اكتشف العلماء مجموعة من النباتات تزدهر بشكل كبير في الصحراء الكبرى على الرغم من الظروف القاسية فيها من الحرارة والجفاف، وبعد إجراء الأبحاث المناسبة توصلوا إلى سبب تأقلمها حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نشير إليه بالتفصيل.
تُعرف النباتات التي تعيش في الصحراء باسم النباتات الصحراوية حيث إنها النباتات القادرة على التكيف في بيئة جافة تعاني من قلة هطول الأمطار فيها وكذلك من قلة الماء وذلك عبر إجراء بعض التغيرات في جميع أجزائها للبقاء على قيد الحياة وللقدرة على تحمل الجفاف وتخزين الماء والحصول على المغذيات اللازمة لنموها، إذ تتمثل الطريقة الشائعة لقدرة النباتات على العيش في الصحراء فيما يلي:
مد الجذور إلى باطن الأرض لأخذ حاجتها من الماء.
تكوين طبقة فوق الأوراق من الشمع للحفاظ على بقاء الماء لأطول فترة زمنية ممكنة ولوقايته من التبحر.
لف الأوراق على نفسها.
تخزين الماء بداخل الأوراق بأكبر قدر ممكن.
مظاهر تكيف النباتات في الصحراء
تُستخدم النباتات الصحراوية العديد من الطرق لتخزين الماء داخلها والذي يعد من أهم العناصر المساهمة في تعزيز قدرتها على التأقلم مع بيئة الصحراء القاسية، فمن هذه الطرق ما يلي:
الجلد الشمعي السميك
يوجد في النباتات التي تعيش في الصحراء جلد سمعي سميك بالإضافة إلى الأوراق المسامية.
حيث يقع هذا الجلد على الأوراق بشكل أساسي وهو يلعب دورًا كبيرًا في الاحتفاظ بالماء وتقليل نسبة التبخر.
إذ تتمثل أبرز النباتات التي تحتوي على المادة الشمعية في الصبار وأشجار الفيل، إذ يؤدي الجلد الشمعي لديهم في الاحتفاظ بالماء في الأوراق والساق والجذع.
السيقان الكبيرة
تمتلك النباتات الصحراوية أيضًا سيقان كبيرة وسميكة.
حيث إن هذه السيقان توفر لها مساحة أكبر لتخزين الماء فيها.
وهو ما يساهم في زيادة قدرتها على الاحتفاظ بكمية الماء اللازم في النبتة.
الأشواك البارزة
تتوفر الأشواك البارزة بدلًا من الأوراق في بعض النباتات الصحراوية مثل نبات الصبار.
حيث إن هذه الأشواك تساهم في توفير مساحة أقل بالنسبة لتبخر الماء.
كما أنها تلعب دورًا كبيرًا في حماية النباتات من الحيوانات الجائعة والمستعدة للتغذية عليها.
الأوراق ذات المساحة الصغيرة
تضمن الأوراق القليلة وذات المساحة الصغيرة الموجودة في النباتات الصحراوية عملية نتح أقل من العملية التي تتم في الأوراق الكبيرة وذلك عن طريق الثغور، وهو ما يساهم في تقليل كمية الماء المفقودة.
فنظرًا لصغر المساحة السطحية الأكثر عُرضة للتبخر في الأوراق فإن نسبة الماء المفقود تقل بسهولة.
ومن الجدير بالذكر أن النباتات خلال عملية النتح التي تتم في الأوراق تفقد معظم كمية الماء الموجود فيها.
إذ تؤدي قتلة عدد الأوراق على الأغصان في جعل كمية الماء كبيرة مقارنةً بالكمية في السيقان مما يساعد النباتات على الاستمرار في البيئة الصحراوية.
الجذور العميقة
تساهم الجذور الضحلة في النباتات الصحراوية والتي تنتشر على مساحات واسعة في جعلها تحصل على كمية كبيرة من مياه الأمطار.
في حين أن الجذور العميقة والتي يتراوح طولها من 7 إلى 10 أمتار تساعدها على الوصول إلى أماكن عميقة في الأرض من أجل بلوغ إمدادات المياه التي توجد في الأسفل، فهذه الجذور من أبرز عوامل تكيف النباتات في الصحراء.
مخزن المياه
تمتاز الصحراء بقلة المياه الموجودة فيها إلى جانب جفاف التربة نظرًا لأشعة الشمس الحارة، حيث تستطيع النباتات التكيف مع هذه الظروف من خلال الاستعانة بمخزن المياه.
إذ يتمثل هذا المخزن في الأوراق والسيقان والجذور والثمار.
فمن الممكن أن تقوم بتقليل كمية الماء المفقود في فترة الليل عبر إغلاق الثغور التي تساعدها في عملية البناء الضوئي في الصباح.
المسام الصغيرة
يوجد على سطح أوراق النباتات فتحات صغيرة تُعرف باسم الثغور حيث إنها تساهم في تنظيم تبادل غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، ومع ذلك فهي تمثل نقطة ضعف بالنسبة لها نظرًا لكونها وسيلة فعّالة في فقدان الماء.
ولكن لقد ثُبت علميًا بأن هذه الثغور تمتلك آلية عمل تساعدها في الحفاظ على المياه بسهولة حيث تغلق نفسها في النهار لكيلا يتبخر الماء بينما تتفتح في الليل لا سيما عند برودة الجو.
ومن الجدير بالذكر أنه عند سقوط الأمطار تظل الثغور مغلقة في الليل والنهار لمدة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة وهو ما يجعل عملية البناء الضوئي بطيئة واستهلاك الطاقة في صنع الغذاء أقل، حيث تساهم هذه الأمور في الحفاظ على كمية الماء وضمان الاستمرارية في تلك البيئة الصعبة.
أنواع نباتات الصحراء
تنقسم النباتات الصحراوية ووفقًا لطريقة تكيفها إلى ثلاثة أنواع كالآتي:
النباتات الصحراوية العصارية
تكون أجزائها سميكة مقارنةً بالنباتات العادية حيث تساعدها في الاحتفاظ بالماء بشكل أكبر، وهي من النباتات التي يُمكن استخدامها للزينة لامتلاكها لشكل مميز
النباتات الصحراوية المعمرة
تتسم بدخولها في فترة من الخمول والسكون وذلك عند إصابتها بالجفاف ثم تستعيد نشاطها وتستيقظ بمجرد سقوط الأمطار أو توفر كمية كبيرة من الماء، حيث إن هذا السبب هو ما يجعلها معمرة لفترة أطول من باقي النباتات، ومن أشهرها شجرة اليوكا قصيرة الأوراق
النباتات الصحراوية الحولية
تكمل دورة حياتها في غضون موسم واحد أو ربما أقل في بعض الأحيان، حيث إنها متفردة عن غيرها، وتموت عقب إتمام دورة حياتها وبعد إنتاج البذور وتناثرها لا سيما عقب انتهاء فصل الخريف، وهي تُعرف أيضًا باسم النباتات العابرة مثل التين الشوكي والصبار المدور
أشهر نباتات الصحراء
هناك مجموعة متنوعة من النباتات المشهورة تنمو في الصحراء وتستطيع البقاء على قيد الحياة في هذه البيئة دون أن تتأثر بالعوامل القاسية، فمنها ما يلي:
شجرة الباوباب
تتوفر هذه الشجرة بشكل شائع في الصحراء الأفريقية حيث إنها تتسم بجذعها الهائل وبوجود بعض الأغصان الخشنة فيها.
كما أنها تزدهر في الأرض التي تكون فيها الأمطار محدودة، إذ من النادر العثور على شجيرات صغيرة منها.
ويتسم اللحاء الخارجي لهذه الشجرة بقدرته على عكس الحرارة والضوء وهو ما يضمن جعلها باردة في أشعة الشمس الشديدة.
كما أنه يمنع القرود والفيلة والحيوانات العاشبة من تناول أوراقها وتسلقها.
شجرة التبغ
تنمو شجرة التبغ في الصحراء، حيث إنها تختلف عن أشكال نبات التبغ الاخرى.
إذ إن أوراق شجرة التبغ الصحراوية مميتة في حالة إن تم تدخينها.
وهي تنمو على ارتفاعات تزيد عن 6 أقدام.
ومن الجدير بالذكر أن لهذه الشجرة أوراق صغيرة تساهم في منع شمس الصحراء من امتصاص الرطوبة كما تساعدها على تخزين المياه في الجذور.
العشب الصحراوي
يعد العشب الصحراوي من أصعب النباتات على وجه الأرض.
وذلك لأنه يستطيع النمو في مجموعات قاسية للغاية.
حيث إنه ينتج زهور بيضاء صغيرة إلى جانب بذور صالحة للأكل ويُمكنه النمو مرة أخرى في حالة موته.
وذلك لأن جذوره تظل سليمة وتخزن المياه فيها، كما أنها متشابكة حيث تمنع من تآكل التربة.
أشجار النخيل
تنتج أشجار النخيل التمر وهي فاكهة حلوة صالحة للأكل وتعد من أبرز المواد الغذائية لسكان الصحراء.
حيث إنها تنمو إلى 23 متر وبشكل فردي، وتقوم بتشكيل كتلة تشترك عدة سيقان فيها وفي نظام جذر واحد.
شجرة زيتون لابيرين
تستطيع هذه الشجرة مقاومة الجفاف والحرارة بفاعلية، حيث إنها تنمو في المرتفعات الصحراوية.
ويستخدمها السكان المحليين كمصدر للخشب، في حين أنهم يستخدمون أوراقها في تحضير الأدوية التقليدية وكعلف بالنسبة للماشية.