إن البذرة تمتص الماء الذي تسقى به إلى أن تكسر الغلاف الخارجي الخاص بها وتنتفخ، ومن ثم تبدأ جذورها بالنمو تدريجيًا بشكل طولي، وبعدا يبدأ ساقها بالنمو في الأرض، ثم الأوراق إلى أن تتحول تلك البذرة إلى نبتة صغيرة.
خطوات إنبات البذرة
كي تتم عملية إنبات البذرة بشكل سليم يجب إتباع ما يلي:
علينا أولًا أن نقوم بإحضار بذرة صالحة للزراعة، ومن ثم نقوم بوضعها على بعد ملائم في تربة خصبة وجافة، ويجب أن تكون بمقدار عقلتي إصبع.
يجب علينا أن نقوم بعدها بري التربة باستخدام الماء إلى أن تتشبع تمامًا.
نقوم بعدها بترك البذرة الصغيرة حتى تمتص الماء، وذلك عن طريق الغلاف الخارجي الصلب الخاص بها.
يأتي بعده دور البذرة الصغيرة في البدء بعملية الحرق الداخلي كي تحصل على طاقة كي ينمو الجنين، وتستعين في تلك العملية بالماء الذي حصلت عليه، وما تملكه من تربة خصبة ورطبة، وباحتوائها على المواد الغذائية الكافية والمعادن، وما تمتلكه من مخزون غذائي في داخلها، وكذلك الطاقة الموجودة في الماء الذي يتم امتصاصه من التربة.
المرحلة التالية تكمن في حدوث التشقق في الغلاف الصلب الخارجي للبذرة، والذي سيقوم بالكشف عن شكل الجنين الكامن في داخل تلك البذرة، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كلما زاد امتصاص البذرة، زادت سهولة وسرعة عملية التشقق الخارجي للغلاف، واتسع الغلاف الصلب أكثر.
يبدأ بعد تلك المرحلة الجذر في الظهور حيث تتشعب الجذور في البداية، وتبدأ تلك الجذور في الانتشار في كافة جزيئات التربة ومكوناتها، الأمر الذي يساعد في تدعيم النبات في تربته، ويسهل من عملية امتصاص البذرة للمياه.
تأتي في المرحلة الأخيرة بداية ظهور الساق الأولي الذي يستمر في النمو، وهو يحمل الأوراق الأولية، ويبدأ الساق في التخلل للتربة إلى أن تصل لأشعة الشمس أعلاه، وبعدها تتم عملية صنع وتكوين مادة الكلوروفيل، والتي تمنح النبات مظهرًا أخضر مميز للغاية.
أمور يجب مراعاتها قبل أن تبدأ البذور بالإنبات
علينا قبل أن تبدأ البذور بالإنبات أن نقوم بالآتي:
أن نكون على دراية تامة بأن العملية التي تتحول عن طريقها البذور إلى نباتات تسمى “شتلة” وأن تلك العملية لا تحدث إلا إذا توافر ضوء شمس مثالي للبذرة، مع توافر تهوية جيدة، وكذلك إن تم ري البذور بماء جيد وصالح للزراعة، حيث إن عملية تحويل البذرة إلى نبتة هي من العمليات البسيطة والمعقدة في الآن ذاته، فهي بسيطة لأنها تحدث في تدرج زمني واضح ذو حاجة كبيرة إلى تدخل الإنسان، فهي خالية من التعقيد البشري، فكل ما علينا فعله هو غرس البذرة في تربة جيدة والسماح بتدفق الشمس والهواء والماء إليها، أما وجه التعقيد، فهو يكمن في أن بعض الأشخاص يفشلون إنجاحها إن لم يتم توفير العناصر الكميائية والطبيعة بشكل متوازِن وكافٍ.
يجب علينا أن نقوم باختيار البذرة الملائمة للزراعة، والبذرة ليست سوى نبات جيني صغير للغاية يحيطه مخزون غذائي يكفي لأن يقوم باستخدامه في إتمام عملية الإنبات، ويملك غلافه الخارجي الصلب إلى حد ما الذي يحميه من العوامل الخارجية التي قد تضر البذرة وتفسدها، ولهذا فإننا حينما نقول يجب مراعاة البذرة الملائمة، فإننا نقصد أن تكون البذرة المختارة في عملية الإنبات عالية الجودة، ومشتراة من مكان جيد السمعة ومعروف ببذروره النظيفة.
يجب أن نكون على علم بأن البذور التي يتم تخزينها لعدة سنوات وبطريقة غير ملائمة قد تكون تالفة، أو غير قوية بالشكل الذي يريده المشترون، ولهذا قد يكون السبب وراء فقدان النبتة قوتها بعد نموها، أو نموها بشكل سيئ عند زراعتها هو أن البذرة منذ البداية هشة وغير صالحة بسبب التخزين الرديء.
البيئة المناسبة للإنبات بشكل جيد
هناك العديد من العوامل المحيطة التي تساعد في نمو البذرة وتحولها إلى نبات بشكل جيد ومن تلك العوامل ما سنذكره فيما يلي:
درجة الحرارة الجيدة
إن أفضل درجات الحرارة لإنبات البذور هي 25 إلى 30 درجة مئوية، حيث إن النباتات قد تنمو ببطء مبالغ فيه في درجات الحرارة الضعيفة، فإذا وصلت درجة الحرارة لمقدار 18 درجة ستنمو البذرة ببطء، أما إذا وصلت درجة الحرارة إلى 11 فما أقل فإن البذرة لن تنمو، ولهذا نجد أن درجات الحرارة المنخفضة تعطل عملية إنبات البذور في المزارع والمشاتل.
تحتاج النباتات للفصول الدافئة كي تنمو بشكل جيد، وحتى لا تتعرض إلى أي أضرار تؤدي إلى تلفها، لا سيما في المراحل الأولى من زراعته، ففي ببداية زراعة البذرة يجب أن يعتني بها الزارع بشكل كبير فتلك هي أهم مرحلة في حياة النبتة، وأكثر مرحلة يكون للبذرة والنبتة فيها احتياجات كثيرة، ومع تقدم النبتة في العمر، فإن تلك الاحتياجات تقل تدريجيًا، فالنباتات الصغيرة تختلف عن النباتات الصغيرة من حيث الاحتياجات المطلوبة واحتياطي الغذاء المخزن بداخل كل نبتة.
رطوبة التربة ومساميتها
يجب أن تتم مراعاة التربة التي تتم فيها عملية إنبات البذرة، سواء كانت تلك البذرة طينية أم رملية أم مزيج منهما، إذ أن الاتصال الملائم بين التربة والبذور يجعل النبات ينمو بشكل حيوي ممتاز، ولهذا يوصى بعض الخبراء في استخدام تربة ذات نسيج غير جاف، مع الحرص على ضغط النبات بشكل طفيف في الحقل، إذ إنه كلما كانت التربة التي تحيط بالبذرة ناعمة ورقيقة أو رطبة، فإن ذلك يجعل امتصاص البذور للماء أسرع وأفضل، مما ينعكس أيضًا على سرعة الإنبات، حيث إن الغلاف الخارجي للبذور يحتوي على مسام صغيرة وثقوب تتأثر من تلك العملية ويتخلل الماء من خلالها.
أما في الحالات التي يكون فيها الوسط أو التربة رطبة للغاية أو مضغوطة جدًا فإن ذلك سيمنع الهواء من الدخول إلى البذرة أو النبتة وسيؤدي إلى اختناقها وتلفها، فلذلك يجب مراعاة عملية التنفس لدى النباتات، فالبذور أو النباتات مثلها مثل أي كائن حي آخر بحاجة دائمة إلى الأكسجين كي تتنفس، وتطلق أيضًا ثاني أكسيد الكربون.
كيف تنمو النباتات وتتكاثر
تنمو النباتات في حال توافر الظروف الملائمة، والتي سبق وأن ذكرنا بعضاً منها أعلاه، وتتكاثر في حال انتقال حبوب اللقاح إلى الجزء الأنثوي الداخلي للأزهار، حيث إنه يتم التلقيح؛ ومن ثم تتكون البذور التي تساهم في عملية التكاثر، فهي لا تتكاثر إلا من خلال هذه الطريقة، وتنتقل حبوب اللقاح إلى الأنثى من خلال الجزء الذكري في نفس الزهرة، أو قد يكون من خلال زهرة أخرى.
يتم انتقال البذور، حينما تسقط الثمار على الأرض أو التربة ومن ثم تتحلل، وتبقى تلك البذور في التربة، وهناك بعض البذور التي تنقل بفعل الرياح أو الماء، أو من خلال الحيوانات، ففي بعض الحالات تتعلق بعض البذور التي لها شوك بفراء بعض الحيوانات؛ ومن ثم تنتقل لمكان آخر، فعلى سبيل المثال بذور الجوز قد تنتقل عن طريق دفن السناجب لها في التربة، وفي حالات أخرى حينما تأكل الحيوانات الثمار نفسها تنتقل البذور في أجسامهم؛ ومن ثم تخرج في الفضلات إلى التربة، وتنمو من جديد.