كيف أحافظ على الرضاعة الطبيعية هو واحدًا من الأسئلة التي تشغل كل أم، وذلك لأن الرضاعة الطبيعية تعد بمثابة الغذاء المثالي بالنسبة لأغلب المواليد، والوسيلة الفعّالة لتعزيز علاقتهم بأمهاتهم، فعبر موقع مخزن سوف نشير إلى طرق الحفاظ عليها وضمان عند انقطاعها واللجوء إلى الحليب الصناعي، فضلًا عن أننا سنشير إلى أهم النصائح التي يجب اتباعها لإرضاع الطفل بنجاح.
إن الرضاعة الطبيعية من أهم العوامل التي تقدم للطفل في بداية عمره العناصر المغذية والمساهمة في دعم نموه وصحته وتعزيز مناعته وذكائه، حيث إنها تمثل مصدر الخوف بالنسبة للعديد من الأمهات من عدم القدرة على تقديمها بشكل مناسب لا سيما في الأسابيع الأولى، وذلك لمعاناة البعض من إنتاج كمية قليلة من الحليب لا تلبي احتياجات الرضيع، ولكن لا بأس فهناك العديد من الطرق التي من شأنها أن تساعد على الحفاظ على الرضاعة الطبيعية إذ تتمثل أبرزها في:
اتخاذ وضعية مناسبة للرضاعة
لا بد من إطباق فم الرضيع على ثدي الأم بشكل صحيح لضمان إنتاج الكمية الكافية والمناسبة من الحليب وتقليل شعوره بالإنزعاج أو شعورها بالألم وتشقق الحلمة، حيث من الممكن القيام بذلك عبر اتباع النصائح الآتية:
الإمساك بالطفل بحيث يكون في مواجهة الثدي مع توجيه الجزء الأمامي من جسمه إلى الأم وملامسة البطن للبطن والحرص على جعل رأس المرأة بنسق مع بقية جسدها علمًا بأنه يجب تجنب استدارة الجسم لتسهيل بلع الرضيع للحليب.
مداعبة شفتي الرضيع بحلمة الثدي ليتمكن من فتح فمه وكأنه يتثاءب، ومن ثم عصر بعض اللبأ لتشجيعه على الرضاعة بطريقة صحيحة.
الضغط على خده الأقرب إليها في حالة إن ابتعد عن الثدي أثناء الرضاعة ليستئنفها بعد أن يدير نفسه نحوها.
يمكن تقريب وجه الطفل إلى الأمام ليفتح فمه بشكل واسع بدجلًا من الأنحناء ودفع الثدي في فمه، كما من الضرورى المحافظة على الثدي بوضع ثابت ليقبض عليه بإحكام.
يُفضل التحقق من ملامسة ذقن وطرف أنف الطفل لثدي الأم بحيث تصبح شفاه متجهة إلى الخارج بدلًا من أن تصبح مدسوسة إلى الداخل.
مراقبة الرضاعة للتحقق من استخراج الطفل للحليب من الثدي، حيث لا يجب الاعتماد على قبض الحلمة فقط.
الإكثار من تناول السوائل
يعد الإكثار من تناول السوائل من الأمور الهامة والتي ينبغي توجيهها للمرضعة بشكل متكرر، وذلك للآتي:
يتكوّن حليب الثدي مما يعادل 90% من الماء، لذا فإن تناول ما يتراوح من 6 إلى 8 أكواب من الماء أو السوائل الصحية الأخرى كالعصير والشاي والحليب يضمن زيادة كمية الحليب وتعزيز رطوبة الجسم.
كما أن الماء يساعد الدماغ على إفراز الأوكسيتوسين أثناء الرضاعة وهو ما يجعل المرضع تشعر بالعطش أو الدوخة أو الصداع إن لم تحصل على كمية كافية من السوائل.
إرضاع الطفل بشكل متكرر
ينبغي أن يتم إرضاع الطفل كل 3 أو 4 ساعات، حيث إن الإرضاع بشكل متكرر يضمن زيادة الحليب لدى الأم، ولكن لا بد من اتباع التعليمات الآتية لتحقيق أعلى فائدة:
حصول المرضع عل قسط كافٍ من الراحة يتراوح من 20 إلى 30 دقيقة ي حالة إن لم يحصل الطفل على كامل حاجته أثناء الرضاعة من الحليب.
الإرضاع عدة مرات في الليل نظرًا لأن مستوى هرمون البرولاكتين يكون مرتفعًا في المساء وهو ما يضمن زيادة إنتاج الحليب.
إيقاظ الطفل في حالة نومه لفترة طويلة لارضاعه.
تجنب الحليب الصناعي قدر الإمكان لضمان عدم تخطي وجبات الرضاعة الطبيعية المناسبة.
مراقبة البلع
يجب أن تتحقق الأم من أن الطفل يرضع بشكل جيد، حيث من الممكن أن يغلق فمه على الثدي ويستغرق وقتًا طويلًا في النوم دون أن يبتلع أي شيء من الحليب، فمن الشائع أنه عندما يشعر الطفل بالشبع ويأخذ حاجته من الحليب ينام بعد مرور 10 دقائق إلى 30 دقيقة وذلك عند البلع النشط، إذ يُمكن معرفة ذلك عبر الآتي:
يُستدل على نوم الطفل أثناء الرضاعة من ارتخاء اليدين والوجه إلى جانب ترك الثدي.
إذ يبقي مغلقًا فمه على ثدي الأم لمدة 60 دقيقة أو أكثر دون أن يبتلع الحليب.
الجدير بالذكر أنه في حالة إن تم التأكد من نوم الطفل بعد مرور من 10 إلى 30 دقيقة فإنه يُصنح بضخ الحليب ومن ثم تخزينه إلى حين الحاجة إليه.
شفط الحليب
يساعد شفط الحليب اليدوي أو بواسطة المضخة على تفريغ الثديين وبالتالي منح الرضيع الكمية المناسبة والتي يحتاجها من حليب الأم، حيث تتمثل التقنيات المستخدمة لهذا الغرض فيما يلي:
ضغط الثدي: تعتمد هذه التقنية على ضغط الأم للثدي أثناء الرضاعة الطبيعية حتى تساعد طفلها في الحصول على المزيد من الحليب.
استعمال المضخة: تقوم هذه المضخة بتدليك الثدي عند شفط الحليب وهو ما يزيد من إدرار الحليب إلى جانب تفريخ الأثداء بشكل كامل وذلك كل جلسة شفط.
اتباع نظام غذائي مناسب
تعتمد وبشكل أساسي كمية السعرات الحرارية التي يجب أن تحصل عليها المرضع خلال فترة الرضاعة الطبيعية على كل من مقدار الزيادة في الوزن خلال فترة الحمل وعلى مؤشر كتلة الجسم قبل حدوث الحمل، فإذا كانت تعاني قبل الحمل من زيادة الوزن فهي لا تحتاج إلى سعراغت حرارية إضافية لأن مخزون الدهون لديها كافٍ لإنتاج الكمية المناسبة للحيب، أما إذا كان وزنها ضعيفًا فسوف تكون بحاجة إلى الحصول على ما يتراوح من 300 إلى 500 سعر حراري إضافي يوميًا واتباع الآتي:
تناول المغذيات الغنية مثل تفاحة متوسطة الحجم أو 227 غرام من اللبن أو شريحة من خبز الحبوب الكاملة مع ملعقة من زبدة الفستق.
الإكثار من الأطعمة الغنية بالبروتين كمنتجات الألبان والعدس والبقوليات والمأكولات البحرية قليلة الزئبق واللحوم خفيفة الدهن.
اختيار الأطعمة الغنية بالكالسيوم والحديد مثل الخضراوات الورقية والفواكه المجففة.
تجنب الحصول على كمية كبيرة من الأسماك فهي غنية بالبروتين وأوميجا 3 ولكن هناك أنواع منها تحتوي على المواد الملوثة والزئبق حيث قد تؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي للطفل.
الابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين، وفي حالة الحاجة لتناولها فإنه لا يجب تناول أكثر من كوبين يوميًا.
استخدام الثديين خلال كل رضعة
ينصح الأطباء خلال الرضعة الواحدة وفي الأسابيع القليلة الأولى أن تستخدم الأم كلا الثديين لضمان إنتاج كمية أكبر من الحليب، وذلك عبر الآتي:
البدء في كل مرة بنفس جانب الثدي أثناء الرضاعة حيث سيتم ملاحظة إنتاجه لكمية أكبر من الحليب مقارنة بالجانب الآخر.
التناوب بين الثدين حتى يتم تعزيز إنتاج الحليب منهما.
بعد مرور الأسابيع الأول من الممكن الإرضاع من ثدي واحد فقط في الرضعة الواحدة إن كان هذا الأمر مريحًا بالنسبة للأم.
طرق أخرى
تدليك الثدي جيدًا لفتح القنوات المسدودة في حالة إن كان متصلبًا وللوقاية من الالتهابات.
التحقق من الأدوية التي يتم تناولها، حيث ينبغي تجنب استعمال موانع الحمل الهرمونية عقب الولادة بشكل مباشر.
الابتعاد عن الكحول والنيكوتين.
أخطاء ترتكبها الأم عند الرضاعة الطبيعية
هناك مجموعة من الأخطاء قد ترتكبها الأم عند إرضاع مولودها مما يقلل من رضاعته بالشكل المناسب والحصول على الفوائد الجسمانية والنفسية، فمن أهمها ما يلي:
عدم الاستعداد للرضاعة من خلال تدليك الحلمة سواء منذ بداية الحمل أو بعد الولادة.
تأخر الرضاعة الطبيعية لعدة أيام بعد الولادة.
منح الرضيع الحليب الصناعي ليلًا باعتباره وجبة مشبعة وستجعله ينام طوال الليل.