إن الدين الإسلامي لعب دورًا كبيرًا في نقل حياة العرب في فترة زمنية قصيرة نقلة كبيرة للغاية، حيث جعلهم بمثابة أمة واحدة بعدما كانوا عبارة عن جماعات متفرقة، وساهم في مساعدتهم على ترك العادات السيئة لا سيما عبادة الأصنام، ولكنه لم يؤثر على حياة العرب فقد فلقد أثر على حياة الأمة الإسلامية بالكامل، فكيف وصل الإسلام في مختلف أنحاء العالم وبقي ممتدًا حتى وقتنا الحالي؟ فهذا ما سنوضحه في النقاط التالية:
وصل الإسلام إلينا بواسطة القرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية الصحيحة والتي ثُبتت على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-.
فإن الوحي أي سيدنا جبريل – عليه السلام- نزل على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- عندما كان في غار حراء.
حيث بشره بأنه سيكون نبي الأمة والمسؤول عن تخليص العالم بالكامل من الشرك والكفر.
فلقد نقل إليه التعاليم الدينية وكلام الخالق – عز وجل- وأمره أن يعلمها لكل من الصحابة وأتباعهم والمسلمين الذين اتبعوه.
فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يشرح للصحابة ما كان يقوله له الوحى ويفسر لهم التعليمات الدينية والتي فيها الأجر والنفع للمسلم.
فحفظ الصحابة من خلال النبي – صلى الله عليه وسلم- كلام الله – عز وجل-، ومن بعد موته جمعوا الأحاديث التي سمعوها عنه خشيةً من ضياعها.
إذ تناقلوا التعاليم الدينية والآيات القرآنية والكتب التي وضحت أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- وذلك جيلًا بعد جيل.
فلقد وصل الدين الإسلامي إلينا دون نقص أو حتى زيادة بالتواتر والنقل، وهذا الأمر فيه توضيحًا لقدرة الله – سبحانه وتعالى- على حفظ دينه إلى جانب حفظ كتابه العزيز.
مصادر الدين الإسلامي
تبين لنا من إجابة سؤال كيف وصل الإسلام إلينا أن المصادر الرئيسية التي جاءت منها معلومات الشريعة الإسلامية هي القرآن الكريم إلى جانب السنة النبوية، فهناك علاقة وثيقة بين السنة النبوية والقرآن الكريم حيث إن هذه العلاقة تتمثل على عدة أشكال إذ يستنبط منها الأحكام الشرعية وهي:
التأكيد: يوجد في السنة النبوية مجموعة من الأحكام مشابهة لأحكام القرآن الكريم، وذلك من حيث التحليل أو التحريم، مثل:
وجوب الصلاة.
حرمة عقوق الوالدين.
حرمة قتل النفس بغير حق.
التبيين والتوضيح: تأتي أحكام التحريم والوجوب في القرآن الكريم مجملة، وتأتي في السنة النبوية وفقًا للحكم الشرعي مفصلة وموضحة، فعلى سبيل المثال حكم وجوب الزكاة، فلقد أشارت السنة إلى مقدار مال الزكاة، وكذلك وضحت مقدار المال المسروق الذي يتطلب فيه القصاص.
الإتيان بحكم جديد: جاءت السنة النبوية بعدة أحكام حديثة لم ترد في القرآن الكريم، فمنها حكم أكل لحم الحمر الأهلية، حيث إن الحكم هو تحريم أكل هذا اللحم.
كيف وصل القرآن الينا
بعد أن عرفنا كيف وصل الإسلام إلينا، فإننا فيما يلي سوف نوضح كيف وصل القرآن الكريم إلينا:
لقد جمعّ الصحابة القرآن الكريم بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم- في مصحف واحد.
كما كتبوا منه مجموعة من النسخ وقاموا بتوزيعها على البلاد الإسلامية وذلك بهدف ضمان المسلمين حفظ تعاليم القرآن الكريم إلى جانب الرجوع إليه في الأمور المعضلة.
ومن الجدير بالذكر أن الله – عز وجل- حفظ القرآن من التحريف والتزوير لأنه معجزة خالدة قد أنزلها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لتظل إلى يوم القيامة.
فليس من الممكن أن يمحو أحد آيات القرآن الكريم، فهي أتت من بيت العزة الموجود في السماء الدنيا كاملة دون نقصان أو تحريف، والله أعلم.
الدين الإسلامي
لقد تعددت الأديان السماوية التي نشرها الرسل والأنبياء وجاءت من عند الله – عز وجل- على الأرض، ولقد قام البعض بتحريف كلام الله تعالى فيها واتبعوا أهوائهم والشيطان إلى أن أنزل الله الدين الإسلامي ليكون هدى ورحمة للعالمين، ففيما يلي سوف نوضح لكم بعضًا من المعلومات عنه:
يعد هذا الدين هو الدين الخاتم لجميع الديانات السماوية، كما أن القرآن الكريم الذي حمله إلينا هو ما ختم الكتب الإلهية.
فلقد اتصف الدين الإسلامي بحفظه من قِبل الله – عز وجل- حيث لم يدخله التحريف أو حتى التغيير.
كما تميز بالسماحة ومرونة أحكامه وتناسبها مع مختلف الثقافات حول العالم.
ومن الجدير بالذكر أن الله – تعالى- قال إن الدين عنده هو الإسلام، وأنه لا بد وأن يؤمن العبد به في أقواله وأفعاله سواء كانت الظاهرة أو الباطنة، وأن يبتعد من خلاله عن جميع الأمور التي تغضب الله.
فإن الفقهاء عرفوا الدين الإسلامي في الاصطلاح الإسلامي عبر 4 أركان أساسية وهم:
السلطة: هي سلطة الله – عز وجل- التي لديها في الإسلام السلطة العالية إلى جانب الحاكمية.
الإذعان: هو الخضوع لسلطة الله العليا.
النظم: تشمل النظم الفكرية والعقدية وجميع التشريعات العملية التابعة للسلطة.
الجزاء: يقصد به الجزاء الناتج عن قبول الدين الإسلامي ومدى اتباع تعاليمه، أو الناتج عن التمرد على الدين.
ولخلاصة القول إن الدين الإسلامي هو عبارة عن الإيمان بالذات الإلهية والتي تستحق الطاعة وكذلك العبادة عبر الالتزام بالنصوص التي وضحت صفات الذات العليا وطريق العبادة.
خصائص الدين الإسلامي
هناك مجموعة من الخصائص اتسم به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان وهي كالآتي:
دين إلهي
الدين الإسلامي عبارة عن دين إلهي أي أن الله – عز وجل- ارتضاه للناس.
فإن مصدره هو القرآن الكريم كما أسلفنا ذكرًا والسنة النبوية التي تم استمدادها من الوحي الذي أنزل على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-.
دين شمولي
تتمثل شمولية الدين الإسلامي في أحكامه وتشريعاته الشاملة جميع الخلق سواء كانوا إنسًا أو جنًا.
فهو يتطرق إلى مختلف السلوكيات والتصرفات الحياتية.
كما أنه يشمل كل زمان ومكان، وجميع مراحل الإنسان في الحياة.
فضلًا عن ذلك فشمولية هذا الدين تضم نظرته إلى الحياة في الدنيا وكذلك الآخرة.
دين الفطرة
يتوافق الدين الإسلامي مع الفطرة التي ولد عليها الإنسان.
فهو لا يتعارض مطلقًا مع رغباته، حيث إنه إذا تم تجريد الفرد من أهوائه فبلا شك سوف يختار دين الفطرة ألا وهو الدين الإسلامي.
دين الوسطية
ينظر الدين الإسلامي إلى جميع جوانب الحياة من حيث العقيدة والأخلاق والشريعة.
فإن وسطيته تظهر في جمعه بين متطلبات الأفراد وكذلك الجماعات إلى جانب متطلبات روح وجسد الإنسان، فهو لا يطغى ابدًا جانب على غيره.
دين العلم
يحترم الإسلام كل من العلم والعلماء، كما أنه يساهم في رفع شأنهم.
في بداية القرن السابع الميلادي، فلقد نشأ في مكة ثم الصين ثم أوروبا ثم انتشر في جميع أنحاء العالم.
لماذا الإسلام هو الدين الحق؟
بسبب موازنته بين متطلبات الروح إلى جانب حاجات البدن، فتشريعاته وعقائده تتناسب مع الفطرة والعقل.
كم عمر الاسلام؟
قال السيوطي – رحمه الله- أن مدة الدنيا 7 آلاف سنة، وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم- بُعث في أواخر الألف السادسة، فبذلك يكون عمر الأمة الإسلامية نحو أكثر من ألف سنة وألف من 1500 سنة، والله أعلم.