إن الصديق الأكبر هو الصحابي الجليل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه.
ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أهمية ومكانة علي بن أبي طالب عنده من خلال قوله: (إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ).
فمكانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الدين الإسلامي عظيمة لغاية، بالإضافة إلى أنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره.
فلقد لقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالعديد من الألقاب إلى جانب لقب (الصديق الأكبر)، ولعلنا نتناول من خلال السطور القادمة الألقاب التي أطلقت عليه:
ألقاب الصحابي علي بن أبي طالب
ولي الله.
حيدرة.
أمير المؤمنين.
يعسوب الدين.
يعسوب المؤمنين.
المرتضى.
الصديق الأكبر.
باب مدينة العلم.
شهيد المحراب.
وليد الكعبة.
أبي السبطين.
أبو الحسن.
أبو الحسنين.
أبو تراب.
أبو الريحانتين.
معلومات عن علي بن أبي طالب
الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي، من بني قريش، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره.
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
يعود نسبه إلى نبي الله إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، حيث قيل إنها أول هاشمية تلد لهاشمي.
ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تاريخ 13 رجب 23 ق هـ، الموافق 17 مارس 599م في مكة المكرمة بشبه الجزيرة العربية.
إن علي بن أبي طالب أول من آمن بالله ورسوله من الصبيان، وهو أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بالإضافة إلى أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وعند السنة وهو رابع الخلفاء الراشدين، إلى جانب أنه أول الأئمة عند الشيعة.
أبوه هو أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه هي فاطمة بنت أسد الهاشمية، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض المصادر تشير إلى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد في جوف الكعبة بمكة المكرمة.
أسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل الهجرة، وكما ذكرنا أنها وأوّل من أسلم من الصبيان، ويعد ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام.
هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، بالإضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه ابنته السيدة فاطمة الزهراء في السنة الثانية من الهجرة.
وشارك الصحابي الجليل في العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سيما شهد كل الغزوات مع النبي ما عدا عزوة تبوك، لأن أثناء هذه الغزوة خلّفه الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن علي بن أبي طالب عرف بشدّته وبراعته في القتال، بالإضافة إلى أنه كان واحدا من أسباب نصر المسلمين في الغزوات على المشركين.
كما كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه محل ثقة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك كان واحدا من كتاب الوحي.
بويع بالخلافة في سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة
وعلينا من هنا أن نشير إلى قضية هامة تداولها التاريخ على مر العصور، وهي مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تحولت إلى موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين مختلف الطوائف الإسلامية.
فمن يتبع السنة يعلم أن علي بن أبي طالب هو أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، أما من يسير على خطى الشيعة، فيرى أنه مختارا من الله وصيًّا وإمامًا وخليفةً للمسلمين، مما أدى ذلك الخلاف إلى النزاع بين السنة والشيعة.
ومن الجدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان معروف عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، إلى جانب الأشعار والأقوال المنسوبة إليه، إضافة إلى ذلك فهو واحد من رموز الشجاعة والقوّة والعدل والزهد، بل هو من أكبر علماء عصره.
زوجات وأبناء علي بن أبي طالب
فاطمة بنت الرسول محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأنجبت له:
الحسن بن علي بن أبي طالب.
الحسين بن علي بن أبي طالب.
مُحسن بن علي بن أبي طالب.
زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب.
أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب.
أم البنين بنت حزام الكلابيّة، وأنجبت له:
العبّاس بن علي بن أبي طالب.
جعفر بن علي بن أبي طالب.
عبدالله بن علي بن أبي طالب.
عثمان بن علي بن أبي طالب.
ليلى بنت مسعود التميميّة، وأنجبت له:
عُبيد الله بن علي بن أبي طالب.
أبو بكر بن علي بن أبي طالب.
أم حبيبة بنت زمعة التغلبيّة، وأنجبت له:
عمر بن علي بن أبي طالب.
رقية بنت علي بن أبي طالب.
أم سعيد بنت عروة الثقفيّة، وأنجبت له:
أم الحسن بنت علي بن أبي طالب.
رملة الكبرى بنت علي بن أبي طالب.
أسماء بنت عُميس الخثعميّة، وأنجبت له:
يحيى بن علي بن أبي طالب.
محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب.
عون بن علي بن أبي طالب.
أُمامة بنت أبي العاص، وأنجبت له:
محمد الأوسط بن علي بن أبي طالب.
خولة بنت جعفر الحنفيّة، وأنجبت له:
محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب (محمد بن الحنفيّة).
قصة إسلام علي بن أبي طالب
إن علي بن أبي طالب لا شك في كونه دخل في الإسلام منذ صغره في العمر، بل أنه أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبيان، ولعلنا نذلك من خلال السطور القادمة قصة إسلامه كما ذكر ابن الأثير في أسد الغابة:
عن ابن إسحاق قال: ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك اليوم- يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه- قال: فوجدهما يصليان، فقال علي: يا محمد، ما هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وإلى عبادته وكفر باللات والعزى”.فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرًا حتى أحدث أبا طالب. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا عليّ، إن لم تسلم فاكتم. فمكث عليّ تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب عليّ الإسلام، فأصبح غاديًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فقال: ماذا عرضت عليّ يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد”. ففعل عليّ وأسلم، ومكث عليّ يأتيه سرًا خوفًا من أبي طالب، وكتم عليّ إسلامه.
هجرة علي بن أبي طالب
ذكر ابن عبّاس -رضي الله عنه- قصّة فداء عليّ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما أراد المشركون التربُّص به، وقَتله؛ حيث نام علي ليلة الهجرة إلى المدينة في فراش النبيّ- عليه الصلاة والسلام-، فبات المشركون ليلتهم يظّنون أنهّم يحاصرون رسول الله في بيته، إلّا أنّه كان قد سار إلى الغار، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، ومن ثم بوجود عليّ نائماً في فراشه، فسألوه عن النبيّ، فأجابهم بأنّه لم يكن يعلم بمكان النبي.
وبعدها هاجر علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المدينة المنورة بثلاث ليالٍ بعد أن أدّى الأمانات التي كانت لدى الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى أصحابها.
الغزوات التي شهدها علي بن أبي طالب
غزوة بدر: وكان لم يتجاوز عُمره حينذاك العشرين سنةً، فحول لواء المسلمين.
غزوة أحد: وحَمَل فيها لواء المسلمين بعد استشهاد مُصعب بن عُمير.
غزوة حمراء الأسد: كان من الذين استجابوا إلى دعوة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد غزوة أحد، وكان حاملاً للواء المسلمين.
غزوة بني النضير: وقتل عَزْوَكَ؛ إحدى زعامات اليهود.
غزوة الخندق: بارز فيها عمرو بن عبد ودّ العامري؛ وكان أحد أشهر الفرسان، وقتله.
غزوة بني قريظة: حمل فيها راية المسلمين، وكان في مُقدّمة الجيش.
غزوة خيبر: حمل الراية يوم خيبر، وفتح الله على يدَيه حصونها.
غزوة حُنين: ثبتَ فيها مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حتى نهايتها.
صلح الحديبية: سجّل موقفاً إيمانياً عظيماً حينما رفض مَحو عبارة: “محمدٌ رسول الله”، بعد أن اعترض على كتابتها المشركين.
خلافة علي بن أبي طالب
لقد بويع علي بن أبي طالب للخلافة أوائل السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، وذلك بالإجماع على اختياره من قبل المهاجرين والأنصار لمكانته العظيمة عندهم وعند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة.
ولقد شهدت خلافته المزيد من التطورات وأولها أن الكوفة أصبحت عاصمة الخلافة، والمدينة المنورة أصبحت ولايةٍ بقيادة سهل بن حنيف الأنصاري.
وعلى الرغم من استمرار الحكم بالشريعة الإسلامية في عهد علي بن أبي طالب إلا أن الاهتمامات انصبت على أومور وأوضاع الولايات الداخلية أكثر من الاهتمام بالفتوحات الإسلامية، فشهدت خلافته انتشار الإسلام بقوة في أذربيجان، لكنها لم تشهد الفتوحات والتوسعات الإسلامية.
ومن الجدير بالذكر أن علي بن أبي طالب سار على خطى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وذلك من حيث تشدده في منح العطايا الناتجة عن قلة الفتوحات، كما منع خروج قريش من الجزيرة بعد أن تفرّق الناس في الأمصار.
استشهاد علي بن أبي طالب
في حقيقة الأمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر علي -رضي الله عنه- أنه سوف يقتل شهيدا، فقل: (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْقَى الناسِ رَجلينِ؟ أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقَرَ الناقَةَ، والذي يضْرِبُكَ يا عَلِيُّ عَلَى هذِه، حتى يَبُلَّ مِنْهَا هذِه).
فاستشهد علي -رضي الله عنه- على يد ابن ملجم، عندما ترقب لحظة خروجه ليوقظ الناس للصلاة، فضربه بالسيف إلى جانب رأسه.
واستشهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلةٍ مضت من رمضان من السنة الأربعين للهجرة، وكان عُمره ثلاثاً وستّين سنةً، وقِيل بضعٌ وخمسون.
من أقوال علي بن أبي طالب
“أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه”.
أشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك ……… ولا تجـزع من الموت إذا حـل بواديك
فإن الدرع والبيضة يوم الروع تكفيك …………… كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك