخافون من تحقها وذلك لأنها قد تحمل الشر والمصائب والبؤس في حال إن تحققت في أرض الواقع، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نساعدكم في التعرف على الطرق الصحيحة التي يجب اتباعها عند الحلم بكابوس أو حلم مزعج لا ترغب في إن يتحقق.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليستعذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحد” وفي لفظ آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدكم ما يحب، فليحمد الله وليحدث به من يحب، وإذا رأى ما يكره، فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ولينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحد”. هذه هي السنة التي ينبغي اتباعها في التعامل مع الرؤى والأحلام التي تريد إبطالها.
ماذا أفعل بعد كابوس أو حلم سيء؟
ينبغي اتباع الخطوات التالية عندما يرى شخص حلمًا سيئًا:
ينفث على يساره ثلاث مرات.
يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى في الحلم.
يتحول إلى الجانب الآخر، على عكس الجانب الذي كان ينام عليه عند رؤية الحلم.
يتوضأ ويصلي ركعتين.
يجب عليه عدم حكاية ما رأى في الحلم لأي شخص، حتى يتجنب أي ضرر. فكما أن الصدقة وقاية للمال، فإن عدم رواية حلم سيء للناس يكون سببًا لسلامة الشخص من أي مكروه قد ينتج عنه.
أدعية للتحصين من الكوابيس
هناك العديد من الأدعية والأذكار التي يمكن استخدامها للتحصين من الكوابيس، ومن أهمها:
قول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” ثلاث مرات.
قراءة سورة الفلق والناس ثلاث مرات قبل النوم.
قول: “باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.
قول: “اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا” ثلاث مرات قبل النوم.
قول: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العافية من فتنة الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العافية من عذاب النار وعذاب القبر، اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي”.
قول: “أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر”.
قول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” وهي ثلاث مرات، وبعدها قول: “اللهم إني أسألك الأمن في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية، اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك”.
الفرق بين الحلم والكابوس
الحلم والكابوس هما نوعان من الأحلام، ولكن يختلفان في طبيعتهما وتأثيرهما على الشخص. وفيما يلي بعض النقاط التي توضح الفرق بينهما:
الحلم هو رؤية تحدث في النوم، ويمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا، بينما الكابوس هو نوع من الأحلام السيئة والمرعبة.
الحلم يمكن أن يكون مفيدًا في فهم النفس والمشاعر والرغبات، بينما الكابوس يمكن أن يكون مدمرًا للصحة النفسية والجسدية للشخص.
الحلم يحدث عادة في المرحلة الثانية من النوم، بينما الكابوس يحدث عادة في المرحلة الرابعة من النوم.
الحلم يتميز بالواقعية والطبيعية في أحيان كثيرة، بينما الكابوس يتميز بالغموض والخيال والرعب.
الحلم يمكن أن يتحكم فيه الشخص إلى حدٍ ما، بينما الكابوس قد يشعر الشخص بالعجز أو عدم القدرة على التحكم فيه.
الحلم يمكن أن يساعد في تحقيق الأهداف والطموحات، بينما الكابوس يمكن أن يسبب الخوف والهلع والتوتر.
يمكن للشخص أن يتذكر الحلم بوضوح وبتفاصيله، بينما الكابوس يمكن أن يختفي بسرعة أو يترك انطباعًا سلبيًا لفترة طويلة على الشخص.
حكم تفسير الأحلام
إن الإسلام أطلق لفظاً آخر ومصطلحاً آخر بمعنى تفسير الأحلام، وهو تعبير الرؤيا، ويشير القرآن إلى جواز تعبير الرؤى لمن يمتلكون المعرفة في هذا المجال ويتمتعون بالخبرة في تفسير الأحلام.
فقد ذكر تعالى في سورة يوسف: “وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ” (سورة يوسف: 43).
ويتم تفسير الأحلام بطرق مختلفة، ويجب الحرص على تجنب الاعتماد على تفسيرات غير دقيقة أو معتمدة على الخرافات والشائعات، والاعتماد على التفسيرات الشخصية والتي تعتمد على الاجتهاد الشخصي دون الرجوع إلى العلماء المتخصصين في هذا المجال.
ومن الناحية الشرعية، يجب الاحترام والتأني في تفسير الأحلام، والتوجه إلى العلماء الموثوقين والمؤهلين لتفسير الأحلام بطريقة صحيحة وموثوقة.
وينبغي لمن يرى رؤيا أن يتحلى بالصبر والحكمة والتأني في تفسيرها، وعدم الانجرار وراء الاستنتاجات السريعة أو الأفكار الخاطئة التي قد تتسبب في إضاعة الفرص والبعد عن الحقيقة.
هل الصدقة تدفع شر الحلم؟
تعد الصدقة والتصدق من الأعمال الحسنة التي تنال رضى الله تعالى، ويمكن أن تكون لها أثر عظيم في دفع البلاء والمصائب كما ورد في الحديث النبوي، وسنتناول ذلك فيما يلي:
في حديث رواه الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر”. وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة”.
ويشير الحديث إلى أن الصدقة تعد من صنائع المعروف التي تساعد في دفع المصائب والبلاء، وتكون فعالة في هذا المجال حتى لو كانت الصدقة من فاجر أو ظالم أو كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء.
ويذكر الشيخ الإسلام ابن تيمية أن الدعاء والصدقة والاستغفار يمكن أن تكون آلية فعالة لدفع البلاء والمصائب، ويشير إلى أن الكسوف هو مناسبة خاصة تذكرنا بأهمية الدعاء والصدقة في مواجهة المصائب.
وبالإضافة إلى ذلك، يجدر بنا التذكير بأن الصدقة لها أثر عظيم في الدنيا والآخرة، وتعد من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلمين القيام بها. ويجب علينا أن نكون متصدقين بشكل مستمر وننشر الخير في جميع أنحاء المجتمع، وندعو الله تعالى أن يجعلنا من أهل المعروف في الدنيا والآخرة.
يجب أن ننتبه إلى أن الرؤى المفزعة التي تبدو وكأنها حدثت في الواقع قد لا تكون صادقة، وقد تكون من تخويف الشيطان للمؤمن. ويجب على المسلمين في مثل هذه الحالات الاستعاذة بالله من الشيطان واللجوء إلى الصلاة والدعاء.
وفي الحديث النبوي الصحيح، روى مسلم عن جابر بن عبد الله قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: رأيت في المنام كأن رأسي قطع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به الناس”. وفي حديث آخر في صحيح مسلم، عن أبي قتادة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان”. لذلك، يجب أن نتأكد من مصدر هذه الرؤى وعدم الحديث عنها إذا لم تكن من مصدر موثوق به.
