الخوف هو الشعور الذي ينتج عن الخطر أو التهديد المتصور ويحدث في أنواع معينة من الكائنات الحية وليس الإنسان وحده، حيث يقوم هذا الشعور بالتسبب في تغير في وظائف الأيضية والعضوية، وبلا شك فهو يتطور إلى تغيير في السلوك، مثل الهروب، الاختباء، أو التجمد تجاه الأحداث التي يتصورها الفرد، والجدير بالذكر أن هناك أشخاصاً تعاني من حالات نفسية بسبب الخوف المصاحب دائما، بل يتغلغل الخوف في أعماق القلب ويصبح كأنه مرض ملازم لصاحبه، ولذلك يتساءل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة عن كيفية التخلص من الخوف وإزالته تماما من القلب، فمن خلال السطور القادمة سنوضح لك عزيزي القارئ أفضل طرق في علم النفس لمحاربة الخوف وإزالته من قلبك.
الاقتراب من الله عز وجل بالصلاة والدعاء والاستغفار، وتلاوة ورد يوميا من القرآن الكريم، وتحصين النفس بالأذكار الصباحية والمسائية.
أخذ بعض الوقت من الراحة وعدم التفكير في مخاوفك، وهذا الأمر من أجل تجنب سيطرة شعور القلق والخوف عليك ويكون من خلال المشي أو القراءة أو صنع مشروبك المفضل أو طعامك المفضل بكل حب وهدوء.
التنفس ببطء وعمق أثناء الشعور بالخوف، ففي الحقيقة أن الإنسان حين بالخوف والقلق ويسيطر عليه هذا الشعور بشكل كامل، ويفتقد القدرة على التحكم في عملية التنفس بشكل صحي، فعليه أن يقوم في هذه الحالة بالتنفس ببطء وعمق بشكل مستمر تدريجي حتى يتمكن من السيطرة بعض الشيء على الخوف والقلق.
مواجهة المخاوف، فالجدير بالذكر أن الشخص الذي يعاني من الخوف المستمر تجاه شيء معين يجعله دائما ما يتجنب هذا الشيء، وفي الحقيقة إن هذا الفعل من الأمور التي تسبب زيادة الخوف في قلب هذا الشخص أكثر مما كان عليه سابقا، وفي حال إنه تصادم به يشعر بالقلق والتوتر ويفقد السيطرة على مخاوفه، لذلك يجب مواجهة المخاوف، ومهما كان حجم خوفك تجاه شيء معين لا بد من مواجهته بنفسك قبل أن يواجهك.
توقع كل ما هو أسوأ، فلا ينبغي أن تتوقع كل ما هو أجمل حتى لا تصدم فجأة بالواقع، فتوقع أسوأ شيء يمكن أن يحدث لك وتخيل موقف ما في عقلك واربطه مع مخاوفك، حتى إن حدث معك هذا الأمر بالفعل في الواقع أو أبسط منه لا تكون في حالة من الذعر والقلق الذي قد يؤول بك إلى نوبة قلبية.
انظر إلى الأدلة التي قد تساعدك بشكل كبير على تحدي الأفكار المخيفة بالنسبة لك، وقم بطرح الأسئلة على نفسك بالموقف الذي تخشى التعرض له وشخص آخر وقع فيه، فبم تنصحه؟ وبعد طرح الإجابات والنصائح قم بتطبيقها على نفسك.
التوقف عن المحاولة لكي تصبح مثاليا، فلا يوجد شخص مثالي بشكل كام، فالبشر لا بد لهم من الوقوع في الخطأ مهما إن كلفهم الأمر لكي يصبحوا مثاليين، لأن هذا الأمر مرتبط بحياة مفعمة بالضغوط والاضطرابات، ففي الحقيقة أن الشعور بالسعي نحو المثالية يكلف الإنسان المزيد من القلق والخوف والذعر الدائم.
تخيل مكان آمن وهادئ، فعليك أن تهرب من مخاوفك التي تسبب لك ضغطاً كبيراً في هذه الحياة؛ بأن تتخيل نفسك في مكان هادئ وبعيد لكي تهدأ وترتخي أعصابك من حالة الشد التي تكونها عليها معظم الأوقات.
صارح أقرب شخص إليك عن مخاوفك، فإن كان لك أحد قريب منك سواء من أسرتك أو صديق لك قم بمصرحته عن مخاوفك التي تسيطر على حياتك اليومية تجاه كل شيء، فتقاسم المخاوف مع شخص قريب منك يزيل كم كبير من هذا الخوف ويشعرك بالاطمئنان، وإن تطلب الأمر أن تذهب إلى الطبيب النفسي في حالة عدم وجود شخص مناسبك للاستماع إليك؛ فلا تتردد بأن تقوم بذلك.
اهرب من واقعك بشكل إيجابي كالنوم وممارسة الرياضة وتناول الوجبات الصحية والشهية، ولكن لا تهرب من مخاوفك وواقعك بالتدخين أو تناول المخدرات أو الكحوليات.
كافئ نفسك أولا بأول وعزز نجاحك حتى وإن كان بسيطاً، فالشيء الذي تخشاه وقمت بفعله لا تتردد أبدا في أن تكافئ نفسك على نجاحك في القيام به.
مارس التمارين الرياضية يوميا حتى وإن كانت عبارة عن المشي لمدة 30 دقيقة، حتى تطرد الأفكار السلبية من عقلك.
التزم بنظام غذائي صحي يحتوي على البروتينات، والأوميجا 3، الذي يقوم بدوره على مقاومة الاكتئاب والقلق.
التقليل من المشروبات التي تحتوي على عنصر الكافيين، لأنها تسبب أرق وزيادة القلق وعدم القدرة على النوم العميق.
أسباب الخوف
أما عن أسباب الخوف، ففي الحقيقة تتفاوت ما بين كل مما يلي:
المخاطر البيئية الحقيقية.
الخوف من بعض الكائنات الحية.
الخوف من المجهول، والأحداث المستقبليّة.
التخيّلات الوهميّة.
الخوف من المواقف، مثل: رهاب الميادين، ورهاب الطيران، ورهاب العناكب.
أعراض الخوف الداخلي
للخوف أعراض كثيرة، وفقد تتجمع كلها في شخص واحد على حسب مدى مخاوفه، وقد يتواجد منها أكثر من عرض على الشخص، ومن أعراض الخوف:
زيادة سرعة خفقان القلب وعدم انتظامها.
زيادة معدل النبض.
زيادة إفراز العرق.
ارتفاع ضغط الدم.
رجفة في الأطراف.
التوتر.
ضيق في التنفس.
فقدان الشهية.
ألم في البطن.
الإصابة بالإسهال نتيجة تقلصات في المعدة.
جفاف الفم.
الشعور بالصداع المستمر.
عدم القدرة على الصبر والتحمل.
الشعور بالإرهاق والتعب المستمر.
النسيان وعدم القدرة على التركيز.
العصبية المفرطة دائما في أبسط الأمور.
عدم الرغبة في التواجد بالتجمعات والاختلاط بالآخرين.
الشد العضلي.
التلعثم بالكلام أو السرعة في الكلام أو عدم القدرة على الكلام.
الشعور بالوخز أو الخدر في اليدين أو القدمين.
عدم القدرة على النوم بشكل منتظم.
أنواع الخوف
تتجلى لك عزيزي القارئ أنواع الخوف من خلال السطور القادمة، فيكون:
الخوف المرضي.
الخوف من عقاب الآخرة.
الخوف من الفشل.
الخوف من خسارة الفرص.
الخوف من الأحبة.
الخوف من خوض تجارب جديدة في الحياة.
الخوف من الموت.
الخوف من المرض.
الخوف من الظلام.
الخوف من الجلوس بمفردك.
الخوف من النوم بمفردك.
الخوف من البحر أو الماء.
الخوف من التجمعات.
الخوف من الأشخاص الغربية.
علاج الخوف من الناس بالقرآن
وبعد أن عرضنا لك عزيزي القارئ فيما سبق من خلال مخزن أهم طرق في علم النفس لمحاربة الخوف وإزالته من قلبك، فلا بد أن نتناول إذن من خلال السطور القادمة أفضل طريقة لعلاج الخوف، وهو القرآن الكريم، فهناك آيات قرآنية تزيل الخوف من القلوب بمجرد أن ترتيلها.
قوله تعالى في سورة الفتح: “هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”.
(اللهم أزح من قلبي كل خوف يسكنني، وكل ضعف يكسرني، وكل أمر يبكيني، وافتح لي أبوابي المغلقة، اللهم اجبر كسر قلبي، جبرًا يتعجب منه أهل السماوات والأرض، جبرا يليق بكرمك، وعظمتك، وقدرتك، يا رب العالمين).
(رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس، ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني).